يونسكو وصورايخ
د. فايز أبو شمالة
في المواجهة العسكرية بين رجال المقاومة والجيش الإسرائيلي، خرج رجال المقاومة منتصرين، وقد فرضوا على مليون إسرائيلي العيش في فزع، لتقف إسرائيل عاجزة مع قبتها الحديدية عن تحقيق الأمن لمواطنيها.
في المواجهة الدبلوماسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حسم الأمر لصالح فلسطين، وحصلت على العضوية في منظمة اليونسكو، وفضحت الموقف الأمريكي المتحالف مع إسرائيل، والمنحاز لوجهة نظر أشد المستوطنين تطرفاً.
في المواجهة العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، عززت المقاومة من حضورها الميداني، بينما اكتفت دولة الصهاينة بالتهديد اللفظي بسحق غزة، وتدميرها، وحصارها، وهذا أمر تعود عليه المقاومون!
في المواجهة الدبلوماسية انتصرت السلطة الفلسطينية على الورق، دون أن تحقق أي مكسب فعلي على الأرض، انتصار سيجر العقاب الإسرائيلي المجرم على السلطة، وعلى الشعب الفلسطيني بشكل عام، وسيجلب العقاب الأمريكي على منظمة اليونسكو، بينما ستقف السلطة عاجزة عن الرد، أو غير راغبة في الرد القاسي المتمثل بوقف التنسيق الأمني.
في المواجهة الدبلوماسية لم تنتصر المقاومة، ولست مع القائلين: بأن النصر الدبلوماسي يعزز من شرعية المقاومة، بل على العكس من ذلك، الولوج في الخط الدبلوماسي كان على حساب خط المقاومة في الضفة الغربية. بينما المواجهة العسكرية أعطت للدبلوماسية الفلسطينية دفعاً، وحرضت دول العالم للوقوف السياسي خلف التحرك الفلسطيني، خوفاً من تعزيز فكرة المقاومة المسلحة لدى الشعب الفلسطيني.
المواجهة الدبلوماسية مع إسرائيل في مراحلها الأخيرة، وهي تنحسر عن رمل المفاوضات غير المثمر، وتنبئ بأيام قاسية على السلطة، ستقف فيها غير قادرة على مواصلة المشوار. بينما المواجهة العسكرية مع الصهاينة في مراحلها الأولى، وهي تتطور لصالح المقاومة، وتبشر بأيام قادمة ستخرج منها إسرائيل منهزمة.
كانت ردة فعل الإسرائيليين على قرار انضمام فلسطين إلى منظمة اليونسكو، مزيدا من التوسع الاستيطاني، ووقف تحويل الأموال، بينما ردة فعل الإسرائيليين على القذائف الفلسطينية تمثل في وقف التعليم في المدن الإسرائيلية الكبرى.
جاء رد فعل السلطة الفلسطينية على التوسع الاستيطاني اليهودي في القدس، رداً بارداً يحذر من تدمير عملية السلام، بينما كانت ردة فعل المقاومة على كل صاروخ إسرائيلي ينطلق على قطاع غزة، وابل من الصواريخ التي وزعت الخوف على المدن الإسرائيلية.
لما تزل رسالة إسرائيل إلى المقاومة تقول: حافظوا على الهدوء لنحافظ عليه من طرفنا أكثر منكم، ولما تزل رسالة إسرائيل إلى المفاوض: اضبط لنا الأمن داخل الضفة الغربية، وحافظ على هذا الوضع، كي نحافظ على بقاؤكم، وتواصل تدفق الدعم المالي لكم.
--
امجاد العرب
http://www.amgadalarab.com/index.php