مصر القوية مستقرة
د. فايز أبو شمالة
بعيداً عن ميدان التحرير؛ على باب أحد المساجد في القاهرة، حرص بعض الفتية المصرين على توزيع عشرات المطبوعات التي تحض المصليين في يوم الجمعة على انتخاب مرشحها، عشرات الأسماء والبرامج الانتخابية التي تتقرب للناخب، وتعاهده على الوفاء والصدق والفداء من أجله، وتجمع على أهمية الديمقراطية في حياة المجتمع، وفي إصلاح حال الناس الذي تآكل سنوات تفرد نظام حسني مبارك بالفساد والفشل.
لاحظت أن لكل مرشح للانتخابات المصرية رمز يدل عليه، وقد اطلعت على منشورات حزب الحرية والعدالة، واستحسنت اختيار الحزب للميزان رمزاً يدل على مضمونه، ولكن العارف بالانتخابات المصرية قال لي: هذا الرمز لا يختاره الحزب أو الشخص المرشح للانتخابات، وإنما تحدده الجهات المشرفة على الانتخابات عن طريق القرعة، فكان رمز الميزان من نصيب حزب الحرية والعدالة!
اهتم جميع المرشحين للانتخابات بكرامة الإنسان المصري وحريته، لقد رفعوا من شأن الناخب في مطبوعاتهم، وخفضوا له جناح التذلل، وهم يعاهدونه على توفير فرص العمل في حاله فوزهم، مع ضمان لقمة العيش الصحي، وقد انتبهت إلى لمحات من برنامج حزب الحرية والعدالة، لأنها تحاكي نبض الشعب المصري والشعوب العربية ككل حين تقول: إصلاح هيكل الأجور ومكافحة البطالة، وضبط الأسواق ومنع الاحتكار، حماية الأسرة ورعاية الطفولة، تحقيق العدالة الاجتماعية، والاهتمام بالمرأة كشريك أساسي لنهضة المجتمع.
لقد احترمت حزب الحرية والعدالة حين اعترف ببرنامجه الانتخابي أن الإصلاح مسئولية كل المصريين، وأن الإصلاح لا يقوى عليه حزب منفرد مهما كانت إمكانياته، لذا يختتم حزب الحرية والعدالة برنامجه بالتالي: نمد أيدينا لكل المصريين الأفراد والهيئات والأحزاب والقوى الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني لبناء مصر قوية مستقرة.
لا شك أن مصر القوية هي مصر المستقرة، بينما مصر الضعيفة هي مصر التمزق والتبعية، ولا شك أن مصر لا تخص المصريين وحدهم، وإنما هي نبض وجدان الأمة العربية والإسلامية، وهي الشرق الناهض بالكرامة، وإذا كان حزب العدالة والتنمية الإسلامي في المغرب قد أعلن عن فوزه بجميع المقاعد في الانتخابات البرلمانية، وهو يسير على خطى حزب النهضة في تونس، فإن المراقبين المحايدين يعطون لحزب الحرية والعدالة الأغلبية في أول انتخابات ديمقراطية في مصر، ولا استغرب ذلك، لأن جميع الأحزاب الإسلامية تشرب من النبع ذاته، وجميعها تلونت أغصانها بالأخضر، والقاسم المشترك للجميع هو الحرية والعدالة التي ستفضي حتماً إلى التنمية والازدهار. إنه الانتصار الذي يزرع الرعب في قلوب الإسرائيليين.
امجاد العرب
http://www.amgadalarab.com/index.php