منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبير البرازي
مديرة
مديرة
عبير البرازي


عدد المساهمات : 7200
تاريخ التسجيل : 02/03/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة Empty
مُساهمةموضوع: إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة   إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة I_icon_minitimeالإثنين فبراير 27, 2012 12:29 pm


صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام

بقلم جمال البنا:

أريد من نشر هذا المقال تقديم مثال لما يمكن أن يصل إليه صحفي شاب لم يدخل الأزهر، أو يضع علي رأسه عمامة أو يدعي أنه من أهل الذكر.. إلخ، إنه صحفي كبقية الصحفيين، ولكن هذا لم يمنعه من أن يعني بقضية حاكت في نفسه، كما حاكت في نفوس آخرين فقبلوها صاغرين، ولكنه وطن نفسه علي أن يدرسها ولم يثنه أنها مثبتة في البخاري وأن أعلام الأمة تقبلوها لأكثر من ألف عام، تلك هي قضية أن الرسول تزوج عائشة في سن السادسة وبني بها (أي دخل بها) في سن التاسعة بناءً علي ما جاء في البخاري (باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها ٣٨٩٤): حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «تزوجني النبي صلي الله عليه وآله وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة.. فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين».

وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلها لم توجد في غيره.

أعد نفسه لمقارعة تلك القضية، ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ، ولكنه أيضًا نقد سند الروايات التي روي بها أشهر الأحاديث الذي جاء في البخاري ومسلم، وأثبت في الحالتين ذكاءً، وأصاب نجاحًا. من ناحية التواريخ، عاد الصحفي الشاب إلي كتب السيرة (الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيات)، فوجد أن البعثة النبوية استمرت ١٣ عامًا في مكة و ١٠ أعوام بالمدينة، وكانت بدء البعثة بالتاريخ الميلادي عام ٦١٠، وكانت الهجرة للمدينة عام ٦٢٣م أي بعد ١٣ عامًا في مكة، وكانت وفاة النبي عام ٦٣٣م والمفروض بهذا الخط المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تزوج أم المؤمنين السيدةعائشة قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أي في عام ٦٢٠م،

وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحي، وكانت تبلغ من العمر ٦ سنوات، ودخل بها في نهاية العام الأول للهجرة أي في نهاية عام ٦٢٣م، وكانت تبلغ ٩ سنوات، وذلك ما يعني حسب التقويم الميلادي، أنها ولدت عام ٦١٤م، أي في السنة الرابعة من بدء الوحي حسب رواية البخاري، وهذا وهم كبير.... ونقد الرواية تاريخيا بحساب عمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر ــ ذات النطاقين): تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ ١٠ سنوات،

كما تروي ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ ٢٧ عامًا ما يعني أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام ٦١٠م كان ١٤ سنة وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة ١٣ سنة وهي سنوات الدعوة النبوية في مكة، لأن ( ٢٧ ــ ١٣ = ١٤ سنة )، وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ ١٠ سنوات، إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة) كان ٤ سنوات مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدء الوحي بـ ٤ سنوات كاملات، وذلك عام ٦٠٦م،

ومؤدي ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما نكحها في مكة في العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها ١٤ سنة، لأن (٤ + ١٠ = ١٤ سنة) لأو بمعني آخر أن (عائشة) ولدت عام (٦٠٦م) وتزوجت النبي سنة (٦٢٠م) وهي في عمر (١٤) سنة، وأنه كما ذكر بني بها ـ دخل بها ـ بعد (٣) سنوات وبضعة أشهر، أي في نهاية السنة الأولي من الهجرة وبداية الثانية عام (٦٢٤م) فيصبح عمرها آنذاك (١٤ + ٣ + ١ = ١٨ سنة كاملة) وهي السن الحقيقية التي تزوج فيها النبي الكريم (عائشة).

حساب عمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها (أسماء ـ ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهي مقتل ابنها (عبدالله بن الزبير) علي يد (الحجاج) الطاغية الشهير، وذلك عام (٧٣ هـ)، وكانت تبلغ من العمر (١٠٠) سنة كاملة فلو قمنا بعملية طرح لعمر (أسماء) من عام وفاتها (٧٣هـ) وهي تبلغ (١٠٠) سنة كاملة فيكون (١٠٠ ــ ٧٣ = ٢٧ سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية، وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور في المصادر التاريخية فإذا طرحنا من عمرها (١٠) سنوات،

وهي السنوات التي تكبر فيها أختها (عائشة) يصبح عمر (عائشة) (٢٧ ــ ١٠ = ١٧ سنة) وهو عمر (عائشة) حين الهجرة ولو بني بها ـ دخل بها ـ النبي في العام الأول يكون عمرها آنذاك (١٧ + ١ = ١٨ سنة)، وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبي. وما يعضد ذلك أيضًا أن (الطبري) يجزم بيقين في كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبي بكر) قد ولدوا في الجاهلية، وذلك ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح ويكشف ضعف رواية البخاري، لأن (عائشة) بالفعل قد ولدت في العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.

حساب عمر (عائشة) مقارنة بالسيدة بفاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها وأرضاها بنت النبي صلى الله عليه وسلم: يذكر (ابن حجر) في (الإصابة) أن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها ولدت عام بناء الكعبة والنبي ابن (٣٥) سنة، وأنها أسن ــ أكبر ــ من عائشة بـ (٥) سنوات، وعلى هذه الرواية التي أوردها (ابن حجر) مع أنها رواية ليست قوية، ولكن علي فرض قوتها نجد أن (ابن حجر) وهو شارح (البخاري) يكذب رواية (البخاري) ضمنيا، لأنه إن كانت السيدة(فاطمة الزهراء) ولدت والنبي في عمر (٣٥) سنة فهذا يعني أن (عائشة) ولدت والنبي يبلغ (٤٠) سنة وهو بدء نزول الوحي عليه، ما يعني أن عمر (عائشة) عند الهجرة كان يساوي عدد سنوات الدعوة الإسلامية في مكة وهي (١٣) سنة وليس (٩) سنوات وقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد في رواية البخاري .

نقد الرواية من كتب الحديث والسيرة: ذكر (ابن كثير) في (البداية والنهاية) عن الذين سبقوا بإسلامهم «ومن النساء.. أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يدعو في خفية، ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة»، وبالطبع هذه الرواية تدل علي أن (عائشة) قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة في عام (٤) من بدء البعثة النبوية بما يوازي عام (٦١٤م)، ومعني ذلك أنها آمنت علي الأقل في عام (٣) أي عام (٦١٣م) فلو أن (عائشة) علي حسب رواية (البخاري) ولدت في عام (٤) من بدء الوحي معني ذلك أنها لم تكن علي ظهر الأرض عند جهر النبي بالدعوة في عام (٤) من بدء الدعوة أو أنها كانت رضيعة، وهذا ما يناقض كل الأدلة الواردة، ولكن الحساب السليم لعمرها يؤكد أنها ولدت في عام (٤) قبل بدء الوحي أي عام (٦٠٦م) ما يستتبع أن عمرها عند الجهر بالدعوة عام (٦١٤م) يساوي (٨) سنوات، وهو ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح للأحداث وينقض رواية البخاري.

أخرج البخاري نفسه (باب ـ جوار أبي بكر في عهد النبي) أن (عائشة) قالت:" لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية"، فلما ابتلي المسلمون خرج أبوبكر مهاجرًا قبل الحبشة)، ولا أدري كيف أخرج البخاري هذا فـ (عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان الدين وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكرت، وتقول "إن النبي كان يأتي بيتهم كل يوم" وهو ما يبين أنها كانت عاقلة لهذه الزيارات،

والمؤكد أن هجرة الحبشة إجماعًا بين كتب التاريخ كانت في عام (٥) من بدء البعثة النبوية ما يوازي عام (٦١٥م)، فلو صدقنا رواية البخاري أن عائشة ولدت عام (٤) من بدء الدعوة عام (٦١٤م) فهذا يعني أنها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة، فكيف يتفق ذلك مع جملة (لم أعقل أبوي) وكلمة أعقل لا تحتاج توضيحًا، ولكن بالحساب الزمني الصحيح تكون (عائشة) في هذا الوقت تبلغ (٤ قبل بدء الدعوة + ٥ قبل هجرة الحبشة = ٩ سنوات) وهو العمر الحقيقي لها آنذاك.

ولم يقنع المؤلف بهذه الحساب المقارن، بل إنه أجري أيضًا حساب عُمر (عائشة) مقارنة بفاطمة الزهراء، مما لا يتسع له مجال المقال، ثم ختم الباحث بحثه بنقد السند فلاحظ أن الحديث الذي ذكر فيه سن (عائشة) جاء من خمسة طرق كلها تعود إلي هشام بن عروة، وأن هشام قال فيه ابن حجر في (هدي الساري) و(التهذيب): «قال عبدالرحمن بن يوسف بن خراش وكان مالك لا يرضاه، بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم ـ جاء ـ الكوفة ثلاث مرات ـ مرة ـ كان يقول: حدثني أبي، قال سمعت عائشة وقدم ـ جاء ـ الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة».

والمعني ببساطة أن (هشام بن عروة) كان صدوقاً في المدينة المنورة، ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء وبدأ (يدلس) أي ينسب الحديث لغير راويه، ثم بدأ يقول (عن) أبي، بدلاً من (سمعت أو حدثني)، وفي علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثني) أقوي من قول الراوي (عن فلان)، والحديث في البخاري هكذا يقول فيه هشام عن (أبي وليس (سمعت أو حدثني)، وهو ما يؤيد الشك في سند الحديث، ثم النقطة الأهم وهي أن الإمام (مالك) قال: إن حديث (هشام) بالعراق لا يقبل،
> >
> > فإذا طبقنا هذا علي الحديث الذي أخرجه البخاري لوجدنا أنه محقق، فالحديث لم يروه راو واحد من المدينة، بل كلهم عراقيون مما يقطع أن (هشام بن عروة) قد رواه بالعراق بعد أن ساء حفظه، ولا يعقل أن يمكث (هشام) بالمدينة عمرًا طويلاً ولا يذكر حديثاً مثل هذا ولو مرة واحدة، لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لعمر السيدة (عائشة) عند زواجها بالنبي في كتاب (الموطأ) للإمام مالك وهو الذي رأي وسمع (هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة، فكفي بهاتين العلتين للشك في سند الرواية السابقة انتهي.

أختم المقال بما قدمته به، أن هذا مثال لما يمكن أن يصل إليه باحث لم يتخرج في الأزهر ـ ربما بفضل عدم تخرجه في الأزهر ـ من تفنيد لقضية تقبلتها الأمة بالإجماع (كما يقولون)، وفاتت علي الأئمة الأعلام، ولماذا لم يلحظ رئيس قسم الحديث بالأزهر هذا بدلاً من أن يتحفنا بفتوي إرضاع الكبير؟

من هذا الباحث الذي قام بهذا التحقيق؟

ـ إنه الأستاذ «إسلام بحيري»، وجاء بحثه في العدد زيرو (أي قبل الأول) ص ٢١ من جريدة «اليوم السابع» الذي صدر في ١٥/٧/٢٠٠٨.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
السيد إبراهيم أحمد
عضو ذهبي
عضو ذهبي
السيد إبراهيم أحمد


عدد المساهمات : 162
تاريخ التسجيل : 25/07/2011
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100000789262267

إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة Empty
مُساهمةموضوع: رد: إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة   إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة I_icon_minitimeالخميس يونيو 28, 2012 8:02 pm

الأستاذة الناقدة / عبيـــــر البــرازى

تحية طيبة وبعد ،،

لحيوية الموضوع الذى نقلته إلينا ، أرى أنه من الواجب ، والأمانة العلمية تقتضينى أن أنقل ردود الأفاضل من العلماء وغيرهم على هذا الموضوع :

نُشِرَت في عدة مواقع على الانترنت إشادة جمال البنا لمقالٍ لباحثٍ وصحفيٍّ شاب يُدعى إسلام بحيري، والذي تجرَّأ فيه إلى إثبات خلاف ما أثبتته الأحاديث في الصحيحين وخلاف ما أجمعت عليه الأمة -حسب ظنه-، حيث نقد بالنفي قول من قال إنَّ سيدتنا عائشة تزوَّجها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي ابنة ست سنين وبنى عليها وهي ابنة تسع سنين، وادَّعى أنَّه أثبت أنَّه تزوَّجها وهي ابنة ثمانية عشر عاما.

ولم تكن المشكلة هنا فقط، بل فيما أثنى به البنا على المقال وكاتبه الشاب: من أنَّه صحَّح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام، وذكر البنا بافتخار أنَّه نقد سند الروايات التي رُوي بها أشهر الأحاديث الذي جاء في البخاري ومسلم، وأنَّه فنَّد الإجماع، وأنَّ هذه المسألة فاتت على الأئمة الأعلام، واعتبر ذلك ذكاءً منه ونجاحا لم يتوصل إليه العلماء والمُعمَّمون (مستهزئا ومستخفا بهم) ... والمثير للاستغراب أنَّه بعد ذلك كلِّه ذكر أنَّ ذلك كان حمية وجدها الباحث في نفسه للدفاع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فكان هذا قد تسبَّب في استغراب وتردد البعض مِمَّا جعلهم يتسائلون في الصواب ... فرُفع هذا الأمر إلى سماحة الشيخ عبد الملك السعدي فكتب فيه رده العلمي عليه الذي سيأتي بعد ذكر نص كلام البنا الآتي في مقال البحيري التي نشرته جريدة اليوم السابع:



"جمال البنا يشيد بالباحث الإسلامى إسلام بحيرى الكاتب بـ (اليوم السابع)
الأربعاء، 13 أغسطس 2008 - 16:58

نَشَرَتْ جريدة المصرى اليوم، الأربعاء 13 أغسطس، مقالاً للكاتب والمفكر الإسلامى جمال البنا، يستعرض فيه مقالاً نشرته "جريدة اليوم السابع" فى العدد التجريبي (صفر)، للباحث الإسلامي إسلام بحيري الكاتب باليوم السابع.

جاء استعراض المفكر جمال البنا لمقال بحيري حاملاً لعديد من القيم، أولها قيمة تواصل الأجيال، وقيمة الإعلاء من الجديد على مستوى البحث والتفكير، حتى لو كان مصدره باحثاً يتلمس خطاه الأولى، أو كاتباً يجرب ملكة تفكيره، دون خوف من الخطأ، أو التعثر.

أسعدتنا موضوعية المفكر الإسلامي جمال البنا، كما أسعدتنا إشادته بالباحث إسلام بحيري، وباليوم السابع، وفيما يلي نص المقال:

(صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام)
بقلم جمال البنا

أُريدُ من نشر هذا المقال تقديم مثال لما يمكن أن يصل إليه صحفي شاب لم يدخل الأزهر، أو يضع على رأسه عمامة أو يدعي أنه من أهل الذكر.. إلخ، إنه صحفي كبقية الصحفيين، ولكن هذا لم يمنعه من أن يعنى بقضية حاكت فى نفسه، كما حاكت فى نفوس آخرين فقبلوها صاغرين، ولكنه وطَّن نفسه على أن يدرسها ولم يثنه أنها مثبتة فى البخاري، وأنَّ أعلام الأمة تقبلوها لأكثر من ألف عام، تلك هى قضية أنَّ الرسول تزوج عائشة فى سن السادسة وبنى بها (أى دخل بها) فى سن التاسعة، بناءً على ما جاء فى البخاري (باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها 3894): حدثني فروة بن أبى المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "تزوجني النبى -صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة .. فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين".

وجد الباحث فى نفسه حمية للدفاع عن رسول الله (ص) لعلها لم توجد فى غيره.

أعد نفسه لمقارعة تلك القضية، ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ، ولكنه أيضاً نقد سند الروايات التى روى بها أشهر الأحاديث الذى جاء فى البخاري ومسلم، وأثبت فى الحالتين ذكاءً، وأصاب نجاحاً، من ناحية التواريخ، عاد الصحفي الشاب إلى كتب السيرة (الكامل، تاريخ دمشق، سير أعلام النبلاء، تاريخ الطبري، تاريخ بغداد، وفيات الأعيان)، فوجد أنَّ البعثة النبوية استمرت 13 عاماً فى مكة و10 أعوام بالمدينة، وكانت بدء البعثة بالتاريخ الميلادي عام 610، وكانت الهجرة للمدينة عام 623م أي بعد 13 عاماً فى مكة، وكانت وفاة النبي عام 633م والمفروض بهذا الخط المتفق عليه، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تزوج عائشة قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أى فى عام 620م.

وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحي، وكانت تبلغ من العمر 6 سنوات، ودخل بها فى نهاية العام الأول للهجرة أي فى نهاية عام 623م، وكانت تبلغ 9 سنوات، وذلك ما يعني حسب التقويم الميلادى، أنها ولدت عام 614م، أي فى السنة الرابعة من بدء الوحى حسب رواية البخاري، وهذا وهم كبير. ونقد الرواية تاريخياً بحساب عُمْرِ السيدة عائشة بالنسبة لعُمْرِ أختها (أسماء بنت أبي بكر - ذات النطاقين): تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن أسماء كانت تكبر عائشة بـ10 سنوات.

كما تروي ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أنَّ أسماء ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ 27 عاماً ما يعني أنَّ عمرها مع بدء البعثة النبوية عام 610م كان 14 سنة، وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة 13 سنة وهى سنوات الدعوة النبوية فى مكة، لأنَّ ( 27 ـ 13 = 14 سنة)، وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنَّها أكبر من عائشة بـ10 سنوات، إذن يتأكد بذلك أنَّ سن عائشة كان 4 سنوات مع بدء البعثة النبوية فى مكة، أي أنَّها وُلدت قبل بدء الوحي بـ 4 سنوات كاملات، وذلك عام 606م.

ومؤدى ذلك بحسبة بسيطة، أنَّ الرسول عندما نكحها فى مكة فى العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها 14 سنة، لأنَّ (4 + 10 = 14 سنة) أو بمعنى آخر أنَّ عائشة ولدت عام (606م) وتزوجت النبي سنة (620م) وهي فى عمر (14) سنة، وأنه كما ذكر بنى بها -دخل بها- بعد (3) سنوات وبضعة أشهر، أي فى نهاية السنة الأولى من الهجرة وبداية الثانية عام (624م) فيصبح عمرها آنذاك (14 + 3 + 1 = 18 سنة كاملة) وهى السن الحقيقية التى تزوج فيها النبي الكريم عائشة.

حساب عُمْرِ عائشة بالنسبة لوفاة أختها (أسماء ـ ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أنَّ أسماء توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهى مقتل ابنها عبدالله بن الزبير على يد الحجاج الطاغية الشهير، وذلك عام (73 هـ)، وكانت تبلغ من العمر (100) سنة كاملة، فلو قمنا بعملية طرح لعُمْرِ أسماء من عام وفاتها (73هـ) وهى تبلغ (100) سنة كاملة فيكون (100 ـ 73 = 27 سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية، وذلك ما يتطابق كلياً مع عمرها المذكور فى المصادر التاريخية، فإذا طرحنا من عمرها (10) سنوات، وهى السنوات التى تكبر فيها أختها عائشة يصبح عمر عائشة (27 ـ 10 = 17 سنة) وهو عمر عائشة حين الهجرة ولو بنى بها -دخل بها- النبي فى العام الأول يكون عمرها آنذاك (17 + 1 = 18 سنة)، وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة عائشة عند الزواج من النبى. وما يعضد ذلك أيضا أن الطبري يجزم بيقين فى كتابه (تاريخ الأمم) أنَّ كل أولاد أبي بكر قد وُلدوا فى الجاهلية، وذلك ما يتفق مع الخط الزمنى الصحيح ويكشف ضعف رواية البخاري، لأنَّ عائشة بالفعل قد وُلدت فى العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.

حساب عُمْرِ عائشة مقارنة بفاطمة الزهراء بنت النبي: يذكر ابن حجر فى (الإصابة) أنَّ فاطمة وُلدت عام بناء الكعبة والنبي ابن (35) سنة، وأنَّها أسن -أكبر- من عائشة بـ (5) سنوات، وعلى هذه الرواية التي أوردها ابن حجر مع أنَّها رواية ليست قوية، ولكن على فرض قوتها نجد أنَّ ابن حجر وهو شارح البخاري يكذب رواية البخاري ضمنياً، لأنَّه إن كانت فاطمة وُلدت والنبي فى عُمْرِ (35) سنة، فهذا يعني أنَّ عائشة وُلدت والنبي يبلغ (40) سنة وهو بدء نزول الوحي عليه، ما يعني أنَّ عُمْرَ عائشة عند الهجرة كان يساوي عدد سنوات الدعوة الإسلامية فى مكة وهي (13) سنة وليس (9) سنوات، وقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد فى رواية البخاري.

نقد الرواية من كتب الحديث والسيرة: ذكر ابن كثير فى (البداية والنهاية) عن الذين سبقوا بإسلامهم "ومن النساء.. أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة، فكان إسلام هؤلاء فى ثلاث سنين ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو فى خفية، ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة"، وبالطبع هذه الرواية تدل على أنَّ عائشة قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة فى عام (4) من بدء البعثة النبوية بما يوازي عام (614م)، ومعنى ذلك أنَّها آمنت على الأقل فى عام (3) أي عام (613م)، فلو أنَّ عائشة على حسب رواية البخاري وُلدت فى عام (4) من بدء الوحي، معنى ذلك أنَّها لم تكن على ظهر الأرض عند جهر النبي بالدعوة فى عام (4) من بدء الدعوة، أو أنَّها كانت رضيعة، وهذا ما يناقض كل الأدلة الواردة، ولكن الحساب السليم لعمرها يؤكد أنَّها وُلدت فى عام (4) قبل بدء الوحي أي عام (606م)، ما يستتبع أنَّ عمرها عند الجهر بالدعوة عام (614م) يساوي (Cool سنوات، وهو ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح للأحداث وينقض رواية البخاري.

أخرج البخارى نفسه (باب ـ جوار أبي بكر فى عهد النبي) أنَّ عائشة قالت: لم أعقل أبوي قط إلاَّ وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلاَّ يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلى المسلمون خرج أبوبكر مهاجراً قبل الحبشة)، ولا أدري كيف أخرج البخاري هذا، فعائشة تقول إنَّها لم تعقل أبويها إلاَّ وهما يدينان الدين وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكرت، وتقول إنَّ النبي كان يأتي بيتهم كل يوم وهو ما يبين أنَّها كانت عاقلة لهذه الزيارات.

والمؤكد أنَّ هجرة الحبشة إجماعاً بين كتب التاريخ كانت فى عام (5) من بدء البعثة النبوية ما يوازي عام (615م)، فلو صدقنا رواية البخاري أنَّ عائشة وُلدت عام (4) من بدء الدعوة عام (614م) فهذا يعني أنَّها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة، فكيف يتفق ذلك مع جملة (لم أعقل أبوي) وكلمة أعقل لا تحتاج توضيحًا، ولكن بالحساب الزمني الصحيح تكون عائشة فى هذا الوقت تبلغ (4 قبل بدء الدعوة + 5 قبل هجرة الحبشة = 9 سنوات) وهو العمر الحقيقي لها آنذاك.

ولم يقنع المؤلف بهذه الحساب المقارن، بل إنَّه أجرى أيضاً حساب عُمْرِ عائشة مقارنة بفاطمة الزهراء، مما لا يتسع له مجال المقال، ثم ختم الباحث بحثه بنقد السند فلاحظ أنَّ الحديث الذى ذكر فيه سن عائشة جاء من خمسة طرق كلها تعود إلى هشام بن عروة، وأنَّ هشام قال فيه ابن حجر فى (هدي الساري) و(التهذيب): "قال عبدالرحمن بن يوسف بن خراش وكان مالك لا يرضاه، بلغني أنَّ مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم -جاء- الكوفة ثلاث مرات -مرة- كان يقول: حدثني أبي، قال سمعت عائشة وقدم -جاء- الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة".

والمعنى ببساطة أنَّ (هشام بن عروة) كان صدوقاً فى المدينة المنورة، ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء وبدأ (يدلس) أى ينسب الحديث لغير راويه، ثم بدأ يقول (عن) أبي، بدلاً من (سمعت أو حدثني)، وفى علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثني) أقوى من قول الراوي (عن فلان)، والحديث فى البخاري هكذا يقول فيه هشام عن أبي وليس (سمعت أو حدثني)، وهو ما يؤيد الشك فى سند الحديث، ثم النقطة الأهم وهي أنَّ الإمام مالك قال: إنَّ حديث هشام بالعراق لا يقبل.

فإذا طبقنا هذا على الحديث الذى أخرجه البخاري لوجدنا أنَّه محقق، فالحديث لم يروه راو واحد من المدينة، بل كلهم عراقيون مما يقطع أنَّ هشام بن عروة قد رواه بالعراق بعد أن ساء حفظه، ولا يعقل أن يمكث هشام بالمدينة عمراً طويلاً ولا يذكر حديثاً مثل هذا ولو مرة واحدة، لهذا فإنَّنا لا نجد أيَّ ذكر لعُمْرِ السيدة عائشة عند زواجها بالنبي فى كتاب (الموطأ) للإمام مالك وهو الذى رأى وسمع هشام بن عروة مباشرة بالمدينة، فكفى بهاتين العلتين للشك فى سند الرواية السابقة انتهى.

أختم المقال بما قدمته به، أنَّ هذا مثال لما يمكن أن يصل إليه باحث لم يتخرج فى الأزهر، ربما بفضل عدم تخرجه فى الأزهر، من تفنيد لقضية تقبلتها الأمة بالإجماع (كما يقولون)، وفاتت على الأئمة الأعلام، ولماذا لم يلحظ رئيس قسم الحديث بالأزهر هذا بدلاً من أن يتحفنا بفتوى إرضاع الكبير؟!

مَن هذا الباحث الذى قام بهذا التحقيق؟

إنَّه الأستاذ إسلام بحيري، وجاء بحثه فى العدد زيرو (أي قبل الأول) ص 21 من جريدة اليوم السابع الذي صدر فى 15/7/2008."


الرد على دعوى تزوّج النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة وعمرها 18 سنة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن تبع هداه.

أما بعد:

فقد اطَّلعتُ على مقال نقله جمال البنا عن باحث اسمه (إسلام بحيري) نشره في العدد (زيرو)، أي قبل العدد الأول في ص21 من جريدة (اليوم السابع) الذي صدر في 15/7/2008م، وبعد قراءتي له استنتجت أنَّ الغرض من نشر هذه التفاهات هو النيل من صحيح البخاري والطعن في كتاب يحتوي على جملة من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي أجمعت الأمة على صحة ما ورد فيه، وأنَّه يأتي بالاحتجاج بالدرجة الثانية بعد كتاب الله، وقد وضع في هذه التفاهات السُمَّ في الدسم، حيث أراد النيل من البخاري بأسلوب يدفع فيه ظاهراً شبهةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه تزوّج امرأةً عمرها تسع سنوات، وإلاَّ فما الفائدة المرجوة من نشر أمثال هذه المهازل في وقت نحن بأمسِّ الحاجة إلى باحث يكتب مقالاً يوجِّه الأمة وتعالج مشاكلها الحاضرة لا أن يبحث في تاريخ زواج أو ولادة مرَّ عليها أكثر من أربعة عشر قرناً؟!! وماذا يستفيد المسلمون من أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوّج عائشة في السادسة من عمرها أو في الثامنة أو في الثانية عشرة؟!! فهل مقالته هذه عالجت مفاسد الشارع الإسلامي أو وضعت منهجاً للتخلص من الهيمنة الاستعمارية التي هدفها قهر الشعوب والسيطرة على مواردهم وحرياتهم واحتلال بلادهم؟!! أو عالجت تفكك المسلمين وتمزيق وحدتهم؟!! فما هو الأمر المُبدِع الذي قدّمه للعالَمين العربي والإسلامي من خلال هذا البحث الذي إن نمَّ عن شيء فإنما ينمُّ إمَّا عن جهله وإمَّا عن حقده؟!! ومَن هو حتى يصحِّح لأئمة الحديث والتاريخ الذي مرَّت عليه قرون ودرسه أفذاذ الأئمة ونبغاؤها وأعلام السيرة النبوية وروَّادها ولم يوجِّهوا أيَّ نقد مما أتى به؟!!

وما جاء به إضافة إلى طعنه في صحيح البخاري فإنَّه نسف به جميع مصادر التاريخ وتراجم الرجال والنساء ونسب الجهل لمؤلفيها، ويا ليت شعري ما وَجْهُ الغرابة في تزوّج رجل من امرأة عمرها ست سنوات ويدخل بها وعمرها تسع سنوات في مناطق استوائية يؤيِّد العلم حصول بلوغها السن الذي يمكن أن يدخل بها زوجها؛ حيث كان نساء الحجاز آنذاك يحصل لأجسامهنَّ البسطة في الطول ومضاهاة النساء البالغات في أماكن أخرى، وتعتريها الدورة الشهرية في هذا السن، فهو يُصحِّح ويُضعِّف على حسب مزاجه، فقد قوَّى رواية الطبري في كتابه (تاريخ الأمم) في أنَّ جميع أولاد أبي بكر وُلدوا في الجاهلية، ويُضعِّف رواية البخاري التي يرويها هشام بن عروة بحجّة أنَّه عندما ذهب إلى العراق ساء حفظه، وأنَّ الروايات عنه كلها عراقية.

وعلى فرض صحّة هذا الكلام، فهل تأكَّد أنَّ هذه الرواية رواها في العراق ولم يروها في المدينة؟!! وهل رواية العراقيين عنه تدل على أنَّهم تلقّوها منه بعد ذهابه إلى العراق؟!!

لقد بيَّن الدكتور بشار عواد معروف أستاذ الحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية في عمّان - الأردن في كتابه "المسند الجامع" 19/ 788- 790 حديث رقم (16692) أنَّ حديث هشام بن عروة هذا قد رواه اثنا عشر راويًا من تلامذة هشام، وهم:

1- جعفر بن سليمان: عند النسائي 6/ 82.

2- حماد بن أسامة، أبو أسامة: عند مسلم (1422) (69)، وأبي داود (4933) و(4934) و(4936)، وأبي يعلى في مسنده (4897).

3- حماد بن زيد: عند أبي داود (2121) و(4933) و(4935).

4- حماد بن سلمة: عند الإمام أحمد 6/ 280، وأبي يعلى (4600).

5- سفيان بن سعيد الثوري: عند البخاري (5133) و(5158).

6- سفيان بن عيينة ا لهلالي: في مسند الحميدي (231).

7- عبد الرحمن بن أبي الزناد: عند أحمد 6/ 118.

8- عبدة بن سليمان: عند مسلم (1422) (70)، والنسائي 6/ 131.

9- علي بن مسهر: عند الدارمي (2266)، والبخاري (3894) و(5160) و(5156).

10- محمد بن خازم الضرير، أبو معاوية: عند مسلم (1422) (70)، والنسائي 6/ 82.

11- معمر بن راشد: عند النسائي في الكبرى (5570).

12- وهيب بن خالد بن عجلان: عند البخاري (5134).

فهل كل هؤلاء الأئمة الأعلام سمعوه في العراق؟!! وهل يستطيع أن يثبت ذلك، وطلبة العلم يجوبون الآفاق في طلب العلم، فيرحلون إلى الشيوخ المتقنين الثقات؟!! فهذا جهل ما بعده جهل بأحوال الرواة وطلبهم العلم.

أمَّا قوله إنَّ حديث زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة وبنائه بها جاء من خمسة طرق في البخاري فهو خطأ أيضاً، فهذا الحديث ورد مُقطَّعًا في ستة مواضع هي: (3894) و(5133) و(5134) و(5156) و(5158) و(5160). على أنَّ الرواية التي ورد فيها أنّه تزوَّجها وهي ابنة ست وبنى بها وهي ابنة تسع إنما جاءت في أربعة مواضع عن ثلاثة من الرواة عن هشام وهم:

1- سفيان الثوري، رواها البخاري عن شيخه محمد بن يوسف (5133) تارة، وتارة أخرى عن شيخه قبيصة بن عقبة (5158).

2- علي بن مُسهر، رواها البخاري عن شيخه فروة بن أبي المغراء (3894).

3- وهيب بن خالد، رواها البخاري عن شيخه معلى بن أسد (5134).

على أنَّ هشام بن عروة لم يتفرَّد برواية هذا الحديث عن أبيه، فقد تابعه الإمـام الزهـري -محمد بن مسلم بن شهاب- وناهيك به من ثقة جبل، فرواه عن عروة عن عائشة أيضًا بهذا السياق وإن اختلف مع هشام في سنة الزواج إذ قال: وهي بنت سبع سنين ولكنه اتفق معه إلى أنَّها زُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين، وهو اختلاف يسير لا يضر، والحديث في صحيح مسلم (1422) (71) قال: حدَّثنا عبد بن حميد، قال: حدَّثنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة عن عائشة؛ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت سبع سنين، وزُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعَبُها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة. كما أخرجه النسائي في الكبرى (5570) مثله، كما هو مبين في "المسند الجامع" للدكتور بشار 19/ 790 حديث رقم (16692).

وأيضاً فإنَّ عروة بن الزبير لم ينفرد به عن عائشة، فقد تابعه على روايته الأسود بن يزيد ابن قيس النخعي الكوفي الثقة الفقيه فرواه عن عائشة، وهو في صحيح مسلم (1422) (72)، ومسند أحمد 6/ 42، وسنن النسائي 6/82، وسنن البيهقي 7/ 114 ونصّه: "عن الأسود، عن عائشة، قالت: تزوَّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي بنت ست، وبنى بها وهي بنت تسع، ومات عنها، وهي بنت ثمان عشرة" (وينظر المسند الجامع للدكتور بشار 19/ 791 حديث رقم (16693).

كما رواه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المدني الثقة الفقيه عن عائشة عند النسائي في سننه الكبرى (5365) ونصّه: "أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت ست سنين، ودخل بها وهي بنت تسع سنين" (وينظر المسند الجامع 19/ 791 حديث 16694).

كما رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الثقة المتقن عن عائشة عند النسائي في المجتبى 6/ 131 وفيه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع. (وينظر المسند الجامع 19/ 792 حديث 16696).

فهؤلاء ثلاثة من الرواة الأثبات المتقنين تابعوا عروة بن الزبير على روايته ومثلما رواها هشام بن عروة عن أبيه. ولو شئنا تتبع الطرق كلها لوجدنا الكثير منها، وفيما قدمنا كفاية لكل ذي معرفة بهذا العلم الشريف، وبذلك يثبت هذا الحديث عن عائشة ويصير متواتراً، فهل نكذِّب كل هؤلاء، ونكذِّب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، ونصدِّق جاهلاً حاقداً لا يعرف أبسط قواعد البحث العلمي الرصين؟!!

أمَّا الاتِّهامات التي اتُّهم بها هشام بن عروة فلا قيمة لها، وقد ردَّها اثنان من علماء الحديث والرجال: الشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار عواد معروف، وقالا: إنَّ هذا مما لا يعتد به (تحرير تقريب التهذيب 4/ 41).

أمَّا الحديث رقم 2297 الذي ورد فيه قول عائشة {لم أعقل أبواي قط إلاَّ وهما يُدينان الدين} فإنه دليل على أنَّها وُلدت بعد البعثة وعند بلوغها الخامسة أو السادسة مرحلة الإدراك لم تعقل من أبويها إلاَّ الإسلام، ولو كانت وُلدت قبل البعثة لأدركت بداية دخولها في الإسلام؛ لأنَّها كبيرة بعد البعثة، فما استدلَّ به الباحث هو حجة عليه لا على رواية الزواج منها وهي في السادسة من عمرها. وقد ادَّعى أنَّ كتب السيرة اتَّفقت على أنَّ المصادر التاريخية أنَّ عائشة وُلدت قبل البعثة، وأنَّ أسماء تكبرها بعشر سنوات، وهذا ادعاءٌ يكذبه الذهبي في سير أعلام النبلاء حيث جاء فيه "وعائشة مِمَّن وُلدت في الإسلام".

ويكذِّبه الحافظ ابن حجر في الإصابة فإنه قال: "وُلدت بعد البعثة بأربع سنين أو خمس سنين". وممَّا يؤيِّد هذا أنَّ كتب السيرة تقول: إنَّ عائشة ماتت وعمرها ثلاث وستون سنة وبعض الأشهر، وقد توفيت سنة 57هـ، فإذا أخرجنا عمرها من تاريخ وفاتها 63-57= 6 أي قبل الهجرة.

أمَّا أسماء فإنَّها أكبر من عائشة ببضع عشرة سنة كما ذكر الذهبي في السير 2/ 287 أي أنَّها وُلدت قبل البعثة بعشر سنوات، والمدة بعد البعثة وقبل الهجرة 13 سنة، فإذا أنقصنا منها 9 سنوات تبقى 4+ 10 عمر أسماء يوم وُلدت عائشة = 14 سنة، فهي تكبرها بـ 14 سنة وليس بـ 10 سنوات.

ومما يؤيِّد أنَّه -صلى الله عليه وسلم- دخل بها في سن التاسعة: ما حصل في حديث الإفك، فإنَّه ينسجم مع رواية البخاري، وهو أنَّه -صلى الله عليه وسلم- سأل بريرة عن سلوك عائشة وتصرفاتها فقال: "أي بريرة وهل رأيت من شيء يريبك؟ قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق إنْ رأيتُ عليها أكثر من أنَّها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الدواجن فتأكله" البخاري 4750.

فلو كان عمرها كما يدعي ثمانية عشرة سنة لما حدث لها هذا لأنَّها وصلت سن النضوج فلا تفرِّط بالعجين تأكله الدواجن، إذن هي صغيرة كما قالت بريرة لا تسيطر على غلبة النوم عليها.

وحادثة الإفك وقعت في السنة السادسة من الهجرة، أي عمرها أربع عشرة سنة وليس أربعاً وعشرين سنة كما يدعي أنَّه تزوَّجها وعمرها ثمان عشرة سنة.

وفي كل ما تقدم دلالة على أنَّه تزوَّجها وهي في سن ا لحداثة لا النضوج مما يجعل لديها قوة لمقاومة النوم حماية للعجين.

همسة عتاب:
نحن لا عتب لدينا على من يسمح لنفسه أن يطعن في رواية البخاري بحجة دفع شبهة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رأيه، لكن عتابنا على الأستاذ جمال البنا الذي وصفه بأنَّه صحفي يُصحِّح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام.

فبـدلاً من أن يُلْقِمَه حجراً إذا به يتبنَّى هذا الطعن السافر ويذكره بعبارات الإطراء سامحه الله.

أ.د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي

17-صفر-1430هـ

13-2-2009

ـ وكذلك رد الشيخ وجدان العلي على مقالة اسلام البحيري على اليوم السابع والرد على خالد صلاح :

https://www.youtube.com/watch?v=Sk0a4cBYtkg


خالص شكرى ومودتــى وتقديرى ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إعادة النظرعن سن زواج السيدة عائشة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: منتدى العالم - 2ème forum :: العالم الإسلامي-
انتقل الى: