أحزاب جديدة اختارت ''الجمود'' برنامجا لها موجة ''موالاة جديدة'' قبرت مسعى التغيير .. محمد شراق

أحزاب جديدة اختارت ''الجمود'' برنامجا لها

موجة ''موالاة جديدة'' قبرت مسعى التغيير

27-08-2012
الجزائر: محمد شراق

شُبّعت الساحة السياسية في الجزائر بعشرات الأحزاب الجديدة، من يراقب توجهات معظمها يطرح سؤالا بعلامة استفهام كبيرة، بشأن الجدوى من إقرار انفتاح سياسي، بدلا من أن يكون فضاء لإنتاج ''البديل''، كرس تزكية واضحة لمسارات قائمة.
المتتبع لمسار ومواقف مبكرة أبدتها قيادات كيانات حزبية جديدة، منذ البدايات الأولى لفتح مصالح الوزير ولد قابلية الباب لتوزيع الاعتمادات، يستشعر رغبة في التطبيع مع وضع سياسي قائم منذ عقود، أو سعي لركوب موجة تستأمن فيها قيادات الأحزاب الجديدة، ومحيطها من الأشخاص، وكل من يسير في فلكها، وصولا إلى شاطئ الأمان، والواقع يؤكد أن أغلب تلك الأحزاب كشفت عن نواياها مبكرا، ولم تتخلف، خلال انعقاد مؤتمراتها الـتأسيسية، عن تقديم نفسها، ليس بديلا سياسيا آت من خارج اللعبة السياسية القائمة يريد إحداث التغيير ببرامج جديدة وطروحات تتجاوز ما هو مكرس، إنما تقدم نفسها بديلا في داخل دائرة الموالاة والمساندة. وكرست هذه الرؤية لدى أحزاب ترغب في أن تحل محل كيانات حزبية موجودة أصلا، وباتت تتسابق معها من أجل إظهار نفسها خادمة في ''مرأب'' لجان مساندة، بعدما تبين لها أنها صارت منتهية الصلاحية.
هذه الرؤية تعززها ممارسات لأشخاص كانوا معروفين بانتقاداتهم اللاذعة للموصوفين لديها بـ''لجان مساندة الرئيس''، لما كان التحالف الرئاسي قافلا للعبة السياسية، وأحزابا جاهرة بموالاتها، لكنهم تحولوا بمجرد حصولهم على وثيقة اعتماد من الداخلية إلى قيادات تبحث عن مكان لها وسط زحمة من السياسيين يتصيدون أضواء تكشفهم على أنهم موجودون وفي الخدمة دائما.
على هذا النحو ساقت تشكيلات حزبية جديدة نفسها بنفسها نحو تزكية مسار قائم، بدلا من إنتاج بديل سياسي يعطي للإصلاحات السياسية معناها الحقيقي، حينما كان يفترض أن تكون الإصلاحات بمثابة مشتلة تجمع المعارضين، كما الموالين، في ورشة واحدة، مهمتها توليد أفكار من شأنها إخراج البلاد من دائرة الانسداد.
ما يلفت الانتباه أن العديد من الأحزاب الجديدة اختارت طريقها للموالاة، دون أي ضغط فوقي، بل إن قطاعا منها استحدث حزبه لهذا الغرض، لما تأكد لهم أن النسق السياسي العام في الجزائر لا يقبل دور المعارض الجدي، بتجارب أمامهم أظهرت أن حزب حسين آيت أحمد تخندق في المعارضة منذ 63 ولم يغير، ولكنه دخل معترك التشريعيات الأخيرة بعد مقاطعة لعهدتين، وفشل علي بن فليس في مسعى التغيير، وانسحب بعد نكسته في رئاسيات 2004 واكتفى ببيته ماكثا، وقبله فشل طالب الإبراهيمي في اعتماد حزبه ''الوفاء''.
نقيض ذلك، انفرجت الحياة السياسية أمام أشخاص خدمهم ما سمي بالربيع العربي، فأسسوا أحزابا، لكن آخرين أبقي على ملفاتهم في خانة ''دراسة''، كثيرا ما كان منتهاها رفض الاعتماد، لأسباب قد لا تعرفها إلا الداخلية أو أصحاب تلك الملفات، فلم يعتمد بعد حزب علي راشدي، القيادي الأسبق في الأفافاس، كما لا يزال ملف سيد أحمد غزالي يراوح مكانه، بعد أن رفض تجديده، ولم يعتمد ملف ''عقد المواطنة''، تماما كما تشددت مصالح ولد قابلية في ملف سعيد مرسي، مؤسس حزب ''أنصار الجزائر''، وهو من المؤسسين التاريخيين لحركة ''حماس''.
حاليا، صار يكفي توجيه دعوة للتلفزيون والصحف من أجل الإعلان عن ميلاد تشكيل سياسي مجانا، لما بات تأسيس الأحزاب أسهل بكثير من الحصول على منصب عمل، وبقدر تلك السهولة بات مؤشر الإصلاحات السياسية التي أقرت، وتم تبنيها من قبل الرئيس، محصورا في تأسيس أحزاب، تحولت إلى جمعيات لحشد التأييد.

الخبر اليومي الجزائرية

» المجازر وخنق الإعلام.! .. حلقة جديدة فاشلة للعدوان على سورية .. كتب العميد الدكتور امين محمد حطيط في جريدة الثورة - دمشق
» حفلة هتك عرض مصر ؛ مهداة لقواد أحزاب معارضة مصر نشر سيد أمين
» موالاة الإمام علي عليه السلام واجب ديني
» أبو حامد محمد بن محمد الغزالي
» التغيير.... في ممالك الحمير..!!