حوار مفيد مع علمانية نشيطة أنقله إليكم أعزائي

حوار مفيد مع علمانية نشيطة أنقله إليكم أعزائي:

قلت:
أخلقة السياسة مشكلة معاصرة متفرعة عن مادية الحضارة السائدة الواجب أسلمتها حتى يمكن أخلقتها .. والأمل قائم في دخول الشعوب الغربية المتقدمة في الإسلام وهو ما يجري حاليا

فقالت:
يا صديقي ابو المعلم كيف نتحدث عن الاخلاق اذا لم نحددها ؟ اذا كنت تقصد الاخلاق التي تفتقدها الشعوب المتقدمة هي في اللباس و العلاقات الجنسية وغيرها فهذه ليست اخلاق و انما مفاهيم تتغير من ثقافة الى اخرى اما اذا كنت تقصد الاخلاق في المعاملات و القوانين العادلة فالقوانين التي اصدرتها النخبة السياسية تحمي حتى الكلاب في فرنسا و يعاقب على قتل الكلب لمدة سنتين سجن فما هي الاخلاق التي تنقصهم والتي يجب ان يستمدوها من الاسلام؟

قلت:
أولا يا صديقتي ناديا قلت لك عدة مرات اسمي عبدو المعلم وليس أبو المعلم .. ثانيا الاغتراب تلك هي مشكلتنا حينما نرى حضارة الغرب الراهنة بعين فوكو ياما .. الأخلاق ببساطة شديدة هي احترام الإنسان لذاته في ذاته وفي الآخرين على اعتبار أن الإنسان غاية قصوى لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون وسيلة وهذا أيضا بالنسبة للذات أو الآخر .. فقدان هذه الأخلاق السامية في الحضارة الغربية السائدة في عصرنا هذا هو سبب المشاكل الإنسانية كلها .. جوهر الأخلاق هو الخير والشر ومفكرو الغرب الكبار أو الكثير منهم يعترفون بأن الحضارة الغربية هدمت الأخلاق هل نكون ملكيين أكثر من الملك؟ في وقت مضى كنت ربما مثلك أرى إنسان الغرب ملاكا لكن هذه النظرة كانت تصطدم لدي بنقيض لها محير .. هل الاستعمار فعل ملائكي؟ هل هو خير؟ هل نهب خيرات الشعوب لبناء بلدانهم خير؟ هل فقدان العلاقات الإنسانية والتضامن خير؟ هل تأجير بعض كبار السن لمن يتحدث معهم خير؟ هل العزوف عن الزواج لأسباب أنانية وتهديد الأسرة بالانقراض خير؟ هل العزلة إلى درجة موت الناس في بيوتهم دون أن يدري بهم أحد حتى تفوح رائحتهم بالتعفن خير؟ لا يغرنك البريق الخارجي صديقتي ناديا .. إنهم هم أنفسهم يشتكون من هذا الواقع المخيف والكثير منهم يجد خلاصه في الإسلام ويعتنقه بالفعل ومنهم كبار العلماء الذين يتأثرون كثيرا إلى حد إعلان إسلامهم بسبب ما يسى الإعجاز العلمي في القرآن .. أنا لا أتكلم على اللباس والعلاقات الجنسية والمخدرات وغيرها لا لأنها خيرات ولكن لأنها مظاهر تعتبر بسيطة بالنسبة لمفهوم الإنسانية ومبدأ الخير .. أما عن تحول الشعوب المتقدمة إلى الإسلام ففي ذلك خلاصهم وخلاصنا وهذا التحول واقع الآن بشكل سريع ومخيف بالنسبة لقياداتهم التي تعيش في رعب بسبب هذا التحول الذي تقدر مخابرهم بأنه قرييب جدا يتوقع حدوثه خلال سنوات قريبة جدا ذلك لأن شعوبهم ومثقفيهم الكبار يبحثون عن خلاص لإنسانيتهم المعذبة المهددة بالفناء ومعها البشرية كلها وقد بدأوا يكتشفون بأن لآحل لأزمة الإنسان المعاصر إلا في الإسلام .. طبعا ليس الإسلام السياسي ولا إسلام الدراويش والطرقية ولا إسلام المتخلفين وإنما هو إسلام محمد وعمر والمأمون وعمر بن عبد العزيز وكبار العلماء والفنانين والأدباء والشعراء والفلاسفة وباختصار إسلام الحضارة الإسلامية الذي يجب أن يكون معاصرا وتلك هي المهمة التي يمكن أن تقوم بها الشعوب المتقدمة عندما تدخل في الإسلام فتؤسس حضارة معاصرة متوازنة أخلاقيا وإنسانيا وماديا وهو هدف شرفاء الغرب وكل الإنسانية لو أدركت هذه المرتبة من تصور الوضع الإنساني العالمي المعاصر إشكالية وحلا لسكنك الأمل وغمرت مشاعرك السعادة يا صديقتي ناديا ولتخليت عن رؤية الحل في المشكلة التي هي الحضارة الغربية المعاصرة كما يراها كبار مثقفي الغرب الآن أنفسهم.

عبدو المعلم

» لا هى خلافة أو علمانية – فهمي هويدي
» يهودية علمانية تشرح القرآن
» جمعة مباركة عزيزاتي أعزائي
» عادت مصر إليكم..فابشروا يا عرب
» انقطاع عندي في الفيس بوك والتويتر .. هل من تفسير لديكم أعزائي الأعضاء والزوار؟؟؟