منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 الديمقراطية و الاسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 5782
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

الديمقراطية و الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: الديمقراطية و الاسلام   الديمقراطية و الاسلام I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 15, 2010 2:56 pm



الديمقراطية و الاسلام

ولكن ماذا عن التجربة التي خاضها الرسول والخلفاء الراشدون والتي تعتبر هي التجسيد الرسمي للدين الاسلامي وتطبيقه عمليا في مجال الحياة و بالتالي اخراج تلك المبادىء السامية التي جاء بها الرسول عليه السلام ليس للعرب فقط بل للانسانية جمعاء باعتبار أن الدين الاسلامي هو دين عالمي للناس قاطبة وقد ارتأيت أن أضمن في هذا المبحث ما كنت قلته سابقا في كتاب لي بعنوان الاسلام و الدولة المدنية وهو موجود في عدة مواقع منها هذا الرابط

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2009/05/22/165553.html

وفيه أقول:


ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأديان السماوية متطورة تبعا للتطور الاجتماعي الذي ينطلق من الأسرة فالعشيرة فالقبيلة فالأمة ثم المجتمع الإنساني ككل كآخر مرحلة في التطور الاجتماعي للبشرية و تبعا لذلك كانت الديانات الأولى السابقة على الإسلام محدودة بحدودها الاجتماعية الضيقة فكانت ديانات قبلية وعشائرية حسب المنظومات الاجتماعية وقتذاك ويؤكد على هذه الحقيقة العلمية والتاريخية ما ذهب إليه القرآن الكريم عندما يشير في أكثر من موطن إلى ذلك بقوله تعالى (و لقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله ) 45 النمل و قوله تعالى ( والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ) 81 هود وقوله جل وعلا (وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ) 165 الأعراف وكانت دعواتهم مرتبطة من حيث الإعجاز بالمستوى الفكري الذي عليه القوم وهو مستوى فكري لا يزال بسيطا فمعظم المعجزات السابقة على الإسلام كانت مادية ملموسة لتناسب العقل الطفولي الذي كانت عليه البشرية حينها ومن حيث المعالجات للمشكلات القائمة كانت أيضا بسيطة الى حد ما تبعا لعدم تعقد و تطور الحياة فهي لا تعدو أن تكون دعوة الى عبادة الله و الانتهاء عن منكر يفعلونه كأهل مدين الذين يطففون الكيل و الميزان او قوم لوط الذين يرتكبون الفواحش وبذلك لم تكن دعوات الرسل قبل الاسلام عامة ولا شاملة ولا معجزاتهم عقلية مستمرة بل هي محدودة زمانا و مكانا و اهدافا ذلك أن هناك استراتيجية إلهية في تدرج الأديان ونطورها تبعا لنسق تطور المجتمعات البشرية .
ومن ذلك أن سيدنا موسى عليه السلام قد كان في وضع وسط بين القبلية القديمة والتكليف الإلهي بالتوجه برسالته الى غير قومه اذ يدعو ربه أن يشدد أزره بأخيه هارون- تناسقا مع المنحى القبلي الذي كان ولا يزال يعيشه بنو إسرائيل حتى الآن اذ تصرفاتهم في فلسطين المحتلة تؤكد طبيعتهم القبلية المتخلفة – ليتمكن من ابلاغ رسالته المنحى الجديد الذي يكلفه الله به وهو التوجه الى غير بني اسرائيل حيث كلف بتبليغ دعوته إلى شعب مصر في شخص ملكها فرعون الذي كان يدعي الربوبية قال تعالى استجابة لرغبة موسى عليه السلام (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) 35 القصص وتبعا لذلك كلفهما بقوله تعالى (اذهبا إلى فرعون إنه طغى) 43 طه وبذلك يكون موسى قد دشن عهدا جديدا في النبوات وهو الخروج عن النطاق القبلي الضيق الى نطاق أوسع وهو مخاطبة شعب مصر ولكن هل حافظ اليهود المعاصرون على روح رسالة موسى الداعية الى التوحيد ونبذ الطغيان اللهم لا و ممارسات الدولة الصهيونية في المنطقة العربية و العالم خير شاهد على هذه القطيعة من حيث حجم الجرائم التي ترتكبها وارتكبتها ضاربة عرض الحائط بكل الشرائع و الأديان .

ثم تأخذ الديانات طورا آخر أكثر عموما بدعوة عيسى عليه السلام رمز الرحمة و التسامح اذ يقول عليه السلام (إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر) و بذلك يكون قد فتح بعدا جديدا للإنسانية أكثر شمولا و عموما من رسالة موسى في نطاق التطور الجدلي للأديان من حيث التوسع في المضمون و التوجه تهيئة للدور العظيم المناط بخاتم الرسالات رسالة سيدنا محمد عليه السلام حيث هي رسالة عامة للناس قاطبة وهكذا كان دين الله دينا عالميا عاما للبشرية قاطبة فلا يخص جنسا معينا أو هو لأمة من الأمم دون بقية الناس أو لقبيلة من دون الناس جميعا فهو لكافة الناس كما قال تعالى في محكم تنزيله : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) 28 سبأ وهو بهذا المعنى ملكية مشتركة للبشرية جمعاء لأنه يناهض العنصرية والقبلية و التعصب و العرقية حيث أشار الرسول عليه السلام إلى أنها منتنة فلا بد من تركها استجابة لتوجيهاته عليه السلام في حين كانت بقية الديانات السماوية السابقة لا تشاركه هذه الميزة الأساسية فيه لأنها بكل بساطة موجهة لأقوام الرسل وقبائلهم وعشائرهم من دون الناس وذلك أن المجتمعات البشرية في تلك الأوقات كانت من الناحية الإجتماعية ضمن المراحل الأولى للتطور الإجتماعي انطلاقا من الأسرة فالعشيرة فالقبيلة إلى الأمة حاليا والمجتمع الإنساني مستقبلا فكانت تلك الديانات خاصة تبعا للأطوار الإجتماعية وقتها وبناء عليه فالإسلام يتميز عنها أيضا بمميزات أخرى فما هي ؟

كما أنه دين شامل لكل جوانب الحياة الدنيوية والأخروية قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا ) 3 المائدة بحيث لم يفصل بين الدين و الدنيا و العبادة و الحياة فالكل عنده سواء في المفهوم الإسلامي من حيث صلة الحياة بالعبادة وذلك أن العمل عبادة و البحث العلمي عبادة و الزواج إكمال لنصف الدين و الطلاق إلتزام بأحكام الشرع وسائر العقود عبادة و الأخلاق الفاضلة عبادة بحيث تستحيل حياة الإنسان من أول مولده إلى ما بعد وفاته إلى إلتزام بأحكام الدين وفي هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى حالة ذلك الصحابي الذي كان يكثر من المكوث في المسجد للصلاة فلما سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعوله فقيل له أخوه فقال أخوه أعبد منه وبناء عليه شملت تعاليم ديننا الحنيف كل المجالات كالعقيدة و العبادات و المعاملات والأخلاق .

كما أن الدين الإسلامي من ناحية أخرى هو دين الواقعية من حيث مراعاة ظروف الإنسان و مدى قدرته على أداء التكاليف في ظروف مريحة دون إرهاق بدني او نفسي فالله تعالى لايكلف نفسا إلا وسعها ومن هنا فهو دين اليسر لا العسر و رفع الحرج و المشقة عن الناس و جلب التيسير لهم سواء في العقيدة بحرية التدين قال تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) 256 البقرة أو في العبادات من حيث كافة أنواع التيسير فيها وهي من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة وفي مجال المعاملات فهناك إقرار لمبدأ اليسر و الضرورات تبيح المحظورات والمشقة تجلب التيسير .
كما أنه دين المناسبة للفطرة أي الطبيعة الأصلية للإنسان بحيث لم يقع قمع مطالب الإنسان الحيوية كالتمتع بطيبات الحياة المشروعة كالمأكل و الملبس و السكن و التمتع بالجنس و التمتع بالحرية الكاملة فالإسلام سمح بها جميعا بعد أن هذبها و نظمها و ترك الإنسان يعيش حياة طبيعية .
ثم إن هذا الدين و بالنظر لهذه الخاصيات فإنه آخر الديانات فمن الطبيعي أن يكون دين الحرية و إعمال العقل و القرآن الكريم حافل بهذا المجال ما في ذلك من شك لذا فهو دين الإنسانية ومستقبل البشرية لن يكون في أفضل حال بدونه وقد بشر الله المؤمنين بالاستخلاف في الأرض بقوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) 55 النور
ومن هذا المنطلق لا يسعنا إلا أن نؤكد أن الإسلام بهذه المواصفات هو بكل تأكيد دين الرحمة والحرية و الإبداع الإنساني تحقيقا للأهداف الكبرى التي من أجلها خلق الله الإنسان الا وهو دوره في خلافة الله في الأرض و عمارة الكون في نطاق القيم الكبرى من عدل و إخاء و تعاون . .
لذا فهم اسلافنا حقيقة الدين الجوهرية من نقطة الحرية هذه و انطلقوا فاتحين لا مستعمرين يبشرون بحضارة العدل والحق و الحرية في إطار من الاجتهاد البشري لا متعسفين و لا ملغين لغيرهم ولا مقصين لمخالفيهم وقد نظروا في العقيدة الإسلامية بعقولهم فلم تتفق مواقفهم البشرية فاختلفوا فرقا جميعها تعبد إلها واحدا ونظروا في الشريعة بأفكارهم البشرية فاختلفوا فيها إلى مذاهب فقهية متعددة دون الخروج عن القاعدة الأساسية التي تحكمهم جميعا وهي الاحتكام للقرآن و صحيح السنة النبوية وبهذه الأفكار التقدمية و التحررية في التعامل مع الشريعة السمحة و التي تؤمن بمكانة الإنسان خليفة الله في الأرض امكن لهم بناء أرقى حضارة لا تزال آثارها فاعلة و مؤثرة إلى الآن ولكن المسلمين لما توقفوا عن هذه الحرية الفكرية وانساقوا إلى اتجاه فكري واحد و تعصب كل منهم لموقفه الفكري ظنا منه أن ذلك هو حقيقة الدين وهو لا يعدو كونه موقفا بشريا وكانت النتيجة مأساوية للأمة إذ آل أمرها إلى الانحطاط و التردي و لم يستفق المسلمون إلا و الأوروبيين الذين انهزموا أمامهم في الحروب الصليبية يعودون من جديد لاحتلال بلدانهم و تمزيقها و انتهاب خيراتها .
وكان رد فعل الأمة متمثلا أساسا في حركة النهضة وإسهامات روادها الأوائل سواء في المشرق أو المغرب العربي وهكذا عادت إلى الساحة العربية و الإسلامية العقلانية الإسلامية التي كانت سببا في نهضة الأمة قديما ومن شأنها أن تنير سبيل الأمة حاضرا و مستقبلا .
وهكذا اذن يكون الدين الإسلامي هو الدين الإلهي العام و الشامل والخاتم و المتناسب مع التطور العقلي للبشرية والذي يبشر البشرية بعهد من العدل والحق الذي عرفت البشرية البعض من آثاره عندما كانت الإمبراطورية الإسلامية هي المهيمنة على العالم وسوف تسود هذه القيم والمعايير النبيلة كل البشرية عندما تتمكن الأمة العربية الإسلامية من إسقاط المشروع الصهيوامريكي الذي يتهاوى الآن تحت ضربات المقاومة الباسلة في كل من العراق و فلسطين حيث بشائر الخير تطل علينا من بين ثنايا الخراب والدمار الذي تحدثه هذه القوى الباغية .
هكذا نفهم اذن أن الديانات السماوية قد تطورت تبعا لتطور المجتمعات البشرية اذ كانت متناسبة مع الواقع الاجتماعي في اتجاه اصلاحه على مستوى العقيدة بالدعوة الى التوحيد أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت وذلك بعد أن غرقت فطرة الانسان البدائي القديم في غياهب الجهل والظلمات و انحرفت عن النهج القويم فجاءت الديانات السماوية لاصلاح هذا الخلل و تقويم هذا الاعوجاج في الاتجاه الصحيح و كانت تلك الديانات خاصة في توجهها لأقوام الرسل وذلك أن المجتمعات البشرية كانت في مراحل التطور الاجتماعي الأولى اذ مازالت في العهود القديمة لم تغادر الطور العشائري والقبلي فمن الطبيعي أن تكون الديانات الموجهة اليهم تبعا لهذا الطور الاجتماعي كما كانت مضامينها بسيطة في توجهاتها الاصلاحية اذ كانت موجهة أساسا لاصلاح الخلل المؤثر في المجتمع وقتها و حتى معجزاتهم كانت مادية ملموسة تبعا للمستوى العقلي المتدني للعقليات وقتها .
أما الاسلام فقد جاء في فترة هامة بالنسبة للبشرية حيث بلغت مرحلة النضج العقلي وقد تطورت الديانات شيئا فشيئا لتصل الى الدين الخاتم والنهائي والذي لا بد أن يكون عاما شاملا خاتما مناسبا للفطرة كما أشرت سابقا .
و من الطبيعي لدين هذه مواصفاته حيث جعله الله الدين الخاتم أن يعتمد على أمر آخر ليضمن بقاءه و استمراره تحقيقا للغاية الكبرى ألا و هي خلافة الله في الأرض و قد استدعت هذه الخلافة مؤهلات عديدة من أهمها العقل البشري و الحرية و الارادة الانسانية وقد بحثت هذه الأمور كثيرا في عديد الكتب التي اهتمت بمبحث الخلافة لذا ينصح بمراجعتها في مظانها ولكن الذي يهمنا الآن ماهو التحول الذي أحدثته الهجرة النبوية في الانتقال من طور الى طور آخر في اتجاه ثوري خلاق احدث حالة ثورية مستمرة في البشرية وأحدث تغيرا نوعيا في حياة الناس وكان منعرجا حاسما في تاريخ البشرية إذ لأول مرة في التاريخ الإنساني تنتصر إرادة المقهورين و المغلوبين على أمرهم على حساب الطغاة و المستبدين من الحكام والأباطرة والأغنياء بإرادة بشرية ذاتية وذلك أن الله سبحانه وتعالى قد تدخل مباشرة في العصور السابقة انتصارا لرسله و صحابتهم من المؤمنين أمام عجزهم عن مواجهة الطغيان لذا ينزل الله عقابه الإلهي بتلك الطغمة الظالمة و الكافرة و المتجبرة بشكل مباشر و فوري فيسلط عليهم غضبه بالطوفان و الأعاصير العاتية و زلزلة الأرض تحت أقدامهم ولكن بمجيء الرسالة المحمدية الخالدة تتغير المعطيات في اتجاه آخر بحيث يقرر الله شانا جديدا للبشرية ويقرر أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم بقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ) 110آل عمران
فكونها خير الأمم لا للونها أو لغتها أو عرقها أو ثرواتها وإنما مكمن الخيرية فيها من خلال القيم والمثل العليا التي تتحلى بها وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والايمان بالله كما أنه من ناحية أخرى يقرر بشكل نهائي قاطع (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) 11الرعد وكذلك فهو ( بان الله لم يك مغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 53 الأنفال وبهذا المعنى تصبح الأمة الإسلامية على مر الزمن وفي كل مكان مسؤولة عن إنجاز المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق البشرية منذ خلقها الله إلى أن يرث الله الأرض وما عليها والمتمثلة في خلافة الله في الأرض ومن الطبيعي أن تقوم الجماعة المؤمنة بدورها كاملا في إحداث التغيير الثوري المناهض لحالة الظلم والاستبداد التي عرفتها البشرية في العهود السابقة فكانت الهجرة النبوية انتقال ثوري وفعل إنساني مؤثر في حركة التاريخ وبدل أن يكون في اتجاه تسلطي استبدادي إذا به مقاوم لهذا النهج البشري الفاسد و المنحرف ومؤذن بقيام نهج الهي يحقق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وبناء عليه فان الديمقراطية الاسلامية تستند الى وحي الاهي يؤكد على أهمية العقل البشري في انجاز أي عمل سياسي بحيث يسمح الدين الوحي الالاهي الخبير بالنفوس البشرية الى استعمال الصيغ التي تناسب المجتمعات البشرية ومن ذلك أن الرسول عليه السلام قد أقام أول دولة عربية اسلامية على أساس دستوري حيث كانت من معالم العمل الثوري الذي أنجزه الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة على أسس جديدة لم تكن مألوفة في تاريخ البشرية فقد قامت على أساس التعاقد على خلاف الدول التي سبقته و لحقته حيث قامت على أساس القوة المسلحة و ما أنجزه الرسول صلى الله عليه وسلم بمعية الصحابة يعد انجازا تاريخيا غير مسبوق اذ تم على اساس تعاقدي عبر تلك الوثيقة التاريخية الهامة وهي الصحيفة التي تعتبر أول دستور مدني تعاقدي مكتوب بين مواطني دولة مدنية واحدة بقطع النظر عن الدين والعرق و المكانة الاجتماعية .

ومما سبق يمكن أن نستنتج أن الدين الاسلامي الدين العام للبشرية و الشامل والخاتم والمناسب للفطرة البشرية والذي يسمح بهامش كبير جدا لاعمال العقل في كل الأمور التي تهم حياة الانسان حيث تمكن المسلمون الأوائل من اقامة أول دولة مدنية ذات نظام دستوري بصياغة بشرية وبمشاركة الرسول ذاته الأمر الذي يدفع بنا الى استنتاج على غاية من الأهمية في مجال الديمقراطية التي يقررها ويتبناها الاسلام دينا أو المسلمون الأوائل الذين يعتبرون نماذج في التطبيق العملي للاسلام وهو أن الديمقراطية الاسلامية تعتمد على عدة عناصر أهمها التوحيد لله بحيث ان هذا التوحيد يلغي من أذهان المسلمين كل الطواغيت والقوى التي أهانت الانسان وأذلته ردحا من الزمن للتأكيد على حقيقة المساواة التامة بين البشر والغاء التمايز على أساس الجنس و اللغة و المكانة الاجتماعية لتقوم مقامها مجتمع المساواة والعدل الى حد أن الرسول عليه السلام يقول والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها تأكيدا على هذه المساواة التي أقامها على أنقاض مجتمع السادة و العبيد وكبار القوم و ضعفاؤهم ولما تساوى الجميع فانهم اندفعوا معا لتحقيق انجازات في مجال الفتوحات وبناء حضارة راقية جدا في سنوات قليلة من حياة الأمم والشعوب.


ommarabia@googlegroups.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
 
الديمقراطية و الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا هذا العداء مع الاسلام يا وطن الاسلام
» الاجتهاد فى الاسلام
» العيد العالمي للعمال
» حقد الحاقدون على الاسلام ..مهما حاولتم لن تفحلو
» الديمقراطية 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: منتدى العالم - 2ème forum :: كل العالم-
انتقل الى: