الشارع المصري غاضبا ربما بعد فوات الأوان إن لم يكن قد أعلنها ثورة جديدة .. بقلم عبدو المعلم

الشارع المصري غاضبا ربما بعد فوات الأوان إن لم يكن قد أعلنها ثورة جديدة .. بقلم عبدو المعلم

كاانت تلك الأيام التي تولى فيها مجلس شبه المخلوع الحكم في مصر عصيبة ولفترة طويلة من عمر الثورة كان المجلس يقوم بتصرفات معادية للثورة وبالرغم من ذلك يتمسك الثوار به ويرفضون الشك فيه مجرد الشك ثم تفاقمت تجاوزات المجلس ومن بينها اعتقال الثوار وتقديمهم للقضاء العسكري وإصدار أقسى الأحكام بشأنهم مما يفيد السلوك العدائي في ذات الوقت الذي كان يعلن فيها أنه حامي الثورة والشعب والوطن متحدثا باسم الجيش ومصر كلها .. كان الثوار يحلمون بحماية مجلس المخلوع لثورتهم على أساس أنه جيش مصر الحر الوطني البطل وهو ليس كذلك فمجلس شبه المخلوع كان يتصرف على أساس أن مهمته هي الثورة المضادة وهي إنقاذ شبه المخلوع ونظامه بالكامل ولو بصيغة جديدة ومنه نواته الصلبة التي سلم لها الحكم قبل انزوائه وهي المجلس العسكري. الآن اتضح كل شيء وأضيف إليه تحالف الإخوان المسلمين ضد الثورة مع مجلس شبه المخلوع وغيره من الفلول والحلفاء الخارجيين المتمثلين خاصة في أمريكا والكيان الصهيوني .. القضية كبيرة جدا لأنها تهم مصير العالم كله وليس مصير مصر والعالم العربي والإسلامي ومحيطهما الجنوبي عامة فقط .. لقد حدثت أخطاء كثيرة أكبرها القبول بمجلس شبه المخلوع حاكما لمصر في الفترة الانتقالية وانخداع الكثير به على أساس أنه قيادة القوات المسلحة المصرية حامية الحمى وهو ليس كذلك بل نقيض ذلك تماما وإنما هو النواة الصلبة في نظام شبه المخلوع المستبد الفاسد العميل .. وها هي النهاية تتمظهر بالبراءة لمن يستحقون عقوبة الخيانة العظمى وحتى حكم المؤبد لرئيسهم ووزير داخليته فهو التمهيد لبراءتهما في المستقبل القريب عن طريق القضاء نفسه الذي هو قضاء ذات النظام وأداته المفضلة لحماية ممارساته الشنييعة أو عن طريق العفو أو غيرهما من الوسائل الكثيرة .. كما تتمظهر هذه النهاية بالسيناريو الذي وصل مرحلة متقدمة لإعادة النظام الأسود إلى الحكم ولو باسلوب جديد المظهر ممثلا في دفع واحد من رموزه هو أحمد شقثيق إلى منصب رئيس الجمهورية بكل السبل والحيل والمؤامرات المحبوكة وقد تزامن ذلك مع إصدار الأحكام على المقاس التي نطق بها القضاء أمس على شبه المخلوع وعصابته والتي منها البراءة الصريحة أو المقنعة .. وبذلك يعود الثوار إلى الميدان فهل يثبتون فيه وقد مروا بتجارب قاسية وضحت لهم الحقيقة بكل جلاء؟ إنها فرصة الثورة السانحة التي عليها أن تطيح بممثل العصابة في الانتخابات الرئاسية وتقرر إعادة محاكمة العصابة التي لا تقل جرائمها الشنعاء عن الحكم بالخيانة العظمى وما يتبعها من جزاء مستحق .. ثم إبعاد مجلس شبه المخلوع نهائيا عن الحكم وعن قيادة القوات المسلحة وخضوع أعضائه المتسببين في كل الكوارث بعد الثورة ومنها القبل والتنكيل والتعذيب والتشريد والتجويع والإخلال بالأمن العام ذاهبين بذلك كما لاحظ الجميع ومنهم مراقبون أجانب بأن مجلس شبه المخلوع قد تعامل مع الثوار بأفضع ما تعامل به شبه المخلوع نفسه ولذلك يجب أن يخضعوا للمحاكمة العادلة .. وعلى الثوار أن يحسموا الأمر نهائيا هذه المرة لتنجح الثورة وتتحقق الآمال وليعلموا أنها المعركة الأهم والمصيرية منذ أن قامت ثورتهم قبل حوالي العام والنصف. فهل يستكملوا الثوار ثورتهم؟

» رأي في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم
» شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 1/2
» شهادتي على الربيع العربي .. بقلم عبدو المعلم 2/2
» الزواج بين الشراكة والاتحاد .. بقلم عبدو المعلم
» قراءة في أحداث اليوم .. بقلم عبدو المعلم