الكابوس..!
يكتبها: سعد بوعقبة
الأحد 16 سبتمبر 2012
بالأمس أكلت وجبه إعلامية فاسدة ومنتهية الصلاحية.. شاهدت رغم أنفي مظاهرات ثورة الخريف العربي على الحكام الذين أفرزتهم ثورات الربيع العربي، فشاهدت في بنغازي الثورة على الذين ثاروا على القذافي.. وفعلوا بالسفير الأمريكي المسكين ما فعل ثوار بنغازي بالقذافي..!
وشاهدت إخوان مصر يرشقون بالحجارة نظام مرسي مرشح الأخوان لحكم مصر..! وأحسست بأمعاء مخي تعتصر... ولم أفهم: من يتظاهر ضد من ولأجل ماذا؟!
وشاهدت في اليمن من نصبه الأمريكان وأمراء الخليج على رأس اليمن باسم الإسلام يواجه المسلمين المحتجين على الإساءة إلى رسول الإسلام، ويستعين في النهاية بالمارينز لحماية سفارة أمريكا ممن دعمتهم أمريكا للوصول إلى الحكم في اليمن؟!
وشاهدت في سوريا تشفيا سوريا واضحا في أوباما من خلال لافتة تقول: هل فهمت الآن يا أوباما؟! أما العراق فقد ترنحت بين التظاهر والخوف من القنابل..!
لكن اللافت في الأمر أن دول الخليج ظهرت وكأنها غبر معنية بالإسادة إلى الرسول الكريم، فالسعودية التي تقدم نفسها للعالم أنها قلب الإسلام النابض، كان موقف الفاتيكان من موضوع ازدراء الإسلام أشرف من موقف خدام الحرمين؟!
هذه الوجبة الإعلامية الفاسدة تناولتها مرغما.. وزدت عليها ''ديسيرا'' من الجزائر أكثـر رداءة، حيث شاهدت في إحدى القنوات ملتحين يملأون الشاشة في غضبة وهبة ووثبة أسدية..!
وشاهدت ولم أشاهد أمة من طنجة إلى جاكرتا تهتز ولا تهتز.. أمة تهتز للإساءة إلى الإسلام بالكلام ولا تهتز لاحتلال الأوطان بالجيوش.. لا تهتز حتى لاحتلال أولى القبلتين والعسكرة بجانب الحرمين وتهتز لأن اليهود شتموا الرسول الأعظم في فيلم سينمائي.. والحال أنهم يشتمون الرسول وأمة الرسول منذ 14 قرنا..!
شاهدت كل هذا ونمت من دون عشاء لأنني ''رجيم'' ومع ذلك وجدت نفسي في المنام أتجول من سوق بومعطي المحرر من البطالين من طرف السلطة..! شاهدت في هذا السوق مواطنين يبيعون أطفالا رضعا..! وسمعت أحدهم يغني على بضاعته فيقول: إنه صبي ابن أكابر... إنه أمير من أمراء الخليج وأمه تشهد بذلك ومن يشتريه لن يندم..! وسيكون له شأن كبير..! وسمعت آخر يقول: ما أعرضه أنا هو ابن جنرال قوي وأمه تشهد على ذلك.. وسمعت ثالثا يقول: إنه صبي سعره مناسب لأنه ابن بقار سياسي..! والآخر يعرض ابن وزير وابن مدير وابن صحافي قدير..!
وأفقت من هذا الكابوس على صوت مذيع في قناة ما تتسماش يقول: سيحدثكم الإعلامي الكبير بعد قليل عن الإصلاحات التي أدخلتها السلطة على سوق بومعطي الشهير..! ربما رأيت هذا الكابوس لأنني قبل أن أنام تلقيت مكالمة حدثني فيها شقيق المواطن الموثق سعيد رحمه الله.. الذي مات في السجن ظلما لأن أما عازبة اتهمته بأن باع أمنها إلى الفرنسيين؟! وصدقت العدالة الأم الغازبة ولم تصدق الموثق.. وابن هذا الموثق لا يزال في السجن في قضية لقيطة لعب فيها الإعلام اللقيط الدور الأساسي..!
Bouakba.saad@elkhabar.com
المصدر