الدولة ترهن نفسها!
يكتبها: سعد بوعقبة
الأحد 30 سبتمبر 2012
المحتالون استطاعوا النفاذ إلى محتويات الصندوق الوطني لتنمية الجنوب وأخذوا منه ما لا يقل عن 3 آلاف مليار كمشاريع استصلاح للأراضي الفلاحية بالجنوب!
المفسدون أخذوا الأراضي من الدولة بالدينار الرمزي بالطبع في إطار الاستصلاح ورهنوها لبنوك الدولة وأخذوا المبالغ الخيالية! وهذا معناه أن الدولة رهنت أراضيها لبنوك الدولة مقابل أن يأخذ هؤلاء المحتالون المبالغ ويذهبون! أي أن الدولة ترهن أراضيها لبنوك الدولة مقابل استفادة المحتالين! وتقوم بعد ذلك الدولة ''الداخلية والدرك'' بالتحقيق في هذه ''الجياحة'' المالية التي ترتكبها الدولة!
هكذا تحول الأموال إلى جيوب السراق.. وربما تحول إلى الشمال أو الخارج وتحسب على سكان الجنوب كمبالغ صرفت من صندوق الجنوب لحساب التنمية في الجنوب!
''جياحة'' تنمية الجنوب لا تساويها إلا ''جياحة'' الاستثمارات الأجنبية في مجال الاتصالات، حين جاءت شركات الاتصالات شرق أوسطية للاستثمار في المحمول بالجزائر، فأخذت الرخصة من الدولة وقدمتها للبنوك الجزائرية وأخذت المبالغ المالية ورهنت الريح للبنوك! وأخذت الأموال من البنوك الجزائرية وأنجزت ما أنجزت في النقال.. وحققت الأرباح الخيالية وحولتها إلى الخارج.. بل وذهب بعضهم إلى بيع حتى هذه الشركات في إطار تبييض الأموال!
أحد العارفين بأمور الأوضاع في الجنوب والهضاب قال لي: إن بعض الخليجيين أرادوا شراء أراض واسعة في الجنوب بالشراكة مع جزائريين وبالدينار الرمزي لتنمية حكاية صيد الحبار والغزلان!
ومعنى هذا الكلام أن ''التخلاط'' الخليجي في الجنوب لم يعد أمنيا فقط، تقوم به قطر والناتو على حدودنا الشرقية والجنوبية الشرقية في مالي وليبيا، بل أصبح أيضا حتى داخل التراب الوطني!
وهناك من يقول: وهل نحن أفضل من إسبانيا فقد أصبحت ''موزة'' الراعي الرسمي لفريق برشلونة الشهير.. وقام هذا الفريق بدعوة الجندي الإسرائيلي ''البطل'' الذ ي اختطفه الفلسطينيون وتم تحريره بمبادلة بسجناء فلسطينيين .. دعاه فريق برشلونة الذي ترعاه ''موزة''! نكاية في العرب! ولما ثارت ضجة إعلامية، قام فريق برشلونة بالتغطية على القضية بدعوة المسجون الفلسطيني المحرر مع جلعاد شاليط ، ليكون هو أيضا ضيف شرف على فريق برشلونة برعاية ''موزة''!
فريق برشلونة الكتالوني نشط، مؤخرا، أنصاره في المطالبة بالانفصال عن إسبانيا! ربما لأن المال العربي الخليجي فعل فعلته في تحسيس هؤلاء بأن أجداده عرب وأميون وأن ما يجري في سوريا بمباركة قطر، يجب أن يمتد إلى كتالونيا الإسبانية!
إنني تعبان!
Bouakba.saad@elkhabar.com
المصدر