من القصص الشعبي السامري
(4)
ترجمها من العبرية وعلّق عليها
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
١٥) الخاتم
يوسف بن عفيف الطيف عن عمّه إبراهيم بن زپولون
يوسف بن حبيب صدقة الملقّب بالتكروري، كان معروفا بذكائه الخارق وشاعت حكايات كثيرة في نابلس تحوم حول قدرته للتخلّص من ظروف معقّدة في وقت لم تكن لحياة السامري فيه أية قيمة في أسواق نابلس.
جلس ذات يوم بعض وجهاء نابلس للعب لعبة الورق في ساحة المنشية1 الفسيحة. وقد خسِر الوجيه العربي، جمال عبد الهادي، مبالغ طائلة ولم يبق في صرّته التي على بدنه أية قطعة نقدية ومع هذا سيطرت رغبته الجامحة للعب على المنطق. التفت حوله فرأى التكروري قاعدا جانبا ويتفرّج على اللعب. لم يخل جيب التكروري من بعض النقود لكونه بائعا متجوّلا وتاجر قماش. طلب جمال عبد الهادي منه أن يقرضه خمس ليرات إنجليزية ليتمكن من متابعة اللعب. “أنظر، خذ محبسي هذا الذي على اصبعي وهو أغلى ما أملك”، قال له، “وسيكون عندك رهنا إلى أن أُعيد لك الدين”. لم يكن أمام التكروري أي خيار آخر حتى ولو لم يُعرض عليه الرهن كان عليه أن يُقرض المال. وفي تلك الأيام خمس ليرات “كانت تحكي” (مبلع ضخم).
والتكروري كان تاجرا ابن تاجر، وفي اليوم التالي نزل إلى السوق وأحضر الخاتم للصائغ ليقدّر ثمنه. فحص الصائغ خاتم َ عبد الهادي وقال: “قد تكون لهذا الخاتم قيمة عاطفية ولكن لا قيمة مالية له، عشرة خواتم كهذه تستطع شرائها بمليم.
أيقن التكروري أنه خُدع، ولكنه ليس من الذين يتنازلون عن ماله. وضع الخاتم في جيبه ونزل إلى المقهى بجانب المنشية، هناك جلس كل وجهاء المدينة ومتملّقوهم، ووجهه متجهّم. الكل سأله عن سبب تجهمّه ولكنه لاذ بالصمت ولم يكشف عن سرّه إلا لشخص واشٍ ودسّاس لا مثيل له.
“لا تقل لأحد، مصيبة عظيمة حلّت2 بي. أضعتُ الخاتم القيّم الذي أودعه عبد الهادي بيدي رهنا، وإن تناهى إليه الخبر قتلني.”
لم يمرّ وقت طويل ووصل الخبر إلى جمال عبد الهادي الذي دعا إليه أصحابه الكثر ليُريهم كيف سيؤدّب السامري المسكين، الذي استدعي إلى بيته في نفس اليوم مساء. وبعد المجاملات المرعية، أخرج عبد الهادي خمس ليرات من جيبه وقال للتكروري: “يا أبا جلال شكرا لك على قرضك السخيّ، إني رجل شريف وتسديد الدين فريضة عليّ. خذ مالك وأعد لي خاتمي الغالي.”
تسلّم التكروري ماله وتفحّصه بعين متمرسة مهنية وبدا مرتبكا مرتعبا فقهقه الحاضرون بتلذذ وهناء.
“ما حدث؟” سأل عبد الهادي التكروري الذي كان منهمكا بالتفتيش في جيوبه دون بصيص أمل، “هل أضعتَ الخاتم؟”
“لا إني وجدته. نسيت أني وضعته في الجيب العلوي وفقط عندما أدخلت إلى هناك الليرات الخمس تذكّرتُ”، وقدّم الخاتم لعبد الهادي فتجهّم وجهه.
١٦) اليد التي علت من البحر
صدقة بن إسحق الكاهن3
خوف شديد ساد إسطنبول، عاصمة الإمبراطورية العثمانية. من آونة لأخرى كانت يد تظهر في البحر، وتفرد بعيدا خمس أصابعها. حاول بعض الشجعان الوصول بقارب إلى المكان إلا أنهم عادوا وقالوا إنهم لم يروا شيئا، ولكن اليد كانت ظاهرة للعيان من الشاطىء.
توجّه السلطان، جلّ جلاله، بنداء لشعبه ووعد بمنح جائزة قيّمة لمن يجد حلا لأحجية اليد، ولكن دون جدوى. قال أحد مستشاري السلطان “في مملكتك، أيها السلطان الموقّر، تعيش طائفة إسرائيلية في نابلس وهناك كاهن أكبر وهو الوحيد القادر على فكّ اللغز.”
وحالاً أرسل السلطان مبعوثين لنابلس لإحضار كاهن السامريين الأكبر. وصل المبعوثون نابلس في وقفة عيد الغفران وكان الكاهن واقفا في الكنيس للبدء في الصلاة. وفي تلك الأيام صدرت قوانين حدّت من حرية الطائفة السامرية، لم يُسمح لهم، على سبيل المثال، رفع الصوت عند الصلاة كيلا يسمعهم جيرانهم المسلمون. مثل المبعوثون أمام الكاهن الأكبر وأمروه بمصاحبتهم.
دبّ الفزع والهلع في قلوب السامريين عندما علموا أن أولائك الرُّسل سيأخذون كاهنهم الأكبر في وقفة العيد الأقدس. طلب الكاهن الانتظار ليوم الغد إلا أنهم أصرّوا على رأيهم وأخذه معهم حتى بالقوة. عندها توسّل الكاهن أن ينتظروا بضع دقائقَ على الأقل لكي يجهّز نفسه للسفر، وكان له ذلك. اختلى الكاهن وراء ستار خِزانة القدس حيث الكتب المقدسة القديمة من ضمنها التوراة التي نسخها أبيشع بن فنحاس بن إلعازار بن أهرون الكاهن4، والكل، أبناء الطائفة والرسُل، ينتظرون خروجه.
لا أحدَ عرف ماذا فعل الكاهن من وراء الستار. يُحكى أنه في تلك اللحظة بالضبط ظهر الكاهن قدّام السلطان الذي كان واقفاً في شرفة قصره ويطلّ برهبة على اليد الممدودة في البحر. عندها التفت السلطان نحو الكاهن وسأله عن دلالة هذا المنظر. لم يُجب الكاهن، نظر إلى اليد فقط وقال “لا يوجد”، وحالا أنزلت اليد إحدى أصابعها وبقيت أربع أصابع. وأعاد الكاهن الكرّة أربع مرات “لا يوجد” حتى أُنزلت كل الأصابع واختفت اليد من على البحر. عندها توجّه الكاهن إلى السلطان مُخبرا إياه أن اليد لن تعود لمضايقته وإرباكه.
“ما معنى اليد ولماذا اختفت؟” سأل السلطان الخائفُ الكاهنَ.
“ظهرت هذه اليد لتسأل فيما إذا كان في مملكتك خمسة أتقياء”، أجاب الكاهن. “إجابتي كانت بالنفي. لا أحد.”
“ولا أنا حتى؟” استفسر السلطان. “ها ما ترى عيناك” أجابه الكاهن دون وجل.
“أطلب منك طلبين، ” قال الكاهن، “الأول أن تعطيني تصريحا بخطّ يدك أني كنتُ عندك اليوم؛ الطلب الثاني، تزويدي بمرسوم يسمح لي ولأبناء طائفتي برفع أصواتنا أثناء الصلاة.”
لبّى السلطان طلبَي الكاهن فوراً وهذا الأخير خرج من وراء الستار وتقدّم نحو المبعوثين قائلا: “تستطيعون العودة إلى أماكنكم إذ أنني نفّذتُ مرام السلطان.”
اغتاظ الرسل وهمّوا بأخذ الكاهن عَنوة، إلا أنه أبرز لهم التصريح الموقّع فأُغمي على المبعوثين ذهولا وانشداها وأُخرجوا من باحة الكنيس. توجّه الكاهن لطائفته قائلا: “أنظروا إنقاذ الله. هيا ابدأوا بالصلاة وبصوت عال!”
ومنذ ذلك الوقت يصلّي السامريون بصوت عال، بدون خوف أو وجَل.
١٧) بابّا ربّا5 وطائر النحاس6
في ختام عيد العُرش اعتاد السامريون حرق ما يتبقّى من مكوّنات المظلّة في احتفال كبير، ويُطرح السؤال ما أصل هذه العادة يا تُرى؟ يعود ذلك إلى عهد حكم البيزنطيين في البلاد. أقام المسيحيون البيزنطيون كنيسة محصّنة كبيرة على قمّة جبل جريزيم ومنعوا السمرة من الحج إلى الجبل. وفي أعلى الكنيسة نصب البيزنطيون طيرا من النحاس من صُنع مُشعوذين، كان يصيح “عبري، عبري” كلّما حطّت رِجل سامري على أرض الجبل. وعند سماع صياح الطائر كان الجنود في الكنيسة المحصّنة يندفعون إلى الخارج ويقومون بعملية التفتيش في الجبل. ولم يستكن الطائر ولم يهدأ إلا عند إلقاء القبض على السامري وإعدامه. وهكذا اضطرّ السامريون على السكن في قرى مجاورة للجبل المقدس وتجنبوا وطأ أقدامهم عليه. وفي تلك الأيام برز بين صفوف السمرة زعيم مِقدام، بابا ربّا، من قرية عورتا7. قرّر بابا ربا أن يُرسل ليڤي، ابن شقيقه فنحاس، إلى القسطنطينية، عاصمة بيزنطية، للوقوف هناك على سرّ طائر النحاس. وصل ليڤي إلى القسطنطينية ومثُل أمام كاهن كنيسة المدينة وقدّم نفسه بأنه شاب مسيحي جاء للدراسة. التحق بباقي التلاميذ وبرّز في دراسته لفطنته ونباهته وترقّى درجة فدرجة إلى أن بلغ رتبة الكاردينال، ومع كل ذلك لم ينس أصله السامري وهدفَ دراسته. ولم يعلم السامريون ما جرى له وكانوا على يقين أنه فارق الحياة، أو حتى أنكى من ذلك، قد تنصّر ولن يرجع إليهم ثانية.
وذات يوم طلب ليڤي من قيصر بيزنطية السماح له بالحج إلى الديار المقدسة فلبّى طلبه مباركا تلك الخطوة وأرسل معه حرّاسا من الجنود. وصل ليڤي نابلس وطلب المبيت في الكنيسة التي على جبل جريزيم. وما أن وطئت قدمه على الجبل حتى بدأ طائر النحاس بالصراخ “عبري، عبري”. عندها أمر ليڤي الجنودَ البحث عن السامري الذي تجاسر على الصعود إلى الجبل، إلا أنهم لم يعثروا على أحد. لم يطرأ على بالهم أن الطائر يصيح بسبب كاردينالهم. غابت الشمس وحلّ المساء والطائر لم يتوقف عن صياحه. دعا ليڤي رؤساء الكنيسة وقال: “يبدو أن سِحر الطائر قد بطُل وهو بدون جدوى إذ أن جنودي لم يعثروا على أي سامري على الجبل.” وبعد أن ملّوا من صيحات الطائر صعد ليڤي إلى سطح الكنيسة، فكّ الجهاز وألقاه في النار.
ونحو انتصاف الليل عندما نام المسيحيون في الكنيسة انسلّ ليڤي ونزل إلى عورتا، إلى بيت بابا ربّا عمّه. بابا ربّا تعرّف عليه رأسا وعانقه ولدى سماعه عن نهاية الطائر النحاسي استنفر كل الشباب السامري الساكنين في القرى المجاورة وصعِد على رأسهم على الجبل. وهكذا باغت السامريون المسيحيين النائمين فذبحوهم وسوّوا الكنيسة بالأرض.
وفي أعقاب هذا الانتصار أمر بابّا ربّا بإشعال المشاعل على رؤوس الجبال لإبلاغ السمرة حيثما تواجدوا بخبر النصر. كان ذلك في آخر يوم من عيد العُرش، اليوم الثامن (أنظر سفر العدد ٢٩: ٣٥، إضافة ح. ش.). ومنذ ذلك الوقت يُشعل السامريون كل عام مكوّنات مظالّهم في حرائقَ كبيرة، ذكرى انتصار بابّا ربّا الذي أعاد جبل جريزيم للسمرة.
١٨) أعجوبة المظلّة
رتصون (راضي) صدقة
في عام ١٩١٢ عاش في حيّ المنشية في يافا رجل ورع وصافي النية اسمه إبراهيم بن مرحيڤ (مفرج، إضافة ح. ش.) صدقة، من آل الصباحي. كل جيرانه ومقرّبيه احترموه وكان يأتي إليه وُجهاءُ كثيرون من بعيد لاستشارته لأنه اعتُبر ذا باع في الدين والشريعة. وكان إبراهيم ينظم قصائد المدح والتسبيح لله تعالى ويُثري بذلك من فضله على أبناء طائفته الصغيرة.
مضت أيام الغُفران، أيام تتطهّر فيها النفس استعدادا لفرحة الأعياد. نصب إبراهيم عريشة بين جدران منزله في غاية الجمال بفروعها وفواكهها.
ويسمّي السامريون السبت الواقع ضمن سبعة أيام العُرش باسم “سبت جنّة عدن” أو “سبت عيد المظال”. وفي ذلك السبت حضر ثلاثة من اليهود الورعين من القدس لزيارة إبراهيم ليمتّعوا أنظارهم برونق عريشته. دخل الورعون العريشة وألقوا التحية “كل شيء كان بأمره”، جلسوا على البساط المفروش على المصطبة وتناولوا مما أعد لهم إبراهيم من مأكل ومشرب.
بعد انتهاء تناول الطعام سأل اليهود الورعون إبراهيم “لماذا تقيم المظلة بين جدران البيت وليس خارجا كالمطلوب؟” أجاب، “عندما كثُرت الاضطرابات والمجازر في طائفتنا انطوى السمرة على أنفسهم في بيوتهم وبدأوا بإقامة العُرش داخلها كيلا تستدرج أنظار جيرانهم العرب.” فردّ اليهود مستفسرين “ألا تتضرّر قداسة المظلة المقامة داخل المنزل؟”. أجابهم إبراهيم “مظلتنا في داخل البيت أيضا لا تتضرر.” ها لكم العلامة: أتلو الآية “إسمع يا إسرائيل” (أنظر سفر التثنية ٦ :٤، إضافة ح.ش.) ثم أرتّل مزمورا لعيد العُرش وفورا ستهتز فروع العريشة وفواكهها وحال توقّفي تهدأ.”
أغلق إبراهيم الأبواب والنوافذ لئلا يقولوا إن الريح حرّكت فروع العريشة، نطق “إسمع يا إسرائيل” واستهلّ بالمزمور وعلى الفور تحركت الأغصان والفواكه. رهبة استولت على اليهود المتدينين، وقعوا أرضا ولم يقدروا أن يقوموا إجلالا لله الذي حطّ على العريشة. وعندما أنهى إبراهيم ترنيمته سكنت الفروع والفواكه. عاد أولائك الورعين إلى القدس مرتعشين هائجين، أما إبراهيم فشكر الربّ لأنه منّ عليه ومنحه علامة حينما توسّل وطلب.
----
1. حديقة في نابلس وفيها مبنى من العهد العثماني.
2. في الأصل קרא سهواً بدلا من קרה.
3. إنه صدقة بن إسحق بن عمران بن سلامة بن غزال بن اسحق بن إبراهيم صدقة كاهن أكبر(١٨٩٤-٣ شباط ١٩٧١) وزوجته هي أخت يعقوب بن عزّي، أبو شفيق، وأولاده: عبد المعين (كاهن أكبر ت. ٢٠١٠)، يوسف، إبراهيم، إسحق، زهية ، تمام وأخوه الكاهن الأكبر عمران، كان على علاقة طيبة مع رئيس بلدية نابلس، سليمان طوقان، علّم العربية وفق كتاب “مدارج” والحساب في المدرسة السامرية سنة ١٩٢٧ وكانت المدرسة في بيت عائلة عزت بن إسماعيل الستري.
4. يعتبر مدرج أبيشع بن فنحاس بن إلعزار بن أهرون، حفيد أهرون، أغلى ما بيد السامريين من تراث، وهو محفوظ في الكنيس بنابلس. يعتقد السامريون أنه يعود إلى السنة الثالثة عشرة لدخول بني إسرائيل أرض كنعان! وقال كاولي قد يعود تاريخ تدوين المخطوط إلى القرون الوسطى ما بين القرنين ١٢-١٤. المخطوط ممزق في أماكن عديدة ويقدّر القسم المقروء بالثلثين. ويذكر أن جورج چروڤ كان قد رأى هذا المدرج عام ١٨٦١ بمساعدة يعقوب الشلبي والكاهن السامري والبقشيش وهدية السكين. وادعى الكاهن أن عمر الأسطوانة يعود إلى عام ٤٦١ إلا أن چروڤ أشار إلى أنه لا بد من زيادة ألف عام للاقتراب من الحقيقة وهذا ما اتّضح بعد أن فحص الكاهن وعثر على تاريخ وهو ١٤٢٠م. والأسطوانة بطول قدمين وستة إنشات وقطرها حوالي عشرة إنشات. چروڤ لا يقول شيئا عن المخطوط، مخطوط أبيشع لأنه أولا غير خبير في هذا الموضوع وثانيا لأن اليهودي الروسي ليڤيسون (Levisohn) كان قد فحصه ويظن چروڤ أن ليڤسون قد نسخه أو أنه نسخ له. وكما وصفها ميلز فهي مدونة بأعمدة، ٣١ إنشا طولا وسبعة ونصف الإنش عرضا. ويتراوح عددالأسطر في كل عامود ما بين ٧٠-٧٢ وعدد أعمدة الدرج ١١٠ واسم الناسخ مذكور في التشقيل في سفر التثنية، אני אבישע בן פינחס בן אלעזר בן אהרן הכהן להם רצון יהוה וכבודו כתבתי זה ספר הקדש בפתח אהל מועד בהרגריזים בשנת שלשה עשר למושב בני ישראל ארץ כנען לגבולותיו סביב אודה את יהוה.
5. بابا ربّا (الباب الكبير) بن نتنائيل بن عقبون الكاهن الأكبر، قائد عسكري ومصلح سامري عاش في القرن الرابع للميلاد، يشبّه ببار كوخبا اليهودي وبيهشوع بن نون. أحدث نهضة ثقافية كبيرة في شعبه الذي بلغ تعداده حوالي ٣٠٠ ألف نسمة ونال السامريون استقلالا معينا لزمن قصير. أقام ربا مجلسا سماه “الحكاكمة” مكونا من سبعة أعضاء، ثلاثة كهنة وأربعة عاديين لتولي شؤون الدين والتربية.
6. وينظر في كتاب أبي الفتح المذكور في الملحوظة رقم ٢ ص. ١١٨ الخ. وهذه زبدة ما ذكره أبو الفتح: يعتمد على تاريخ عبراني قديم يذكر فيه حكاية عن ببا ربه، كان ليڤي رجلا حاذقا ذكيا عالما دينا نقيا عفيفا، كان عمره سبع عشرة سنة، بقي في القسطنطينية١٣٠ عاما وأصبح الأسقف الأعظم، الطير النحاس الطلسم زعق عبريوس، ليڤي طلب بكسر طير النحاس. قارن ما جاء في كتيب صدقة المذكور في الملحوظة ٣، ص. ٢٦-٣٠؛ وللمزيد عن قصص بابا ربّا أنظر ص. ٣١-٣٥.
7. قرية عربية صغيرة حوالي ١٥ ألف دونم تقع على عدة تلال على بعد ٨ كم إلى الجنوب الشرقي من نابلس ويبلغ عدد سكانها حوالي خمسة آلاف نسمة، وهي معروفة بزيتونها وتينها وعنبها، أقيمت على خاصرتها مستعمرة إيتمار اليهودية عام ١٩٨٤. في بداية التقويم المسيحي كانت קריית עבורתה قرية سامرية كبيرة وعاش فيه سامريون لغاية أوائل القرن السادس عشر ولم يبق منها اليوم سوى بعض الآثار السامرية مثل قبور الكنهة الكبار الأوائل، إلعازار بن أهرون الكاهن، إيتمار بن أهرون الكاهن، فنحاس بن إلعازار وابنه أبيشع. ويعتبر ضريح إلعازار الأقدس بالنسبة للسمرة ويحجون إليه ويطوفون حوله للتبرك به ويشعلون الشموع.