من القصص الشعبي السامري
(6)
ترجمها من العبرية وعلّق عليها
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
٢٢) الناسكة ابنة عمرام، الكاهن الأكبر1
أبو الفتح ابن أبي الحسن السامري الدنفي
“وهذا الامام עמרם2 كانت له ابنت قد كملها الله تعالى بالحسن والجمال والعلم/ والدين وكانت مغرمه بتعلم3 العلوم فحفظت التوراه وشرحتها وكتبتها بخطها / وما كان فى زمانها احداً يشبهها4 وكان فى ذلك الوقت رجلان سامره منقطعان / الى الله وكان لهما فى النزاره5 والتنسك خمسة وعشرين سنه وكان كل واحد / منهما لما تنزر له من العمر خمسه وتلاتين سنه وكانوا الجماعه يعتقدوا فيهم كاعتفاد // فى الانبيا ويظنوا ان بهما بقا العالم ومن حين انقطاعهما الى الله والى ان صار / لهما مدة6 خمسه وعشرين سنه لم يدخلوا الى نابلس ولا يفارقوا הרגריזים7 / ليلاً ونهاراً وكانوا قد بنوا فوق القسيمه8 السفلى بيتاً وجعلوه مسكنهما وفى ذلك / الوقت طلبت بنت الامام עמרם المذكوره الانقطاع لله والنزاره9 سنه / واحده فبنا لها والدها بيت جانب بيت النازرين المذكورين فانقطعت لله / تعالى وبقيت هى والنازرين فى عباده وطلب من الله ليلاً ونهاراً مدة ثلاثة / شهور الى ان طلعوا ليله الى سطح بيتهما يقروا فى ضوء القمر نادوا الى بنت الربيس / ليستفيدوا منها واذا اشكلت عليهما مساله تخبرهما عنها فطلعت الى السطح / ومعها توراه خط يدها مثل الشمس10 فنظروا اليها ووجهها11 يغلب ضو القمر والنور / حال عليها فاندهشت عقولهما بها وبحسها12 وجمالها ونسيا الله تنسكهم / خمسه وعشرين سنه وكشف كلمنهما لصاحبه ما حل به من حسنها واتفقا13 كلاهما / انهما يطلبوا توراتها يقروا فيها فعندما تحضرها لهما يمسكانها وياخذوها / قهراً14 فلما طلبا منها التوراه اسرعت ونزلت فنزلا اليها ومسكاها قدام / باب بيتها وكشفوا لها القضيه فصارت تذكرهما الله وتخوفهما منه وتعظمهما / وتنهاهما وتوعظهما15 وهما لا يتعظان فلما راتهما بهذا الاتقاح قالت لهما وذلك / شىء لا بُد منه فقالا نعم ولا بدَ منه وان لم يكن برضاكِ كان بغيره فقالت / السمع والطاعة دعونى اعبر16 الى بيتى اصلح حالى واجى الى خدمتكما واظهرت / لهما انها مشتهيه لهذا فلما تعين17 لهما ان لها في ذلك خاطر18 فرحا فرحاً / شديداً وقالا لها اعبرى اصلحي حالك واسرعى فى المجى الينا وعبرت الى بيتها // وغلقت بابها وجلست خلف الباب وفتحت التوراه وكشفت راسها ورفعت / يديها إلى باريها وقالت يا رب انت نهيت عن الفحشا19 والمنكر وانا من درية / פינחס20 صاحب الغيرة وها انا ليس لي مسعف يسعفنى ولا من يخلصنى / من هذه الاثنين القاصدين ما لا يرضيك. اللهمَّ انى مستعينه بك ومتكله / عليك ومستجيره بجوارك خلصنى من يدى اعداك ولا تقدرهما 21 علي وكُف / شرهما عليّ22 فليس لى مخلص سواك ولا منجى غيرك وانت حسبى وعليك / توكلي وبقيت على هذه الصفه23 تنحُب وتبكى فاستطولوها 24 ودنيا الى الباب / ليستعجلوها25 فاعماهما الله عن وجدان الباب كما قال اعز القايلين הכו בסנורים מקטן ועד גדול וילאו למצא הפתח 26/ فبقيا يداوران27 على الباب الى الصباح ولم ينظراه فلما اشرق28 الصباح ونظروا / انهما لم قدروا29 عليها حل بهما خوفاً عظيماً ورعب شديد فانه كان لها هيبه / عظيمه وسُمعه هايله عند الجوق30 ومن عظم خوفهما اتفقا انهما يبطشا بها قبل / ان تبطش فيهما هى فعبرا اتنينهما الى المدينه عند انفجار الصباح31 وكان عبورهما / عند نزول جميع السامره من الكنيسه32 بعد الصلاه فهجنوا33 الخلق جميعا بهما / وانقلبت المدينه بسببهما لان كان لهما خمسه وعشرين سنه ما عبروا الى نابلس / فطلعا الى الكنيسه وجميع الرجال والنسوان خلفهما يتباركون باثار وطى اقدامهما / واجتمعوا كل الخلق حولهما ونزل الامام עמרם الى خدمتهما وقال لهما الامام / ومشايخ القوم ايش34 سبب مجيكم اليوم فوالله احييتونا وشرفتونا بحلولكم بيننا / فهناك وقفا وبكيا وقالوا يعسر35 علينا والله يا سيدنا الامام نبشرك هذه// البشاره فذلك عندنا عظيم اعظم ما هوا عندك فقال لهما اخبرونى فقالا / له فلما كان البارحه صعدنا الى فوق السطح نعبد الله ونسبحه على ما جرت به العاده / فنظرنا ابنتك ومعها رجل اجنبى36 منضجع معها وحققنا37 ذلك ونحن نشهد / بذلك شهاده خالصه لله فافعل فى ابنتك ما انت اهله فعند سماع الامام / ذلك رمى وجهه على الارض ودق على راسه بالتراب ورفع الحفتاوي38 / عن امر الامام ونادى في كل السامرة الرجال والنسا ان يحضروا الى السارين 39/ لينظروا حريق بنت 40 الربيس كما قال تعالى ובת כהן כי תחל לזנות את אביה היא מחללת באש תשרף41 فخرج كل الجوق وخرج / الامام עמרם والحفتاوى وحدهما من الحواكير لان الربيس ما كان له عين42 يمشى / مع الناس ولم يبطل البكا والنحيب فبينما وهم ماشيين واذا صبيان سامرة صغار / قد عملوا مجلس حكم وجعلوا منهم صبى امام واتنين مثل النازرين قد شهدوا والربيس / امر هذا جانبا واشتهدهما43 كل واحدٍ على حدته حتى لا يسمع الاخر شهادة الاخر / كيف وقد اختلفت شهادتهما فقال الصبى الذى هوا ربيس لو عمل الربيس / هكذا كان يظهر الحق من الباطل وحاشا هذيك السيده الطاهره من القبيح/ فلما نظر الربيس الى فعل الصبيان كانه كان نايم وانتبه فقال للحفتاوى سافعل / ذلك فعند وصولهما الى بيادر السارين اجتمعوا كل السامره وفعل الربيس / كما راى الصبيان يفعلوا واستنطقهما كل واحد وحده فاختلفت اقوالهما ووقع / بهما الانخبال والخجل وكانت بنت الربيس على الطور44 فاتفق وقت نزولها والجماعة / مجتمعين وهى لم تعلم سبب اجتماعهما قاموا الامام باحضار ابنته وعند حضورها // وقفوا الناس جميعهم وسالها ابوها عنما جرى لها فاجابته بصحة الحال فتحققوا / كل الناس صحتها 45 وحريتها وخيانتهما واقروا بما فعلا وصاروا يترجوا الربيس العفوا / ففعلوا الجماعه فيهما كما قال الله تعالى ועשיתם לו כאשר זמם / לעשות לאחיו46 ورجموهما كل الجماعه بالحجاره حتى ماتوا47 واخذ الامام / עמרם ابنته وعبر الى المدينه وهوا باعظم فرح وسرور وتوفا الامام عمرم / الى رحمة الله تعالى واقام بعده الامام עקבון وجرى على السامره واليهود / فى ايامه نظر ان السامره يدعوا אפרים ומנשה سكان في البيره وفى / نسخه ياسوف …”
A Sample of Samaritan Tales
An Arabic translation of twenty-one Samaritan tales written in modern Hebrew is presented here along with annotations. These tales were published a decade ago in a volume entitled: The Samaritans: Cooking, Traditions and Customs, written and photographed by Dan (Dantsu) Arnon. The volume also contains forty-three recipes by Batia Tsedaka and her sister Zippora Tsedaka. Tel Aviv 1999 (in Hebrew). The tales were narrated by twelve Samaritans including Ratson Tsedaka (1922-1990) with six tales, Íabr• b. Ismå>•l al-Danf• with two tales, and Tsedaka b. Is˙åq al-Kåhin, with one legend. Among these storytellers there is only one woman, Batia Tsedaka (1925-2010), with one tale.
The last legend, entitled “Baba Rabba and the Copper Fowl”, is anonymous. These relatively short legends were orally transmitted from generation to generation. The oldest dates back to the fourth century A.D. and the most recent comes from the last century. As far as we know, these tales were neither recorded nor written down in phonetic transcription. Twelve such Samaritan legends were published by Ratson Tsedaka and Dr. David Noy in Haifa in 1965. In addition there are 100 stories preserved in the archive of popular stories at the library of Haifa University.
Among these legends, mention can be made of the following titles: >Aqbon, Germon and a baby in the basket (4th century); the pain of learning the Torah; a sack of raisins; joy at the end of the summer; Ab¥ Fåris drives away an evil spirit; a big spoon for many mouths; the miracle of the Passover sacrifice; and the clay pot of oil will remain; this is a meal and this is its reward; the ring; the hand raised up in the sea; the magician and the Kohen and the miracle of the lamb.
In addition to the twenty-one legends with happy endings, I included one more. Its title is “The nun daughter of the High Priest >Amram”. The oldest source of this tale is a history book by Ab¥ al-Fat˙ ben ab• al-Óasan al-Såmir• al-Danaf• from the fourteenth century. A manuscript of this chronicle copied by Ab¥ al-Óasan b. Ya>q¥b in 1932 is at my disposal. The publication of this tale is based on this source (pp. 92-96). The reader will easily discover that this legend is written in Middle Arabic.
----
1. أورد نص أبي الفتح كما هو في المخطوط الذي اعتمدته (أنظر ملحوظة رقم ٢) وفي حالة أي تعديل للنصّ أشرت إلى ذلك في الهامش، والشرطة / تشير إلى نهاية سطر وبداية آخر في المخطوط والشرطتان // علامة لنهاية صفحة وبداية أخرى. وكتب في الحاشية اليسرى في أسفل الصفحة: مطلب فى بنت הרבן עמרם הנזירה. قارن نفس القصة في كتاب רצון צדקה المذكور في الملحوظة ٣، ص. ١٨-٢٢.
2. في الأصل بالحرف السامري وقل الأمر ذاته بالنسبة لباقي الألفاظ المدونة بالحرف العبري المربّع وهناك نقطة بعد كل لفظة. والمقصود هنا هو: عمرام بن طابيا بن شمعيه بن أليشمع بن يهونتان ويذكر أن يسوع المسيح كان قد صُلب أيام الكاهن الأكبر يهونتان المذكور، أحد أجداد عمرام. ووفق التاريخ السامري ولد يسوع المسيح عام ١٣٠٠ لفترة السخط “الفانوتا”.
3. في الأصل “تعليم”.
4. في الأصل بهاء واحدة.
5. في الأصل “النظاره” ولا معنى لها هنا وينظر في السطر التالي.
6. تظهر النقطتان عادة على التاء المربوطة عندما تكون الكلمة مضافة.
7. لاحظ كتابة “جبل جريزيم” كلفظة واحدة في كل ما يخطه السامريون منذ القدم وحتى يومنا هذا، والجبل قبلتهم وأحد خمسة أركان عقيدتهم.
8. في الأصل “القيمه”!
9. في الأصل حرف عين الفعل أقرب إلى الذال منه إلى الزاي. ويذكر أن النزارة السامرية قد اندثرت منذ بضعة قرون لأنها غير واجبة وينظر مثلا في سفر العدد ٦: ٢.
10. أميل إلى الاعتقاد أن “مثل الشمس” يصف وجهها أكثر من “خط يدها”.
11. الهاء هـ أضيفت فوق الجيم ومن المعروف أن “وِجْها، وِجّا، وِشّا” تستعمل في اللهجة العامية الفلسطينية.
12. قد يكون المقصود “وبحسنها”.
13. في الأصل “وتفقا”.
14. المقصود “غصباً عنها”.
15. أي “تعظهما” باللغة الأدبية.
16. بمعنى “دخل” شائع مثل “فات” في اللهجات الفلسطينية.
17. بمعنى “تبين” إن لم يكن خطأ في النسخ.
18. رغبة، ميل.
19. لا نقطة على الفاء.
20. بالعربية خضر، وهو ابن إلعازار بن أهرون بن عمرام بن قهات بن ليڤي.
21. تُقْدِرهما، صيغة أفعل، الوزن الرابع في المنهاج الغربي، أي “تجعلهما قادريْن” واللفظة فصيحة.
22. حرف الجرّ المطلوب في هذا السياق هو “عنّي”.
23. الحالة، الوضع.
24. في الأصل “فاستصولوها”.
25. في الأصل “ليستعحلوها” وفي الهامش الأيسر “ليسعحلوها”.
26. أنظر سفر التكوين ١٩: ١١ “ضربوا بالصنر من صغير والى كبير حتى عجزوا عن وجدان الباب” وفي بعض المخطوطات نجد “السنكرة. السكرة” وينظر في: الترجمة العربية لتوراة السامريين حقّقها وقدّم لها حسيب شحادة. المجلد الأول: سفر التكوين وسفر الخروج. الأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم والآداب، القدس ١٩٨٩، ص. ٨١. وفي تفسير أبي سعيد الفيومي (٨٨-٩٤٢م.) نجد “العشا/الغشا”، أنظر: تفسير التورية بالعربيّة تاليف ربينو سعديا چاون بن يوسف الفيّومي. اخرجه وصحّحه وبيّنه بحواش بالعبرانيّة الفقير المفتقر الى رحمة ربّه نفتلي المدعو يوسف ديرينبورغ باريس المحروسة سنة ١٨٩٣(في الأصل بالحروف العبرية)، ص. ٢٨؛ وفي الترجمة الآرامية السامرية نجد בצנוריאן, בסמיונים/ן ومشتقاتها، أنظر: אברהם טל, התרגום השומרוני לתורה, מהדורה ביקורתית, כרך א, בראשית, שמות. אוניברסיטת תל–אביב תש‘‘ם, עמ‘ 62–63؛ وترجمت اللفظة בסנוורים الواردة مرتين فقط في العهد القديم، الموضع المذكور أعلاه وفي سفر الملوك الثاني ٦: ١٨ بالكلمة “بالعمى” في الترجمات العربية المسيحية الحديثة.
27. كتب أولا “يداورون” ثم قلبت الواو الثانية ألفا، وربما أراد الكاتب أو الناسخ “يدوّرون”.
28. في الأصل الشين مهملة، “اسرق”.
29. لم وبعدها فعل بصيغة الماضي مبنى شائع في الأدب العربي السامري .
30. أي الشعب السامري.
31. الاستعمال المألوف في اللغة العربية وفق المعاجم هو “انفجار الصبح” مثل: انفجار الماء/الظلمة عن الصبح/البول/الحجر.
32. هي الكلمة العادية للتعبير عن المعبد السامري، الكنيس.
33. في الأصل “فهحنوا” والمراد “فاستهجنوا”.
34. أي شيء أي ما واللفظة “أيش” وردت في المصادر العربية اللغوية مثل الخصائص تأليف أبي الفتح عثمان بن جني، حققه محمد علي النجّار، الجزء الأول، بيروت- لبنان ط. ٢، ١٩٥٢، ص. ٧٦.
35. يخيّل إليّ أن الكاتب فكّر أولا بالفعل “يصعب” الدارج في لهجته أيضا وظن أن مرادفه المستخدم في العربية الفصيحة فقط “أوجب” هنا. هذه الظاهرة الاجتماعية النفسية اللغوية (التفصح وأحيانا التفصحن) شائعة لدى أوساط واسعة من العرب مثلا في المدارس الثانوية وحتى المؤسسات التربوية العليا.
36. أي غريب، غير سامري.
37. المقصود “تحققنا من”.
38. هو المترجم ومساعد الكاهن الأكبر.
39. עמק הסרין, في أسفل جبل جريزيم شرقا، هناك كان السامريون يجرون محاكماتهم وأداء القسم، أنظر سفر التكوين ١٢: ٦-٧.
40. في الأصل “بيت”.
41. أنظر سفر اللاويين ٢١: ٩ “وبنت رجل إمام اذ تتبذّل بالزناء أباها هي مبذّلج بالنار تُحرق” أنظر: حسيب شحادة، الترجمة العربية لتوراة السامريين، المجلد الثاني: سفر اللاويين، سفر العدد وسفر تثنية الاشتراع. الاكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم والآداب. القدس ٢٠٠٢، ص. ١٠٦-١٠٧.
42. جرأة، شجاعة.
43. لم تمر علي هذه الصيغة من قبل والمعنى واضح هنا “سمع شهادة كل منهما”.
44. أي جبل جريزيم وفي التوراة ثلاثة عشر اسما له.
45. في الأصل “صحبتها” ولا معنى لها هنا.
46. سفر التثنية ١٩: ١٩ “فلتصنعوا به كما عزم على الصنع بأخيه …”، أنظر شحادة في الملحوظة رقم ٥٢، ص. ٥٢٠-٥٢١.
47. أنظر سفر التثنية ١٩: ١٩.