عبير البرازي مديرة
عدد المساهمات : 7200 تاريخ التسجيل : 02/03/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: حماه 1982 م .. عبير البرازي الأربعاء مارس 13, 2013 10:52 pm | |
|
يذكر التاريخ أنّ جحافل تتار ومغول آسيا قد اجتاحوا بغداد واستباحوها وأسقطوها ومعها الدولة العباسية بخيانة الوزير ابن العلقمى. وقتلوا من الخلق المسلمين ثمانمائة ألف على أقل التقديرات الى مليونين فى أربعين يوما، وينظر التاريخ بكل الاحتقار وكل الكراهية للوزير الخائن ابن العلقمى الذى مات بعدها مهانا على يد التتار. كان ذلك فى عام 656 هـ / 1258م فى القرن السابع الهجرى الثالث عشر الميلادى.
أما فى الشام فقد قتل نحو 40 ألف نفس سورية في مدينة حماة، وتهجير أكثر من مليون سوري الى دول الجوار بالاضافة الى 250 الف فلسطيني لاجئ هجّروا الى دول الجوار، وتدمير 40% من منشآت المدن والقرى في سوريا بما فيها مخيم اليرموك الذي اتخذه الفلسطينيون مكانا آمنا بعد هجرتهم ونكبتهم الأولى عام 1948، مجازر مدفوعة بنزعة اجرامية وعصبية طائفية، واعتقالات اكثر من 160 ألفا لمجرد المناداة بالحرية، وتعذيب بالأقبية حتى الموت واعدام ميداني وجثث آدميين ترمى في الحاويات وعلى أكوام القمامة في زوايا الشوارع، فبات مشهد سفك الدماء بسوريا والجثث والأشلاء في الشوارع وكأنه صفحة منتزعة من سجل الهمجية والوحشية البشرية في العصور الغابرة. قتلوا البعثي العقائدي كما قتلوا الناصري كما قتلوااليساري فضلا عن أعضاء جماعة الاخوان المسلمين. لقد كانت نكبة أشد فظاعة ومأساوية من نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948. ولكن تلك المجزرة من الذى ارتكبها؟ انه هولاكو الممانعة "الوطنى" حافظ الأسد والد هولاكو الممانعة " الوطنى" الحالى "الطبيب" بشار الأسد صاحب مجازر اليوم فى القرن الخامس عشر الهجرى الواحد والعشرين الميلادى. ترى ماذا سوف يقول عنا التاريخ بعد ثمانية قرون؟ ان كان هناك بقية من قرون! محمد هاشم عبد البارى ------------------ حماة 1982 م:وصمة العار في جبين الإنسانيةد. محمد بسام يوسف كانت (حماة) مدينةً آمنةً تعيش حياتها كما تعيش كل المدن في هذا العالَم، قبل أن يُخَيِّمَ مشهدُ الطغاة والطغيان على ربوعها: مجموعات من فيالق (الجيش الوطنيّ!)، لوطنٍ جَلَتْ عنه الجيوش الفرنسية المحتلّة منذ عشرات السنين، يتراهنون ببنادقهم الآلية، على (إسقاط) طفلٍ سوريٍ عمره أربع سنوات، يلعب على شرفة بيته في الطابق الرابع!.. أو: كتيبة من سرايا (الدفاع!)، تقتحم مركزاً للعجزة المكفوفين، فتقذفهم برشاشات النفط حتى تتبلل ثيابهم ولحاهم به، ثم تُشعِل في أجسادهم النيران، لتحرقهم وهم أحياء، فيصرخون ويستغيثون، بينما يقف جنود الصمود والتصدّي! (الممانَعَة حالياً!) وهم يضحكون عليهم، ويستهزئون، ويُدَخّنون، إلى أن تصعدَ عشرات الأرواح إلى بارئها!.. أو: فصيلة من (حُماة الديار!)، تُداهِم مشفىً لضحايا العدوان (الوطنيّ!)، فتقتل الجرحى والمرضى والأطباء والممرّضات وعمّال النظافة والموظّفين والزوّار، ثم تنقل جثثهم المقطّعة، بسيارات نقل النفايات، إلى مقابر جماعيةٍ مجهولة!.. أو: مجموعة من (حُرّاس الشام!)، تقذف بالنساء والرّضّع من فوق أسطحة المنازل!.. أو: دبابة (صامدة) تسحق بجنازيرها، جموعَ المعتقلين، المجمَّعين في زاوية أحد الشوارع، فتتناثر على الجنازير قطع الأرجل والرؤوس والأيدي المسحوقة!.. أو: قطعة عسكرية من جيش (تحرير الجولان!)، تُدَمِّر بقذائف مدفعيّتها وراجمات صواريخها، ثمانين مسجداً وأربعة كنائس ونصف أحياء المدينة.. فوق رؤوس روّادها وساكنيها!.. أو: عبوة متفجِّرة زرعتها الوحدات (الخاصة!)، في طريق أطفالٍ جائعين، فانفجرت بهم، ليتساقطوا مضمَّخين بالدم والدمع والخوف والجوع!.. وهكذا، كانت حصيلة (البطولة الوطنية!) مئتي ألف شهيدٍ وجريحٍ ومفقودٍ ومهجَّرٍ حمويّ.. من النساء والرجال والأطفال والعجائز والشيوخ، وما يزال القتلة المجرمون يأكلون ويشربون ويتنفّسون ويملأون الأرضَ جَوْراً وفساداً وفجوراً، وما يزال الضمير البشريّ مُجَمَّداً في ثلاّجات التجاهل والتواطؤ والصفقات المشبوهة وعدم المبالاة!.. ثلاثون سنةً مرّت، مظلمةً كظلمة قلوب المجرمين الحاقدين الذين ارتكبوها، وما تزال المجزرة.. الجريمة.. المأساة.. ماثلةً في حدقات العيون، ومآقي الثكالى، ومُقَلِ الآباء والأمّهات، وذاكرة شعبٍ عربيٍ مسلمٍ أصيل، صادرت إرادتَه وحرّيتَه حفنةٌ من اللصوص القتلة الطائفيين، وها هو ذا مشهد العذاب يتكرر يومياً على مدار الساعة في ربوع الشام الأبية الجريحة!..* * *لو كانت المبادئ النظيفة وروح العدالة تتحكّم بمن يهمّهم أمر شعبٍ عربيٍ مسلم، وبضمائر العُربان والطرشان والعميان والقُطعان.. فتدفعهم للوقوف موقفاً حُرّاً عزيزاً كريماً أصيلاً تجاه قَتَلة (حماة) في عام 1982م.. لما ارتكب (شارون) وزبانيته جرائم (صبرا وشاتيلا)، ولما وصل جيش الرعاديد الصهاينة إلى (بيروت)، ولما صارت الجمهورية السورية وراثية، ولما تجرّأ أبطال (الحرية والتحديث والانفتاح!) اليوم، على أحرار سوريا، ولما فكّر مجرم فاشل كالصهيونيّ (أولمرت) أو نتنياهو وأمثالهما، باستباحة (غزّة هاشم)، ولما تطاول ليلُ الشام حتى اليوم، لِتُخَيِّمَ حُلكتُهُ على العراق وفلسطين ولبنان.. بل على العرب.. كل العرب!.. في حماة ومأساتها.. سقط الطغاة المجرمون.. وسقط معهم الطفيليون والوصوليون، من أرباع المثقّفين وتجّار المبادئ والدِّين، ومن سماسرة القومجيين ومُغفَّلي وفود الرقص على جراحنا، ومن أصحاب العمائم الزائفة وألسنة السوء الآمرة بمنكر الطغيان، ومن مدّاحي الطغاة وكَتَبَة البغي وعبيد الأرباب المزيّفين، الذين ما فتئوا يبيعون الوطنية والتنظير الفارغ في الصحف الصفراء وقنوات النفاق، فاقدين بوصلة الشرف والدِّين والمعيار الخُلُقيّ والإسلاميّ الحقيقيّ!.. لقد انتهك طغاة الشام في حماة، كلَ ما يخطر على قلب بشرٍ من حقوق الإنسان.. فقتلوا، ودمّروا، وانتهكوا الأعراض، وعذَّبوا، وداهموا البيوت الآمنة، وسرقوا، ونهبوا، واعتدوا على المساجد والكنائس والمقدّسات، وهجّروا الأبرياء، وجوّعوا الأطفال، وأرهبوا النساء، وانتهكوا الكرامة الإنسانية، وسجنوا، وذبحوا على الهوية، وصادروا الأرزاق.. كل ذلك وغيره لم يحرّك ضمير البشرية في القرن العشرين.. ولا في القرن الحادي والعشرين!..* * *لم يقتل الأعداء المجرمون السفّاحون: شارون وباراك ودايان وموفاز وبيغن ووايزمن وبيريز.. وأمثالهم من عتاة المجرمين.. لم يقتلوا –مجتمعين- مثلَ ما قتله نظام (الممانَعَة) وزبانيته، من أبناء حماة والشعب السوريّ واللبنانيّ والعراقيّ والفلسطينيّ.. ولم يدمّروا مثلَ ما دمَّرَه هذا النظام في حماة والمحافظات السورية، ولم يتمكّنوا من العبث بكرامة السوريين ووطنهم وحرّيتهم كما عبث ويعبث هؤلاء الحكّام الدكتاتوريّون.. ولم يذق الأطفال والنساء والطاعنون في السنّ من أولئك الصهاينة ما ذاقوه من نظام العار الطائفيّ.. ولم يُعذَّب أبناء سورية كما عذّبهم المتسلّطون عليها في سجون العار.. لا، لم يجرؤ شذّاذ الآفاق الصهاينة على أهل الشام، كما يتجرّأ حكّامها عليهم اليوم، إخفاءً وتهجيراً ونهباً وتدميراً وانتهاكاً للمقدّسات!.. منذ ثلاثين عاماً، ما تزال المشاهد حيّةً في الذاكرة المتوارَثة عبر الأجيال، لأنه ما يزال يُقتَرَف المزيد من القمع والاضطهاد والاستهتار بحقوق الإنسان السوريّ، فكانت عقدة (حماة)، منعقدةً على الحبل نفسه الذي يصل إلى (صيدنايا)، مروراً بتدمر ومشارقة حلب وجسر الشغور.. وأخواتها.. ثم في كل المدن والبلدات السورية التي تنزف اليوم فتهدر فيها شلالات الدم!.. ستبقى مجزرة حماة، المرتَكَبة في الفترة الواقعة ما بين تاريخ (2/2 إلى 4/3/1982م).. وصمةَ عارٍ في جبين الإنسانية، ومصدرَ قلقٍ في عقول الشرفاء، ودليلَ اندحارٍ لكل المبادئ الإنسانية التي يتواطأ أصحابها اليوم على شعب الشام المقاوم الكريم.. وتأكيداً ثابتاً على أنّ الحقوقَ تُنتَزَع انتزاعاً.. وأبداً.. أبداً لا تُمنَح!.. * * *صورة معبرة لطفل في سوريا عام 2013, أي بعد واحد و ثلاثين عاما من ايام حماة و قد تمّ التسلية بجسده بالسكين من قبل كلاب النظام و المخابرات الجوية النصيريين و لسان حاله يقول للعرب و المسلمين: أعزائي, أتمنى أن لا أكون قد خدشت مشاعركم الرقيقة لهذا اليوم, و لكن يبدو أن جهنّم سيدخلها الكثير من خلق هذا الزمان ...
-------------------------------------------------صراع الأيدلوجيات والمصالح في مالي الكاتب: / شريف عبد العزيز
من جديد تنفجر الأوضاع في الشمال الإفريقي منذرة بحلقة جديدة من حلقات العدوان الغربي على العالم الإسلامي على خلفية تاريخية لن تنتهي تداعياتها على ما يبدو إلى قيام الساعة؛ ففرنسا ممثلة العالم الغربي والأوربي تقصف بكل ما أوتيت من قوة شمال مالي؛ بدعوى حماية البلاد من الوقوع في قبضة المتشددين الإسلاميين واستعادة السلطة الشرعية لزمام الأمور، وهي في ذلك لا تستطيع أن تُخفي سوءة عدوانها الجديد بمبررات إنسانية أو إستراتيجية ومسوغات أممية؛ ففجاجة العدوان على مالي بدا للجميع دون لفّ أو دوران.. إنه عدوان من أجل المصالح الدنيوية والأحقاد الدينية، شأنه في ذلك شأن سائر الحملات الأوربية على العالم الإسلامي عبر التاريخ، إنها ثنائية المال والدين، أو صراع المصالح والأيدلوجيات. أمريكا والغرب حريصة منذ أحداث سبتمبر الكاشفة لكثير من مخططات وتدابير العالم الغربي تجاه العالم الإسلامي، حريصة كل الحرص على عدم تمكين مجاهدي السلفية الجهادية أو ما يطلق عليه إعلاميًّا اسم تنظيم القاعدة، من إيجاد بقعة من الأرض تكون بمنزلة دار هجرة لكل المجاهدين على مستوى العالم، وبؤرة تصدي وممانعة -حقيقية وليست ورقية أو استعراضية مثل إيران وسوريا- لمشاريع الهيمنة والنفوذ والتوسع الغربي على حساب العالم الإسلامي.. ومنذ نجاح الأمريكان وحلفائهم من الأوربيين في احتلال أفغانستان سنة 2001م، وأمريكا حريصة على بقاء التنظيم الجهادي في إطاره السري العنقودي، خلايا متفرقة تعمل هنا وهناك دون تنسيق أو ترتيب، ولا يجمعهم سوى الإطار الفكري والعقديّ والرؤية الحركية. ومن ثَمّ فأمريكا وأوربا حرصتا على منعه بأي ثمن، وهو ما جعلهم يتدخلون سريعًا لإجهاض تجربة حركة الشباب الصومالية، وتجربة الإمارة الإسلامية العراقية، حتى جاءت اللحظة التي لم يحسن الأمريكان والأوربيون تقديرها، فوجدوا أنفسهم بغتة في معضلة كبرى تنذر بمواجهة شاملة في الشمال الإفريقي. ولكن كيف صنع الغرور الأمريكي والأوربي هذه الفرصة الذهبية للمجاهدين؟ ففي الوقت الذي كانت فيه طائرات الناتو تدك كتائب وحصون القذافي في ليبيا، وتساهم بفاعلية في إنهاء النظام الدكتاتوري التي ساهمت في بنائه وتضخيمه، وتفتح الطريق أمام الثوار الليبيين -وجُلّهم من ذوي الصبغة الإسلامية، وكثير منهم أصحاب خبرات سابقة في أفغانستان والبوسنة والشيشان- في هذا الوقت كان مجاهدو القاعدة يعملون بذكاء واحترافية وهدوء كبير في مناطق عديدة من القطاع الصحراوي الشاسع، على إيجاد موطأ "قدم" لهم في شمال مالي؛ لبناء أول دويلة لهم بالمعنى المعروف؛ وذلك باستغلال حالة الفراغ السياسي بسبب الصراع العرقيّ المزمن بين الطوارق والماليين في شمال مالي، ورغبة الطوارق في الاستقلال بإقليم "أزواد" الشاسع والمليء بالثروات الطبيعية والمعادن النفيسة.. وفي هدوء حذر تحرك مجاهدو تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من شرق الجزائر، ومن الصحراء الجزائرية حيث معقل الحركة وهم جنسيات مختلفة وأغلبهم من الجزائر وتونس والمغرب ومالي وموريتانيا والنيجر، تحركوا في بعض مئات فقط ناحية شمال مالي، وقد ساعدهم على التقدُّم وجود آلاف الجنود الماليين في القتال إلى جانب القذافي في ليبيا، وعودة الكثير من الطوارق للعمل الميداني في شمال مالي بعد سقوط القذافي، واكتملت وتهيأت كل الأسباب لسرعة استيلاء تنظيم القاعدة والطوارق على ثلثي مالي مع سقوط القذافي وانفتاح مخازن السلاح على مصراعيها، وتحولت ليبيا لأكبر مصدر للسلاح غير القانوني في العالم، ويكون تنظيم القاعدة أوَّل وأكبر المستفيدين من هذا السلاح. أضف إلى ذلك، فاجعة أخرى للأمريكان والأوربيين تمثلت في استيلاء المجاهدين على العتاد الحديث للجيش المالي المنهار، فقبْل استيلاء المجاهدين على شمال مالي في إبريل الماضي، كان الأمريكان قد زوَّدوا الجيش المالي بمعدات قتالية متنوعة وجديدة، ووسائل اتصال حديثة، وتقنيات مكافحة الإرهاب لمراقبة تنظيم القاعدة في الصحراء الجزائرية. إضافة إلى هذه المعدات والتجهيزات، ورث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أيضًا المستودعات التي تركها الجيش المالي، بما في ذلك مدافع وراجمات صواريخ واحتياطات كبيرة من الأسلحة الخفيفة، ويسيطر التنظيم على المطارات المدنية في (تمبكتو وغاو وكيدال)، إلى جانب واحدة من أكبر القواعد الجوية في بلدة تساليت قرب الحدود الشمالية مع الجزائر. وغير الأوضاع الميدانية التي هيأت للمجاهدين العرب والطوارق أن يُحكموا سيطرتهم على شمال مالي في مساحة شاسعة تمتد إلى 300 ألف كيلو متر مربع؛ أي ما يوازي 3 أضعاف مساحة إنجلترا، كانت هناك أوضاع سياسية مواتية، فالجيش المالي عقب هزيمته المروعة أمام الطوارق والمجاهدين في الشمال، وبإيعاز من فرنسا صاحبة النفوذ الكبير في مالي قام بالتمرُّد على الرئيس المنتخَب "أحمد توماني"، والرئيس الذي تولى بعده جاء لأهداف معينة ولخدمة رغبات السيد الأوربي والأمريكي، والمتمثلة في السماح للقوات الأوربية والأمريكية بالتقدم والتوغل والعدوان على قطعة غالية من العالم الإسلامي. ولأنّ العقلية العسكرية قد تغيَّرت منذ العدوان على العراق، وتغيرت السياسات الأمريكية تجاه أمثال هذه الحروب، فقد سار الأمريكان والفرنسيون على نفس خطوات نهج العدوان على العراق مع تعديل جديد، وذلك باستصدار قرار أممي يبيح العدوان على مالي بحُجَّة استعادة الشرعية، ونجدة إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من العدوان التي تتعرض له -كأنّ الذي يحدث في سوريا منذ عامين مشاجرة بين الأطفال في المدرسة!!- ثم تفعيل مشروع "الباب المفتوح" لمشاركة دول الجوار والمحيط الإقليمي في القتال؛ حتى لا تتحمل أمريكا أو دولة بعينها تكلفة العدوان المتواصل على العالم الإسلامي. وبالفعل تم استصدار القرار 2085 من الأمم المتحدة للتدخل في مالي، وقامت قوات منظمة دول غرب إفريقيا المعروفة باسم "إيكواس" وتضم السنغال والنيجر وساحل العاج وبوركينا فاسو، بالانضمام إلى بقايا الجيش المالي، وتحت غطاء جوي مكثف من فرنسا شنَّ هذا التحالف المريب هجومًا لاستعادة مدينا "كونا" الإستراتيجية من يد المجاهدين الإسلاميين، وذلك بعد معارك عنيفة كشفت عن قوة تنظيم المجاهدين، وأفضليته الميدانية وأيضًا العسكرية. البعض ربما يتعجب من تباطؤ الأمريكان والأوربيين تجاه الأوضاع في شمال مالي، ولماذا صبروا طيلة الشهور الماضية على تواجد مجاهدين إسلاميين في هذه المساحة الكبيرة؟ ولماذا تحركوا الآن؟ والإجابة على هذا التساؤل عند الجزائريين أصحاب الخبرة الطويلة والدامية مع التنظيمات الجهادية؛ حيث تخوفت الجزائر -وحُقَّ لها أن تتخوف- من عاقبة الدخول في مواجهات مسلحة مع المجاهدين؛ لأنّ ذلك سيفتح أبوابًا للمواجهة ستمتد بطول الشمال الإفريقي كله، وستكون دول الشمال وعلى رأسها الجزائر وليبيا أكثر من ينكوي بنيران هذه المواجهات. كما أن الجزائر وجدت في هذه المناسبة فرصة لا تعوَّض في استعادة نفوذها الإقليمي في مواجهة الضغوط الفرنسية، وميل فرنسا الواضح ناحية محور المغرب- النيجر على حساب الجزائر؛ لذلك حاول الجزائريون تأخير هذا الهجوم وفتح الباب أمام الدبلوماسية.. ولكن فشل الجزائريين في مواجهة الضغوط الأمريكية والفرنسية خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة إلى الجزائر منذ أسابيع حسمت بصورة نهائية العمل العسكري، أضف إلى ذلك استيلاء المجاهدين على مدينة "كونا" والتي تعتبر بمنزلة مفتاح الجنوب، كل ذلك سرَّع من وتيرة الاستعداد للعدوان على مالي. والذي قد لا يعرفه الكثيرون أن ثمة تقاطعًا كبيرًا في المصالح الاقتصادية والسياسية بين أمريكا وفرنسا في هذه المنطقة، سينتهي بمشيئة الله -عز وجل- إلى فشل هذا العدوان الجديد؛ فالاستثمارات الأمريكية في قطاع النفط في الجزائر استثمارات ضخمة جدًّا، وكذلك الاستثمارات الأمريكية في ليبيا، و20% من بترول أمريكا يأتي من الشمال الإفريقي، وبالتالي يعني أي عدوان على الأرض سيؤدي إلى عدم استقرار في المحيط الإقليمي، وكذلك أيّ انتصار للحركات الجهادية في شمال مالي سيؤدي بكل المنطقة إلى عدم الاستقرار. أما فرنسا فلها مصالح اقتصادية ضخمة في شمال مالي تريد أن تحميها، كما أنها صاحبة النفوذ التقليدي والتاريخي في المنطقة، وتريد أن تعيد رسم دائرة نفوذها في مواجهة المدّ المتزايد للنفوذ الأمريكي، وأمريكا تريد أن تبني قاعدة عسكرية ضخمة في إحدى دول المنطقة؛ لتتمكن من مراقبة المنطقة الشاسعة الممتدة من الصومال إلى موريتانيا، وهي مساحة أكبر من ضعفي مساحة قارة أوربا كلها، ولن يتم تغطيتها أمنيًّا عبر طائرات استطلاع أو قوات خاصة أو مراكز متنقلة، فلا بد لها من قاعدة عسكرية ضخمة شبيه بت | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: حماه 1982 م اليوم الخميس مارس 14, 2013 1:34 am | |
| في الصميم دكتورة عبير مديرة منتدياتناالحرة الصامدة الشريفة سواء تعلق الأمر بحماه وسوريا كلها أو مالي .. في الأولى ما يحدث أين هولاكو الهمجي منه؟ وفي الثانية نعم إنه الاستعمار الجديد القديم الذي تدفعه مطامعه ومصالحه وأحقاده الدينية إلى ارتكاب الجرائم الفظيعة .. هكذا أنت دائما سيدتي الكريمة تقدمين الموضوعات المعبرة بدقة عن مجريات الأمور والأكثر تنويرا خالص تحياتي وتقديري سيدتي الفاضلة.. | |
|
عبير البرازي مديرة
عدد المساهمات : 7200 تاريخ التسجيل : 02/03/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: رد: حماه 1982 م .. عبير البرازي الخميس مارس 14, 2013 8:39 am | |
|
الاستاذ الفيلسوف
مدير صرحنا العريق
]b]عبدوو المعلم [/b]
شاكرة كرم حضورك العزيز
وإطلاعك على المقالين
الذي تقصدت بجمعهم معا ..لنصرخ صرخة انسانية
الى متى ايها الطغاة؟؟؟
والله أكبر منكم ومن الجميع
تتسلون بإزهاق الارواح , والتمثيل في أجساد العباد وهم أحياء أو أموات..!!
العالم الاسلامي كله بغليان ..فهل أدركنا حقيقة المجريات..
ما هي الأهداف ؟؟
السنا جميعا بدنيا الزوال وسنعود للواحد المنان ورب الحساب..
اعثوا وتلذذوا بقتل الابرياء الله ارادهم شهداء ..
خالص شكري ومودتي سيدي النبيل
| |
|