عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي .. الحلقة 6 ** عبدو المعلم الجمعة أبريل 26, 2013 4:36 am | |
| القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي .. الحلقة 6 ** عبدو المعلم كنا قد انتهينا من التمهيد لندخل الفصل الأول من الكتاب الذي عنوانه "الظاهرة الدينية" ص 69 في الكتاب الذي رابطه أعلاه في صفحتنا .. وتجدر الملاحظة أن التحليل يتواصل لما اصطلح عليه مالك بن نبي من الظاهرة القرآنية المشتكلة على جزئياتها التي منها الظاهرة الدينية وهو طرح يسمح لصاحبه بتشييء الموضوع وإخضاعه بذلك إلى الدراسة العلمية الموضوعية .. يسجل مالك بن نبي في البداية وجود الفكرة الدينية في مختلف مراحل التاريخ والتطور الاجتماعي من الحياة البدائية حتى اليوم .. تدل على ذلك الآثار حيث نجد كهوف العبادة عند البدائيين إلى أن نصل بالتدريج إلى المعابد الفخمة في الحضارات المزدهرة متماشية مع الفكرة الدينية التي كانت هي السبب في نشأة الحضارات كلها وتطورها ونبوغها بما في ذلك الحياة السياسية والتشريعات القانونية المسماة مدنية "فقوانين الأمم الحديثة لاهوتية في أساسها, أما ما يطلقون عليه قانونهم المدني فإنه ديني في جوهره, ولاسيما في فرنسا, فقد اشتق من الشريعة الإسلامية1." ولي ملاحظة في هذا الموضوع الهام جدا 2
وهكذا يتشكل كل شيء بما في ذلك العادات والتقاليد بدافع ميتافيزيقي غيبي وما الطوطمية والأساطير واللاهوت إلا حلول مقترحة لنفس المشكلة التي تطرح على ضمير الإنسان كلما وجد نفسه مشدها أمام لغز الأشياء وغاياتها النهائية, فمن جميع الضمائر ينطلق السؤال نفسه .. ويستشهد مالك بن نبي هنا بأبيات شعرية للشاعر "طاغور" الهندي يطرح فيها مشكلة الأصل والمصير, وهكذا تتردد المشكلة الغيبية على ضمير الإنسان في جميع مراحل تطوره عبر التاريخ وهو في حد ذاته مشكلة شاء علم الاجتماع أن بوصف الإنسان في أصله (حيوان ديني). يقول مالك بن نبي ومن هذا التعريف الموضوعي للإنسان تنبع نتيجتان نظريتان مختلفتان: 1 - "هل الإنسان (حيوان ديني) بشكل فطري غريزي, وبسب استعداد أصيل في طبيعته"؟
2 - "أو أنه اكتسب هذه الصفة إثر حادث عارض ثقافي مفاجئ لدى مجموعة بشرية معينة, شمل مفعوله الإنسانية كلها, بنوع من الامتصاص النفسي؟
بهذا تنتهي ص70 لنستأنف المرة القادمة من بداية الصفحة 71 التي تبتدئ بقوله: "فهناك إذن نظريتان".
(1) في أثناء حملة نابليون على مصر تعرف على الشريعة الإسلامية. وهذا القول لا يحتاج إلى دليل. وهو ليس سوى تفصيل على هامش الفكرة التي نتفق فيها بصفة عامة مع علماء الاجتماع. ومع مؤرخي القانون. والقانون الروماني نفسه لا يشذ عن هذه القاعدة كمابينه الدكتور صوفي أبو طالب في كتابه (النظم الاجتماعية والقانونية ص128 وما بعدها) أما فيما يخص ملاحظتنا على قانون نابليون فإنا نحيل القارئ على كتاب (كرستيان شرفيس Christian Cherfils ) الذي كتبه بعنوان (نابليون والإسلام).
(2) سمعت من العلامة الشيخ أحمد حماني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ومفتي الجزائر لفترة طويلة رحمة الله عليه أن القانون المدني لنابليون مأخوذ من كتاب "الشرح الكبير للشيخ الدردير" في الفقه المالكي وهذا الشيخ على ما أذكر أخذ عن عالم جزائري الأصل فيما روى العلامة أحمد حماني مؤكدا أن قوانين نابليون أصلها هذا الفقيه الجزائري وقد أخذ نابليون الكتاب من مصر أثناء حملته عليها وسن قوانينه المدنية نقلا عنه وربما غيره من كتب الفقه المالكي خاصة ومن غرائب الأمور أننا والكثير في العالم غيرنا نستورد قوانين نابليون ونعمل بها في محاكمنا ولا نعرف شيئا عن صاحبها الأصلي الشيخ الدردير الذي هو جدير بنا ونحن أجدر به وأيضا الفقيه الجزائري الذي نحاول اكتشاف اسمه لاحقا, غير أن مالك بن نبي لا يذكر الشيخ الدردير ولا الفقيه الجزائري المشار إليه بل يقول إن مصدر التشريع المدني الفرنسي المسمى قانون نابليون هو الشريعة الإسلامية, ولله في خلقه شؤون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
| |
|