عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنبة لمالك بن نبي .. الحلقة 08 ** عبدو المعلم الإثنين أبريل 29, 2013 1:47 pm | |
|
القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنبة لمالك بن نبي .. الحلقة 08 ** عبدو المعلم الحلقة 08 .. ص79 المذهب الغيبي المبدأ هنا ومصدر الوجود كله وسببه هو الله هذا المبدأ يزيل الغموض الذي يكتنف المذهب المادي حيث يفسر سبب وجود المادة وخالقها الذي خلق كل شيء لغاية يعلمها هو سبحانه .. فكل شيء مخلوق عن حتمية مستقلة عن جميع خواصها.
هذه الحتمية الغيبية (الميتافزيقية) تسعفنا حين تعجز القوانين الطبييعية عن التفسير الواضح للظواهر وبهذا ينشأ عنها مذهبا متسقا لا تناقض فيه ولا غموض كما هو الأمر في المذهب المادي.
يعبر المذهب الغيبي عن المطالب الفلسفية للعقل التي تقتضي ربط الأشياء والظواهر ربطا منطقيا في تأليف متسق ينتصب علاوة على ذلك جسرا يتجاوز حدود المادة إلى مثل أعلى للكمال الروحي إلى الهدف الأسمى الذي لا تكف الحضارة عن الاتجاه إليه وهذكذا يكون خلق المادة ذاتها خاضعا لأمر قاهرة للإرادة العليا تقول لكل شيء حسب سفر التكوين: (كن).
"وتطور هذه المادة سيكون طبقا لإرادة, توزع التوازن والاتساق اللذين قد يلاحظ علم البشر قوانينهما الثابتة".
لكن بعض مراحل التطور للمادة والظواهر والآشياء قد تخفى على العلماء فيكون سد الفراغ والنقص باللجوء إلى الحتمية الغيبية دون أي تناقض يذكر.
ننتقل إلى ص80 فحيثما يوجد نقص في المذهب السابق المادي يتدخل سبب خاص هنا خالق عالم بخلقه ومريد. وقد يخفي عنا مؤقتا سبب خلق شيء ما لكن ذلك لا يلحق أي ضرر بالاتساق والانسجام المنطقي للمذهب الغيبي فإرادة الله السبب الأ ول لكل موجود تفسر كل نقص في التفسير بينما بالعكس في المذهب المادي حيث يجعلون الصدفة هي التي تعوض النقص وهي عاجزة عن ذلك لأنها ليست الله القادر على كل شيء وبسبب ذلك العجز عن التفسير وسد الثغرات ينهار المذهب المادي.
فالأمر هنا لا يعني المقارنة بين علمين بل بين عقيدتين إحداهما تؤله المادة والأخرى ترجع كل شيء إلى الله سبحانه.
ومن المسلم به القول إن عالما كبيرا يمكن أن يكون مؤمنا كبيرا بينما مسكين جاهل يمكن أيضا أن يكون جاحدا كبيرا. أما عندما نصادف حالة عجيبة يقول فيه عالم إن القرد جد الإنسان فإنه يخطر ببالنا ذلك الوثني النيجيري الذي يعتقد أن جده تمساح فتكون بين هذا العالم والجاهل فكة غيبية مشتركة يعبر عنها كل منهما بطريقته. ففي عصور الاضطراب الاجتماعي والاختلال الروحي وحدها ينشأ الصراع بين الدين والعلم.
لكن كلما تلاحقت أحداث التاريخ مثلا في روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية وفي فرنسا بعد ثورة 1789 انهارت آلهة العلم على نحو يدعو إلى الرثاء ويفسح المجال للعلم وحده ذلك الخادم المتواضع للتقدم الإنساني, "ننتقل إلى ص81", ومع ذلك فمنذ الاكتشافات الأخيرة لعلم الفلك اعترف العلم بمحدودية نطاقه, ففي ما وراء السديميات السحيقة في البعد بمقدارة ملايين السنين الضوئية وربما ملياراتها, في اللانهاية التي يستحيل الوصول إليها, أو حتى إدراكها بالنسبة للتفكير العلمي حيث لا يجد موضوعه الخاص الذي هو الكم والعلاقة والحالة
فأي كم؟ وأية علاقة؟ وأية حالة؟
هذه الأسئلة لا معنى لها والعلم نفسه لا معنى له عندما يتعلق الأمر بما وراء حدود المادة خارج السديميات الأخيرة على الحدود بين عالم الظواهر واللانهاية المادية.
يختم مالك بن نبي كلامه عن المذهب الغيبي قائلا: وراء هذه الحدود يسنطيع الفكر الديني وحده أن يقول شيئا واضحا بينا: (الله يعلم). تنتهي ص81 .. لننتقل في الحلقة 09 إلى الصفحة الموالية في موضوع آخر عنوانه: (الحركة النبوية). | |
|