مرحبا بك أستاذ السيد إبراهيم أحمد الفاضل
لم نعد نفهم ما يجري على الساحة العربية بعدما اختلط الحابل بالنابل وضاع ميزان العقل ورجعنا مسافات شاسعة إلى الخلف
كنا نعاني من مرارة فشل الحركات التحررية الوطنية وانحرافها عن النهضة والتنمية والخروج من التخلف
مفضلة مصالح قياداتها الأنانية الضيقة والدخول من أجل ذلك في تحالفات مشبوهة مع قوى داخلية وخارجية
فاتجهت أنظارنا واضعة الأمل كله في التيار الإسلامي الذي تحول من الإصلاح إلى ما أطلق عليه اسم الإسلام السياسي
ويا ليته بقي إصلاحا يمارس السياسة بحكمة وتدرج مدروس واثق الخطو
وإذا بفرصة الانتفاضة الشعبية تفتح له باب الشهوة السياسية على مصراعيه فيقع بسهولة عجيبة في إغراء اعتلاء سدة الحكم
ويا ليته اعتلاها بالفعل! فما أنجزته الانتفاضة الشعبية العفوية بطبيعتها في تونس كما في مصر وغيرهما لم يكن سوى إزاحة
الطاغية ومحيطه القريب وتركت الحكم في يد نظامه الذي لم يسمح للإسلاميين بالحكم الفعلي ولو لساعة واحدة
وراح يرتب الأمور ويؤزمها لتأليب الشعب عليهم وهم في سكرة الطمع السلطوي لا يشعرون بما يدبر لهم
أو لا يعونه تمام الوعي أو حتى أبسطه.
وهكذا يعود النظام الاستبدادي هذه المرة فاشيستيا دمويا متى تمت استعداداته للعودة بترقية وظيفته نحو الأسفل
والنتيجة هي ضياع الأمل في الإسلاميين بسهولة عجيبة تسببوا فيها هم أنفسهم بتسرعهم في ابتغاء الوصول إلى السلطة
فلا هم وصولوها ولا هم حافظوا على رصيد التأييد الشعبي الضخم لهم.
فلم يبق الآن سوى البحث ضمن صفوف الشعب على نخب من صلبه نقية طاهرة تتمتع بالكفاءة والنزاهة والالتزام
لتقود النضال الشعبي المرير فتصل بعد حين لا يطول كثيرا إلى سدة الحكم وتمارسه بأمر الشعب ورقابته وتأييده
من أجل مصالحه الوطنية العليا وحدها فقط لا غير وعندها تنفرج الأمور وتبدأ المسيرة المبشرة بانبعاث جديد
للأمة المجيدة في حضارة متجددة قوية منيعة مبدعة مرتدية ثوب العصر ومشتركة في قيادته بقسط وافر متمسكة
بهويتها الأصيلة وملبسة إياها لبوس العصر أو ما هو إيجابي فيه.
زيارتك الكريمة أسعدتنا أيها الأديب الكاتب الشاعر المفكر السيد إبراهيم أحمد المحترم.