فصل مالك بن نبي للسنة المحمدية عن الوحي القرآني
السلام عليكم .. مساء الخير
مرحبا بكم في هذه السهرة الفكرية في صفحة مالك بن نبي المفكر الجزائري العالمي المعاصر
قراءة تحليلة في كتاب الظاهرة القرآنية ص ص171 - 172
مواصلة موضوع الفكرة المحمدية
الليلة شيء من فصل السنة المحمدية عن الوحي القرآني
الفكرة المحمدية (متابعة)
فصل السنة المحمدية عن الوحي القرآني
يؤكد مالك بن نبي في بداية ص 171 على هذا الأمر مشيرا إلى الإلحاج الكبير للقرآن الكريم عليه, مستشهدا على ذلك بالآية الكريمة: (كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق, وقد آتيناك من لدنا ذكرا) [طه 99/ب20] ..
وفي آيات أخرى ينبه مالك بن نبي إلى أن القرآن كأنما يشير إلى تحديد مقصود للوحي في أمور لم يكن قد جاء الوحي بعد بشأنها ومثال ذلك الآية: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك, منهم من قصصنا عليك, ومنهم من لم نقصص عليك) [القصص 78/28] ..
يقول مالك بن نبي: "ففي هذه الآية يمضي الوحي القرآني, ليس أبعد من الفكرة المحمدية فحسب, ولكن أبعد مما قد أوحي فعلا).
ويلاحظ أن هناك آيات كثيرة في هذا السياق منها:
(واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا, أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون). [الزخرف 45/43] ..
ويضيف المؤلف في هذا المضمار أنه أحيانا يفصل القرآن بين الفكرة المحمدية والفكرة القرآنية بمناسبة أحداث تقع فعلا في الواقع المعيش الدنيوي
أو "يجري في الحياة العادية" حسب تعبير ابن نبي
مثل قول الخالق سبحانه: (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم). [محمد 30/47] ..
ويختم مالك هذا المسار بملاحظة أن الفصل يقع أحيانا في التعارض بين الفكرة المحمدية والفكرة القرآنية كما في الآية التي يؤجل تحليلها كما يقول .. نهاية ص 171
في بداية ص172 يأتي بهذه الآية التي أجل تحليلها كما قال وهي قول الحق جل جلاله: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه). [طه 114/20] ..
وجب أن نأخذ في اعتبارنا يقول مالك بن نبي ونحن بصدد البحث في هذا الموضوع "الفصل" بين فكرة السنة المحدية والوحي القرآني" عنصرا آخر خارجيا هو عنصر صياغة الحديث, فقد قيل بحق "إن الأسلوب هو الرجل".
ومما هو مؤ كد أن أسلوب الحديث وأسلوب القرآن كلاهما له خصوصياته التي تميزه عن الآخر. "لكل منهما طابعه, وصياغته الخاصة" يقول مالك بن نبي
ومن الأحسن هنا نقل عبارة المؤلف كما وردت: "فالعبارة القرآنية لها نسق وجرس تعرفه الأذن, ولها هيئة تركيبية وألفاظ خاصة, فليس من الخطأ أو الغلو في شيء أن يقال: إن الأسلوب القرآني معجز, لا يتسنى لأحد الإتيان بمثله".
وقد روي أن الشاعر الكبير (المتنبي) يقول مالك قد حاول -دون جدوى- أن يقلده, كما أن محاولة في هذا السياق سجلها التاريخ "هي محاولة (البيان العربي) الذي كتبه (الباب)"
"لكنها لم تكن سوى محاولة يائسة"(1)
يقول ابن نبي لا شك يحتمل في هذا الفصل القاطع بين الحديث والقرآن الذي نبهت إليه هذه الآيات "فصل تاريخي ونفسي بين الفكرة المحمدية والوحي القرآني, "ذلك الفصل الذي -متى استقر في شعور النبي- أضاء جوانب الظاهرة القرآنية". يقول مالك بن نبي. نهاية ص 172 .. لنتوقف هنا محاولين التعمق في التحليل والنقد بصفة جماعية أثناء الجلسة في سهرة الليلة الفكرية في الصفحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع (البابية والإسلام Le Babisme et L'Islam) للشيخ عبد الرحمن تاج