سهرتنا الفكرية الليلة .. السبت 2014/08/02 في مجموعة مالك بن نبي المفكر الجزائري العالمي الجديدة مع ندوة للأستاذ رؤوف بوقفة عنوانها: التغيير بالانسحاب (الهجرة) .. التوقيت: الجزائر سا 22 - القاهرة سا 23 - غرنيتش سا 21 .. الموضوع بالغ الأهمية ويتطلب حضورا نوعيا للحوار والإثراء
https://www.facebook.com/groups/malekbenabbi/
========================================
ندوة السبت:التغيير بالانسحاب (الهجرة) :
﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ الكهف (10) -
تكلمنا سابقا عن مساقات التغيير , وقلنا انه قد يتم التغيير في مساق هرمي يرتكز على تبني النظام له فيتحقق التغيير على يد النظام , وقد يكون التغيير في المسار المتكامل في حالة عدم تبني النظام له و مصادماته إياه
وهناك نوع آخر من التغيير نستطيع تسميته بالتغيير ألانسحابي وقد جاء ذكره في سورة الكهف في قصة الفتية المؤمنين .
لنتصور معا أحداث القصة فتية عددهم دون الثمانية في مجتمع يخالفهم العقيدة وفي دولة نظامها السياسي قائم ومحكم واديولوجي متفق مع شعبه في نفس العقيدة ويرفضون كل مخالف لهم
لذلك حين صرح الفتية بعقيدتهم , ودعوا لها هاج النظام والشعب معا وطاردوهم ليجعلوهم عبرة لمن يعتبر
وهنا يحق لنا أن نتساءل , لماذا لم يقف الفتية في وجه مجتمعهم وحاكمهم وقفة إيمان شجاعة ويجهرون بدعوتهم ويضحون بأرواحهم من اجل عقيدتهم وسيخلدهم التاريخ وتخلدهم السماء ويكونوا شهداء ؟
لماذا انسحبوا وفروا , وقد ورد عن الرسول : {إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ {
ويزيد يوفر لهم الله حماية ربانية خارقة حيث يأويهم لكهف بعيد عن أعين ومسمع أعداؤهم ويلقي عليهم النوم ليناموا أزيد من ثلاث قرون فلا يستيقظون إلا بعد أن اختفاء الظالمون والظلم من مدينتهم , وكأن الله يكافئهم على فعلتهم , وكأن تصرفهم ألانسحابي اللاتصادمي , منهج رباني من بين المناهج التي عالجناها سابقا
والجواب نعم , هو كذلك إن التغيير بالانسحاب أحد مناهج التغيير المتاحة , لكن تحكمه ضوابط وتسيره شروط , ولقد تم تجسيده في زمن الرسول بما عرف بالهجرة سواء إلى الحبشة أولا أو إلى يثرب في المرة الثانية والأخيرة
والانسحاب يكون في حالة واحدة فقط وهو أن الحق لا تكون له شوكة ولا قوة ولا يتوفر على أي مظلة حماية , فيمنع من نشر أفكاره ويضيق عليه ويخنق ويترتب عن تصادمه أن يهلك ويباد ويستأصل ولا يبقى له أثر نهائيا , وبالتالي فكلمة حق عند سلطان جائر مطلوبة من أجل احقاق الحق واستمرارية شق مسار التغيير في طريق الحضارة , اذا كان السلطان الجائر يمثل الطبقة الحاكمة فقط في الجور ,أما اذا كان الجور هو السمة المشتركة بين النظام والمجتمع , فان كلمة حق عند السلطان الجائر هي عملية انتحارية عبثية لأنها لن تحدث الجلبة التي تجعل المجتمع يصحوا من غفلته ويرجع لصوابه ويكون وقود التغيير
وبالتالي يجب التمييز بين القرية الظالم أهلها والتي ييكون التغيير فيها تغيير انسحابي , فوجب الهجرة منها وبين القرية الظالم سلطانها وهنا يجب الوقوف مع أهل القرية لأجل إحداث التغيير .
والسؤال الذي يطرح نفسه الوقت الحاضر ,هل في دول العالم العربي والاسلامي وجب التغيير الانسحابي أو الهجرة بحجة القهر والاضطهاد والخشية على الحياة والاختباء وراء قصة فتية الكهف وحادثة الهجرة في العهد النبوي ؟
والجواب نجده في قوله : ﴿ لا هجرة بعد الفتح؛ لكن جهاد ونية )
نعم هناك هجرة ولن تنقطع حتى تنقطع التوبة لكن من البيئة الكافرة كفر متكامل متناسق بين الحاكم والرعية وليس المنحصر في الحاكم فقط.