عن الإعلام العربي الضال المضلل الأسوأ عالميا كتب الخواجا:
ماجد عبد العزيز الخواجا
قنوات #السحر #الشعوذة #الدجل.... #إرجاع_الغائب.... #عودة_المطلقة.... #إخراج_المسجون.... #فك_الرصد....
هذا حالنا العربي... #أفيون_غياب_الوعي
كشف تقرير جهاز حماية المستهلك عن وجود "27" قناة فضائية تروج لإعلانات مضللة تتعلق بإيهام المواطنين بحل مشاكل الزوجية ورد المطلقة وجلب الحبيب وفك السحر وغيرها من إعلانات التضليل والشعوذة وأشار التقرير الذي صدر مؤخراً إلي أن القنوات تضمنت 16 قناة روجت بشكل مباشر لأعمال الدجل والشعوذة والترويج عن شيوخ يمارسون أعمال للدجل والشعوذة وعلي الرغم من تحذير الجهاز للمواطنين من الانسياق خلف تلك الإعلانات وإحالة العديد من قنوات الشعوذة للنيابة إلا ان العديد منها لا يزال يبث سمومه وخزعبلاته حتي اللحظة عبر قنوات مختلفة مستغلين فقر وضعف العديد من المواطنين.
خبراء الإعلام اعتبروا ان تلك القنوات والإعلانات شريك رئيسي في جرائم النصب علي المواطنين مؤكدين ان الحل في تطبيق قوانين الاعلام وتشريعاته بصرامة لمنع انتشار مثل تلك القنوات التي تروج للخرافة.
قال د. صفوت العالم استاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة: للأسف الشديد نحن نعيش حالة من الفوضي الاعلامية وعدم احترام لعقول المشاهدين فعندما يتم عرض أي منتج عبر قنوات الإعلام المرئي يصنع له مصداقية واسعة سواء بالنسبة للمنتجات التي يعلن عنها أو للشخصيات التي يستضيفها.
أضاف: تكرار عرض إعلانات وبرامج "وهمية" تكرس لأعمال السحر والشعوذة في عدة قنوات يجعل تلك القنوات شريكاً أساسياً في عمليات نصب علي المواطنين فبرامج الأبراج والتنبؤات وإعلانات جلب الحبيب وفك السحر وغيرها من المهاترات يستغل آلام المواطنين وظروفه الصعبة ويحقق مكاسب مالية خيالية عبر الاستخفاف بالمشاهدين وهنا فالحديث أصبح واجباً علي ضرورة الردع وتطبيق التشريعات الإعلامية بشكل فعال لأننا أصبحنا منظومة تحتاج لإعادة ترتيب الأوراق.
خطاب غير متوازن
أما د. محمود علم الدين استاذ الإعلام بجامعة القاهرة فقال ان الظروف الاقتصادية الصعبة والخطاب الإعلامي غير المتوازن الذي يركز علي المساوئ والسلبيات فقط دفع الناس للإقبال علي المنجمين والمتنبئين ومفسري الأحلام وللأسف روجت العديد من الفضائيات عبر إعلاناتها وبرامجها المختلفة لتلك النوعية من المواد التي تتاجر بعقول المشاهدين وتعلي قيمة السحر والشعوذة وتروج لعلماء الفلك والخبراء الروحانيين وتعرضهم علي انهم متخصصون في هذا المجال بهدف تحقيق أكبر قدر من الإعلان والمشاهدة وبالتالي يتأثر المشاهد مما يراه بطريقة كبيرة.
أضاف ان غياب الرقابة علي وسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية زاد من نفوذ وتأثير تلك القنوات. مشدداً علي ضرورة قيام المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام بدوره في ردع مثل تلك القنوات ومواجهتها خاصة انه هو الجهة الوحيدة المسئولة عن تنظيم صناعة الإعلام في مصر وفقاً للدستور وقال: القنوات المصرية التي تبث من أقمار صناعية مصرية لابد من محاسبتها وإجبارها علي الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامي أما تلك التي تبث من أقمار خارجية فالتعامل معها يكون طبقاً للقانون.
د. ليلي عبدالمجيد عميدة الإعلام بجامعة الأهرام الكندية تحدثت حول أهمية سن تشريع خاص بالإعلانات الفضائية وقالت ان التشريعات الموجودة حالياً لا تناسب كم الخداع الذي أصبح منتشراً في العديد من الإعلانات التجارية والصحية الدوائية وإعلانات الدجل والشعوذة التي "تنصب" علي المواطنين وعلي الرغم من وجود العديد من القوانين الخاصة بالصحة والتجارة التي تجرم الإعلانات الضارة إلا انها أصبحت غير فعالة. مشيرة إلي أن عدم وجود تشريعات إعلامية منضبطة جعل السوق الإعلامي والإعلاني في حالة فوضي حقيقية وأصبح الحل الوحيد يكمن في ضرورة عمل تشريع قانون جديد ينظم عرض الإعلانات بالفضائيات.
* د. سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس قالت: رغم ان أعمال الدجل والشعوذة هي في الأصل ثقافة مجتمعية سادت بين الطبقات الفقيرة والمهمشة محدودة الثقافة إلا انه من المؤسف القول انها الآن تسيطر علي العديد من الطبقات المجتمعية الأخري بسبب الفضائيات والبرامج المختلفة التي أصبحت تروج لها وتركز تركيزاً كبيراً علي نشر الخرافات والترويج لبرامج ومضمون وفقرات تفسير الأحلام والأبراج ومعرفة الغيب دون أي رقابة إعلامية وتشريعية عليها.