منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

  بعد منع فيلم "بن مهيدي "...الموت غدرا مرّة ثانية... .. ترجمة عبد العزيز بوباكير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 5782
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com

 بعد منع فيلم "بن مهيدي "...الموت غدرا مرّة ثانية... .. ترجمة عبد العزيز بوباكير  Empty
مُساهمةموضوع: بعد منع فيلم "بن مهيدي "...الموت غدرا مرّة ثانية... .. ترجمة عبد العزيز بوباكير     بعد منع فيلم "بن مهيدي "...الموت غدرا مرّة ثانية... .. ترجمة عبد العزيز بوباكير  I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2018 3:06 am



بعد منع فيلم "بن مهيدي "...الموت غدرا مرّة ثانية...

وقائع اغتيال بن مهيدي ...موت "الغدرة"

ترجمة وتقديم: عبد العزيز بوباكير


 بعد منع فيلم "بن مهيدي "...الموت غدرا مرّة ثانية... .. ترجمة عبد العزيز بوباكير  40694602_499177640599224_6995596075495063552_n


يصادف يوم 23 فيفري ذكرى اعتقال العربي بن مهيدي، والأسبوع الأول من شهر مارس ذكرى اغتياله. وقد اتخذ قرار اغتياله بعد مشاورات بين فرانسوا ميتران وزير العدل آنذاك، وروبير لاكوست، حاكم الجزائر. كان ذلك منذ 60 سنة. والشهيد العربي بن مهيدي كان هو المسؤول المباشر عن العمل المسلّح في العاصمة. وكان بشهادة من عرفوه عن كثب مثقفا أنيقا، ومفكرا ملتزما، ومنظرا أصيلا للثورة. وكان من أنصار المزاوجة بين التحرك الواسع للجماهير و"خروج الثورة إلى الشارع"، وفي الوقت نفسه "التنظيم العقلاني والفعال" للعمل السري. قام بالتحضير المعنوي للسكان من أجل خوض معركة الجزائر. وكان يردد دوما:"يجب أن تصبح مدينة الجزائر "ديان بيان فو الثاني" للجيش الفرنسي".
وتخليدا لذكراه ارتأينا ترجمة مقتطفات من كتاب "معركة الجزائر" لياسف سعدي.
-------------
رحلت، بالفعل، لجنة التنسيق والتنفيذ CCE إلى الخارج، لكن بدون العربي بن مهيدي. ذلك أنه اعتقل يوم 23 فيفري في شقة بشارع ديبيسي، في قلب المدينة الأوروبية، ولم يكن في عداد الرحلة.
ورغم تخوفي في أن أبدو مبالغا في الإعجاب بهذا الرجل، فإني اعترف أن صلابته الوطنية تثير الافتتان. وقد شعرنا أن اعتقاله هو بمثابة الكارثة. فكأننا فقدنا إنسانا عزيزا ترك في قلوب أقربائه فراغا لا يعوض. وبكيناه، بما في ذلك الذين أولئك الذين تعودوا بمرور الزمن إخفاء دموعهم، حتى لا يظهروا ضعافا أمام المحن.
كان رد فعلنا عادة حين تصيبنا مصيبة تنطوي على مخاطر زعزعة تنظيمنا هو القيام بأعمال انتقامية. لكن هذه المرة يستحيل مهما فكرنا أن نقوم بأي شيء. فقد هُجرت صفوف الفدائيين بسبب الإضراب إلى درجة أن الحل البديل الأقل مخاطرة كان هو الترقب. وكانت رغبتي حالا هي القيام بعمليات اختطاف رهائن لكن غياب الوسائل وخاصة الأشخاص المدربين صرفني عن هذه الفكرة وكنت أخشى أن الذين اختطفوا بن مهيدي سيهتاجون ضده. وظل هناك أمل وهو أن نعرف كيف اعتقل وكذلك المكان الذي يوجد به. ثم بعد ذلك نحاول اكتشاف أسرار أخرى من اجل استكمال خطتنا أي تاريخ وساعة تحويله إلى سجن حيث يوضع لا محالة تحت رقابة مشددة إلى غاية محاكمته.
هل وشى احد ببن مهيدي؟
رغم الغموض الذي أحيط به عمدا مكان استنطاقه فإني لم أتخل أبدا عن متابعة آثاره، بفضل نتف المعلومات التي كانت مصلحة استعلاماتنا تجمعها بطريقة أو بأخرى. وفي انتظار ذلك كان شبح اختطافه في كل مكان. وكانت كل ساعة تمر ترهقني بالتساؤلات. أسبوع كامل من الحيرة الطاغية. ثم بعد ذلك اتخذت القضية فجأة منحى آخر.
والرواية المحتملة أكثر هي التالية، وعلى أيّة حال، فهي ليست متطابقة مع الروايات الأخرى التي هي في الغالب مبتكرة ورائجة هنا وهناك، في بعض الأحيان بحسن نية، لكنها في الغالب بهدف تأكيد إشاعة "الصدفة أو المصادفة" في قضية لا تترك نهايتها المأساوية أي مجال للصدفة. هل وشى أحد ببن مهيدي؟ ذلك أكثر من أكيد. وبلا شك، أن الذي وشى هو ليس "جاسوسا" في خدمة العدو، لكن أحد منا، استسلم بعد أن أوسعوه ضربا مدة ساعات. فلنحاول أن نفهم الأمور. إن بن مهيدي لم يأت إلى شارع كلود ديبيسي، كما كان يفعل ذلك بطريقة روتينية. فقد ذهب إلى هناك استجابة إلى مسعى مرتبط، بلا شك، بتحضير السفر إلى الخارج طبقا للقرار الذي اتخذ عند عمارة رشيد في التليملي ومبدئيا كانت شقة شارع كلود ديبيسي مكانا سريا مخصصا لأعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ من أجل تبادل المراسلات بينهم، آو رسائل مستعجلة تقرأ وتتلف فورا. وهذا المكان الذي كنا نعتبره سريا، حتى نحن الذراع الأيمن للجنة التنسيق والتنفيذ، لم يكن في نهاية المطاف كذلك إلا نظريا، طالما أن بعض أعوان الاتصال كانوا لا يجهلون وجوده وعنوانه الدقيق.
كان السفر إلى الخارج وشيق الوقوع. وقد تلقى بن مهيدي رسالة ثانية تدعوه إلى الذهاب إلى شارع ديبيسي من أجل معرفة التاريخ والمسار الذي يجب أتباعه لتجاوز المرحلة الأولى. ونحن نتذكر أن رسالة أولى رحلّته من القصبة التي لجا إليها. آنذاك التحق بحي السكالا وانطلاقا من هناك قام أعوان الاتصال بباقي الأمور. وفي أثناء ذلك تم اجتماع التيليملي؟ في الحقيقة أن بن مهيدي وقع في الفخ بين هذا الاجتماع وموعد شارع الديبيسي. وتبرز التقارير التي أعدها أعوان استعلاماتنا في جملتها دلائل التحرك الذي أدى إلى اعتقاله.
فخ شارع الديبيسي
بالفعل، فقبل أيام من التاريخ المشؤوم ليوم 23 فيفري 1957 أوقفت دورية من الجنود سيارة من نوع بيجو 403 بالقرب من حاجز مراقبة أقيم على الطريق الرابط بين أحياء الأبيار وفري فالون. كان صاحب السيارة يدعى بن شيكو. وخضعت السيارة إلى التفتيش، وفي الوقت نفسه خضع السائق إلى تفتيش جدي متبوع بالتدقيق في هويته. كل شيء جرى بلا مشاكل، لكن في اللحظة التي كان الجنود على وشك تسريح صاحب البيجو 403 اقترب أحد الجنود، وقد كان واقفا جانبا على بعد أمتار وأمر السائق بفتح الصندوق الخلفي للسيارة مرة ثانية. امتثل بن شيكو وأشار الجندي بسبابته إلى الحقيبة الصغيرة الموضوعة في عمق الصندوق، وامسك بها وفتحها، واتضح أنها تحتوي على ملايين الفرنكات. وفي تلك اللحظة تحوّل بن شيكو الذي كان يتأهب للالتحاق بمنزله إلى مشبوه. واقتيد إلى اقرب محافظة للشرطة، حيث أوسعوه ضربا. وفي نظام كهذا، فإن البطولات لا تصمد طويلا. فبعد أن عذبه المظليون الذين جاءوا بأعداد كبيرة اعترف بن شيك أن المبلغ المالي ليس، وأنه موجه إلى شخص اسمه حميدة(اسمه الحقيقي شرقي ابراهيم)
اعتقل شرقي ابراهيم بدوره في حي سانت أوجين، حيث عثروا بحوزته على ما يبدو أنها دلائل ملموسة على أنه يعمل لصالح لجنة التنسيق والتنفيذ، كما كان معروفا كعون اتصال لبن مهيدي خارج القصبة. وفي اللحظة التي اعتقل فيها لم يكن يحمل إي سلاح. وقد حاول في مركز الشرطة التقليل من دوره وبذل كل ما في وسعه لنفي كل شيء جملة وتفصيلا. لكن محاولاته كانت يائسة. بعد ذلك قابل الباشاغا بوطالب، الذي اعتقل قبل ذلك بيوم وكذلك بن شيكو، فاستسلم واعترف أنه زار مرتين أو ثلاث مرات الباشاغا بوطالب في القصبة من أجل الحصول على تعليمات من بن مهيدي.
ومنذ ذلك الوقت أصبح مهما في نظر المظليين الذين أصبحت تحركهم فكرة واحدة منذ تلك اللحظة، وهي دفعه للاعتراف بالتفصيل بطبيعة الصلات التي تربطه بالقائد السابق للولاية الخامسة. وبعد أن اخضع لعدة حصص من التعذيب المستمر انهار واستسلم، فراح يفشي العناوين بلا ترتيب، وبالتأكيد مخبأ شارع الديبيسي. حينئذ بدأت المطاردة وحوصرت كل المخابئ المذكورة.
حاصر المظليون حي بلاتو سوليير وطوقوا المبنى "المشبوه" بوضع موانع وحواجز شائكة لعزل الحي عن الأحياء الأخرى. وبدأت فصائل المظليين تنزل بسرعة من الشاحنات، مندفعة نحو المبنى، مسرعة نحو الدرج، حيث توجد الشقة-صندوق البريد. تردد الجنود لحظات وبعدها صرخ أحدهم آمرا "هنا".
وفي هذه المسألة توجد بالتأكيد روايتان. الأولى تؤكد فرضية كسر الباب، أما الثانية...لا يهم. فالباب المذكور انفتح مع ذلك. وهناك اكتشف المظليون رجلا وحيدا واقفا في قاعة الجلوس. وبعد رطانة صاخبة نموذجية من نوع "ارفع يديك"، "لا تتحرك وإلا أطلقنا النار". قرروا أن يسألوه عن اسمه. تردد بعض الوقت. كان بن مهيدي بارد الطبع مهما كانت الظروف. وكان يأخذ دائما الوقت الكافي قبل الإجابة. بعد أن تأكد من مفعول جوابه كشف هويته الحقيقية، لم يصدق الضابط الذي كان يستجوبه.
لحظات بعد ذلك بدأت فرقعات المصورين وصرير كاميرات مصالح العمل السيكولوجي للجيش. وكان بن مهيدي يتركهم يصورون دون إبداء أي نفور. كان يبتسم. ويقال أن الجنرال ماسي حين سمع خبر اعتقاله عبّ الشامبانيا. هل هذا الخبر صحيح أم لا؟ هذا الخبر لا يغير بتاتا مصيره، ذلك أن اعتقاله عاشه الأعداء كانتصار. فهو يبرر بالنسبة للعدو "تكاليف" الإضراب، بل يمكن أن يعتبر غنيمة يستطيع بفضلها ماسي أن يعلن انتصاره.
نقل بن مهيدي إلى مركز قيادة الكولونيل بيجار وهناك كان يجب الاستماع إليه وأثناء الجلسة الأولى وسلسلة من الاستجوابات، قدّم تصريحا مطولا لتحديد أسباب حرب التحرير الوطني وتطورها وأهدافها النهائية. أما فيما يخص الباقي، أي تنظيم جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني في البلد ومحاور تمفصلها الكبرى ونشاطها اليومي ورجالها المتنفذين، عن كل هذه الأسئلة رفض بن مهيدي رفضا قاطعا الإجابة.
حين وصل عند بيجار درس بن مهيدي بالتفصيل وفتش جسده تفتيشا دقيقا ولم يعثروا عنده إلا على نسخة من مشروع أرضية الصومام. وكان بيجار وماسي وشركاؤهم يدركون جيدا أنهم لن يحصلوا على أي شيء منه مهما كانت الطريقة التي يستعملونها. فما المانع إذن لو استخدموا حيلة أولى بمقابلته مع شرقي إبراهيم. هنا أيضا ردّ بدون حدة، وكأنه يتكرم بالتعليق على هذا اللقاء بمثل هذه الجملة الغامضة:"كنت موجودا في الديبيسي صدفة، ولم يكن في استطاعة شرقي أن يتنبأ بذلك".
وأثناء الأيام المقلقة لاعتقاله اتخذ بن مهيدي موقفا كله شجاعة وعزة نفس. فعن الأسئلة المتعلقة بمكان أو أمكنة اختباء عبان رمضان والأعضاء الآخرين للجنة التنسيق والتنفيذ أجاب بن مهيدي إنهم غادروا المدينة ما بين 19 و 20 فيفري، مضيفا وواضعا في جوابه ضلالا من المرارة:"حتى لا يسقطوا في الفخ مثلي، من العبث، أيضا، البحث عن كريم بلقاسم، فهو يقيم مع أوعمران في الخارج منذ ديسمبر 1956. أما فيما يخص ياسف سعدي وأعوان قيادته، فقد التحقوا هم الآخرون بالجبل منذ الإعلان عن الإضراب. وحتى أنا كنت على وشك الالتحاق بمنطقة وهران. ونلاحظ أننا حتى لو آخذنا هذه الأجوبة بنوع من التحفظ، فإن مقاربتها تبين، بالطبع، خطورة الوضعية.
لم يتزعزع بن مهيدي حين تعلق الأمر بأسرار جيش التحرير الوطني. وكان ذلك موقفه طوال احتماله للمصائب. وقد حاول بيجار "تدويره"، لكن حقيقته كان ينقصها الحجة الدقيقة. ومع ذلك فخلال هذه المبارزة لم يخسر بيجار كل شيء، فحين كان يدلي "بحقيقته" الفظة إلى بن مهيدي افتتن به بدوره. فعند بن مهيدي تعلم أشياء نافعة، من بينها عقيدة الحرب عند جبهة التحرير الوطني، التي تعلمها من أفضل أستاذ لم يسبق له أن التقى به من قبل. ولم يكن بيجار هو الوحيد في حالته. فقد كانوا كثيرين. كان الضباط يتناوبون لمشاهدة السجين إرضاء لفضول طبيعي، لفرط ما كان جهلهم بالميدان فضيعا. أليس لهذا السبب سموا بن مهيدي "المدمن على الثورة"؟.
ظل بن مهيدي حبيسا عند بيجار من 23 فيفري إلى بداية شهر مارس 1957. وفي 4 مارس وصل أمر غير منتظر إلى مركز قيادة بيجار يطلب منه تحويل "المحبوس" فورا إلى القطاع العسكري لميزون كاري، وكانت هذه التعليمة غير قابلة للنقاش، وهي صادرة عن قائد فرقة المظليين العاشرة، أو إن شئتم عن ماسي شخصيا.
هكذا حيكت مؤامرة قتله
وإذا صدّقنا استعلامات ذلك الوقت يكون قد جرى الحديث عن تفويض أمر حراسة بن مهيدي مؤقتا إلى قائد الفيلق الأول للقناصة المظليين، وكأن الحراسة التي فرضت عليه حتى الآن لم تكن كافية.
وفي الحقيقة، لم يكن نقله سوى خديعة لتقريبه من ميدان الرماية(المضلّع)، حيث كان من المفروض أن يعدم بعد ساعات. ويبدو أن حكومة غي مولي لم تتردد لحظة في الامتناع من السقوط في مثل هذا الحكم الكريه. فالمؤامرة ضد بن مهيدي كانت قد دبرت في الخفاء، دون أدنى خلاف بين المدنيين والعسكر.
في اليوم الموالي، 6 مارس، أعلنت الصحافة المحلية، التي يزودها بالأخبار المكتب الخامس للجيش، في صفحاتها الأولى "انتحار" بن مهيدي. وقد وصفت L Echos d Alger موضوع الجريمة المقترفة بهذه العبارات:"انتحار القائد المتمرد في مقر مديرية أمن الإقليم DST خلال الليلة ما بين الأحد والاثنين. وقد شنق بن مهيدي نفسه بحبل أعده بفضل خرق قميصه الممزق". وفي أعقاب هذه المحاولات التظليلية الفجة، لم يدل الجنرال ماسي بأيّ تعليق. فهو الذي كان من عادته أن ينعتنا بالمجرمين في كل آن، لم يتمكن أن ينعت نفسه بنفس النعت.
وأخيرا، فإن ماسي كان يعرف كيف يموّه، وكيف يحوّل القتل إلى انتحار. لكنه من أجل تجنب التحقق من فرضية الانتحار أعطى أمرا لرجاله من أجل تنظيم جنازة، هي خليط من الشعائر الإسلامية وإجراءات عاجلة لدفن الجسد في مقبرة القطّار. وبمنعه لأهله من توديعه إلى مثواه الأخير، فإن ماسي أعتقد،بلا شك، أن مرور الوقت وإبقاء الجزائر تحت السيطرة الفرنسية، سيثني الفضوليين عن الرغبة في معرفة الظروف الدقيقة التي قتل فيها العربي بن مهيدي. وكان ذلك خطأ. ذلك انه بعد الاستقلال، وبمبادرة من رفقائه في السلاح، أخرجت رفات بن مهيدي بلطف من قبره لنقلها إلى مقبرة العالية الشاسعة وإعادة دفنها في مربع شهداء الثورة.
كانت الشعائر المتطلبة أكثر في وقت السلم تفرض قبرا يليق بمقامه. وكان أهله وأقرباؤه يرغبون أن يختفي من جسده أي اثر للتدنيس. وبالرغم من تحلل جسده المتقدم، فإن الجزء العلوي منه كان متآكلا إلى الربع فقط، فوق الأحشاء حتى القفص الصدري. النتيجة إذن رغم خمس سنوات قضاها في قبره بالقطّار، ما زالت تبدو على صدره آثار الرصاص واضحة لا تمحى. إنه إذن الدليل القاطع أن العربي بن مهيدي اغتيل حقا.
ياسف سعدي، معركة الجزائر، الجزء الثالث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
 
بعد منع فيلم "بن مهيدي "...الموت غدرا مرّة ثانية... .. ترجمة عبد العزيز بوباكير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تداعيات دولة بوتفليقة .. الدكتور عبد العزيز بوباكير
» حاربوا الشاذلي بالنكت .. لأنه أزاح بارونات الفساد .. عبد العزيز بوباكير
» دمشق , حي القابون , جمعة الموت ولا المذلة قناة الدنيا مع شبيحة الموت UgaritNews 8 912 vidéos
» العربي بن مهيدي
» اغاني فيلم سيد درويش الله يصون *** اغاني فيلم سيد درويش المقدمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: في الجزائر-
انتقل الى: