الدمار الشامل للعراق
الاهداء
الى كل أبطال العراق سواء كانوا في جنة الخلد من الشهداء الأبرار أو الأبطال الصابرين في معتقلات الهمج والمتوحشين من محتلي العراق ومن ساندهم من العملاء و المأجورين
الى الماسكين للسلاح ويخوضون أشرس معركة تشهدها الساحة العربية في السنوات الأخيرة
الى كل أبطال وماجدات العراق الأشم أهدي هذا العمل المتواضع الذي لايساوي قطرة دم أو حبة عرق أو آهة من آهات الثكالى و اليتامى الذين خلفهم العدوان الهمجي .
الفهرس
المقدمة
اعدام وتهجير العلماء و الخبراء
التضليل الاعلامي
التفجيرات الدامية
دسائس الطغاة
الاعتقال و السجون
نشر المخدرات
الحكومة المنصبة في المنطقة السوداء
الطائفية
الحضارة العراقية تهزم الهمجية الأمريكية
الانسحاب الامريكي المبكر ودلالاته
في الذكرى السابعة للغزو الهمجي للعراق
أمريكا و المستحيل في العراق
الانهيار الوشيك لامبراطورية الشر
صور تخاف امريكا من نشرها
المقدمةالدمار الشامل للعراق شعبا و أرضا هو ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية في غزوها الهمجي للعراق بلد الحضارة الراقية فاستعملت ضده كل الأساليب الهمجية في التدمير الفظيع والاجرام الموغل في الوحشية التي قل ما يكون لها نظير في التاريخ البشري وهي عبارة عن سلسلة من المقالات توزعت هنا وهناك عبر روابط ومواقع عديدة وقد طلب مني بعض الأصدقاء جمعها في سفر واحد وهاني أقوم بهذا العمل بالرغم من أن الوقت يتسارع و الأحداث تحاول الافلات من التدوين ولكن الجرائم البشعة لأعداء هذه الأمة الظاهرين و المستترين أكبر من أن تنسى أو يقع التعتيم عليها و تغطيتها فقد انكشف المستور وفاحت رائحة الجرائم البشعة من أبو غريب الى الفلوجة وتلعفر و حديثة و القائم و الموصل وبغداد والناصرية و النجف وكل المدن والقرى العراقية بل كل أسرة عراقية فقدت أعزة لديها في هذا الغزو الهمجي الذي مس كل مناحي الحياة في العراق خدمة لكل المشاريع المشبوهة في المنطقة من الصهيونية الى الصفوية الى الصليبية التي اشتركت معا في احتلال العراق وتدميره تدميرا منهجيا غير مسبوق في تاريخ الجرائم الكبرى ضد الانسانية لذا فان هذا الكتاب محاولة للكشف عن جزء قليل فقط من الدمار الشامل للعراق وهي نفس الحجة التي جاء بها المجرمون ذرا للرماد في العيون .
اعدام وتهجير العلماء و الخبراء
ان هذه الجريمة البشعة التي أقدم عليها الاحتلال الثلاثي للعراق تؤكد الوجه القبيح للاحتلال وأن أهدافه الخبيثة تتمثل أساسا في تفريغ العراق من كفاءاته العلمية وأطره الثقافية و ذلك أن العراق وصل قبل الاحتلال درجة مرموقة في مجال البحث العلمي وأن نسبة التمدرس كانت عالية جدا في صفوف شعبه الى حد أنه قد قضى نهائيا على الأمية ووصل الى نفس نسب الدول المتقدمة وحقق علماؤه انجازات نوعية هامة في كافة التخصصات الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على الكيان الصهيوني لذا تآمرت قوى الشر المتربصة بالعراق على استنزاف هذه الثروة العلمية الهامة ونذكر جيدا كيف أن الكفاءات العراقية بعد عدوان 1991 على العراق و شعبه قد تمكنت في ظرف وجيز من اعادة كل شيىء الى نصابه بالرغم من ضراوة الاستهداف و ظروف الحصار الجائر بحيث ان الاحصاءات الموثقة تقول 80%من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات، أكثر من نصف القتلى يحمل لقب أستاذ وأستاذ مساعد، و20% من العلماء المغتالين يحملون شهادة الدكتوراه وثلثهم مختص بالعلوم والطب فضلا عن الطيارين و كبار ضباط الجيش .
فكان لابد من اغتيال و اعدام هذا العقل الجبار لشعب العراق صاحب الحضارة الراقية التي تمتد لآلاف السنين وعلمت البشرية الكتابة و صاغت لهم قوانين حمورابي الشهيرة فكانت عصابات الشر الغازية بالمرصاد لهذه الحضارة العظيمة وكأنما خطط الدمار الشامل المعدة لهذا الشعب متناسبة مع ما ينجزه من منجزات راقية وقد اتجهت الأيدي الآثمة الى اغتيال و تهجير واعتقال العلماء العراقيين من أساتذة الجامعات و الأطباء و المهندسين و الخبراء في كافة التخصصات بما في ذلك الطيارين وذلك تدميرا للقاعدة العلمية التي بناها هذا الشعب منذ آلاف السنين الا أن شعبنا العظيم في العراقرغم كل معاناته و خسائره البشرية الفادحة جدا و المادية التي تفوق كل تصور وبشاعة الاجرام الذي مورس ضده فانه ابدع في مواجهة المحتلين وأسقط كل مشاريعهم الخبيثة و المسمومة لهم و لأذنابهم من العملاء الذين امتطوا دبابة المحتل لتدمير بلدهم وهم قلة لا محالة لأن معظم الشعب مع المقاومة التي قدمت انجازات نوعية في المواجهة العسكرية كسلاح السديد المضاد للطائرات أو ذلك السلاح الغريب الذي يشبه الأقلام و يخترق الدبابات وكذلك نوعيات جديدة من العبوات الناسفة و المعدلة و المطورة عراقيا و التي تدمر كاسحات ألغامهم المتطورة جدا جدا قبل دباباتهم وتجعلها تتطاير في الهواء بجنودها فأي عظمة لهذا الشعب المضحي و المناضل وأي حقارة و بشاعة و نذالة للمحتلين الظلمة و المجرمين ومن كان من أذنابهم سيأتي اليوم الذي ينتصر فيه شعبنا على جلاديه و يحاسبهم و لو بعد حين على ما اقترفوه في حقه من جرائم فظيعة من بينها تفريغ العراق من علمائه ولكن مع ذلك فان نساء العراق لا يزلن ينجبن العالم تلو العالم .
التضليل الاعلامي الاعلام هو عصب الحياة المعاصرة ومن تمكن منه فانه يستطيع ان يوجه العالم الوجهة التي يريدها وان العدو الأمريكي للأمة العربية و شعب العراق قد وظف الاعلام توظيفا فظيعا قبل العدوان وأثناءه وبعده وحتى الآن بحيث انه ركز في البداية على الاسطوانة المشروخة لأسلحة الدمار الشامل التي يزعم أن العراق يملكها كما الزعم بالعلاقة القائمة بين العراق و القاعدة وكذلك ديكتاتورية النظام وتقتيله و سجنه للعراقيين وانتهاكه لحقوق الانسان الى غير ذلك من حملة التضليل الاعلامي المبرمجة و المخططة بعناية فائقة من أجل استسلام الشعب العراقي واعتراض الغزاة على أساس أنهم محررين و رميهم بالورود و الأرز ولكن الشعب العراقي و مقاومته الباسلة و بالرغم من الحصار الاعلامي قد كشف زيف الدعاية الأمريكية وأثبت بطلانها باستعمال المجرمين الأمريكان اسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين وباراقةالدم والمعتقلات والتشريد للملايين ونهب ثروته ثبت الزيف وقد اضطلع بهذه المهمة اعلاميو العراق الشرفاء مستعملين الوسائل البسيطة المتاحة لهم أي عبر الأنترنات في مواجهة أعتى آلة اعلامية رهيبة في العالم و ما تملكه من امكانيات و اعتمادات ضخمة تصرف في شكل رشاوى لتغيير الوقائع وقد حرموا من الجرائد و المجلات والمحطات الفضائية وحتى فضائية الزوراء التي كانت اشبه بالخرساء فقط تظهر تناثر المركبات الأمريكية بفعل المقاومة الباسلة فانهم أسكتوا صوتها و الهدف من ذلك تمريرالسياسات المجرمة لدول العدوان ولكن رغم أنوف الغزاة ظهرت الحقائق تباعا ومنذ اليوم الأول للاحتلال حيث كانت مسرحية ساحة الفردوس واسقاط تمثال الشهيد صدام حسين رحمه الله الا أن التضليل الاعلامي لم يتمكن من اخفاء الحقائق للأبد بالرغم من تعمد العدوان الأمريكي الى قتل الحقيقة باعدام الصحفيين بدم بارد وعن عمد واضح هذا وقد تكشفت فظاعة الاحتلال عن طريق ما تعرض له العراقيون من صنوف التعذيب في المعتقلات واستهداف مباشر وكثيف للمدنيين العزل واعدام الكثيرين في بيوتهم أمام ذويهم وكذلك تكشفت فظاعات سجن أبو غريب وما حصل في الفلوجة من دمار رهيب جدا وانتصرت الفلوجة على أقوى جيش في العالم على الغزاة ثم كانت العودة اليها واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا فكلها جرائم موثقة وغير خافية وقد تمكن العراقيون من توثيقها بالصوت و الصورة كدليل أمام التاريخ الانساني الشاهد على فظاعة الاحتلال و بشاعته وعلى مدى قدرة الشعب العراقي العظيم على التحمل و المقاومة فان ذلك يفوق قدرات البشر العاديين ولكن العراقيين من طينة أخرى اذ يمتلكون رصيدا حضاريا لايمتلكه الغزاة .
وفي النهاية اقدم لكم ما جاء في الوثيقة التي اعدها مركز صقر للدراسات الاستراتيجية وهو جهة محترمة جدا ومعلوماته موثقة وعلمية و لا يمكن التشكيك بها وهذه الوثيقة بعنوان احداث وضحايا العراق بالأرقام والتصريحات الموثقة وقد تضمنت عدة أبواب منها :
الحريات الصحفية: 70. العراق الأول في قتل الصحفيين وهو الأسوأ عالميا في مجال التحقيق في جرائم اغتيال الصحافيين}[67].
71. (247) صحفيا عراقيا و أجنبيا قتل خلال سني الاحتلال، واختطف (64)؛ قتل اغلبهم ومازال (14) منهم في عداد المفقودين}[68].
72. (262) انتهاكاً عدد ما تم رصده من الأحداث و الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون مابين 3- أيار/مايو 2009 الى 3-أيار/مايو 2010} [69].
73. أكثر من (50) انتهاكا قمعيا خطيرا شهد يوم اقتراع الناخبين فيما تسمى بالانتخابات النيابية لوحده، كانت حصة محافظات كردستان الثلاث منها 23 انتهاكاً فيما شهدت بغداد و المحافظات الأخرى 27 انتهاكاً، مارستها جهات عسكرية و أمنية بحق الصحفيين و مؤسساتهم الإعلامية}[70].
74. رفع (29) دعوى قضائية في قضايا النشر وممارسة العمل الصحفي من قبل شخصيات ومؤسسات حكومية ضد عدد من الصحفيين والمؤسسات الصحفية شهد عام 2009}[71].
75. إقامة (23) دعوة قضائية أقامها مسئولون محليون ضد صحفيين مستقلين و مؤسسات إعلامية، بسبب نشرهم مواضيع تتحدث عن قضايا الفساد المالي و الإداري وكشف بعضها، و(35) دعوة قضائية في إقليم كردستان؛ شهد العراق العام الماضي}[72].
76. إن الأنظمة الخاصة بالبث الإعلامي خطوة حقيقية للوراء على مسار حرية الإعلام في العراق" و"لا يقتصر الأمر على منحها سلطات موسعة في إغلاق منافذ البث الإعلامي جراء مخالفات صغيرة وتقع للمرة الأولى، بل إنها تعرض حياة الصحفيين العراقيين لخطر جسيم}[73].
77. شهد عام 2009 (29) حالة (الاعتقال والحجز التعسفي للصحفيين) كانت لبغداد الحصة الأكبر فيها تليها محافظات كردستان العراق فيما توزعت الحوادث الأخرى على بقية المحافظات}[74].
78. كانت سنة 2009 كسابقاتها سيئة وخطيرة ومليئة بالبؤس على الصحفيين حيث "التهديد وإعاقة العمل الصحفي والقتل وخطف الأبناء والأقارب وتسجيل الدعاوى القانونية ضدهم}[75].
التفجيرات الدامية من يتحمل مسؤولية التفجيرات الاجرامية بالعراق و التي تحصل يوميا وتحصد قتلى وجرحى أبرياء من
شعب العراق هل تفعل المقاومة بشعبها الذي يحتضنها هذا أبدا لا يمكن لشرفاء العراق أن تتلوث أيديهم بدماء شعبهم الزكية انها سلطات الاحتلال الصهيو صفوي صليبي حيث التقت مصالح هذا الثلاثي القذر على تدمير العراق شعبا و أرضا و حضارة و تاريخا و نسيجا اجتماعيا ولذلك فانهم يتحملون المسؤولية كاملة عما أصاب العراق وشعبه من أذى كبير ولن يفلتوا جميعا من العقاب و لو بعد حين فالأمة العربية وقواها الحية لن تنسى الدمار الشامل الذي حصل للعراق بفعل تلك التفجيرات الآثمة التي تستهدف شعبنا و منجزاته .
فالمسرحية الدم قراطية وما أفرزته من نتائج متقاربة في عدد الأصوات وتشكيك بالنتائج من هذا الطرف أو ذاك ما هي الا لعبة مكشوفة من الاحتلال و أعوانه من العملاء الذين نصبهم حكاما للعراق وهم مافيات للسرقة و النهب والاجرام بحيث يتم الهاء الشعب العراقي عن معاناته من الاحتلال ليتوجه بكل قوته الى غير عدو أي الاقتتال العراقي العراقي تدميرا للذات وحماية للمحتل من ضربات المقاومة العراقية الضارية التي هزمت أكبر جيش في العالم و مرغت أنفه في أوحال دجلة و الفرات ودمرت اقتصاد اغنى دولة وحيث ان قوى الاحتلال لم تتمكن لحد الآن من اطفاء جذوة المقاومة فانها تتجه الى الشعب الحاضنة الطبيعية لهذه المقاومة فتنتقم منه لمؤازرته لها ووقوفه الى جنبها باحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوفه لعله يثور على هذه المقاومة ولكن شعبنا العراقي متفطن في معظمه الا قلة قليلة منه باعت نفسها للشيطان مقابل حفنة من الدولارات القذرة في مقابل الدمار للشعب العراقي ولكن بالرغم من ضراوة الجراح التي يئن تحت وطأتها هذا الشعب دون استسلامه فانه يواصل بكل عزم واباء العمل على قبر المشروع الاستعماري وتدشين أفق جديد للبشرية على طريق خلاصها النهائي والبات من الشر الأمريكي و الصهيوني في المنطقة و العالم وتعليم البشرية دروسا جديدة في النضال كما علمها الكتابة و القوانين و الزراعة فانه يعلمها كيف تقاوم ولا تستسلم لارادة عدو اقوى منك تسليحا وكيف تهزمه مهما كانت قوته و جبروته .
والمشهد العراقي الآن معمد بالدم و النار و العذابات وذلك أن الاحتلال يلفظ أنفاسه الأخيرة فلا بد أن يشتد اجرامه بنفس القدر الذي يشتد فيه قبول شعبنا للتضحيات من أجل حريته و كرامته و دفاعا عن أمته العربية من الهوان .
دسائس الطغاة هل يفلح الطغاة في العراق نجيب على هذا السؤال الملح بجواب قاطع و نهائي ونقول ان الطغاة من المحتلين و أذنابهم لا و لن يقدروا على ترويض الشعب العراقي البطل وصاحب الحضارة العريقة فبالرغم من مرور سبع سنوات دامية بمآسيها وخسائرها وفظاعة المصائب التي الحقت بهذا الشعب العظيم فانه أقوى من كل جلاديه فأمريكا و قوتها و جبروتها انهار جيشها العرمرم و انتحر حقيقة أمام أسوار بغداد وانهزم حقيقة امام كل المدن العراقية و في مقدمتهم الفلوجة و لا يزال هذا الشعب العظيم يقاوم رغم بشاعة التعذيب في سجون الخزي و العار وفي مقدمتهم سجن أبو غريب وبالرغم من كل المحاولات الدنيئة لتفريق الشعب العراقي وجعله يقتتل فيما بينه باثارة الفتنة الطائفية فانه قد تحصن ضدها و تجاوز هذه المحنة القاسية وتركها وراء ظهره وكانت المؤامرات الواحدة تلو الاخرى تترى لتمريرها على الشعب العراقي من توجيه التهم بالارهاب الى امتلاك أسلحة الدمار الشامل الى تضخيم دور القاعدة و الأجانب الى اختراع الصحوات ودورها القذر في خدمة المحتل وتأخير النصر على العدو الى العملية السياسية تحت حراب المحتل دون التوصل الى تشكيل الحكومة المزعومة لسبب بسيط وهو أن العراقيين لا يملكون ارادتهم الحرة اذ هي مصادرة حاليا في طهران و واشنطن ولا ننسى الدور التخريبي الذي قامت به الشركات الأمنية التي تفننت في التنكيل بالعراقيين والاعدامات التي نفذتها بحق علماء وكوادر العراق الى غير ذلك من السيناريوهات التي جربها المحتل مستعملا في ذلك أخس الدسائس وأحط المؤامرات ولو بالابادة الجماعية و المنظمة وتدمير كل مناحي الحياة المهم هو اخضاع هذا الشعب و اذلاله ولكن رغم قساوة المحتلين ورغم حصار دول الجوار للمقاومة سياسيا و اعلاميا اذ هي المقاومة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك مكاتب في الخارج ورغم تواطىء قلة من العملاء الذين جلبهم المحتل على دباباته و ما قاموا به من دور محموم في التخريب و النهب و القتل وكانوا بذلك خونة لشعب العراق وخدما للمحتلين ولكنهم قلة بالنسبة لباقي الشعب الذي يحتضن المقاومة ويحميها وبالرغم من كل هذا فان الشعب العراقي و مقاومته الباسلة يشقان طريقهما بكل اباء و شموخ نحو طرد المحتلين كل المحتلين سواء كانوا غربا أو فرسا أو صهاينة وتطهير أرض الرافدين من دنسهم جميعا هم وعملاؤهم من الخونة الذين دمروا البلد فلا بد من محاسبتهم وتقديمهم لمحاكمة عادلة تنتفي فيها الأحقاد وتحضر فيها العدالة الحقيقية كما نفمها نحن لا كما يفهمها الطغاة وذلك ضمانا لبقاء العراق كما عهدناه رمزا لشموخ العروبة و الاسلام .
الاعتقال و السجون
الدمار الشامل للعراق وهي عبارة عن الملفات السوداء لاحتلال العراق وتدميره وهي سلسلة من المقالات أسلط فيها الضوء على جرائم الاحتلال وتدمير العراق دمارا شاملا تضمن الشعب و الأرض والحضارة و النسيج الاجتماعي من أجل نهب ثرواته و تحقيقا لأمن الصهاينة في فلسطين وتقاسما للأدوار القذرة مع الفرس الا أن الشعب العراقي بالرغم من عظم مصائبه كان عظيما في ردود افعاله وتحمل بكل اباء و شموخ كل الآلام وقهر بعذاباته و دمائه التي سفكت انهارا ودموع ثكالاه وايتامه كل عنجهية المحتلين وغدر الخائنين واليوم نتحدث عن ملف الاعتقال و السجون .
فمن الناحية القانونية والانسانية لا يجوز لقوى الاحتلال احتلال أراضي الغير بالقوة الغاشمة ودون تفويض من مجلس الأمن فهي حرب ظالمة بكل المقاييس وكل ما يترتب عن ذلك فهو باطل وأما ما يقوم به الشعب العراقي بعد حل جيشه وتدمير دولته فهو مقاومة مشروعة وأما القوات المحتلة فهي المجرمة ما في ذلك شك وهذا هو الأصل في التوصيف القانوني للأطراف المتصارعة وبناء عليه فلا يجوز لقوى الاحتلال اعتقال المدنيين العزل وانما فقط تأسر العسكريين الذين يواجهونها في الميدان بطريقة حضارية راقية ولكن الاحتلال الأمريكي للعراق قدم للبشرية نموذجا غريبا في التعامل القاسي و الهمجي و الوحشي في طريقة اعتقال العراقيين بحيث كان يتم تقييد أيديهم بوسائل بشعة جدا تترك آثارها على يد المعتقل وربما تستمر لدى البعض منهم مدى الحياة ثم وضع أكياس بلاستيكية على رؤوسهم من شأنها منعهم من التنفس بطريقة طبيعية وهذا ما رأيناه على شاشات التلفزيون بشكل مباشر وما خفي كان أعظم ومن ذلك الاعدامات للمعتقلين في بيوتهم أو أمامها على مرأى ومسمع من ذويهم و جيرانهم بلا محاكمة و لا محاضر بحث فأي عدوان أبشع من هذا اضافة الى ذلك نقل المعتقلين في ظروف غير مناسبة حيث يتم الزج بهم في شاحنات وكأنهم حيوانات أو مجرد سلع والهدف من كل ذلك اذلال العراقيين الأباة و جعلهم يستسلمون لارادة المجرمين و لكن هيهات الذلة من شعب علم البشرية كل معاني الحضارة الراقية والكرامة .
وعند الوصول الى المعتقل يبدأ فصل جديد من سوء المعاملة و أصناف من التعذيب الوحشي بطريقة غير انسانية لا يفعلها الا أراذل البشر حتى وصل الأمر الى اغتصاب الرجال و النساء على حد سواء فقد ثبت اعتقال عشرة آلاف امرأة عراقية ماجدة وقع اغتصاب خمسة وتسعين بالمآئة منهن وان هذا الأمر يعتبر في ثقافتنا العربية الاسلامية أكبر اهانة توجه لنا وهي المساس بالعرض .
واقدم لكم ماورد في الدراسة التي أعدتها أسماء الحيدري و نشرها مركز صقر للدراسات الاستراتيجية وهو مركز محترم ويعتمد على احصائيات موثقة فيما يخص السجون والاعتقال حيث ورد مايلي
10. يشهد العراق أكبر عدد سجون في العالم فيه 36 سجناً عدا سجن أبو غريب الذي يعد الأرحم من بينها رغم فضائحه الفظيعة، وتضم هذه السجون 400 ألف معتقل منهم 6500 حدث و 10 آلاف امرأة}[9].
11. كان لدينا 26 ألف معتقل ولدينا اليوم (23500) ألف معتقل (525) حدث دون سن أل (18) سنة، و (18) سيدة، وهناك (10%) من المعتقلين فقط يمثلون في قضايا أمام المحاكم العراقية}[10].
12. أن 92% من المعتقلين أو ذويهم أصيبوا بالكآبة و أمراض نفسية أخرى مثل الفصام والذهان , فيما تراجع المستوى العلمي لأبنائهم بنسبة 82%، وأن 56% من ذويهم فقدوا معيلهم، وان 59% منهم دخلوا المعتقلات جراء خلافات شخصية ودعاوى كيدية}[11].
13. 100% هي نسبة التعذيب في المعتقلات الحكومية وكما يلي:
أ – تعرضوا جميعا لنوع واحد أو عدة أنواع من التعذيب.
ب – لم بقدم أي منهم لمحكمة وان تم التحقيق مع البعض منهم.
ت – إن 87% منهم لا يعرفون سبب اعتقالهم
ث – إن مدة احتجازهم تراوحت بين ثلاثة أشهر وأربع سنوات.
ج – إن 81% منهم لم يحظوا بأية زيارة من أقاربهم أو ذويهم}[12].
14. (15,813) معتقل عدد ما تم رصده من اعتقالات طالت المواطنين خلال العام 2009 فقط}[13].
15. (7334) معتقل في (903) حملة دهم وتفتيش؛ عدد ما تم رصده من خلال ما هو معلن من تصريحات بعض من الأجهزة الأمنية الحكومية وخلا ل خمسة أشهر فقط للفترة من 1/12/2009 وحتى 30/4/2010}[14].
16. إن السجون الحكومية تكتظ الآن بالمعتقلين نتيجة استمرار الاعتقالات العشوائية التي تنفذها القوات الحكومية يوميا}[15].
17. إن هناك حالات تعذيب نفسي وجسدي في المعتقلات؛ ومن خلال زياراتنا للمعتقلات رأينا أن هناك من يتعرض لأبشع أنواع التعذيب من اجل انتزاع الاعترافات منهم بالقوة وان القوات الحكومية التي تشرف على هذه المعتقلات تستخدم شتى أنواع التعذيب من بينها الرجات الكهربائية والتعليق من الخلف، إضافة الى الممارسات اللا إنسانية الأخرى}[16].
18. إن من الأسباب الرئيسية لوفاة المساجين وانتشار المرض هو ضعف إدارة السجن وعدم توفيرها للمواد الصحية والغذائية المناسبة للمسجونين". كما إن إدارة السجن تتعامل بشكل "لا أخلاقي " مع المسجونين من كلام بذيء وعبارات طائفية وعدم الاهتمام بشكل عام بالسجناء}[17].
19. أن السلطات الحكومية نفذت حكم الإعدام بما لا يقل عن 120 عراقيا خلال الفترة الماضية من العام 2009 فيما ينتظر 900 آخرون المصير ذاته، ومن بينهم 17 امرأة، وأن العديد من المحكومين بالإعدام أدينوا خلال محاكمات غير عادلة بناء على اعترافات انتزعت بالقوة أو ممارسة التعذيب، وكانت قد صدرت أحكام بإعدام نحو 285 شخصا خلال عام 2008، كما صدرت أحكام مماثلة عام 2007 بحق 199 شخصا، في حين تم إعدام 65 شخصا عام 2006}[18].
السجون السرية:
20. إن هناك "أكثر من "420 مركز اعتقال سري في العراق فضلا عن السجون المعلنة التي تقدر بـ"37" سجنا.. تجري فيها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، من قبل قوات الاحتلال أو من قبل السلطات الحكومية بمختلف طوائفها}[19].
21. هناك ما يزيد عن 3500" معتقل" في أماكن سرية تابعة لوزارة الداخلية، يمارس ضدهم التعذيب اليومي المبرمج، حتى أصبحوا مستعدين للاعتراف بأية جريمة خلاصاً من تعذيب لا يطاق}[20].
22. إن لدي معلومات رصينة تفيد بوجود عدد من السجون السرية وإن آلاف العراقيين ما زالوا يُقتادون الى أماكن غير معروفة، استنادا إلى الشبهات وبغية الابتزاز من دون تهم أو أوامر "إلقاء قبض}[21].
23. إن المحتجزين في مركز احتجاز سرّي في بغداد تعرضوا للتعليق من أرجلهم وحُرموا من الهواء وتعرضوا للركل والضرب بالسياط والأيدي، والصعق بالكهرباء والاغتصاب، في إجراء منهجي متكرر على أيدي المحققين، وقال الكثيرون منهم إنهم أُجبروا على التوقيع على اعترافات كاذبة}[22].
24. إن ممارسات تعذيب السجناء وضربهم وهتك عرضهم كانت "ممارسات معتادة في سجن غير شرعي تابع لوحدة عسكرية تحت قيادة مكتب رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، وإن الندوب والإصابات الحديثة التي أظهرها السجناء كانت نتيجة التعذيب الروتيني والمنظم الذي تعرضوا له على أيدي المحققين في المثنى}[23].
25. ما حدث في سجن المثنى مثال على التجاوزات المروعة التي يقول زعماء العراق الجدد إنهم يريدون تركها وراءهم}[24].
وعموما فان الاعتقال يتم في ظروف مادية و نفسية غير مناسبة انسانيا من حيث الظروف القاسية جدا التي يقيم فيها المعتقلون حيث التجويع والحر الشديد في الغرف أو البرد القارس وعدم التهوئة الكافية وانعدام الرعاية الصحية فضلا عن التعذيب الذي يمارس بشكل منهجي .
أما وسائل التحقيق و انتزاع الاعترافات للحصول على المعلومات فانها العملية الأقذر و الأكثر اجراما وايلاما للمعتقلين حيث تستعمل كل الوسائل الخبيثة واللانسانية وعندما نتذكر فضائح أبو غريب او المطارأو بوكر فان الأبدان تقشعر من هول الذي حصل و يحصل للأبطال من شعب العراق وخاصة اذا تذكرنا أن من يفعل هذا هم الأمريكان الدولة العظمى في العالم الا أنها بعد دخولها للعراق لم تعد كذلك الا في الجريمة و البطش و انعدام الانسانية ومع ذلك فالعراقيون لم يستسلموا بل قاوموا بكل اباء وعز وأفشلوا المشروع الاستعماري الخبيث الذي كان معدا للمنطقة ككل وبات الكيان الصهيوني الآن في أسوا حال له فلله درك من شعب عظيم يا عراق .
نشر المخدرات من المؤكد أن العراق قبل العدوان و بالرغم من الحصار الجائر الذي استمر ثلاثة عشر عاما بالكامل لم يكن مرتعا لانتشار المخدرات لان النظام الوطني كان هناك بالمرصاد لهذه الظاهرة الخطيرة و المدمرة للمجتمع وكانت العقوبات لمتعاطي و مروجي هذه الآفة قاسية جدا الى حد أن لا يجرأ أحد على اقتراف هذا الاثم الا في القليل النادر ككل المجتمعات اضافة الى البرامج التوعوية التي تقوم بها الدوائر المختصة من صحة وتعليم رجال قانون و مراجع دينية بهذا الخصوص .
ولما جاء الاحتلال فلا هم له سوى التدمير الممنهج لكل مناحي الحياة و بدعوى الحرية و الديمقراطية فقد سمح لهذه المصيبة أن تنتشر بل نشرها عمدا وعن سابق اصرار وشجع عليها لاكمال تدمير ما لم يدمره بالوسائل الأخرى و التي تحدثنا عنها سابقا
واستفحلت ظاهرة تهريب المخدرات الى العراق عقب الاحتلال الأميركي عام 2003 حيث اشار تقرير الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات إلى وجود 7000 مدمن مسجل في عموم المحافظات عام 2004، وهو العدد الذي ارتفع الى 28 ألف مدمن في عام 2006 بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، وهو ذات التقرير الذي أكد ان العراق أصبح الممر الرئيس لتجارة المخدرات عبر العالم وتعد ايران المصدر الرئيس للمخدرات الداخلة إلى البلاد والتي كان القسم الأكبر منها يأخذ. طريقه للتصدير الى دول الخليج بحيث ان الاحتلال قادم على تدمير كل المنطقة في سبيل تحقيق أهدافه الشيطانية
وهكذا نفهم اذن أن الاحتلال لا يعبا بمستقبل و لا مصير هذا الشعب بل انه سعى عمدا الى نشر كل رذيلة في هذا الشعب ليسهل عليه السيطرة عليه بسهولة خاصة و أن شعب العراق صعب المراس وليس من السهولة السيطرة عليه لذا كان الاستهداف عالي الوتيرة ومتناسبا مع قوة امتناع هذا الشعب عن اذلال نفسه لأمام الجبروت المسلط عليه من نواحي عديدة فكان التصدي لشعب العراق بعد تدمير دولته عبر علمائه و مثقفيه و رجال دينه و مقاومته الباسلة كالسد المنيع لهذه المحاولات الرامية الى قتل كل روح فيه وبث للسموم المختلفة حتى لا يقوى على مواجهة عدوه .
ان الاقبال على المخدرات من شأنه الهاء الناس عما يجري ببلدهم من مسخ لكل القيم الحضارية و الانسانية وتغيير جوهري لكل القيم الدينية التي يمارسها المستعمرون و أعتقد أن الشعب العراقي بقواه الحية متفطن لمثل هذه المشاريع المشبوهة ويواجهها بكل قوة وينصدى لها علما و أن مقاومة هذه المصيبة التي جلبها الاستعمار من بين ما جلب من مصائب لشعبنا في العراق تعتبر جزء هاما من مقاومة المشروع الاستعماري ككل وان افشال هذا الهدف الحيوي للاستعمار افشال لكل المشاريع المشبوهة للاستعمار الذي لا تأخذه لا شفقة و لا رحمة بشعب العراق بقدر ما تهمه مصالحه في المقام الأول .
الحكومة المنصبة في المنطقة السوداء ان الاعتراف بحكومة المنطقة السوداء في بغداد مهما كانت ظروف وصولها للحكم غير مشروع لأنها في النهاية حكومة عميلة و لا تمثل الشعب العراقي المنكوب بالاحتلال الغاشم و المجرم لبلاده حيث ان كل ما فعله المستعمر بالعراق باطل وعلى الشعب اتلعراقي و كل الأمة العربية و أحرار العهالم الوقوف الى جانبه و دعمه في مقاومته سواء كانت عسكرية أو سياسية أو ثقافية أو اعلامية وأن الجهة المخولة للتحدث باسم الشعب العراقي و الممثل الشرعي الوحيد له هي الجهات المقاومةللاحتلال بكل نوعياتها و وسائلها في التعبير عن هذه المقاومة .
وأما الحكومة المنصبة و لو بعد انتخابات فانها قد جرت في ظل الاحتلال فلا يمكن أن تكون وطنية بل ان القائمين عليها كلهم ودون استثناء من العملاء و المتورطيبن في أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي من تواطؤ مع المحتل الى السرقة و النهب و القتل و الاغتصاب و التفجيرات الاجرامية و اثارة النعرة الطائفية بحيث ان كل الشعب العراقي قد اكتوى كثيرا بنارهم فكيف يجرمون كل هذا الاجرام في حقه و نعتبر وجودهم مشروعا ؟
ان الأمم المتحدة تخالف ميثاقها بقبول الاعتراف بتمثيل هذه الحكومة للعراق لأنها منصبة و عميلة وبالتالي فلا يمكن القبول بها وذلك أن ميثاق الأمم المتحدة لا يقر ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية من جرائم غير مسبوقة في التاريخ الانساني حيث انها غزت العراق دون تفويض أممي وتحديا سافرا للآرادة الدولية وبحجة واهية منع العراق من أسلحة الدمار الشامل فاستعملتها ضد العراقيين العزل وادعت تطبيق الديمقراطية فنشرت الموت و التشرد و المهانة بحق العراقيين و نهبت ثرواتهم وادعت تخليصهم من نظام ديكتاتوري فقتلت وجرحت واعتقلت و شردت الملايين ونشرت الفوضى و الخراب في كل مكان وغذت الطائفية و أثارت الفتنة وأشعلت نار حرب أهلية وأتت بمجرمين ومطاردين دوليا ليتسلطوا على رقاب العراقيين بشكل سافر و لا يمكن تغطيته تحت أي ذريعة فقد استفاق العالم على مدى التضليل الاعلامي الذي مارسته الآلة الاعلامية الرهيبة للغرب و أصبح أمرها مفضوحا وبناء عليه فكل ما فعله الغزاة وأذنابهم من حرامية بغداد بالعراق باطل و ما ترتب عنه باطل .
أما جامعة الدول العربية التي تتعامل مع الحكومة المنصبة في المنطقة السوداء فيمكن تذكيرها بأنها خالفت ميثاقها وكذلك اتفاقية الدفاع المشترك بحيث فيهم من لم يكتفي بالصمت المريب ازاء ما حل بالشعب العراقي من مصائب بلمنهم أي الأعضاء للأسف كما هو معلوم من ساهم فيه بالسماح للقوات الغازية من اتخاذ أراضيه و أجوائه و مياهه الاقليمية معبرا لها لتدمير العراق وبالتالي فلا يجوز لهؤلاء الأعضاء فرادى أو مجتمعين مخالفة الميثاق أو الاتفاقيات المبرمة بين الأعضاء في تاريخ سابق على العدوان وعليه فان اعترافهم بحكومة المنطقة السوداء باطل وستزول آثاره بزوال الاحتلال .
أما دول العالم التي تعترف بهذه الحكومة العميلة فانها لا تضفي الشرعية عليها وانما فقط تيسير التعامل معها ما دامت قائمة في ظل الاحتلال و يوم يتحرر العراق ويندحر الاحتلال و تعود الأمور فعلا بيد الشعب العراقي عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة و بدون وصاية من أحد عليه لأن العراقيين هم الذين علموا البشرية الكتابة و القوانين و الزراعة و فنون العمارة وقتها ستكون حكومة وطنية لا تقبل باذلال العراق و شعبه .
وفي النهاية فان كل المعترفين بهذه الحكومة انما فقط يضيعون وقتهم لأنهم في الواقع يتعاملون مع عصابة عميلة مجرمة والجماهير العربية بطبيعتها لا تعترف و لا تقر بأي مشروعية لهذه الحكومة بل انها تنتظر وبكل شوق لانجازات نشامى العراق بعد التحرير الكامل و الناجز للعراق الذي سيحصل قريبا كما هو مأمول باذن الله وان غدا لناظره قريب .
الطائفية
كان العراق قبل الاحتلال يعيش حياة آمنة من التخندق الطائفي و المذهبي و الاثني بل تعايش الجميع ضمن الوطنية العراقية و الانتماء القومي للأمة العربية و الانتماء الحضاري للاسلام بالرغم من وجود أقليات غير عربية كالكرد و التركمان واخرى غير مسلمة كالمسيحيين وكان الانصهار بين مكونات هذا المجتمع سيد الموقف الى أن جاء الاحتلال بمكره و غدره حيث اوقع بين العرب و الكرد واثيرت مسألة كركوك لمن تعود هل هي عربية أم كردية كما أثار الاحتلال مشاكل بين السنة و الشيعة وتدبير حوادث تفجير المساجد و الحسينيات وتبادل القتل و الخطف بين الطرفين و القتل على الهوية وحتى على الاسم كما فجر الاحتلال الموقف بين المسلمين و المسيحيين والهدف من كل هذا التفريق بين صفوف العراقيين من أجل الاقتتال فيما بينهم حتى يتمكن من السيطرة على الجميع و استعبادهم و اذلالهم وجعلهم عملاء و جواسيس له لمن يقبل على نفسه مثل هذا العار وقد أزهقت نتيجة لهذا الاحتقان الطائفي و المذهبي آلاف الأرواح وأتلفت الممتلكات العامة و الخاصة بحيث ان كل صراع داخلي بين الفرقاء العراقيين يستفيد منه عدوهم جميعا الاحتلال و أذنابه .
وقد تفطن الكثير من عقلاء العراق سواء كانوا من هيئة علماء العراق أو من المراجع الدينية من الشيعة ممن يملكون حسا وطنيا فانهم بادروا بتوجيه دعوات مخلصة لضبط النفس و عدم الانجرار وراء المؤامرات الخبيثة التي يحيكها المحتل لكل العراقيين مهما كانت انتماءاتهم الطائفية و المذهبية و الدينية اذ المهم بالنسبة اليه تحقيق أهدافه من الغزو وهو نهب خيراتهم و تأمين الكيان الصهيوني واحكام السيطرة على المنطقة برمتها .
وبناء عليه فان هذه الجريمة التي خطط لها الاحتلال من أبشع الجرائم وافظعها لأنها كلفت العراقيين دمارا شاملا وخسائر فادحة في الرواح و الممتلكات وقد حققت للعدو ما يمكن الاصطلاح عليه بالتدمير الذاتي للعراقيين لحساب المحتل وفي مصلحته باعتبار أن الحراب التي كان يمكن توجيهها لمقاومته قد وجهت لشركاء الوطن فأي ربح للعدو وأي خسارة للذات وبناء عليه فمن الناحية القانونية والأخلاقية و التاريخية تتحمل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عما حدث للعراق منقتل ودمار واعتقال بحيث لابد من تعويض الشعب العراقي عن كل ذلك ولو بعد حين اذا كنا غير قادرين الآن فان الأمة العربية لن تسكت على هذا الضيم الذي لحق بها وسوف نحاسب الظالمين بقدر اجرامهم ولو بعد قرون فالتاريخ لا يرحم .
الحضارة العراقية تهزم الهمجية الأمريكية ان الحرب القذرة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على شعب العراق تظهر بوضوح أن الضحية قليل السلاح و المعتدى عليه بشكل فظيع وغير مسبوق في التاريخ البشري من حيث بشاعة الجرائم المرتكبة في حقه من تقتيل وتجريح و تشريد و اعتقال للملايين من سكانه وتدمير ممنهج لكل ما يشير الى الحياة كالصحة و التعليم و النسيج الاجتماعي باثارة الفتنة الطائفية وتدمير للبنية التحتية والمصاتع و المدارس و المستشفيات و المساجد ولكن هذا الشعب الذي علم البشرية الكتابة و القوانين و الزراعة والبناء المعماري للقصور والمعابد و المكتبات فهو بحق شعب له حضارة موغلة في القدم وهو بالتالي محصن ضد الهمجية الشرسة التي جوبه بها من أمريكا فمنذ غزو التتار و المغول قد استطاع أن يتجاوز المحن رغم فداحة المصائب التي ألحقت به فهل يمكن لشعب أصيل و صاحب حضارة راقية ويدين معظم سكانه بالاسلام الحنيف أن تؤثر فيه همجية الأمريكيين رعاة الأبقار و الذين لا يملكون رصيدا حضاريا أو تاريخيا ذا بال وذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتكون الا منذ قرنين من الزمان والجميع يعلم أنها قامت على الابادة الجماعية و المنظمة للهنود الحمر و قد ارتكبت منذ الحرب العالمية الثانية جرائم حرب في حق شعوب العالم وقد قتلت أكثر من عشرة ملايين نسمة نتيجة السياسات الاجرامية البشعة لقادتها .
وقد تمكن الشعب العراقي رغم جراحه العميقة جدا وخسائره الفادحة في النفوس و المكاسب أن يتجاوز محنته القاسية رغم ظلم ذوي القربى من الأنظمة المجاورة للأسف ومن قلة قليلة من أبنائه انخرطوا مع المحتل عملاء له و أذناب ينفذون أجندته ولكن الحمد لله أنهم قلة قليلة عطلت الى حد ما وأجلت بكل أسف النصر العظيم لشعبنا في العراق و مقاومته الباسلة التي احتضنها شعبها ولم يكن بحاجة للغير في كل شيىء فليس لها موارد خارجية و لا مساعدات و هناك تعتيم اعلامي مقصود للنيل منها ولكنها استطاعت تلك النبتة المباركة من شعب عظيم أن تجعل جنود أمريكا بالفعل ينتحرون على أسوار بغداد فجعلوا دباباتهم و كاسحاتهم تتطاير في الهواء بفعل العبوات الناسفة المطورة عراقيا كما أن هذا الشعب استعمل وسائل غير مسبوقة في التاريخ لمقاومته وسوف تنكشف لنا فصولها بعد اندحار الاحتلال قريبا بحيث ان كل الدسائس و المؤامرات التي حاكها المحتل قد ارتدت في النهاية في نحرالمحتلين و أذنابهم فانهار الاقتصاد الأمريكي انهيارا لا مثيل له و انهزم الجيش الى حد الانتحار و ثبت بطلان الاعلام الأمريكي و أصبح لا يصدق وسقطت مكانة أمريكا و سقطت معها كل مشاريعها الشيطانية للمنطقة بحيث لم يقع اكتساحها و الهيمنة عليها كما كان مخططا له الشرق الأوسط الجديد الذي تتحكم فيه دولة الكيان الصهيوني و التي بدورها خسرت حربين في السنوات القليلة الماضية بفعل المقاومة التي أصبحت لها مكانة مرموقة لدى شعوب العالم و لها قدرة على التأثير في الأحداث العالمية و بالتالي حشر الارهاب الصهيوني و الأمريكي في بوتقة ضيقة وهكذا أصبحت المقاومة رقما جديدا في المعادلة الدولية للسنوات القادمة ومن شأنها تقريب نهاية الكيان الصهيوني و القضاء على المشاريع الاستعمارية للمنطقة وهكذا يكون هذا الشعب رغم تضحياته أنار لكل شعوب العالم طريق الحرية ومواجهة المعتدين مهما كانت الظروف و التحديات وتلك هي المعاني الحقيقية لانتصار الحضارة العراقية الراقية على الهمجية الأمريكية .
ومن الأمثلة الحية على هذا السلوك الحضاري الراقي فقد ودع شعب الحضارة الراقية و الأصيلة أكبر مجرم حرب في تاريخ الانسانية - والذي قالت عنه أمه يوم انتخب رئيسا يا ويل العالم من حماقاته – بطريقة طريفة جدا ليس لها مثيل فيما يستحقه من فردتي حذاء منتظر الزيدي حيث ان هذه اللقطة أحدثت حالة ثورية و ثقافية فجرت قرائح الشعراء وسرحت ألسنة الخطباء و أسالت حبر الأقلام لتدبج المقالات بين العرب و أحرار العالم ولكن دهاقنة الاجرام الأمريكي و الصهيوني شاغلوا العالم بالحرب على غزة فتوقفت تداعياتها عليهم .
الانسحاب الامريكي المبكر ودلالاته كان من المفروض ان تسحب الولايات المتحدة الامريكية وحداتها المقاتلة في نهاية هذا الشهر الا انها استعجلت وانهت الانسحاب المخزي و المذل لقوات الاجرام والغزو فجر يوم الخميس الماضي في عملية فرار مخزية من جحيم العراق الذي لا يطاق دون ان ينجز الامريكان المهمة التي جاءوا من اجلها وهي تامين الكيان الصهيوني بشكل نهائي بتدمير العراق رمز الاقتدار العربي واذلال الشعب العراقي ومن ورائه كل شعوب المنطقة لتنخرط فيما سمي الشرق الاوسط الجديد تحت الهيمنة المشتركة للصهاينة و الامريكان ولكن الامريكان يهزمون في العراق شر هزيمة وينهار اقتصادهم انهيارا غير مسبوق وتنكشف عورات اعلامهم المخادع وتتعرى ديمقراطيتهم الزائفة عبر انهار الدماء الزكية التي سفكوها في العراق دون اي مبرر اخلاقي او قانوني وملأت فضائحهم الدنيا بالصور المخزية لحضارة النهب والاجرام الفظيع الذي لم يكن له مثيل في التاريخ و اتضح بالملموس أن العراقيين المنتمين لحضارة عريقة لايمكن اذلالهم الى ما لا نهاية له ولم يعترضوهم بالزهور و الأهازيج بل بالعبوات الناسفة والرصاص وقد بهت الذي كفر من هول ما رأى من بطولات جعلتهم ينتحرون على أسوار بغداد حقيقة لأن من قال هذا الكلام يعرف حقيقة شعبه و عزة نفسه وصلابته في الملمات الكبرى وانه هذا الشعب متعود على الملاحم الكبرى و طرد الغزاة من التتار و المغول و الصليبيين فصلاح الدين الأيوبي من هذا الشعب .
وبالعودة الى هذا الانسحاب الفرار نتذكر ما حدث غير بعيد عن العراق منذ عشر سنوات عندما قرر الصهاينة و بفعل الضربات الموجعة للمقاومة اللبنانية الباسلة الانسحاب من لبنان خلال شهر حزيران ولكنهم فروا قبل الموعد الذي حددوه باسبوعين وتركوا عملاءهم لمصيرهم فمنهم من فر للصهاينة حيث أذاقوه من صنوف الاذلال ما جعل الكثير منهم يعود الى لبنان و يسلم نفسه كذلك يفعل الامريكان مع الخونة والعملاء حيث معاناة ما يسمى بالصحوات وكذلك فان العملية السياسية التي تمت في ظل الاحتلال لا يمكن لها ان تحقق أي نجاح بحكم أن القائمين عليها من اللصوص والمجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين كما نهبوا ثروة العراق بطريقة فظيعة جدا ولكن العراق سينهض من جديد ونأمل أن يعود أقوى مما كان يسهم في الحضارة الانسانية التي تعود أن يدلي بدلوه فيها عبر مفكريه و علمائه و شعرائه .
ان الذي حصل للعراق فظيع بكل المقاييس حيث يعاني العراقيون من نقص في المياه والكهرباء وهم أهل الرافدين وعلى أرضهم مخزون كبير من المواد الطاقية ولكن آثار الاحتلال ستظل تلاحق العراقيين لبعض الوقت الا انهم قادرون على تدارك ما فاتهم ولكن نريد أن نوضح شيئا آخر يتعلق باعلان امريكا في تزامن مع هذا الانسحاب عن بدء المفاوضات المباشرة للفلسطينيين مع الصهاينة وقد وضحت في كثير من المناسبات أن التفاوض مع المحتل لن يكون بغير المقاومة و المقاطعة حتى نجبره على الانسحاب من أرضنا فهل فاوضت المقاومة العراقية المحتل بغير الرصاص الى أن أذعن وما يزال الاذعان عندما يعوض الشعب العراقي عما لحق به ولن يسكت عن هذا الحق المشروع مهما طال الزمن .
يتبع