قمة سرت أم صرت
د.محمد رحال
السويد.13/10/2010
للأخ القائد معمر ألقذافي طرائف خالدة في تاريخ السياسة ، ومع تنوعها وفرادتها فان طرائفه في قمم سرت لها نكهة خاصة جدا ولها طعم غريب وعجيب ، فالأخ القائد ومع انه حينما يذهب إلى زيارة صديقه الحميم برلسكوني الصهيوني، فانه لايتوانى أبدا عن مقابلة أجمل نساء روما، واللواتي يتولى جيش مختص من حملة الشهادات العليا في أكل المكرونة في اختيارهن رشيقات كحبال المكرونة المسلوقة واللامعة ، وذلك من اجل دعوتهن إلى الإسلام كما يقول مرافقي الأخ القائد واللواتي ينلن مكافآت وفقا لعدد الآيات التي يحفظنها من فم رسول الصحراء الأخ القائد ووفقا لارتفاع الكعب العالي والتنورة ، هؤلاء الحسناوات اللواتي يحشدها المختصون بالدعوة إلى الإسلام حول الأخ القائد لم نجد منهم مؤمنة واحدة كانت في استقبال القادة العرب أو الأفارقة في سرت ، بل وعلى النقيض من ذلك فقد حشر الأخ القائد الزعماء العرب في خيمة صحراوية في مطار صرت، ومنح فيها ضيوفه من الزعماء العرب مكشة ذباب من شعر ذيل البغال الثمين، وترك أمام الخيمة الواسعة مجموعة فلكلورية من الخيالة لاستقبال الزعماء العرب يقودهم أربعة نسوة حافيات لاعلاقة لهم أبدا بخام المكرونة الايطالية ، في مشاهد رومانسية يحسد عليها القادة العرب الذين استمتعوا بمفاجآت الأخ العقيد واعتبروها اخف الضررين ووسط تصفيقات وتهليلات وزعيق فلكلوري خاص يتناسب تماما مع ثقافة الضيوف المبجلين .
القمة العربية في صرت وكعادتها كانت ناجحة بالرغم من الخلاف الدائم والمتكرر في القمة ، وهي من القمم القليلة التي يخرج فيها القادة العرب حفظهم الله دون أن يفقدوا دولة منهم أو ثورا ابيض أو اسود او جحشا مرقطا مع أن كل المبشرات تقول أن ثورا اسود في الجنوب السوداني في طريقه إلى الافتراس والخروج من الحظيرة العربية إلى حظيرة الصهيونية .
قمة سرت التي تحولت إلى صرت عقب انتهاء دورة القمة عُقدت في ظل ظروف عربية استثنائية للغاية ، وهذه الظروف تتعلق في موافقة حكومة الصهاينة على اعتبار القسم بالولاء للدولة اليهودية واجب على كل من أراد العيش في ارض فلسطين وإلا فعليه الرحيل، وهذا القرار الصهيوني لم يجد له أي اعتراض من قادة القمة العربية إطلاقا ، وكأن هذه القرارات لاتمس الإنسان العربي أو كرامة القائد العربي ، بل وان هذه القمة والتي توسعت لتشمل القادة الأفارقة لم تضع في جدول أعمالها الطارئ القرار الصهيوني ومحاولة استصدار ولو بيان شجب واحد لايقدم ولا يؤخر ، وبلغت تفاهة هذه القمة أن احد القادة العرب في الاجتماع المغلق طالب بوجود حل للقصية الفلسطينية ولو بالحرب ، وفوجئ هذا القائد برد مزلزل من احد القادة العرب أن اذهب وحدك وقاتل دولة إسرائيل فانه ملتزم بمعاهدة سلام معها، وانتهى المؤتمر باعتذار عربي قدمه الأخ ألقذافي عن الآمة العربية والتي تركت جوعى إفريقيا يموتون جوعا في الوقت الذي انصرف اهتمام القادة العرب إلى التوريث وعمليات التجميل ، وخط اللوائح الكبيرة جدا والتي تحمل صورهم المباركة المبتسمة دائما والمليئة بالعطاء ، تاركين وراء ظهورهم أمتهم والقضية الفلسطينية كفرخ يتيم يَِنتف زغبه اليمين الصهيوني بمباركة عربية.
اشتهيت من باب الأماني أن أجد تصريحا واحدا ولو من باب المداعبة يندد بالقرار الصهيوني ويدعوا إلى تطويقه وفضحه ومحاربته عبر الدول العربية والإسلامية والأفريقية مع التلويح بأن على الدول الأوروبية والولايات المتحدة أن تختار بين أكثر من ثمانين دولة عربية وافريقية وإسلامية وغير منحازة وبين الكيان الصهيوني العنصري ، ولكنها مجرد شهوة شخصية لاعلاقة لها أبدا بتفكير القادة العرب والذين حفظهم الله ارفع من التفكير بمستقبل دولة تافهة كإسرائيل ، واكبر من أن يتحملوا هموم الأقصى وجواره .
المفاجأة الكبيرة كانت في إقرار عقد المؤتمر القادم للعروبة في بغداد المحتلة ، وفي المنطقة الخضراء والتي تحتلها كلاب الحراسة الأمريكية ، وكل عام ومؤتمرات ألخمة العربية بخير.
http://quietube.com/v.php/http:/www.youtube.com/watch?v=BF9AYDk1CLw
ساهم في توزيع هذا المقال
تحرير العراق وفلسطين والجولان والاراضي العربية والاسلامية واجب ديني ووطني وانساني
د.محمد رحال
globalrahhal@hotmail.com