الصهيونية تحكم الأطواق حولنا !
( عبدالله خليل شبيب)
---------------------------------------------------------
الكيان الصهيوني خطر على العالم كله !: لا نمل من القول والتذكير إن اليهود خطر على العالم كله ويبدأ ذلك الخطر ببؤرة الشر الصهيونية [ المطاطة المتمطية ] التي عمل [ العميان والخنازير والحمير – كما يسمي التلمود غير اليهود ( الجوييم ) ] الأوروبيون والأمريكان... وما زالوا يعملون على تثبيتها وتكريسها .. وسترتد شرورها عليهم أكثر مما يظنون ومما يضمرون وومما يتوقعون ويكيدون ويدبرون لعالمنا وشعوبنا وأمتنا وأوطاننا .
.. وكلما قويت هذه البؤرة وكبرت كبر شرها .. وصعب اقتلاعها الحتمي !
فالبؤرة الصهيونية الشريرة – كالحشرات – لا تعيش إلا في الأجواء الموبوءة ..وفي الظلام والنتن والفساد .. فهم يبذلون الجهود ليل نهار حتى استطاعوا تحقيق كثير من التقدم واختراق كثير من الأهداف التي هي في الأصل ضدهم أو محرمة عليهم.. وركزوا على أخطر نقطتين عليهم : مصر ذات الثقل العربي الأكبر ..والشقيقة الكبرى العربية لفلسطين والعرب..ولا بد منها في أية معادلة .. أو عملية تحرير..؛ .. فقد سقطت تحت أقدام الصهاينة ..وأصبحت أداة لعدوانهم – كما يرى العالم كله ويشاهد !.. وكذلك الأردن في شرقهم ..حيث أقرب نقاط الوثوب المحتملة لتحرير فلسطين ..والأطول حدودا .. وهي المسماة – تاريخيا- أرض الرباط .. فقد كبلوا البلدين بما يسمى - معاهدات سلام – وضمنوا حيادهما أو خروجهما من المعركة وتدنيسهما بالنجس الصهوني.. وفي بعض الأحيان تلعب مصر دورا يتجاوز ذلك كما رأينا وذكرنا .. وكما نرى ونشاهد عيانا صباح مساء في حصار [نظام الهلافيت] لغزة وتنكيله بالمجاهدين وحربه على الإسلام والمسلمين ! .. هذا عدا عن الاختراقات المتنوعة في ميادين متعددة لا يعلمها إلا الله .. أشار لبعضها – ولغيرها - الإرهابي عاموس يادين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية اليهودي [ أمان ] – متحديا ومحرضاً- :" لقد نشرنا شبكات التجسس في كل من ليبيا وتونس والمغرب، والتي أصبح فيها كل شيء في متناول أيدينا، وهي قادرة على التأثير السلبي أو الإيجابي في مجمل الأمور في هذه البلاد. أما في مصر، الملعب الأكبر لنشاطاتنا، فإن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، فلقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة التآكل داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر."
كما قال [الإرهابي إياه – فض الله فاه ] : إنا نجحنا في تقسيم العراق والسودان واليمن .. والآن دور لبنان.. إلخ".. والحبل على ا لجرار ..
هل سمع المصريون وغيرهم هذا [ الفحيح الصهيوني ]؟
وقد وسَّع الصهاينة عبثهم ومؤامراتهم .. لم يكتفوا بالتركيز على فلسطين وما حولها وعلى العالم العربي ..بل احتاطوا اكثر من ذلك – بكثير - منذ البداية .
.. فمنذ نشأة الكيان الصهيوني لم يخف مؤسسوه – كجولدا مئير وبن غوريون ..أنهم يسعون لتطويق العالم العربي من خلفه ومن حواليه فقد حاولوا أن يوجدوا لهم ركائز وبؤرا جزئية للتجسس والإفساد ..وممارسة مهماتهم القذرة .. فيما حول ووراء العالم العربي وما يسمى بساحته الخلفية ...... .. ففي فترة نشوء الدولة اليهودية المعتدية – وفي خطة التطويق إياها وبمعونة وضغوط الدول المستعمرة المعتدية - كانت الدولة الصهيونية قد ضمنت قطرين إسلاميين كبيرين .. لجانبها ..: هما إيران وتركيا ..وقد تغير وضع إيران منذ زمن .. وتركيا في طريقها للتغير الكلي .. !
تحذير لتركيا من [ الأفعى اليهودية السامّة ] :
لقد اعترف الصهاينة بهذا وأحسوا [ ببداية الخازوق ] !!
فقد قال رئيس حزب شاس وزير الداخلية الإسرائيلي إلياهو يشاي: إن "هذا يظهر أن علينا أن نكون دولة لا تعتمد على أحد من الناحية الأمنية، فمع إيران في عهد الشاه أيضا كانت لنا علاقات ممتازة حتى قبل ثلاثين عاما، وانظروا أين هم اليوم".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر سياسية تركية قولها: إن وثيقة مجلس الأمن التركي ( حول اعتبار إسرائيل خطرا استراتيجيا على الأمن التركي ) ليست مجرد تصريح آخر يطلقه رئيس حكومة أو جهات سياسية، وإنما هذه "صيغة ملزمة بالنسبة لأجهزة الأمن".
وأشارت "هآرتس" إلى أن مجلس الأمن القومي التركي يعرِّف بين حين وآخر التهديدات الإستراتيجية الماثلة أمام تركيا، ويوجه هذا التعريف سياسة الحكومة وأنشطة الجيش.
وأوضحت المصادر التركية أن وصف إسرائيل بأنها "تشكل تهديدا إستراتيجياً على تركيا" من شأنه المس بالعلاقات الأمنية المتبادلة، وعرقلة التعاون بين جيشيْ الدولتين الذي يواجه صعوبات أصلا في أعقاب تدهور العلاقات بينهما.
فقد كان من آخر وأخطر القرارات التركية قرار مجلس الأمن القومي التركي باعتبار [ الدولة الصهيونية خطرا استراتيجيا على تركيا ] مما جن له جنون اليهود .. فأرغوا وأزبدوا .. والقادم أعظم ..ولا بد أن يعلموا أن حماقاتهم وغرورهم كاعتدائهم السافر على اسطول الحرية ..وقتلهم لتسعة من المتضامنين الأتراك المسالمين والعزل .. وإصرارهم على باطلهم ومواقفهم الوقحة ..وعدم الاعتذار لتركيا عن جريمتهم ..وعدم تعويض أهالي الضحايا .. إلخ يبدو أن ذلك كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير الصهيوني الأجرب .. ووصلت بقوة بين توجهات الشارع التركي المسلم – الذي لم يتخل عن الأقصى وفلسطين يوما .. بالرغم من كل ما مضى ..- وبين القيادة الصاعدة ..والمجلس العسكري في توجهاته وتشكيلاته الجديدة .. بعد أن كان مقصورا على أعداء العرب وفلسطين ..وأصدقاء اليهود والمستعمرين !
ولذا فعلى تركيا أن تأخذ [ كل ] حذرها من [ الأفعى اليهودية السامة ] التي تنفث سمها في كل مكان ..وبالتأكيد فإن تركيا لم تتخذ قرارها الاستراتيجي السابق من فراغ .. ولكن نتيجة وقائع عدة لمستها وكشفتها من الدس والتحريض الصهيوني .. فقد بدأت الدولة الصهيونية وأبواقها اليهودية العالمية ..حملة شرسة ضد تركيا ..لتشويه صورتها .. ووضع العراقيل في طريق دخولها الاتحاد الأوروبي – عدا عن الحملات العامة للتحريض ضد المسلمين في مهاجرهم الأجنبية وفي كل مكان - ! وأجرى الجيش اليهودي مناورات مع اليونان – لإشعال التوتر من جديد بينها وبين اتركيا ..وعادت نغمة [ إبادة الأرمن ] تتردد في أروقة [ الكونغرس : منتدى عبيد الصهيونية ].. وثبت تدخل الدولة الصهيونية في عدة محاولات فتنة ..ودعمها للمتمردين الأكراد – خصوصا وأنها تسرح وتمرح في مناطق الأكراد شمال العراق ..حتى تكاد تكون شريكا في الحكم ..أو موجها وآمرا له !!..عدا عن مشاكل قبرص وجورجيا وغيرها ..وحتى – ربما الإسكندرون ..ولو بعد حين !
..ذ لك أن اليهود – كالشيطان – لا يكلون ولا يملون ..وكلما أغلقتَ دونهم بابا أو طردتهم منه ..طرقوا غيره وتسربوا من طرق أخرى اقتداء[ بحليفهم الأبدي: الشيطان ]( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ..)! .... وهم من أمهر الناس في التآمر والفتن والفساد .. بل إنه ملخص وجودهم ورسالتهم في الحياة .؟.كما أخبر الله عنهم في وحيه الصادق ! ( ويسعون في الأرض فسادا ) فنادرا ما يكون هناك مشاكل أو دماء أو فتن أو آلام .. أو فساد أو ضرر من أي نوع وفي أي موقع.. إلا ويكون فيه لليهود دور بارز .. أو يكونون هم وراءه ! .. كما لاحظ أكثر من سياسي ومراقب ..ومن اليهود أنفسهم أحيانا !
جنوب السودان : باب جهنم بدلا من أن يكون باب الجنة !:
لقد كان واضحا ..منذ [اتفاق نيفاشا] بين المتمردين الجنوبيين وفي مقدمتهم ما يسمى [ الجبهة الشعبية .. ] أن السودان سينفصل ..وأن نتائج الاستفتاء المزعوم محسومة من أول لحظة .. وسيُجلِب شياطين الفساد والانفصال والفتن ..من يهود وصليبيين وأحلاسهم وأحلافهم .. سيُجلِبون بخيلهم ورجلهم – كالشيطان حليفهم الأكبر كذلك – للعمل على فصل جنوب السودان عن شماله – في خطتهم الإفسادية الشاملة لتفتيت العالم العربي والإسلامي وتدميره وإنهاك قواه ليبقى خاضعا للنفوذ الاستعماري الصهيوني .. غير قادر على عمل جدي مجدٍ لاقتلاع الوباء الصهيوني من قلبه !
.. بل إن الشيطان البريطاني الاستعماري منذ سيطرته على السودان ..وهو يمارس فصلها عمليا ..حتى إنه كان يمنع أي عربي أو مسلم أن يدخل جنوب السودان .. !
.. ويقال إن أحد الجنود البريطانيين الذي شاء له سوء حظه أن يخدم في جنوب السودان .. طلب الانتقال إلى الشمال إو إلى مصر ..ورُفِض طلبه مرارا .. حتى ضاقت به السبل .. فهدته الحيلة .. فأحضر سجادة صلاة ..وتظاهر أنه يصلي صلاة المسلمين .. فظنوه قد أسلم فنقلوه فورا !
.. ليست غريبة تلك التصرفات والتصريحات والتشكيلات والتنظيمات التي تلاحظ في جنوب السودان .. فهي متوقعة ..
.. وبالتأكيد فإن [ أصابع الفتنة الصهيونية الصليبية ] لم تكف لحظة واحدة عن العمل على الانفصال والتفتيت – مع ان المنطق يقتضي التقارب والتوحد ..لأن فيه منفعة للجميع – لو كانوا يعقلون..ولم يكونوا يحقدون ويدبرون لمؤامرة سيخسر فيها الجميع ..على مذابح الصهيونية والاستعمار ..
.. خصوصا وان السودان لا زال لم يتعافَ تماما بعد من تلك الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال أو محاولة وقف التمرد والانفصال ....وكان للصهيونية صولات وجولات في تأريث [ زيادة إشعال ] ذلك الصراع وكذلك للدول الغربية وأمريكا والكنائس ..إلخ.. ولا يستبعد أن فرقا من الفلاشا التي هربها النميري من الحبشة للدولة اليهودية – عبر السودان - ..وجدت مستقرا لها في جنوب السودان لتعزز تلك الحرب الصليبية ضد الشمال المسلم .وتحاول منع تقدمه نحو محاولة تطبيق الشريعة ..كما صرح أكثر من مرة مسؤولون جنوبيون ..منهم رئيس جبهة التمرد ونائب رئيس الجمهورية السودانية [ سلفا كير ]!
ماذا بعد الاستفتاء والانفصال ؟! :
أصر الانفصاليون على إجراء الاستفتاء في موعده .. لأنهم أعدوا نتيجته سلفا ..- وهي كما ذكرنا – منذ زمن بعيد محسومة وواضحة !
.. وحتى لو فرضنا جدلا أن النتيجة – وبكل نزاهة وشفافية ..جاءت عكس ما يتوقعون ويدبرون – وما هم ضامنون – فإنهم سيقلبون لها ظهر المجن ..وسيخرجون بألف حجة وفتنة وادعاء .. ليصروا على الانفصال ..ولو لم يصوت له 10% .. سيحتجون بالتزوير أو غيره ..ولا يعجزهم ولا يعجز [ صهاينتهم ] ذلك وأمثاله ..
ومع نجاح [ مؤامرة فصل جسم السودان الجنوبي عن شماله ] .. ستكون نذر الشر والخلاف والصراعات الدموية التي لا تنتهي إلا والسودانَـَين – الاثنين – جثتان هامدتان – أو شبه هامدتين ..والرابح الحقيقي هي [ الصهيونية = عدوة الطرفين وعدوة العرب والعالم والاستقرار والخير ]!!
ستطلع قرون الخلاف على منطقة ( أبيي) ودارفور وغيرهما ..وعلى النفط والثروات والمياه ..إلخ ..وقد يكون صداما مسلحا تعتبر الحرب السابقة بالنسبة له بسيطة ..لأن الصهاينة والاستعماريين لم يكفوا طيلة المدة السابقة – منذ اتفاق نيفاشا على الأقل ..لم يكفوا عن تعبئة الجنوبيين الانفصاليين ..وتدريبهم وتسليحم وإمدادهم وتحريشهم..وشمال السودان غارق في مشاكله التي لا تنتهي ..!
فقد قال "عاموس يادلين" الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في الكيان الصهيوني،:" لقد نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوب السودان، ودرّبنا العديد منها، وقمنا أكثر من مرة بأعمال إسناد لمساعدتهم، ونشرنا هناك في الجنوب ودارفور شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية، ونشرف حاليا على تنظيم (الحركة الشعبية) هناك، وشكلنا لهم جهازاً أمنياً استخبارياً"
.. إذن.. ما زال [العبث الصهيوني ] مستمراً..! والمعركة – بين السودانَـَيْن : الجنوبي والشمالي - حتمية لا بد منها .. وسيخسر الجانبان الكثير ..ولو سمع [ الناعقون بالانفصال] صوت الحق والضمير والمصلحة العامة .. ولم يتبعوا وساوس شياطين الصهاينة .... لكفوا عن غيهم وجنونهم ..ولكن..!
مؤامرة الفصل تُفقِد السودان ميزتين فريدتين ( الأكبر مساحة وسلة الغذاء ) ! :
مازال السودان متفردا بميزتين : أنه أكبر البلاد العربية والإفريقية مساحة ..وأنه سلة غذاء العالم العربي .. بل والعالم كله .. فقد كان يقال : إن السودان لو زُرعت أراضيه الصالحة للزراعة قمحا – مثلا – لكفى العالم كله خمس سنين !
.. وكان يمكن للعالم العربي – لو أنه يملك أمره حقا ..ولو لم يكن مخترقا ومكبلا وتابعا .. أن يستفيد من ظروف السودان وإمكاناته ..وينسق ليحقق الاكتفاء الذاتي الفعلي ..
.. ولقد سُمِح له ببعض الاستثمارات والاستيراد – جزئيا-..إلخ ..من كثرة ما تداولت الأقاويل ذلك الأمر ..ولكن ..على نطاق محدود جدا ..ولا يستبعد أن يكون نوعا من التخدير وذر الرماد في العيون.. !
..ولكن هذه الميزة أيضا قد يفقدها السودان – مع تكريس الانفصال ..ونتائجه الوخيمة ... وذلك بتحكم الصهاينة في منابع النيل وأعاليه ..!
ومن إرهاصات ذلك الاجتماعات التي عقدتها دول حوض النيل ..والقرارات التي اتخذتها .. في غياب مصر والسودان اللتين احتجتا ..وذهبت احتجاجاتهما أدراج الرياح !
.. سيواصل اليهود مؤامراتهم وجرائمهم ..- خصوصا وأنهم متغلغلون في إفريقيا وفي دول حوض النيل - ..وسيعملون على التحكم في مياه النيل وتحويله .. واستعمال ذلك أداة ضغط على مصر والسودان للرضوخ لمطالبهم..وأقلها إجبار مصر على تحويل جزء من مياه النيل .. إلى النقب جنوب فلسطين ..ومناطق يسيطر عليها اليهود في سيناء .. هذا عدا عن أمور أخرى [ قد تصل إلى ما يشبه الاستعباد ] – كما يتصرف النظام المصري حاليا فلا يستطيع عصيان أمر للدولة العبرية .. ويقف معها في خندق واحد ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين ..بل وضد مصر نفسها وضد شعبها ومستقبلها وأمنها ولقمة عيشه وصحة أبنائه وحريتهم وأمنهم وأمانيهم ..إلخ!
هل [يُعدم] الصهاينة مصر؟ بحرمانها من( نيلها )أوتحويل نعمته إلى نقمة..؟!
.. قد يتحكم الصهاينة في أعالي النيل – انطلاقا من جنوب السودان ..وتنسيقا مع قواعدهم التي ما فتئوا ينشئونها ويعززونها في مختلف الدول والمناطق – سرا وعلانية - ! ويهددون مصر والسودان بالجوع والعطش – إن حاولا أن يعصيا لها أمرا ! !
.. وتصور ( مصر هبةالنيل ) تحرم من النيل !
ومصر التي كان قدماؤها يلقون للنيل كل عام بأفضل فتياتهم ليظل يعطيهم – كما يعتقدون - ..
ما يكون حالها إذا فقدت النيل ..أوغاض معظمه ..وغُيَِّب عنها !
هذا من ناحية ..ومن ناحية معاكسة .. هدد الصهاينة أكثر من مرة بتدمير السد العالي – ولا شك أن ذلك في حسابهم ..ومن خططهم الاحتياطية – إن خرجت مصر عن طوعهم..أو إن أصبحت خطرا عليهم .. وحاولت أن تعيد أدوارها التاريخية في نجدة العالم العربي والإسلامي وتحريره ..كما فعلت في عين جالوت وحطين وغيرهما ؟!
.. وبالتأكيد إن حاولت مصر أن تعود إلى الإسلام السمح حقيقة ..عقيدة وشريعة !
فمع كل الوضع [ الكاريكاتيري المزري للانتخابات المصرية ] يتوجس اليهود من [ دكتاتورية الإخوان المسلمين ]! الذين تلاعبهم بلطجية وشرطة مبارك وحزبه الوثني لعبة القط والفأر .. و[ تبهدل ] مرشحيهم وناخبيهم .. لأنها تعلم أنه لو كانت الانتخابات حرة فعلا لاكتسحوا الأصوات – هم أو أية قوة غيرهم – ولربما .. لم يجد الحزب الوثني [ الوطني ] من يصوت له حتى أعضاءه !
.. يقول الخبراء : إذا انهدم السد العالي .. فستغرق مصر والقاهرة بالذات إلى الطابق الثالث من كل عمارة !
.. أما ميزة كبر مساحة السودان .. فستتلاشى بتمزيقه إلى 3 قطع أو 4 ..أو يزيد ..ولن يبقى أكبر بلد مساحة بعد فصل الجنوب ... ثم دارفور .. ثم ..ألله أعلم !!
وماذا بعد؟!.. "ويمكرون ويمكر الله" :
.. لو عقل [ الشياطين الهدامون ] لوفروا جهودهم وأراحوا أنفسهم ..
نعم ..قد تنجح بعض مساعيهم..ويحققون في بعض المراحل نتائج باهرة .. ولكن .. ستكون عاقبتهم الخسران والخذلان ..وسيرتد كيدهم في نحورهم ..وتضيع جهودهم سدى ًوهباءً !..( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدواعن سبيل الله .. فسينفقونها .. ثم تكون عليهم حسرة .. ثم يُغلبون ..)
يذكر الغرب الصليبي كله أنه قبل نحو نصف قرن – وقف مع انفصال [ بيافرا ] عن نيجيريا ..ونفخ في كبير متمرديها [ أجوكو ] حتى أصبح أسطورة أكبر من [ غارانج أو سلفاكير ]
حتى إن الفاتيكان [ الكهنوتي المسالم ] وسويسرا التي لا تتدخل في شيء .. أمدا أجوكو بطائرات السلاح – تحت ستار الدواء وغيره .. ومع ذلك .. فشل مشروعهم..وإن كانوا لم يتوقفوا عن مؤامراتهم ..
.. والمثلان الكبيران اللذان ذكرناهما أول هذا الكلام ( إيران وتركيا ) .. كذلك أكبر عبرة لهؤلاء الهدامين المتآمرين – لو كانوا يعقلون ويعتبرون ..
لقد نسوا قوة الله وتدبيره ..وحاولوا أن يضعوا أنفسهم مكانه.. فكان حقا أن يوقظهم بما يشاء ..وكيف يريد ..
( ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون .. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين.. فتلك مساكنهم خاوية بما ظلموا ..)
حضارتهم وديمقراطيتهم .."إلى حيث ألقت "..!!:
.. لتغرب عن وجوهنا وأوطاننا ووجوه شعوبنا حضارة الهمجية والتدمير والقتل [الديمقراطي ] .. ولتأخذ معها [فضلاتها الصهيونية الدنيئة البغيضة وديمقراطيتها المتوحشة التنكيلية وإنسانيتها الدامية الحاقدة ومبادئها المزيفة ودعاواها الكاذبة] ..وتطبقها في عقر ديارها ..كما طبقتها في أبو غريب وجانجي وبهرام وغزة وفلسطين وقانا وجنوب لبنان ..والعراق وافغانستان..إلخ ..فهذه [ أمثولات حضارتهم ومبادئهم وإنسانيتهم] واضحة صارخة في هذه البلدان وغيرها من بلدان المسلمين وغيرهم.. ..في الصومال وهيروشيما وفيتنام وكوريا ولاوس ..إلخ وفي ماضيهم الاستعماري التدميري المشين في بلاد العرب والمسلمين..ومختلف بلاد العالمين ..!!
عبدالله خليل
الناشر
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com