هو
ليست ضريرة لكنها عمياء عن عيوبى
تعرفت على كثيرات لكننى تزوجت سامية. إنها لاتشبه النساء اللاتى يحركن خيالى لكنها
تتطابق مع صورة الزوجة التى أرى أنها تناسبنى وتلائم حالتى
قطة مغمضة كما يقولون فى الأفلام المصرية ، فقد شبعت من القطط المفتحة وتعبت منهن
ومن ألاعيبهن وسحرهن وسطوتهن على جيب الرجل وعقله وأفكاره وتحركاته
وحان الوقت لكى أضع فى بيتى كائناً مسالماً ووديعاً لا يخالفنى فى حرف ولا يعصى لى رغبة
لا ، لم تخطبها والدتى لى ولم تقترحها علىَّ شقيقاتى أنا الذى عثرت عليها بعد بحث طويل
وأنا الذى اخترتها
قلت للوالدة
" أريد هذه الفتاة "
وفوجىء كل من يعرفنى وأولهم أمى واخواتى فقد كانوا يتصورون أن الفارس
الذى لا يشق له غبار سيتزوج بأذكى وأجمل إمرأة فى البلد
لكنى تزوجت أكثرهن تواريا
وتواضعاً
كنت قد قرأت وأنا فى أول طلعتى مقابلة مع شخص معروف فى عالم السياسة والأدب قال فيها :
أن الرجل يحب أن يصادق فى العادة آنسات مثقفات وذكيات ومجربات وصاحبات نكتة
لكنه حين يتزوج فإنه يختار عكس هذه النماذج واختتم المتحدث حديثه بعبارة
" من ذا الذى يحب أن يعود الى البيت متعباً فى آخر النهار فيرى الدكتور طه حسين فى فراشه ؟؟!
أنا عملت بالنصيحة لم أتزوج بالدكتور الضرير لكنى اقترنت بالمرأة التى لا تملك فطنة
رؤية عيوبى ونواقصى وانفلاتى ، انها تقبل بكل ماأقترحه عليها
وتصدق كل أكاذيبى ولا تناقشنى فى قراراتى
زوجة عمياء لا تبصر فىَّ سوى أنى رجلها الأوحد والأعظم والأصدق فى هذه الدنيا
والحق اننى مرتاح جدا لهذا الزواج بل اكثر ارتياحاً مما لو اقترنت بملكة جمال أو بأستاذة
حاصلة على دكتوراه
ان الدكتورات والحسناوات اليوم أكثر من الهواتف النقالة أما من تصون رأسك من وجع
الدماغ فأندر من عظم الهدهد
أذهب الى عملى بعد أن أتناول الافطار الذى تحمله لى زوجتى الى السرير
ارتدى القمصان النظيفة المكوية جيد جدا
لا أضطر الى البحث عن ثيابى وحاجياتى ، ان سامية تضع ماأريد فى متناول يدى
أخرج ولا أقول لها متى سأعود وهى لا تسأل وغالباً ماأعود فى ساعة متأخرة بعد سهرة
مع الأصدقاء العزاب الصامدين أو المطلقين أو الهاربين من
جحيم الاستجواب الزوجى
أفتح الباب وأنا أضرب الباب بقدمى ولا أتسلل على أطراف اصابعى لان زوجتى
تفرح بدخولى عليها وتمسينى بالخير وهى تبتسم
فانا بالنسبة إليها الورقة الرابحة فى اليانصيب
ان مثيلاتها لايحلمن بالزواج من
أمثالى لذلك ستبقى شاكرة مهما فعلت ويكفيها أن تكون سيدة بيتى وحاملة اسمى
وشريكتى
ماذا يعنيها ان سولت لى نفسى ارتياد فراش اخرى أو السهر مع أخريات
ان لها الصافى كما يقولون بلغة السوق
وأنا قد أحسنت الاختيار وحققت تصوراتى عن الحياة الزوجية السعيدة
*************** *************** *************** *************
هى
لست عمياء لكنى أتجمل
حين كنت صغيرة كانت والدتى تجمعنا نحن بناتها السبع وتقول لنا بالحرف الواحد
" كن شاطرات ولا تجادلن فى الذى لا يفيد .. المهم أن تعرف كل واحدة منكن كيف تضحك
على زوجها وتنال ماتريد منه "
لكننا لم نحسن جميعا تطبيق نصائحها تزوجت وتطلقت ثلاث منا وواحدة بقيت عزباء
ونجحت ثلاثة فى الضحك على الزوج وأنا منهن
حين رأيته للمره الأولى أدركت على الفور أى نوع من الرجال هو
فارس من ورق …. أنانى ، مغرور شكاك ، متجبر ، نزق ، لعوب ،
لا يؤمن بأن للمرأة أى حق من الحقوق ومع هذا تمسكنت
ولعبت دور القطةالأليفة لكى يرضى عنى وتتم الصفقة
وهى لم تكن أكثر من صفقة تنقلنى الى بيت مؤثث بأثاث وثير وسيارة يقف سائقها
تحت أمرى وزوج لا يقصر فى الانفاق على بيته
وهو والحق يقال لم يخدعنى لقد ألقى علىَّ درساً فى طباعه وفى كل مايحب أو يكره
قال لى أنه معتاد على السهر مع أصدقائه
وأنه لا يحب الجدل أو الاستجوابات ويريدنى مطيعة أهز رأسى بالموافقة على
كل ما يقول أو يعمل
ولقد أيدته وقلت له أن كلامه ونعم العقل وأن الحكمة تقتضى خضوع
الزوجة تفاديا للمشاكل
نحن لا نتحدث كثيرا . ومتى نتحدث وهو لا يعود الى بعد انتصاف الليل
أقضى الوقت فى الأسواق ومع أمى واخواتى أتفرج على التلفزيون
أقرأ المجلات النسائية وأتابع معارك نصيرات المرأة وأسخر من نضالهن
لقدأصبحت مؤمنة بنصائح أمى ووصايا زوجى . مانفع الجدل حين لا يقود الا الى شجار؟
لا تتصوروا انى تعيسة فقد اخترت هذه الحياة وأنا فى انتظار الطفل الأول الذى سيملأ ساعات فراغى .
ولا أعول كثيرا
على ان الابوة ستغير من عادات زوجى
لان أنانيته من النوع الذى لا يتأثر بالغرائز الانسانية
مايهمنى فى هذه الحياة هو رصيد حسابى فى البنك مبلغ يتصاعد شهراً بعد شهر وسيصل
يوماً ليس ببعيد الى رقم يحمينى ويصد عنى الغدر
وهذا هو ماخططت له منذ البداية ، وماأنا بصدد تنفيذه يومياً
فمن يدرى ماذا يخبىء لى القدر مع زوج يعتبرنى كرسياً من كراسى البيت ؟
هل تصدقون أننى استمتع بلعبة " الاستغباء " هذه
أجد لذة فى تقمص دور الزوجة العمياء الوفية الصابرة التى لا تجادل زوجها بكلمة
وكلما زاد رضاه عنى كلما ازداد رضاى عن موهبتى فى الأداء والتقمص وازدادت متعتى
ففى نهاية الأمر لست انا العمياء بل زوجى الذى لا يرى أبعد من أنفه
لقد فزت برجل وسيم ووقوى ومقتدر أنال منه ماأريد من دون أن احبه الحب
الحقيقى الذى يزرع الغيرة ويسمم العلاقات بالشك
أنا لا أِشك فيه لأننى متأكدة من خياناته كما أننى لست غيورة من الأخريات
مادام يعود الى بيته كل ليلة