الأخت روزانا مديرة منتديات الصمود الحر الشريف تسأل ليستفيد جميع القراء: عن مدة المرور على الصراط يوم القيامة.
السؤال نسمع ونقرأ عن الصراط المستقيم
ولكن للان لم أعرف طوله؟؟ هل سنمشي دقائق معدودات أم ساعات؟
ولك كل الشكر والتقدير داعيتنا الكبير
وليد علامة المحترم بركة المنتديات ونورها .
أختي الأستاذة روزانا المحترم
الجواب على سؤالك المهم هو أن المؤمنين لهم سرعات مختلفة في قطع مسافة الصراط فمنهم من يقطعه كلمح البصر ومنهم من يقطعه حبواً- زحفاً- حسب عمله في الدنيا ، والتقدير لحضرتك ما بين لمح البصر- وهو أقصى سرعة- والزحف أدنى سرعة ولكن حتى أسهّل عليك وعلى القراء الكرام الموضوع سأتكلم بكلام ربما القليل من الناس من يتكلم به أو يعرفه وهو: أن حساب المؤمن من وقت البعث إلى الحشر إلى أخذ الصحف إلى الميزان إلى السؤال الخاص بين الرب والعبد بغير وجود ثالث بينهما و كل عبد مؤمن بمفرده ،إلى المرور على الصراط حتى طرق باب الجنة والدخول فيها (الله.. الله..الله.. ما أجمل هذه اللحظة يا سلام على روعتها ونعيمها وكأني الآن أتصورها والنبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله يطرق باب الجنة وتفتحها الملائكة ليدخلها مع أمته أول الناس ) فأعود إلى موضوعنا الأساسي وأقول:
المنطق يقول هناك وقت طويل.. ولكن كل هذا الوقت يكون في يوم واحد وقد سماه الله تعالى ( يوم القيامة) بمواضع كثيرة في القرآن الكريم منها (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة : 85]
ومقدار هذا اليوم (50.000 سنة) لقوله تعالى: تعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج : 4]
ويكون على الكافرين عسيراً متعباً شاقاً ويكون على المؤمنين يسيراً وبسرور .
قال الله تعالى::وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً [الفرقان : 26]
وذكر الله يوم القيامة بالنسبة للمؤمنين الملتزمين فقال : فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً [الانشقاق : 8]
والخلاصة : إن طول زمن يوم القيامة هو واحد على المؤمن والكافر معاً من حيث الأيام والساعات والدقائق ولكن الكافر يشعر به أنه آلاف السنوات لشدة الحساب والعذاب
وبينما المؤمن: يشعر به أنه كمن يؤدي فرض صلاة وصدره منشرح وفؤاده مطمئن وأعصابه في هدوء تام ونفسه في روح وريحان .
وأضرب على ذلك مثال:
لو حضرتك ركبتِ سيارتك الجديدة والمريحة المكيفة وتوجهتِ من الشمال إلى بيروت من غير زحمة سير وربما فتحت النوافذ ليلامس الهواء وجهك وقد أشعلتِ المذياع على ما تحبين من السماع فهل تشعرين بالعذاب مثل لو ركبتِ ب بوسطه أو ميكرو باص مليء بالناس برائحة العرق أو العطور المختلفة الأذواق و الغير متناسقة و لا مكيفات وصادفتك زحمة سير وحر وطريق وعرة ،، كيف تشعرين بالوقت ؟ أكيد هناك فرق بين الحالتين مع أنه بُعد المسافة واحدة.
وقد ورد في هذا المعنى حديث ضعيف يوضح الصورة التي طرحتها هنا و أنا هنا استدل على كلامي بالآيات التي ذكرتها أعلاه وليس بالحديث الضيف ولكن من باب العلم بالشيء والاستئناس أذكره لأختم به جوابي على سؤال حضرتك:
روي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فقلت: ما أطول هذا اليوم !! فقال: الشفيع المصطفى له صلى الله عليه وعلى آله وسلم : والذي نفسي بيده، إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة المكتوبة .
أي يشعر المؤمن الملتزم به بمقدار صلاة أربع ركعات أو مقدار وقت الصلاة ما بين المغرب والعشاء مثلاً .
فهذا هو الجواب والله تعالى أعلم وأحكم.
د: وليد علامة