عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: قصة عن يوم القيامة الخميس مايو 19, 2011 2:07 am | |
| قصة عن يوم القيامة قصة أبو خالد قصة واقعية يقول فيها:كنت في مزرعتي خارج المدينة في بيتي الصغير بعيدا عن أعين الناس خاصة أم خالد لقد مليت منها ومن نصائحها المزعجة فأنا ما زلت شابا كنت منهمكا على الإنترنت , لم أكن أشعر بالوقت فهو أرخص شيء عندي وبينما أنا في حالي تلك وكانت الساعة الثانية ليلا تقريبا الجو حولي في هدوء عجيب لا تسمع إلا قرع أصابعي على مفاتيح الحروف أرسل رسائل الحب في كل مكان حينها وبلا مقدمات طرق الباب طرقا لا يذكرك إلا بصوت الرعود هكذا والله تجمدت الدماء في عروقي سقطت من فوق الكرسي انسكب الشاي على الجهاز أقفلته وكدت أن أسقط جهاز الإنترنت من الإرباك صرت أحملق في الباب وكان يهتز من الضرب من يطرق بابي في هذا الوقت وبهذا العنف انقطع تفكيري بضرب آخر أعنف من الذي قبله كأنه يقول افتح الباب وإلا سوف أحطمه زاد رعبي أن الطارق لا يتكلم فلو تكلم لخفف ذلك علي ألم أقفل باب المزرعة?? بلى فأنا أقفلته جيدا وفي الأسبوع الماضي ركبت قفلا جديدا من هذا?? وكيف دخل? ومن أين دخل? ولم يوقفني عن التفكير سوى صوت الباب وهو يضرب بعنف اقتربت من الباب وجسمي يرتجف من الرعب وقدماي تعجزان عن حملي فمن ذا يا ترى ينتظرني خلف الباب هل أفتح الباب? كيف أفتحه وأنا لا أدري من الطارق ربما يكون سارقا ?? ولكن هل السارق يطرق الأبواب?? ربما يكون من? أعوذ بالله سوف أفتحه وليكن من يكون , مددت يداي المرتجفتان إلى الزر ورفعت المقبض ودفعته إلى اليمين أمسكت المقبض ففتحت الباب كان وجهه غريبا لم أراه من قبل يظهر عليه أنه من خارج المدينة . نعم إن شكله شاوي من الجبل , قال لي: لماذا لا تفتح الباب?? عجيب أهكذا بلا مقدمات لقد أرعبتني لقد كدت أموت من الرعب أحدث نفسي , بلعت ريقي وقلت له: من أنت? ما يهمك من أنا ?? دعني أدخل ولم ينتظر إجابتي دخل إلى المجلس وأخذ ينظر إلى البيت كأنه يعرفني من قبل ويعرف هذا المكان , كأس ماء لو سمحت اطمأننت قليلا لأدبه?? أتيت إليه بالماء فشرب , كان ينظر إلي نظرات مخيفة , قال لي: يا بدر قم وجهز نفسك ?? كيف عرف اسمي? ثم أجهز نفسي لأي شيء? ومن أنت حتى تأمرني بأن أجهز نفسي? اسأل نفسي قلت له: ما فهمت ماذا تريد? صرخ في وجهي صرخة اهتز لها الوادي والله لم أسمع كتلك الصرخة في حياتي , قال لي: يا بدر قم والبس فسوف تذهب معي تشجعت فقلت: إلى أين? قال: إلى أين? باستهتار قم وسوف ترى , كان وجهه كئيبا إن حواجبه الكبيرة وحدة نظره تخيف الشجعان فكيف بي وأنا من أجبن الناس لبست ملابسي وكان الإرباك ظاهرا علي , صرت ألبس الثوب وكأني طفل صغير يحتاج لأمه لكي تلبسه , يا الله من هذا الرجل وماذا يريد كدت أفقد صوابي وكيف عرفني? آه ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا , وقفت بين يديه مطأطأ الرأس كأنني مجرم بين يدي قاض يوشك أن يحكم عليه , قام كأنه أسد وقال لي اتبعني , خرج من الباب لحقته وصرت انظر حولي كأني تائه يبحث عن شيء , نظرت إلى باب المزرعة لعله كسره? لكن رأيت كل شيء طبيعيا?? كيف دخل? لم ينظر إلي كان واثقا أني لن أتردد في متابعته لأني أجبن من ذلك , كان يمشي مشي الواثق الخبير ويعرف ما حولنا وأنا لم أراه في حياتي , كنت أنظر حولي لعلي أجد أحدا من الناس استغيث به من هذه الورطة ولكن هيهات.. بدأ في صعود الجبل وكنت ألهث من التعب وأتمنى لو يريحني قليلا ولكن من يجرؤ على سؤال هذا?? بينما نحن نصعد الجبل بدأت أشعر بحرارة تكاد تحرق جسمي وكلما اقتربنا من قمة الجبل كانت الحرارة تزيد? علونا القمة وكدت أذوب من شدة الحر .. ناداني بدر تعال واقترب? صرت أمشي وأرتجف وأنظر إليه فلما حاذيته رأيت شيئا لم أره في حياتي , رأيت ظلاما عظيما بمد البصر بل إني لا أرى منتهاه , كان يخرج من هذا الظلام لهب يرتفع في السماء ثم ينخفض , رأيت نارا تخرج منه أقسم إنها تحطم أي شيء يقف أمامها من الخلق , آه من يصبر عليها ومن أشعلها , نظرت عن يمين هذه الظلمة فرأيت بشرا أعجز عن حصرهم , كانوا عراة لا شيء يسترهم رجالا ونساء أي والله حتى النساء وكانوا يموجون كموج البحار من كثرتهم وحيرتهم وكانوا يصرخون صراخا يصم الآذان وبينما أنا مذهول بما أراه سمعت ذلك الرجل يناديني .. نظرت إليه وكدت أبكي , قال لي هيا انزل , إلى أين? أنزل إلى هؤلاء الناس ولماذا? ماذا فعلت حتى أكون معهم? قلت لك انزل ولا تناقشني , توسلت إليه ولكنه جرني من الجبل ثم ألقى بي بينهم والله ما نظروا إلي ولا اهتموا بي فكل منهم مشغول بنفسه!! أخذت أصرخ وأنادي وكلما أمسكت واحدا منهم هرب مني , أردت أن أعرف أين أنا ومن هؤلاء البشر .. فكرت أن أرجع إلى الجبل فلما خرجت من ذلك الزحام رأيت رجالا أشداء ضخام الأجسام تعلو وجوههم الكآبة ويحملون في أيديهم مطارق لو ضربوا بها الجبال لذابت .. يمنعون الناس من الخروج واحترت وصرت أصرخ وأصرخ وأقول يا الله أين أنا ولماذا أنا هنا وماذا فعلت? أحسست بشيء خلفي يناديني , والتفت فإذا هي أمي , فصحت: أمي , أمي , فوالله ما التفتت إلي , فصرت أمشي في الزحام أدفع هذا وأركل هذا , أريد أن أصل إلى أمي فلما دنوت منها التفتت إلي ونظرت إلي نظرة لم أعهدها , كانت أما حانية كانت تقول لي يا بدر والله لو صار عمرك خمسين سنة فإني أراك ابني الصغير , كانت تداعبني وتلاطفني كأني ابن ثلاث سنين آه ما الذي غيرها? أمسكت بها وقلت لها أمي أنا بدر أما عرفتني? قالت يا بدر هل تستطيع أن تنفعني بشيء ? قلت لها يا أمي هذا سؤال غريب ? أنا ابنك بدر اطلبي ما شئت يا حبيبتي , يا بدر أريد منك أن تعطيني من حسناتك فأنا في حاجة إليها.. حسنات وأي حسنات يا أمي.. يا بدر هل أنت مجنون? أنت الآن في عرصات القيامة أنقذ نفسك إن استطعت .. آه هل ما تقولينه حقا.. آه يا ويلي آه ماذا سأفعل وهربت وتركتني وما ضمتني ولا رحمتني.. عند ذلك شعرت بما يشعر الناس به , إنها ساعة الحساب إنها الساعة.. صرت أبكي وأصرخ وأندب نفسي.. آه كم ضيعت من عمري الآن يا بدر تعرف جزاء عملك الآن تنال ما جنته يداك .. تذكرت ذنوبي وما كنت أفعله في الدنيا وصرت أحاول أن أتذكر هل لدي حسنات لعلي أتسلى بها ولكن هيهات ,آه تذكرت ما كنت أفعله قبل قليل من رؤية المواقع السافلة في الإنترنت.. آه ليتني لم أفعل ولكن لا ينفعني الندم .. إي والله وبينما أنا في تفكيري سمعت صارخا يصرخ في الناس أيها الناس هذا رسول الله محمد اذهبوا إليه فماج الناس بي كما يموج الغريق في البحر وصاروا يمشون خلف الصوت لم أستطع أن أرى شيئا كان الناس كأنهم قطيع هائل من الأغنام يسيرون مرة يمينا ومرة شمالا ومرة للأمام يبحثون عن الرسول وبينما نحن نسير رأيت أولئك الرجال الأشداء وهم يدفعون الناس دفعا شديدا والناس تحاول الهرب ولكن هيهات , كل من حاول الهرب ضربوه على وجهه بتلك المطارق فلو شاء الله لذاب منها وصار الناس يتساقطون في تلك الظلمة العظيمة أرتالا أرتالا ورأيت بعضهم يجر برجليه فيلقى فيها ومنهم من يسير من فوقها ? إي والله ? يسيرون من فوقها على جسر وضع عليها وكانوا يسيرون بسرعة عجيبة , ولا أدري إلى أين يسيرون غير أني كنت أرى أنه في آخر تلك الظلمة من بعيد جدا كنت أرى نورا يصل إليه أولئك الذين يمشون على الجسر , وفجأة رأيت الناس يقولون هذا رسول الله فنظرت فرأيت رجلا لابسا عمامة بيضاء وعليه عباءة بيضاء ووجهه كأنه القمر وهو ينظر في الناس ويقول: اللهم سلم سلم , فتدافع الناس عليه فلم أستطع أن أراه بعد ذلك وكنت أقترب من تلك الظلمة شيئا فشيئا والناس يصرخون , كلهم لا يريد الدخول فيها فعلمت أنها النار .. نعم إنها جهنم التي أخبرنا عنها ربنا في كتابه إنها التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ماذا ينفعني علمي بذلك الآن فها أنذا أجر إليها صرخت وصرخت النار النار النار!! بدر بدر بدر مالك يا أبا خالد? قفزت من فوق السرير وصرت أنظر حولي? إنها زوجتي أخذتني وضمتني إلى صدرها , كنت أتصبب عرقا مما رأيته , الحمدلله أنها كانت رؤيا , الحمدلله الذي بصرني والله يثبتنا على الخير فهل من معتبر قبل فوات الأوان?!!
اللهم ارحمنا يوم لا ينفع دواء الطبيب ولا بكاء الحبيب ولا دهشة القريب , اللهم إرحمنا إذا غسلنا أهلونا وارحمنا اللهم إذا كفنونا وعلى الأكتاف حملونا إلى المساجد يصلون علينا ثم إلى القبور فرادى ساروا بنا إلى منكر ونكير لا منجي عندها سواك يا أرحم الراحمين , اللهم إحفظ كاتب هذه الرساله من كل مكروه برحمتك يا أرحم الراحمين وصلي اللهم وسلم وبارك وأنعم على سيدنا ونبينا وقائدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.. من امل mooo14m@gmail.com | |
|