1 |
سامحُونا .. |
إن شَتَمْنَاكُمْ قليلاً .. واسْتَرَحْنَا |
سامحونا إنْ صَرْخْنا .. |
كتبُ التاريخ لا تعني لنا شيئاً |
وأخبارُ عَليٍّ .. ويزيدٍ .. أتْعَبَتنا ... |
إنَّنا نبحثُ .. |
عمّنْ لا يزالون يقولونَ كلاماً عربيّاً |
فوجدنا دولاً من خَشَبٍ .. |
ووجدنا لغةً من خَشَبْ .. |
وكلاماً فارغاً من أيِّ معنى |
سامحُونا .. |
إنْ قطعنا صلةَ الرَحْم التي تربطُنا .. |
سامحونا إن فَعَلْنا .. |
2 |
سامحُونا |
ـ أيُّها السادةُ ـ إن نحنُ جُنِنَّا |
ألفُ دجَّالٍ على أكتافنا |
إسْتَبَاحُوا دَمَنا منذ وُلِدْنَا |
ألفُ بوليسٍ على أوراقنا .. |
يُطلقُونَ النارَ .. لكنْ ما سَقَطْنَا .. |
حاولوا أن يقطعوا أرجُلَنا |
كي يُعيقوا الزَحْفَ .. لكنَّا وَقَفْنَا .. |
قَطَعُوا الأيدي. لكي لا نُمْسِكَ الأقلامَ ، |
لكنَّا كَتَبْنَا .. |
حاولوا أن يُقنعونا.. |
أنَّ قولَ الشعر كفرٌ .. فكَفَرْنَا .. |
3 |
سامحونا .. |
إن قتلنا مرة آباءَنا .. |
وشككنا في روايات أبي زيدِ الهلاليِّ |
وفي شخصية الزِير .. وفي عَنْتَرةٍ .. |
سامحُونا إن شككنا .. |
في نُصُوص الشعر والنثر التي نحفظُها |
وحديثِ السيفِ .. والرمحِ .. وفي (كانَ) و (كُنَّا)... |
سامحُونا إنْ هربنا .. |
من بني صخرٍ .. وأوْسٍ .. |
ومَنَافٍ .. وكُلَيْبٍ .. |
سامحُونا إن هربنا .. |
ما شربنا مرةً قهوتَهُمْ |
إلا اختَنقنا .. |
ما طلبنا مرةً نَجدَتَهُمْ |
إلا خُذِلنَا .. |
إنَّ تاريخَ ابنِ خلدونَ اختلاقٌ |
فاعذرُونا .. |
إن نسينا ما قرأَنا .... |
4 |
سامحُونا .. |
إن دخلنا قصرَكُمْ من غير إذْنٍ |
ودخلنا حجرةَ العَرْش .. وقاعاتِ المرايا .. |
وشممنا عَبَقَ الأجساد في كُلِّ الزوايا |
ورأينا كيف في ثلاجة السلطانِ ، |
يبقى طازَجاً لحمُ السَبَابا .. |
سامحُونا .. |
إن تعدّينا على أملاككُمْ |
وعتقنا العدَدَ الأكبرَ من زوجاتكُم |
سامحُونا إن خجلنا .. |
وكرهنا نفسَنا .. وكرهنا جلدَنا .. |
ونحرناكمْ جميعاً .. وانْتَحَرْنا ... |
5 |
سامحونا ... |
إن قطعنا مرةً سَكرَتَكُم |
وسرقناكُمْ من الويسكيِّ يوماً |
وفتحنا جُرْحَنَا .. |
سامحُونا .. إن سرقناكُمْ من (الفيديو) قليلاً |
كي نريكمْ موتَنا .. |
إنّنا نسألُ عن شخصٍ يُسمَّى المُتنبّي |
كان في يومٍ من الأيام عصفورَ العَرَبْ |
فعرفنا أنه مات على أيدي المباحثْ |
ووجدنا طَلْقَةً في رأسِهِ .. |
ووجدنا طَلْقَةً في حَلْقِهِ .. |
ووجدنا طَلْقَةً في قلبِهِ .. |
ووجدنا طَلْقَةً ثانيةً في قلبِنا .. |
6 |
سامحونا |
إن تعدَّينَا على عُذْريَّة الدولة يوماً |
واغْتَصبنَاها بشكلٍ همجيٍّ .. |
واسْتَرَحنا .. |
وعَضَضْنَاها كذئبٍ من يَدَيْها |
ولَعَنَّا والِدَيْها .. |
وأمرنا الشعبَ أن يأكلَ لحماً طازجاً من ناهِدَيْها .. |
سامحُونا |
إن تجاوزنا اللياقاتِ قليلاً .. |
وتصرّفنا كأطفالٍ جياعٍ .. |
وشربنا من دم الدولة أنهاراً ... |
ونِمنَا .... |
7 |
سامحونا .. |
إن تبوَّلنا على كلّ التماثيل التي تملأُ ساحاتِ المدينَهْ ... |
وعلى كلِّ التصاوير التي ألصقها البوليسُ ـ بالغَصْب ـ |
على كلِّ حوانيت المدينَهْ .. |
وعلى كلِّ الشعارات التي يقذفُها بالطوبِ .. أطفالُ المدينَهْ . |
سامحُونا .. |
إن تجمَّعنا كأغنامٍ على ظهر السفينَهْ .. |
وتشرّدنا على كل المحيطات سنيناً .. وسنينا .. |
لم نجد ما بين تُجَّار العَرَبْ .. |
تاجراً يقبلُ أن يعلفَنا .. أو يشترينا .. |
لم نجدْ بين جميلات العَرَبْ .. |
مَرْأَةً تقبلُ أن تعشقَنا .. أو تَفتَدينا |
لم نَجدْ ما بين ثُوَّار العَرَبْ |
ثائراً .. لم يُغْمِدِ السِكّينَ فينا ... |
8 |
سامحُونا .. |
سامحُونا .. |
إن رفَضْنَا كلَّ شيءٍ .. |
وكسَرْنَا كلَّ شيءٍ .. |
واقْتَلَعْنَا كلَّ شيءٍ |
ورمينا لكُمُ أسماءَنا |
فالبوادي رفَضَتنا .. والمواني رفَضَتْنا |
والمطاراتُ التي تستقبل الطيرَ صباحاً ومساءً .. رَفَضَتْنا |
إنَّ شمسَ القمع في كل مكانٍ .. أحرَقَتْنا .. |
سامحُونا .. |
إن بَصَقنَا فوق عصرٍ ما له تسميةٌ |
سامحونا إن كَفَرنَا ... |