عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: ما هي الدوله وما هو الأمن ؟؟؟ الجمعة مايو 13, 2011 9:02 pm | |
| ما هي الدوله وما هو الأمن ؟؟؟ من د.أحمد أحمد خفاجي في 10 مايو، 2011، الساعة 09:54 صباحاً
مقال الثلاثاء 10 مايو 2011 النقاش المحتدم عن الدولة المدنيه والدوله الدينيه يتجاهل البحث في الشق الأول من المصطلح (الدوله ) بينما يغرق في جدله عن صفة الدوله , ما إذا كانت دينية أو مدنيه .
ننبه إلي أن البحث في صفة الدوله بلا فائدة وبلا معني إذا لم تكن لدينا دولة بمعناها الحقيقي والعملي ,( ما جدوي الإختلاف حول لون البيت الذي لم نضع أساسه بعد ) وجود حكومه مركزيه قادرة علي حماية الحدود وتملك جيشاً وطنيا موحداً لا يعني الوجود الحقيقي للدوله بدلالتها الحديثه.
لا وقت عندي لدراسة مصطلح الدوله وتعريفها ولست بصدد البدء في كتابة أكاديميه عن الدوله , إنه علم أخر لم أنل منه حظا وليس لي حاجة إليه الان ,لأنني من بسطاء هذه الأمه ولست من نخبتها , حمداً لله علي ذلك ,إنني أعتمد علي إستخدام المنطق البسيط في مناقشة الأمور وفي البحث عن ماهية الدوله , وأعطي لنفسي الحق في مناقشة قضية الدوله لأنني مواطن , وأقول لكل مواطن ومواطنه إن من حقك أن تناقش قضية الدوله وأن تدلي فيها برأيك إذا كنت متعلما أو غير متعلم , وإذا كنت فاهما أو لم تنل من الفهم شيئاً .
أنت صاحب سهم في مؤسسة الوطن ومن حقك أن تحضر كل جمعياته العموميه ومن حقك أن تتكلم وأن تصوت في جمعيته العموميه .
بمنطق التفكير البسيط , أجد أننا في حاجة إلي دولة حقيقيه أكثر من حاجتنا إلي مدنيتها أو دينيتها , أتوجه بهذا الحديث إلي دعاة الدولة المدنيه كما أوجهه إلي دعاة الدولة الدينيه ومرادفاتها.
قد لا يجد البعض من حضراتكم ما يبرر دعوتي لإقامة دولة حقيقيه في مصر لأن لدينا دولة قائمة بالفعل , أو لأننا لم ننعم بما تقدمه الدولة الحقيقيه لشعبها , لأن معظمنا قد أمضي عمره تحت حكم دولة تأخذ منه أكثر مما تعطيه , وأنا لا أنكر وجود دولة في مصر , إن مصر هي المخترع الأول للدوله وهي صاحبة براءة الإختراع , ولكنها دولة لا تفي بالغرض المطلوب من الدوله في هذا العصر , لقد كانت كذلك في عهد مبارك المخلوع ومازالت.
الدولة لا تعني الوطن فلا تحبوها حبكم للوطن ولا تغضبو منا إن هاجمناها وإن لعنها اللاعنون , الدولة لا تعني الشعب فلا تثقو بها ثقتكم في أنفسكم , الدولة وحش كاسر فتوجسو منها دائما وأبدا , الدولة شر لابد منه , إذ أنها مرادف من مرادفات التطور الإنساني ولا يمكن تحقيق التقدم بدونها لكنها في نفس الوقت تفرض عليك الضرائب وتسلبك أموالك وتبددها , والدولة تفرض عليك قوانين عبثيه لا جدوي منها إلا التنغيص عليك.
الدوله الفرنسيه تفرض قانونا يمنع التلميذات من وضع قطعة قماش علي رؤوسهن في المدارس , هل هناك سفه أكثر من ذلك , وفي سنة من السنيين فرضت الحكومه المصريه قانونا يمنع نقل الأرز من محافظة كفرالشيخ إلي محافظة الغربيه , ومازالت نفس الحكومه تفرض عليك أن تضع مطفأة للحريق في سيارتك الخاصه دون سبب حقيقي , دعك ممن يقولون لك إنهم يخافون علي سيارتك من الحريق أنت أولي بالخوف علي سيارتك ( إنت عارف وأنا عارف لماذ كان يسنون هذه القوانيين ) .
أنفقت الدولة المصريه أموالا في تشييد دار للأوبرا في دمنهور بينما يعيش أطفال في شوارع القاهره بلا مأوي , وكانت حكومة ملكيه سابقه قد بنت دارا كبيره للأوبرا وشيدت قصورا عظيمه بينما كان الشعب المصري يعاني من الحفاء أنذاك .
الدوله كيان غبي أو هي كيان لا يمتلك أدوات الفهم السريع , قد تفشل الدولة أحيانا في تقديم إجابة صحيحة علي عمليات حسابية بسيطه .
تقلل الديمقراطيه من مساوئ الدوله وتستأنسها , ولكنها لا تجعل منها ملاكا إذ تبقي الدولة طامحة إلي العودة إلي طبيعتها الأولي وإلي فطرتها البدائيه , إنها تحب الطغيان وتعشق الإنفاق , لذا يجب أن نواجهها حتي لا تطغي وأن نحاسبها حتي لا تبدد أموالنا.
حتي نتمكن من توظيف الدولة توظيفا صحيحا لتحقيق الرفاهيه والحياة الكريمه لنا جميعا علينا أن نحدد لها مهمتها تحديدا واضحا وأن نمنحها الصلاحيات والإمكانيات اللازمه لتنفيذ هذه المهمه , هذه المهمة فقط , وعلينا أيضا وفي نفس الوقت أن نمنعها من تجاوز مهمتها الأساسيه إلي مهام أخري لا نريد تدخل الدولة فيها.
عندما تسيطر الدوله علي كل نواحي حياة الفرد فإنها تجعل من حياته جحيما لا يُطاق , وعندما تضع الدولة أنفها في الشأن الأسري فإنها تفسده وينتج عن تدخلها مأساة إنسانيه.
أسوأ ما يمكن أن تكون عليه الدوله عندما تلتهمها الحكومه وتصبح الدوله هي الحكومه والحكومه هي الدوله , يحدث هذا في الدولة الديمقراطيه أيضا إذا لم يكن هناك فصل تام بين السلطات وإذا إستحوذت مؤسسة الحكم علي كل مؤسسات الدوله وإذا لم تكن هناك قوة شعبية رادعه وقادرة علي مواجهة الدوله .
أما في الديكتاتوريه فإن الديكتاتور يختصر الحكومة والدولة في شخصه , حدث ذلك عندما كنا في الحضيض .
إذن ما هي المهام التي نكلف بها الدوله ؟؟؟
المهمة الأولي توفير الأمن .
توفير الأمن لا يعني فقط تنفيذ االقانون , إنه يعني أولا توفير الحمايه عند طلبها وعند الحاجة إليها , عندما تكون نائما في بيتك وتستيقظ بعد منتصف الليل لتدرك أن لصا قد تسلل إلي غرفة الصالون وتتصل بالشرطة من غرفة نومك طالبا النجده فإن علي الدولة أن ترسل الشرطه إلي بيتك في غضون دقائق , وعندما تشتري عقارا أو أرضا فإن الدوله تضمن لك سلامة هذا العقار ولا تسمح لأي شخص أخر من وضع يده عليه.
توفير الأمن يعني أن تكون الطرق مفتوحة وامنه وأن تكون الشوارع هادئه والمنازل محرمة إلا علي أهلها ومن يأذنون لهم .
توفير الأمن يعني أن تخرج زوجتك أو إبنتك إلي الشارع متي شاءت دون أن تكون هناك خطورة فادحة علي سلامتها ودون أن تتعرض لسخافة أو مضايقه.
توفير الأمن للمواطنيين هو المهمة الأساسيه للدوله وهو ما يعطي للدوله مبررات البقاء ويمنحها صك الشرعية الأول , عندما تتخلي الدوله عن توفير الأمن للمواطنيين فإنها تدق المسامير الأولي في نعشها إذ تتكون عند ذلك رغبة شعبيه في التخلص منها.
يوجد لدي كل الدول ميل طبيعي للعنايه بأجهزة الأمن , إنها رغبة فطريه لدي الحكومه , كما يحب الأطفال إقتناء اللعب فإن الحكومات تعشق إمتلاك قوة الردع وكل ما يمكنها من إحكام السيطره , وكما يبقي الطفل لعبته لنفسه فإن الحكومة تميل لتمييز نفسها بالحماية الأمنيه علي حساب أمن المواطن , هذا تصرف طبيعي ومتوقع ويجب التعامل معه وترشيده حتي لا يصيبنا منه الضرر.
كل حكومة وكل دولة تملك أدوات تحقيق الأمن والأمان لأنها تسعي لإمتلاك هذه الأدوات بمجرد وصولها إلي السلطه وهي لا تبخل علي مؤسستها الأمنيه بالمال والتسهيلات .
من هنا نستطيع أن نقرر أن الإنفلات الأمني في أي دولة من الدول إنما ينتج عن سياسة خاطئه لتوظيف الأمن ليكون أمنا سيسيا أو هو ناتج عن إهمال وتسيب في الإدارات العليا للأمن العام.
توفير الأمن يختلف عن توفير المساكن أو تدعيم السلع الغذائيه , إن توفير الأمن يعتمد علي توفر العنصر البشري للحراسه والنجده , وفي أي مجتمع من المجتمعات البشريه يوجد ما يكفي من البشر لتأمين البشر إنها بديهية يجب التسليم بها.
إذا كان هناك مبرر واحد لطاعة الحكومه والإنصات لطلبات الدوله فإن هذا المبرر هو أنها توفر الأمن للمواطنيين.
أمن المواطن هو الحد الأدني لأمن المجتمع , لأن تأمين الأرواح ياتي قبل تأمين الممتلكات ويأتي قبل كل تأمين أخر.
أستطيع أن أقول أن الدوله الفاشله هي الدولة التي لا توفر الأمن لمواطنيها.
إذا لم تكن الدولة المركزيه قادرة علي تأمين حياة المواطنيين ( وهذا غير مقبول منها ) فإن عليها أن تسمح لمستويات الإداره المحليه أن تقوم بعملية التأمين وعليها أن تسمح للمواطنيين الشرفاء أن يحصلو علي أدوات الدفاع عن أنفسهم وعليها أن ترخص لهم بذلك وأن تسمح بالتدرب عليه لأنه في كل حالات الإنفلات الأمني يسعي اللصوص والمجرمون إلي إمتلاك الأسلحه ولا يجدون غضاضة في إستعمالها لتحقيق ماربهم الدنيئه بينما يبقي الشرفاء بل أسلحه وبلا وسيلة فعالة للدفاع عن أنفسهم لأنهم يطيعون القانون الذي يحرم عليهم إمتلاك السلاح وهذا الوضع يعطي ميزة نوعيه للمجرمين ويمكنهم من رقاب البشر , هذه المسألة البسيطه لا يمكن للدولة أن تفهمها بسهولة ويسر كما يفهمها أي إنسان عاقل , لأن الدوله تريد أن تستحوذ علي كل البنادق ومن هنا تأتي الإرادة الشعبيه وسيلة وحيده لإقناع الدوله وشرح هذه المعادله لها , ولهذا السبب تنبه واضعو الدستور الأمريكي إلي وضع مادة فيه تنص علي حق المواطنيين علي حمل السلاح وإقتنائه للدفاع عن أنفسهم. أحمد خفاجيahkhafagy@yahoo.com | |
|