عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: ليبيا بين نارين السبت يونيو 25, 2011 12:29 am | |
| ليبيا بين نارين
ايهاب شوقى
باتت ليبيا فى خيارات صعبة ومعقده, واضحت بين نارين:
نار القذافى الذى فرط فى شعبه عندما استهان به وبحقوقه المشروعة فى الفكر والابداع والتنمية والنهضة, وعندما اختار الرد بالقوة وبالوسائل العسكرية على ثورة الشعب التى بدأت سلمية مطالبة بالاصلاحات.
ونار استحقاقات الناتو والتى ولابد وسيدفعها الليبيون نظير تدخل الناتو عسكريا وهو المعروف انه ليس منظمة خيرية, ولا من مبادئ وفلسفة انشائه الدفاع عن المظلومين والمستضعفين فى العالم.
وماخلق كل هذه التعقيدات هو تناول القذافى للاحداث بحماقة وغرور وصلف.
الصراع على ليبيا معقد والتداخلات الدولية والاقليمية ربما تفضل خيار التقسيم, وممارسات الناتو على الارض وبشهادة الناشطين من الثوار تم اتهامها علانية بانها ترمى نحو التقسيم, حيث تعزل القذافى فى الغرب ولاتسمح له بالشرق على الاطلاق, وتكتفى بقصف المقرات المعروف انها خالية, وبالتالى فالهدف هو تحرير الشرق فقط من قبضة القذافى والتقسيم الى دويلتين.
وما يثير القلق ان تصريحات للمجلس الانتقالى صدرت لاتمانع من هذا الخيار وان كانت الوحدة بدون القذافى هى الخيار الافضل وفقا للمجلس.
ان الشعب الليبى الذى يشهد له التاريخ بانه شعب عربى ابى مجاهد لا يتنازل عن حقوقه ووحدته, بات ضحية للاوضاع المعقدة والخيارات الصعبة التى وضع فيها بفضل سنوات من الشعارات الجوفاء والطحن الشديد دون طحين.
ان الامور فى ليبيا الان تخطت مرحلة القذافى والذى سقطت شرعيته وتحولت الى وحدة البلاد وامنها الاهلى.
ان الثورة فى ليبيا حاليا لابد وان تتحول لثورة من اجل الوحدة ومن اجل السيادة الوطنيه, وطالما ان الثوار حملوا اسلحتهم وارواحهم على كفوفهم فى سبيل طلب الحرية, بعد ان تحولت سلمية ثورتهم الى حرب مسلحة بفعل الرد الاحمق للنظام, فانهم مطالبين برفع شعار وحدة ليبيا بعد تخليصها من القذافى, وبانهم فى مساعيهم للثورة حريصون على هذه الوحدة والسيادة الوطنية واستقلال ليبيا ومواردها.
ان الشعوب العربية الثائرة لابد وان تدعم ثورة ليبيا ولكن بعين مفتوحه وعقل واعى لايسمح باستبدال القذافى بقذافى اخر يرتدى خوذة الناتو او بنجاح ثورة تصنع نصف ليبيا حرة.
لاشك ان افضل الحلول واكثرها امنا وكرامة, هو الحل العربى للقضية, ولكن, هيهات منا هذا الحل فى هذه الاوضاع الراهنة التى تتشكل فيها الامة وتبدا صفحات جديدة, نأمل ان تكون عناوينها, وكذلك مضامينها ومابين سطورها, كلها عربية.
الامور صعبة ومعقدة ولانطالب الثوار بما لاتطيق انفسهم, ولكن نطالبهم بتحديد البوصلة فقط وهى الوحدة والسيادة. | |
|