منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
زيارتكم تسرنا * ومشاركتكم لنا بالتسجيل والمساهمة في منتدياتنا تسعدنا * حللتم أهلا ونزلتم سهلا في منتدياتكم الصامدة الحرة الشريفة
منتديات الصمود الحر الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصمود الحر الشريف

هذه المنتديات تجمع الشرفاء والشريفات الذين يناضلون من أجل القضايا العادلة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره بالوسائل التعبيرية الشريفة والشرعية - لا تتحمل إدارة المنتديات مسؤولية ما ينشر فيها مما لا يعبر عن رأيها بالضرورة
 
الرئيسيةجديد اليوم*أحدث الصورالتسجيلدخول

وضع الأمريكان دستور العراق ........................... وضع الروس الآن دستور سوريا ..................... ربما هذا يعني أن سوريا من نصيب روسيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .............. لقد بدأ العد العكسي لزوال الدول العربية نهائيا من خريطة العالم

 

 قصة : طقوس للعودة السيد إبراهيم أحمد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد إبراهيم أحمد
عضو ذهبي
عضو ذهبي
السيد إبراهيم أحمد


عدد المساهمات : 162
تاريخ التسجيل : 25/07/2011
الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100000789262267

قصة : طقوس للعودة   السيد إبراهيم أحمد Empty
مُساهمةموضوع: قصة : طقوس للعودة السيد إبراهيم أحمد   قصة : طقوس للعودة   السيد إبراهيم أحمد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 03, 2011 5:08 pm


طقوس للعودة

السيد إبراهيم أحمد

(1)
صفع الباب خلفه ليهوى صداه على وجهها ، أقسمت لمن معها فى الغرفة : سيعود ، حتى ملابسه الشتوية ناهيك عن الصيفية دسها فى حقائبه بالرغم من حرارة الجو الخانق هذا الصيف ، اصطنعت ابتسامة اللامبالية وأقسمت بشرفها: سيعود ، انسحبت الأقدام من الغرفة ، اصطك الباب الخارجى مخلفاً البرودة والوحدة وعبق رائحته فى الفراش وعلى وسادته التى احتضنتها فى شوق . أنفاسها الحارة أفزعت صفحة خديها . انتفضت لتنظر الى صورته التى يتوسط بروازها الحائط وكأنها تراها لأول مرة، أقسمت له بذقنها : ستعود ، طالما تركها بعد عراك وعاد ، أوعزت اليها صاحبة القدمين الباقيتين المتسللتين الى الغرفة أن تذهب اليها فهى مبروكة وسرها باتع ومتجربة أزجتها العنوان المتقوقع فى صدرها لتدسه الأخرى فى حقيبة يدها بعناية: ليس اليوم ، فموعدها الأثنين والخميس من كل أسبوع صباحاً ، قبل أن تتعافى الشمس .. وأقسمت لها وهى تدق صدرها بيقين الواثق :سيعود .
(2)
أشرقت مع صبح الخميس مبكراً لتدرك الشمس قبل أن تتعافى فتلطم وجه الدروب والبيوت بحرها ، تتطاير فى عينيها فرحة تنتقل الى شفتيها فى شبه ثقة : سيعود ، أوقفت السيارة عند نهاية الطريق الملتوى كالثعبان الذى فقد وليفه ، فقد كان عليها أن تكمله صعوداً نحو أعلى الجبل .. ما كان عليها أن تعيٍّرهُ بأهله وأصله هذه المرة ، لكنه أيضاً لم يسكت فقد بادرها الصفعة بلكمة أنه لَمْها كالكناسة بعد زيجتين فاشلتين ..
ـ اسهر مع أصدقائك ليلة ومعى ليلة … أشهر فى وجهها سيف ملالتها وكآبتها وتفاهتها ، القبور تطل عليها من أقصى اليمين تنتظر صعودها ، و الأتربة تحتفل بحذائها الأسود فتميد به وتغور ، يتناهى الى مسامعها نباح كلاب لاتراها ، وصوت امرأة تضرب ابنتها، وأخرى تتهكم من زوجها وتقلد شخيره عن ليلة أمس وهو يسبها ، تتعثر قدمها اليمنى ، فتزمع العودة : لا لن أعود هو الذى سيعود .
أشاروا لها ناحبة البيت المنزوى بأخر الممر الضيق المتعرج كأنه نقطة فى آخر السطر .. لولا فتوته ورجولته ، زيجتين سابقتين لم تظفر منهما بمثله، فالأول أصغر منها وزواج مصالح والثانى أكبر من والدها وأيضاً زواج مصالح ومطامع ، لم تصهرها أنفاس محترقة بنار الشوق وصهد الوجد مثل أنفاسه التى أذابت فوق وجهها العرق البارد وأطاحت بالشعر الفاحم نحو الصدر وعلى الكتفين .. تدق بعنف الكرة الحديدية المثبتة بالباب الكالح ، ينثال من خلفه صوت بين الأنوثة والذكورة ، تتراجع خوفاً ، لم تترك لها المرأة فرصة للتراجع ، قادتها الى غرفة بعيدة عبر دهليز شبه مظلم ، بصيص من النور يبين بالكاد الرتوش والظلال ترمى ثقلها على المعالم فتكاد تخفيها ، أنارت المرأة شمعداناً قديماً وأزاحت الباب ثم دعتها للدخول ، ترددت . طمأنتها المرأة : دستور يا اسياد ، أمرت صبيتها . فأشعلت الفحم وأطلقت البخور لينكشف المستور ، تقدمت العجوز نحو أذنها اليسرى هامسةً : سيعود .
(3)
ـ لم يترك لى طريقاً غير هذا لأسلكه ، ستغدو مصيبة لو لحق بسابقيه وتركنى وحيدة مضغة فى أفواه الشامتين من العائلة والجيران وشلة النادى ، حاولتُ ترويضه فلم أفلح .. هدأتها وأمسكت منها القطعة الداخلية الممزوجة بعرق الزوج الآبق وسألتها عن اسم أمه ، تحضر الصبية موقد البخور الكبير ، وتهم بإزاحة الستار عن تمثال نصفى من الطين على هيئة رجل يتوسط منضدة خشبية عتيقة تتوسط الغرفة ، تراقب المشهد فى ذهول ، تدخل الصبية بطبق يحوى ثلاث ثمرات مختلفة من التفاح والخوخ والبرقوق، تغمز العجوز لصبيتها فتخرج بعد أن تغلق الباب ، تقفز رعباً تود لو لم تحضر أو يؤذن لها بالانصراف ، تتجاهلها العجوز فتمضى نحو الحائط لتحضر جلباباً أسود فضفاضاً كان معلقاً على مسمار ، تنفضه وهى تتجه نحوها .كادت تصرخ . تطمئنها العجوز . وأمرتها فلبسته فوق ملابسها .. ربتت على كتفها. نثرت لها شعرها .. تعترض . نهرتها وقد غمست أصابعها فى الرماد المحترق بآنية البخور لتسود لها وجهها وظاهر كفيها وجبهتها ثم نفخت فى البخور وهى تتمتم .. دخان البخور يسبح فى الغرفة ، يعلو صوتها بكلمات وطلاسم ، تتناول ثمرة الخوخ لتضرب بها فم التمثال : ما تقلش غير حاضر ونعم .. تنفرج أسارير المكلومة المظلومة اعجاباً بجسارة العجوز . تمسك بثمرة البرقوق لتضرب بها أذنه : متسمعش كلام غيركلامها .. تحس فى نفسها بنشوة الانتصار على أمه وأصدقائه.. ثم تصوب بالتفاحة نحو عينيه وهى تقول : متشفش حد فى عنيك أجمل منها ، مالت على القطعة الداخلية له وألقتها على الأرض ، ثم هوت عليها بحذائها اليسرى تضربه بيمينها سبع مرات وقد علا صراخها فى لهجة صارمة آمرة والبخور يموج كالطوفان ، تنظر الى أعلى بعينين جاحظتين كأنما تحادث شبحاً فى الفضاء : يا سنداس فين الإخوان، هاتوه وقيدوه ، وعلى بابها اطلقوه .. تلكزها لتردد معها وهى كالبلهاء تراقب فى ذهول : يا حابى يا حابى يا سامع وجابى ، هتهولها مصطلح مش غضبان ، إن دخل نفق ، وإن طلع نفق ، خلوا نجمها مع نجمه عندكم متفق .. أحست بعد كل ما سمعت ورأت بل تأكدت بحتمية قدرية : سيعود .
(4)
أوشك نهار اليوم الثانى على الرحيل ، نبضات قلبها تقفز كلما رن جرس الباب أو الهاتف ، تتصور قدومه راكعاً ساجداً يقبل قدمها اللينة البيضاء ، وتارة أخرى تتخيله أنه ربما جاء متأخراً ونام فى غرفته ليكون أول ما يفعله بعد استيقاظه أن يمرق من باب غرفتها اليها ليمطرها بالقبلات على خديها وذراعيها البضين طالباً الصفح والغفران، وربما مازال حابى وجابى يطوفان حول أماكنه المعتادة ليأتيانها به ،وربما أيضاً عاندهما وقاومهما فهى تعرف رأسه الصخرية ، لكن صاحبة القدمين المتسللتين لغرفتها تؤكد لها بيقين أنه قادم ، فتطمئن .
مر زمن ٌ ثقيل عليها من الاستعداد لاستقباله. فاجأها جيش جرار من رنين جرس الباب ، اصفر وجهها . اعتدلت . هبت واقفة . تعدو نحو الصالة . أخذت هيئتها المتأنقة المترفعة ، فأزاحت الروب الزاهى الساخن فوق الساق المرمرى التى تهتز بلا مبالاة فوق الساق الأخرى ، تأمر من معها بفتح الباب وأعطت ظهرها للداخل منه ، تناولت مجلة تفتحها ولا تقرؤها ، لابد أنه هو : يـاه ، لقد تأخر .. المسافة بين الباب ومقعدها ليست طويلة . لن تسأل خادمتها من الطارق ؟ ، ولن تهرول لتستطلع الأمر ، فكلها ثوان وسيأتيها زاحفاً ذليلاً :
ـ وسأتدلل ، وأماطله العفو والصفح ، حتى يذعن أكثر وأكثر ، ولا يجرؤ على هجرى ثانيةً .. تحادثها الخادمة وهى شاردة لاتسمعها ، تراها . أفزعتها بصرخة حاولت كتمانها : أين هو ؟
ـ لقد مضى يا سيدتى ..
ـ وكيف لم تنادنى ؟! ..
ـ لم يكن هو ياسيدتى ..
تناولها مظروفاً ، فضته بسرعة . تنقلت عيناها بين السطور وبين الخادمة ، تدخل صاحبة القدمين المتسللتين عليها فزعة ، نهرتها وسبتها هىَّ والمبروكة .. عادت لتقرأ الخطاب مرة أخرى .. صارت زوجة لثلاثة أزواج كلهم بدرجة زوج سابق ..
قطعت غرفتها المغلقة عليها ذهابا وإياباً وهى تعد الأسباب الملفقة ، وتؤلف القصص المحبوكة ، لتكون مستعدة للإجابة عن أسئلة الأهل ، وتساؤلات الجيران ، وغمز ولمز شلة النادى .. والأهم عندها البحث عن سبب أروع وأوجه للزوج الرابع عندما يسألها وحتماً سيسألها عن سبب طلاقها الثالث[
/font].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة : طقوس للعودة السيد إبراهيم أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طقوس للعودة السيد إبراهيم أحمد
»  كليب أمى السيد إبراهيم أحمد
» حبً في أمي عائشة السيد إبراهيم أحمد
» شكر وتقدير السيد إبراهيم أحمد
» قصة قصيرة القطار.... السيد إبراهيم أحمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمود الحر الشريف :: Votre 1ère catégorie :: votre 3ème forume - المنتدى الثقافي :: المنتدى الأدبي :: القصة-
انتقل الى: