عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: تركيا... الصاعدة على اكتاف العرب واسرائيل .. دراسة للكاتب" انس محمود الشيخ مظهر " السبت سبتمبر 17, 2011 12:21 pm | |
| تركيا... الصاعدة على اكتاف العرب واسرائيل .. دراسة للكاتب" انس محمود الشيخ مظهر "
دراسة: تركيا... الصاعدة على اكتاف العرب واسرائيل
الاربعاء: 14 سبتمبر 2011 فى دراسة للكاتب" انس محمود الشيخ مظهر ", حول الصعود السياسى التركى فى الفترة الاخيرة, تحاول الدراسة التحليل والاجابة عن تساؤل مفاده, هل ستتمكن تركيا اردوغان من تكرار المشهد نفسه واستغلال العاطفة الدينية عند العرب لبناء الإمبراطورية العثمانية مرة اخرى على انقاض الدول العربية؟
وتقول الدراسة:
يجب الإقرار بأن تركيا اليوم تمتلك طرازا جديدا من الساسة ليس على المنطقة فحسب وإنما على السياسة العالمية بمجملها وذلك بمزج الدور ألتركي التاريخي في قيادة العالم الإسلامي في عهد الدولة العثمانية مع الفكر ألعلماني الذي تتبناه الدولة التركية بعد زوال ألحكم العثماني.
وتمكن الأردوغانيين من التعامل مع هاتين النقطتين بحرفية سياسية رائعة لم تستطع أي من الدول الإسلامية مجاراتها في ذلك. وفي الوقت الذي أدارت فيه تركيا ظهرها لأوروبا وكفت عن لهاثها المستمر وراء دول الغرب للدخول في ناديها فإنها انفتحت على العالم الإسلامي بما تمتلكه تركيا من إرث تأريخي عند الشعوب الاسلامية والتي تعتبرها تركيا من مخلفات حكمها العثماني في ذات الوقت الذي استمرت بالحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الكبرى في العالم وفي مقدمتها اميركا.
ويظهر ان طموح اردوغان السياسي لا يقف عند حدود تركيا فحسب بل يتعداه الى اعادة بعض امجاد الدولة العثمانية العتيدة، ولكي يتحقق هذا الطموح فكان لابد لتركيا ان تكسب ثقة الشعوب العربية والاسلامية من جهة وايضا تكسب ثقة السياسة الاميركية وترسي علاقات متينة معها من جهة اخرى مبنية على اعطاء الشعور لصانع القرار السياسي الاميركي بان تركيا هي الحليف الاقوى لها في المنطقة والتي من الممكن لها الاعتماد عليها كلما احتاجت اميركا لذلك، ومن المؤكد ان تركيا لم تجد ظروفا افضل لها من الظروف التي تمر بها الدول العربية الآن وما تشهدها من ثورات شعبية كي تثبت موقعها في صدارة حلفاء اميركا الاقوياء في المنطقة، مستفيدة من التناقضات الموجودة في المنطقة الشرق اوسطية ابتداء من الشعور الاسلامي لشعوب الدول العربية مرورا بوجود اسرائيل وعزلتها في المنطقة ووجود ايران كدولة شيعية وانتهاء بالموقف الاميركي تجاه المواضيع الثلاثة هذه.
موقف تركيا من الدول العربية الان يتحرك بموازاة مع الموقف الاميركي، فاللهجة التركية تجاه ثورات المنطقة تتناغم كليا مع الموقف الاميركي منها ويتبعه في ادق تفاصيلها ولم نجد الموقف التركي متقدما عن الموقف الاميركي في كل هذه الثورات مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الموقف التركي يتميزعن الاميركي في هذا الموضوع في ان اللغة التي تحاور بها الدبلوماسية التركية هذه الشعوب هي لغة تعتمد على العاطفة الاسلامية والتي استطاعت تركيا من خلالها اختراق هذه الثورات للحد الذي استطاعت في الكثير من الاوقات في كسب ثقتها والعمل على عقد مؤتمرات لممثلين من هذه الثورات في تركيا وبذلك ارتفعت اسهم حكومة التنمية والعدالة لدى الشعوب العربية والحكومة الاميركية.
وحتى تتمكن تركيا من كسب العاطفة العربية بشكل اكبر دخلت في معمعة سياسية اعلامية مع اسرائيل والتي تعتبرها شعوب المنطقة بانها العدو الاول لها فشهدنا تصعيدا اعلاميا ضد اسرائيل ابتداء بموضوع سفينة مرمرة وتصعيد اللهجة السياسية حيالها وانتهاء بالتهديدات التركية لتوجيه سفن اغاثة لغزة مصحوبة ببوارج بحرية تركية في محاولة لتحجيم اسرائيل في وقت لا تتمكن فيه اسرائيل الرد بالتصعيد نفسه لا دراك اسرائيل ان اميركا الان تحتاج تركيا اكثر من احتياجها لها للحد الذي حدى بالساسة الاسرائيليين بان يصرحوا بان اسرائيل اصبحت عبئا على اميركا وبان هذه الفترة هي اسوء فترة تمر على اسرائيل. ومن المؤكد ان التعاطي التركي مع اسرائيل ليس بسبب الحس الاسلامي لتركيا اكثر مما هي ازاحة اسرائيل عن طريقها في بناء علاقات قوية مع اميركا ولكي تصعد في سلم تحالفات اميركا في الشرق الاوسط وتحل محل اسرائيل ضمن الاجندات الاميركية،وبالمقابل فان اميركا الان تحتاج حليفا يكون اكثر تأثيرا في المنطقة من اسرائيل والتي تعيش عزلة كاملة في المنطقة ولا تستطيع ان تمثل دورا فاعلا في المتغيرات الحالية بحيث تجيرها لصالح اميركا في المحصلة مثلما تستطيع تركيا ان تفعل.
ويجب ان لا ننسى هنا الموضوع الايراني حيث استطاعت تركيا ان تجيره لصالحها وبشكل حرفي كبير باعتبار ان موقع تركيا الجغرافي بالنسبة لإيران والخلافات التاريخية العقائدية بين الدولتين وايضا التخوفات الاميركية من الدور المستقبلي الايراني في المنطقة تجعل اسهم تركيا في بورصة السياسة الاميركية اكثر بكثير من الاسهم الاسرائيلية والتي كانت الاساس في تدهور العلاقات الاميركية مع كل الشعوب الاسلامية والتي كان وجودها في الاصل هو سبب المشاكل السياسية بين اميركا وايران والشعوب العربية، وما نشر الدرع الراداري للحلف الاطلسي في تركيا الا محاولة تركية لترسيخ الاحتياج الاميركي لها وتوطيد الدور التركي في المنطقة مستقبلا. ناهيك عن الدور الذي ترسمه اميركا لتركيا في تزعم الجانب السني في المنطقة مستقبلا للوقوف ضد المد الايراني المعتمد على الحس المذهبي الشيعي.
يبقى هنا الدور العربي في هذا الصراع المزدوج الاميركي الايراني، التركي الاسرائيلي والذي لا يعدو كونه انتظارا لما سوف تؤول اليه نتائج الثورات العربية ومراقبة للصراع السياسي بين تركيا واسرائيل والذي تفسره هذه الشعوب في عقله الجمعي بانه صراع اسلامي يهودي كما كان تفسيرها تماما لمعارك اتاتورك ضد البريطانيين عندما تصوروا بانها حرب اسلامية صليبية وكانوا يلقبون اتاتورك بانه "خالد" الترك كما وصفه الشاعر احمد شوقي في احدى قصائده حتى اتضح لهم في الاخير بانها حرب قومية تركية للحفاظ على القومية الطورانية وضرب في الصميم لعلاقات الشعب التركي بالشعوب الاسلامية ومن ضمنها علاقاته مع الشعوب العربية وتغير كل ما هو غير تركي الى تركي حتى ما يختص بالتعاليم الاسلامية في تركيا الاتاتوركية، فهل ستتمكن تركيا اردوغان من تكرار المشهد نفسه واستغلال العاطفة الدينية عند العرب لبناء الإمبراطورية العثمانية مرة اخرى على انقاض الدول العربية؟ المصدر: ميدل ايست أونلاين
المرجع | |
|