الرئيسية | أقلام الشروق | أقلام الخميس | أمين الزاوي
يا أبا مازن استقل من رئاسة واهمة ينصبك الشعب العربي على إمارة حقة
رسالة من المثقفين العرب إلى الرئيس محمود عباس
2009.01.06 بقلم: الدكتور أمين الزاوي
اسمح لنا أن نخاطبك بوضوح وصدق وقد طفح الكيل الزبى وغطى الموت الطرقات واستوى على العرش التشاؤم أو كاد. ندرك أنك مثلنا وربما أكثر متألما ومكلوما مما يحدث في فلسطين من تجريف الأجساد بعد تجريف أرض بمقابرها وأشجار زيتونها المباركة وبرتقالها. اسمح لنا سيادة الرئيس أن نقترح عليك ما يحمر الوجه وما يخرج الجمل من خرم الإبرة.
السيد الرئيس محمود عباس ـ أبو مازن،
تحياتنا وتعازينا وبعد
بكل بساطة إننا نناشدك أيها الرئيس أيها الفلسطيني يا سليل عزا لدين القسام وصاحب ياسر عرفات وطفل حواري القدس المصادرة، إننا نناشدك أن تستقيل، أن تنسحب من الرئاسة لتعود إلى قواعدك في المقاومة المباركة كما كنت ولمدة نصف قرن أو يزيد.
أيها الرئيس يا أبا مازن إن استقلت من ذاك السجن المذهب فلا تحزن ولن تندم عن رئاسة تشبه الحمل الكاذب، حمل لم يدم تسعة شهور أو سبع لينكشف بهتانه إنما هاهو يتجاوز الخمسة عشرة سنة؟؟ والكذبة مستمرة أيها الرئيس. مستمرة عليك وعلينا جميعا.
أيها الرئيس، يا أبا مازن، إن استقلت سيتوجك المثقفون والشرفاء والشعب العربي أميرا عليهم جميعا.
سيدي الرئيس، أمام ما يحدث من استهتار إسرائيلي بذاكرة الأمة وبواقعها وخيانة عربية منظمة ومحترفة ورسمية، فإن مبادرة الاستقالة منك ستضع العالم المصطف أمام إسرائيل من عرب وغرب أمام حيرة سؤال.
إن موقفا كهذا الذي ننتظره منك ستكون فينا ولنا الشامة والشهامة والأمل.
أيها الرئيس إننا نريد فلسطين بدون رئاسة ولا نريد رئاسة بدون فلسطين.
نريد الأرض ولا نريد الكرسي.
باسم المثقفين العرب أناشدك يا مقاوم الأمس أيها المناضل يا أيها الرئيس يا أبا مازن كما نناشد وندعو أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان)، الذين لم يسجنوا رسميا بعد، وندعو أيضا أعضاء الحكومة الفلسطينية (عفوا الحكومتين) الحكومة المقالة وحكومة تصريف الممنوع من الصرف؟ نناشدهم جميعا تقديم استقالة جماعية للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الدولي، وفي الوقت نفسه المطالبة بوضع الأراضي الفلسطينية المستعمرة والمنتهكة والمنهوكة تحت سيادة الأمم المتحدة أو تحت سيادة المقاومة الشعبية.
سيادة الرئيس أبو مازن، إننا نعرف وإننا مدركون أنكم تعرفون والشعب الفلسطيني يعرف ويعيش ذلك يوميا بأن السلطة الفلسطينية هي أكبر أكذوبة عرفها الشرق الأوسط في القرن الماضي، أكبر أكذوبة صنعها الإسرائيليون وحلفاؤهم ليضحكوا منا وعلينا، ربما لأنهم يدركون سيكولوجية العربي في حبه للرئاسة والسلطة والتسلط.
سيادة الرئيس، حتى لا تكون السلطة الفلسطينية شريكة أو متفرجة ونحن ندرك جيدا أن لا طاقة لها أمام ما يحدث إلا طاقة واحدة وهي أن تحفظ كرامتها ولا تترك العالم يستهزئ منا أكثر، ولن يكون لها ذلك إلا بالاستقالة فتلك طريق إلى الشرف والكرامة.
لقد أهدر الدم كثيرا في غزة وهناك آلاف غزة في فلسطين، فلا تترك أيها الرئيس الكرامة تهدر.
إنك أيها الرئيس يا أبا مازن لا تستطيع بهذه السلطة الموهومة والواهمة حتى أن توفر أو تحقق لشعبك القمع الوطني.
نعم، أنا متأكد، بأن الفلسطينيين يطالبونك حتى في حقهم ونصيبهم من القمع الوطني، يطالبونك أن تقمعهم كما تقمع الأنظمة العربية الأخرى شعوبها. إن يدا أخرى، يد العدو الإسرائيلي هي التي تقمع الجميع شعبا وسلطة.
هذه ليست حالة سادية ولكن شعبك على غرار جميع الشعوب العربية يقول لك: إننا في ظل واقع كهذا، في ظل رئاسة وسلطة محرومون حتى من قمع ذي طعم أو لون أو خطاب وطني أو وطنياتي.
لذا نناشدك أن تستقيل من رئاسة لا وجود لها أصلا.
يا سيادة الرئيس، يا أبا مازن،
إن الوحدة العربية وحدة الأنظمة التي كانت حلما ها هي اليوم وبعد ستين عاما تتحقق، تتحقق في الخيانة، تتحقق في الخزي. كل الأنظمة العربية أيها الرئيس تتحدث لغة واحدة وتسير بسياسة واحدة وبخطاب واحد هو تكريس وجود إسرائيل والالتزام بالخيانة والعمالة لأمريكا.
سيدي الرئيس إن إسرائيل ليست قدرنا إنهم عابرون في كلام عابر.
سيدي الرئيس علينا ألا نجعل الخوف ثقافة وحيدة للحوار نتعامل بها مع الكيان الإسرائيلي.
سيدي الرئيس منذ خمسة عشر عاما ونحن نراهن على الدبلوماسية، اعتقدنا أنها حرب من الحروب، لكننا توصلنا إلى قناعة بأنها حرب خاسرة لم تؤت إلا على ما تبقى من أخضر فلسطين ويابسها، ثم قلنا سيادة الرئيس أتركوا السياسة تتحدث بديلا عن الدبلوماسية المنهزمة. لكن السياسة مع هذا العدو شأنها شأن الدبلوماسية حرب فاشلة. لكن يا سيادة الرئيس تأكد لنا بأن المقاومة وحدها هي السياسة وهي الدبلوماسية وهي السلطة التي توصل الفلسطيني إلى وطنه أو قبره كريما.
نحن لسنا دعاة حرب ولكنا دعاة حق.
أيها الرئيس علمتنا محرقة غزة بكل ما يحيطها من تحالف ونصرة شعبية فلسطينية وعربية ودولية، علمتنا أن وحدة الصف الفلسطيني التي هي ضرورة وطنية مقدسة لا تكون ولن تكون إلا بدك الخوف والانتساب إلى المقاومة الشاملة.
سيادة الرئيس فلتلتحق المقاومة في الضفة الغربية بغزة. فكلكم تحت الاستعمار، كلكم تحت الموت.
و إسرائيل تضحك منا وعلينا.
لكل ذلك سيادة الرئيس نناشدك أن تقدم استقالتك التي ستكون أكبر حرب ضد إسرائيل وضد حلفائها من العرب والغرب.
سيادة الرئيس قدم استقالتك، أترك هذا الكرسي الرئاسي الكاذب واتخذ لك مقعدا أو حصيرا مع جموع المقاومين تحت الأسوار وفي الخنادق والمخيمات.
أعرف أن ثقافة الاستقالة غير واردة في قاموس الأنظمة العربية، ولكن جرب هذا النصر، جرب يا سيدي هذه الحرب وقدم استقالتك فسيسميك الشعب الفلسطيني والعربي أميرا عليهم جميعا. وهذا ليس بحمل كاذب أيها الرئيس.
وتقبل منا التحيات والاحترام.
أمين الزاوي
المصدر