عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: "هل يمكن أن ينتصر الربيع في بلدٍ واحد؟" ** لوموند ديبلوماتيك ** تعليق عبدو المعلم الإثنين أبريل 30, 2012 11:02 pm | |
| "هل يمكن أن ينتصر الربيع في بلدٍ واحد؟" لوموند ديبلوماتيك افتتاحية النشرة العربية سمير العيطة تعليق عبدو المعلم يحتدم النقاش في فرنسا بمناسبة الحملة الانتخابيّة الرئاسيّة حول ما سيفعله الرئيس المقبل، الذي تشير استطلاعات الرأي كلّها أنّه سيكون على الأغلب مرشّح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند. وإذا تحقّق ذلك، سيضطرّ إلى إيجاد توافق صعب مع مرشّح "حزب اليسار" الأكثر راديكاليّة، جان-لوك ميلانشون، الذي ترتفع أسهمه الانتخابيّة أكثر وأكثر. لقد وعد الإثنان بإعادة التفاوض حول المعاهدات والاتفاقيات الأوروبيّة التي أرست سياسات تقشّف نيوليبراليّة التي تؤدّي إلى تعميق الأزمة الاقتصادية والمالية. فكيف سيتمكّن إذاً الرئيس المحتمل من القيام بقطيعة مع هذه السياسات، في ظلّ سيطرة عقيدة منافسيه على المصرف المركزي الأوروبي الذي يدير "باستقلاليّة" عملته الموحّدة مع الآخرين، وفي حين تهيمن هذه العقيدة على مجمل الحكومات الأخرى وعلى المفوضيّة المشتركة؟ إنّها معضلة حقيقيّة.
وبما شبه التوازي، أبرزت القمّة العربيّة التي جرت مؤخّراً في بغداد صعوبة الوصول إلى توافق بين رؤساء دول ينتمون إلى عصر ما قبل الربيع العربي وآخرين جاءت بهم التحوّلات الضخمة التي تجري في المنطقة. إذ لم يعد يقتصر الأمر على إمكانيّة الخروج بسياسة مشتركة بين من يعتبر إسرائيل عدوّه الأوّل وبين من يجد ذلك في إيران، وبين الدول "المعتدلة" وتلك "الممانعة"، بل خاصّة بين من يندّد بالاستبداد عند الآخرين من زملائه وليس عنده، وبين من يبحث عن سبل لترسيخ استقرار نظامٍ جديد لم يعد يقوم على سلطة عائلة فوق الدولة. القذّافي لم يعد موجوداً كي يهرّج ويبرز التناقضات الفاضحة، إلاّ أنّ المواطن العربي يدرك جيّداً إشكاليّات "التضامن العربي" المزمع، وضعف فعاليّة آليّة الأمانة العامّة للجامعة العربيّة. إنّ هناك عالمين بل عوالم عربيّة، لكلّ منها توجّهاته وآليّاته وهواجسه: عالم مجلس التعاون الخليجي المتناسق، وعالم المغرب العربي المتشرذم، وعالم الربيع العربي المنتفض... فكيف يمكن لمن يمثّل طموحات هذا الربيع أن يجد له مكاناً هنا؟
في أوائل أيّام ربيع تونس، اجتمعت ناشطون تونسيّون تحقّق حلمهم القديم أمامهم، وناقشوا مسألة رئيسة جسّدها السؤال التالي: "هل يمكن أن ينجح الربيع العربيّ في بلدٍ واحد؟ دون البلدان الأخرى". ذهب البعض إلى المقارنة مع أحداث الثورة الفرنسيّة، حيث واجهت فرنسا وحدها كلّ أنظمة أوروبا الملكيّة. لكنّ فرنسا كانت حينها بلداً محوريّاً في محيطها، والتونسيّون "لطاف" لا يشاؤون "تصدير الثورة". انتهى المجتمعون إلى إقرار أنّ ما يهمّ هو الحفاظ على مكاسب ثورتهم، بمعزلٍ عن محيطهم. وشكّك بعض الواعين بإمكانيّة أنّ نظام القذّافي سيتركهم وشأنهم.
لكنّ رياح الثورة التي انطلقت من تونس هبّت لنفس الأسباب، لتداعى أنظمة أخرى. وبات الترابط بين التحوّلات الداخليّة والتفاعلات الإقليميّة أمراً أساسيّاً، وليس ثانويّاً. وغدت الشعوب التي تعيش ثورتها اليوم تناضل على جبهتين، الجبهة ضدّ السلطة القائمة في بلدها، وجبهة السلطات في الدول الإقليميّة والخارجيّة التي تبحث عن تجيير الأمور لمصلحتها، بل حتّى دفع قوى داخليّة إلى ثورة مضادّة.
الأمر ليس سهلاً. وهو يطرح تحديات حقيقيّة: هل ستستطيع تونس ومصر الاعتماد على الخارج للمساعدة في مواجهة التراجع الاقتصادي الحتمي في المرحلة الانتقاليّة، وأيّ خارج؟ وهل تستطيع المعارضة في الدول الثائرة أن تستند إلى دول غير ديموقراطيّة لإسقاط الأنظمة في بلادها، وبأيّ ثمن لما بعد الإطاحة بها؟
في هذا المجال يمكننا استنباط بعض الدروس من تجربة أميركا اللاتينيّة، التي تعيش منذ فترّة أيضاً مرحلة تحوّلات كبرى، لها تحديات مماثلة. أوّلها، أنّ القطيعة ممكنة مع السياسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة السابقة، وأنّ الأساس في ترسيخها يجب أن يكون حشد القوى الشعبيّة على الأرض، صاحبة المصلحة في التغيير، في مواجهة وسائل الإعلام الكبرى التي تحاول الهيمنة على "الرأي العام"، في حين أنّها مرتبطة بمصالح اقتصادية أو بدولٍ بعينها. وثانياً أنّ نجاح التحوّل في بلدٍ أساسيّ في المنطقة يجعل منه قطباً يساعد التحوّلات في البلدان الأخرى، مع احترام خصوصيّة التجارب المحليّة. وثالثاً أنّ تحوّل مجموعة من البلدان يدفع بالضرورة إلى إنشاء تجمّع إقليميّ للدول التي انتفضت مجتمعاتها (كالتحالف البوليفاريّ لشعوب أمريكا اللاتينيّة) يشكّل إطاراً لتعاونها في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بمعزلٍ عن مشاركتها في التجمّعات الدوليّة والإقليميّة الأخرى.
معركة "الربيع العربيّ" وثوراته طويلة. لكن لا بدّ التفكير منذ اليوم في القطيعة التي يجب أن تتمّ مع السياسات السابقة، وفي سبل حشد القوى الشعبيّة، وفي التحالفات التي يجب أن تقيمها الشعوب وحركات تحرّرها من الاستبداد، وسبل تعاونها فيما بينها، بل أيضاً مع قوى التغيير في مناطق أخرى من العالم، خاصّة في أوروبا. ويجب على الدول المتحوّلة (تونس، مصر، اليمن، ليبيا، العراق، بالرغم من اختلاف أوضاعها) منذ الآن التفكير في إنشاء مجموعة خاصّة بها تنسّق السبل لمواجهة تحديّاتها، ولتنسيق التعامل مع المنظومات الإقليميّة والدوليّة الأخرى، وإلاّ سيتمّ الاستفراد بكلّ منها والقضاء على تحوّلاتها.
لن يتمكّن الربيع العربيّ من النجاح في بلدٍ واحد. وما هو ضروريّ اليوم هو أن تفكّر القوى التي تنشد ربيع دولة المواطنة والحريّات والعدالة الاجتماعيّة جليّاً بنوعيّة التحالفات الداخليّة والخارجيّة التي يجب أن تقيمها، بمعزل عن إيديولوجيّات الهويّة. كي يكون هذا الربيع هو ربيع شعوب، في الحقيقة والواقع. الكاتب سمير العيطة: * اقتصادي، رئيس تحرير النشرة العربية من لوموند ديبلوماتيك، ومؤّلف: Les Travailleurs Arabes Hors-La-Loi, L’Harmattan, 2011. ورئيس مجلس ادارة موقع مفهوم A Concept mafhoum, www.mafhoum.com المصدر
عدل سابقا من قبل عبدو المعلم في الإثنين أبريل 30, 2012 11:56 pm عدل 1 مرات | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: "هل يمكن أن ينتصر الربيع في بلدٍ واحد؟" ** لوموند ديبلوماتيك .. تعليق عبدو المعلم الإثنين أبريل 30, 2012 11:30 pm | |
| بالطبع يصعب انتصار الثورة أو الربيع العربية في بلد واحد من بلدان العرب الثائرة وتلك التي ستلتحق بها خاصة إن كان النجاح حليفها ومما يلاحظ أن الاهتمام بهذا الجانب الحيوي يكاد يكون معدوما فمن غير المعقول إهمال هذا البعد الاستراتيجي المتمثل في قيام حلف متين بين الحركات الثورية لتكون محورا داخل الكيان الإقليمي وتمد جسور تعاونها مع الوضعيات المشابهة على المستوى العالمي .. إن التحديات الداخلية والخارجية كبيرة والمواجهة مصيرية وقاسية بين مصالح الشعوب ومصالح أعدائها في الداخل والخارج وقد لاحظنا بوضوع نشأة ذلك الحلف الجبار بمجرد نجاح الخطور الأولى للثورة الشعبية الشبابية في كل من من تونس ومصر بعد أن استفاق المعنيون من هول الصدمة التي لم يكونوا يتوقعونها أبدا .. وسرعان ما انعقد ذلك الحلف الرهيب لوقف الثورة أو تحجيمها وإبطائها وتحويل مسارها عن القضايا الجوهرية المتمثلة في المواطنة والعدالة والحرية والكرامة .. التأم تجمع أصحاب المصالح في الداخل من بقايا النظام القديم وقاعدته الاجتماعية المنتفعة والكيان الصهيوني وباقي النظام العربي وأمريكا والغرب وأتباعهم بالرغم من المظاهر الخادعة التي تبدو على السطح من المناصر المنافقة للثورة كما يتضح ذلك بامتياز في الثورة السورية حيث يبو خلاف كاذب إقليم وعالمي بين مناصر للثورة ومعاد لها بينما هم جميعا يعطون المهلة وراء المهلة للنظام السفاحة أملا في تمكنه من القضاء على ثورة الشعب أو على الأقل التخفيف من نتائجها إلى أقصى حد ممكن .. هذا لا يعني أنه ليس هناك خلافات خلافات في التفاصيل وتناقضات في المصالح .. لكن الاتفاق قائم على ضرب الثورة كونها عدوا للجميع حيث إن انتصارها سيؤدي إلى التغيير الجذري للنظام العالمي وفرعه العربي لينشأ نظام جديد عالمي وإقليمي ومحلي يخدم الشعوب وحدها ويقضي نهائيا على الاستبداد والهيمنة ويحقق الحرية والعدالة والكرامة لجميع شعوب العالم ويقيم أساسا عادلا للتعامل فيما بينها وذلك هو مطلب الشعوب حتى في البلدان المتطورة والتي ترفع شعارات الإنسانية زورا وبهتانا وتقيم الديمقراطية نوعا ما أو بعضها لكنها لا ترتضيها للبلدان الثائرة على هيمنتها واستبداد أنظمتها الداخلية .. على الشعوب الثائرة أن تتضامن وتتعاون وتنشئ محاور خاصة بها حتى تحمي ثورتها الصاعدة الواعدة من هذا الحلف الاستغلالي الداخلي والخارجي المتربص بها إذ يكاد يكون من المستحيل أن يتمكن شعب بمفرده من إقامة التغيير المنشود في عزلة كجزيرة داخل هذا المحيط العاتي الأمواج من الحلف الرهيب المحيط به من كل جانب بل ومن داخل بلده أيضا. | |
|