هل مازلنا واقفين؟! .. يكبها سعد بوعقبة

هل مازلنا واقفين؟! .. يكبها: سعد بوعقبة

15-08-2012

الحكومة سقطت وغابت ونامت وأحنا ما زلنا واقفين!
والرئيس صام عن الكلام، وقد كان من قبل يخطب فينا حتى ونحن نيام؟! ومع ذلك مازلنا واقفين!
مسؤول في الدولة ينشر في التلفزة اليتيمة ومضة إشهارية في القنوات كلها يغني فيها الشباب مع الراحلة وردة أغنية مازلنا واقفين، ويدفع هذا المسؤول لزوجته صاحبة الشركة الإشهارية التي أنجزت الومضة الإشهارية عشرات المليارات.! ولذلك البلاد ماطحتش وما زال الشباب يغني مازلنا واقفين.!
مازلنا واقفين في الظلمة بعد انقطاع التيار الكهربائي بالتناوب عن كل الجزائريين إلا محمية نادي الصنوبر وحي التغريين.!
مازلنا واقفين والحكومة الشبح تخصص 5000 مليار لتعويض المواطنين عن الأضرار التي ألحقها انقطاع التيار الكهربائي.. ولا أحد يسأل مؤسسة سونلغاز عن سوء التسيير هذا.
مازلنا واقفين ''نتدوّش'' بالعرق بعد انقطاع الماء بسبب انقطاع الكهرباء!
مازلنا واقفين في طابور قفة رمضان لأن الحكومة المقالة بالغياب نجحت في تنمية الفقر وتطويره في الجزائر من مئات الآلاف إلى الملايين.. والقفة تشهد بذلك!
مازلنا واقفين في الطابور من صلاة الفجر حتى المغرب لأجل الحصول على دراهمنا من البريد الذي توقفت فيه السيولة ومازال واقفا ومازلنا نحن نائمين في الطابور؟!
مازلنا واقفين والشنابط والتائبون أصبحوا هم المظهر الحيوي الوحيد الموجود في البلاد؟!
مازلنا واقفين والمسؤولون الذين فعلوا بنا كل هذا تكرموا علينا بفتح المجال السمعي البصري لأبنائهم فقط وأنشأوا مع دوائر الفساد في شركات الفساد الإشهاري الأجنبي والوطني، فضائيات تهتم فقط بقضية الأب الذي قام باغتصاب بناته.. وهذه الفضائية بهذا الشكل لا تدعو السلطة إلى نقل هذا النوع من البشر المريض نفسيا إلى مستشفى المجانين، بل تأتي بهم إلى التلفزة الفضائية الجديدة الوافدة ليتحدثوا للشعب الجزائري عن الحقيقة؟! ولا تتحدث هذه الفضائية عن اغتصاب السلطة وتكتفي بحكاية اغتصاب المحارم!
ومازلنا واقفين مادام الاستبداد والفساد واقفا فوق رؤوسنا؟!

المصدر

ما يلاحظ بعد تشريعيات 10 مايو 2012 في الجزائر هو هذا الخطاب الإعلامي النوعي الذي ارتقى إلى درجة غير مسبوقة بفعل انكشاف الحقائق الوطنية بعد هذا الموعد الانتخابي وما أعقبه من ركود سياسي واجتماعي عام بشكل محير .. غير أن هذا الارتقاء الإعلامي النظري يبقى موازيا للواقع حيث ترى السلطة أن الوضع لا يتطلب أي تدخل ضروري ولذلك تدخل في عطلة مدفوعة الأجر إلى إشعار آخر .. وكذلك المجتمع حيث يلاحظ هدوء شعبي تام ما عدا بعض الاحتجاجات الموضعية لسبب ما يزال عند الضرورة .. وهكذا تبدو الموازاة التامة بين الخطاب الإعلامي الواعي بواقع الحال وبين السلطة العارفة أيضا بخبايا الأمور والشعب الذي هو المعني الرئيسي بكل ما يجري فمن المخطئ يا ترى؟ الإعلام الغاضب بسبب تردي الحالة العامة؟ أم السلطة التي تدرك أن الوضع هادئ ولا يستدعي أي تدخل؟ أم هو الشعب الهادئ نسبيا لكون معاناته لم تصل درجة التململ فما بالك بالغضب المعبر عنه كضرورة لا بديل لها فيما يراه الاعلاميون نظريا.. وها هو الصحفي الشهير سعد بوعقبة يعبر بوضوح كعادته عن التصور الإعلامي للوضع في البلاد.

» ما خفي كان أعظم! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» بلا ضوابط.! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» صعقة كهرباء.! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» وقائع.. ومخاوف؟! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» الاهتمام بما تحت الحزام.! يكتبها: سعد بوعقبة