رسالة إلى الوزير الجديد؟ .. يكتبها: سعد بوعقبة

رسالة إلى الوزير الجديد؟

يكتبها: سعد بوعقبة

السبت 08 سبتمبر 2012

محمد السعيد، وزير الاتصال الجديد، رجل من القطاع ويعرف مشاكله بدقة، ولكن هذا لا يكفي لإحداث التغيير المطلوب وتنظيف القطاع من مظاهر الفساد العديدة إذا لم تتوفر الإرادة التغييرية لدى من عيّن محمد السعيد كي ينجز هذه المهمة.. وبتعبير أدق، هل يحظى محمد السعيد بثقة الرئيس أكثر من غيره ممن سبقوه في العمل معه مباشرة على جعل هذا القطاع أداة من أدوات محاربة الفساد وليس ساحة للفساد، كما هو حاصل الآن. أليس من العار الإعلامي أن يعرف الناس خبر تعيين السلال على رأس الحكومة من وكالة ''رويتر'' ويتحدث المهنيون عن بيع الخبر لهذه الوكالة من طرف أحد العاملين في محيط الرئيس، عبر بارون من بارونات الإعلام؟!
أنا شخصيا تعرضت إلى ما يشبه السطو على مشروع حديث مع الرئيس نشر نصه في صحيفة أخرى قبل أن يسلم لي.. وهي حالة لم تحدث حتى في دول الموز الإفريقية.! فهل باستطاعة محمد السعيد أن ينظف محيط الرئيس إعلاميا! أم أنه سيكون وزيرا فقط على تسيير حظيرة السيارات لوزارة الإعلام.. ولا دخل له بإعلام الرئاسة وإعلام الحكومة وإعلام التلفزة والإذاعة أو حتى إعلام وكالة الأنباء.! وبتعبير آخر، هل سيكون الوزير الجديد وزيرا لكل القطاع العام والخاص أم سيكون مثل سابقيه مجرد أداة ''فاكس'' لتلقي توجهات ''الكابرانات'' الإعلامية.! ونشافة إعلامية لمسح الأخطاء الإعلامية فيه؟!
هل ينهي محمد السعيد حكاية وكالة الإشهار التي تحولت بفعل سياسة الفساد إلى مغارة علي بابا للمفسدين الذين يوزّعون على أبنائهم وأحبابهم وأصحابهم عائدات الإشهار العمومي التي تقدر بآلاف المليارات في السنة، توزع لصحف وهمية بالهاتف وتعود إلى جيوب الموزعين بالهاتف في ''شكاير الزبل'' أو في شكل هدايا وصلت إلى حد إهداء السيارات والشقق!
هل يسأل محمد السعيد الصحف التي تنشر يوميا أخبارا تقول: إنها حصلت عليها من مصادر غير رسمية من فوق مكتب الرئيس.؛ هل يوقف تجارة الأخبار العمومية الحساسة التي راجت في وادي حيدرة؟ ويوقف الابتزاز الإعلامي الذي أصبح المدرسة الإعلامية الناجحة في الجزائر؟!
حدثني أحد العالمين بألاعيب بارون فساد في الحقل الإعلامي.. أن هذا البارون ربط خيوطا مع موظف سامٍ برئاسة الجمهورية، يعمل وسيطا بين الرئيس والوزراء.. وأن الرئيس عندما يكلف هذا الموظف بالاتصال بوزير لإبلاغه أمرا ما.. يقوم هذا الموظف بإبلاغ البارون بالأمر قبل إبلاغ الوزير بالموضوع الذي طلبه الرئيس من الوزير! ويقوم البارون بالاتصال بالوزير ويحدثه عن الموضوع ويقول له سيتصل بك الرئيس لتنفيذ كذا وكذا.! وبعد ذلك يتصل البارون بصاحبه الموظف ويقول له أبلغ الوزير بما أمرك به الرئيس! وبهذه الطريقة يظهر هذا البارون وكأنه هو الآمر الناهي في البلاد.! إلى هذا المستوى وصل الفساد في الحقل الإعلامي.! فهل يقدر محمد السعيد على تنظيف البلاد من أمثال هؤلاء المفسدين؟! لا أعتقد ذلك لأن تنظيف القطاع يتطلب إرادة سياسية تتجاوز الوزير.. وتتطلب شجاعة أدبية ومعنوية ومهنية، قد لا تتوفر في من يقبل منصب وزير دون شروط.! ومع ذلك نتوسم خيرا في الوزير الجديد، خاصة لو نظف محيط اليتيمة من مؤسسات الانتفاع الخاص لأبناء وزوجات المسؤولين من ريع التلفزة، وإنهاء حالة تدخل الشركات الأجنبية العاملة في الجزائر في الحقل الإعلامي والسياسي.

المصدر

لقد بلعت القلوب الحناجر ولم يعد التغيير الحكومي يفيد في شيء .. فوزير الإعلام الجديد وقياسا عليه كل الوزراء يتولون مناصب شرفية فقط لا غير ينتفعون بامتيازاتها ولا يمكنهم أن يفعلوا شيئا فيها حتى لو أرادوا .. هذا ما يستفاد من تعليق السيد بوعقبة ..

» الاهتمام بما تحت الحزام.! يكتبها: سعد بوعقبة
» ما خفي كان أعظم! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» الثروة المهملة؟! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» بيدي.. لا بيد بان كيمون؟! يكتبها: سعد بوعقبة
» وقائع.. ومخاوف؟! .. يكتبها: سعد بوعقبة