الثـروة المهملة.!
يكتبها: سعد بوعقبة
الاثنين 10 سبتمبر 2012
رقم مخيف هذا الذي أعلن في الدخول المدرسي الحالي.. عدد التلاميذ في القسم الواحد بلغ 45 تلميذا في المعدل العام، والوضع المزري هذا لواقع التعليم عندنا لا يتحمل مسؤوليته بالتأكيد.. لا بابا أحمد ولا ماما القرضاوي، ولا حتى ''أنكل'' بن بوزيد، بل الوضع المزري هذا تتحمله السلطة التي تكتنز ثـروة البترول في بنوك الغرب، وتضيّع بسوء التكوين هذا ثـروة الشعب من الأطفال والشباب، ثـروة المستقبل لأي أمة؟!
أتذكر أن الرئيس الفرنسي، فرنسوا ميتران، في أول زيارة له للجزائر، قال في المطار الجزائري: ''إن الجزائر تملك ثـروة عظيمة هي ثـروة الشباب''، وكان هذا قبل ثلاثين سنة.. وبالفعل، سارع الشاذلي بن جديد إلى التنازل عن جزء من هذه الثـروة الوطنية، ثـروة الشباب لصديقه ميتران، فكانت اتفاقيات الجزائر ـ فرنسا حول أخذ فرنسا لجزء من الشعب الجزائري، في صيغة التنازل الجزائري عن أبناء المهاجرين.
الآن، بعد سوء حال التربية والتعليم بهذه الصورة المرعبة، ستتحوّل إلى مادة خام تصدّر اليد العاملة التعيسة إلى أوروبا عبر الحرفة، فالجامعات تدهور مستواها في الجزائر إلى أن أصبحت دور حضانة للكبار وليست جامعات، وهزال البرلمان والحكومة الأخيرة وما قبلها من حكومات يدل على أن البلاد ضيّعت ثـروة الشباب.. وهي الآن تزداد غوصا في هذه المشكلة، ولا حلّ لها في الأفق.
بلد عنده ثـروة شباب هائلة، وعنده ساحة هائلة تعادل قارة، وعنده إمكانيات مالية يحسد عليها ولا يحقق الإقلاع الاقتصادي.. لماذا؟! لأن هزال التكوين انعكس على هزال الحكام، فحلّت الكارثة؟!
هل من الصدفة أن منطقة الجنوب بأكملها تشكو من تهميشها في الحكومة السابقة، وزاد تهميشها في الحكومة الحالية.. فلولا وزير السكن تبون، لقلنا إن الجنوب كله غير معني بحكومة الجزائر؟!
يحدث هذا في وقت تتململ فيه هذه المنطقة، وتعرف مشاكل أمنية خطيرة، والحمد لله أن التلفزة الوطنية استطاعت أن تملأ هذا الفراغ، بجعل أحد القراء لنشرة الأخبار من الجنوب؟!
نعم، نحن نمقت الجهوية.. ولكن عندما نرى 90 من أعضاء الحكومة من ثلاث مدن بعينها.. ونرى أغلب سرّاق البلد من دوّار أو اثنين، نفهم علاقة عدم التوازن في السرقة بظاهرة عدم التوازن الجهوي في الحكومة؟!
نعم، كنا نرتاح للتربية والتعليم، على أساس أنها وسيلة عادلة لتوزيع الثـروة بعدالة على المواطنين.. لكن اختلال هذا التوازن، الآن، بفعل الاكتظاظ الذي بلغ أقصاه في المدن الداخلية، يجعلنا نحتار ونندب حظنا بالقرداش.!
Bouakba.saad@elkhabar.com
المصدر