مذكرات امرأة شريفة.. صفحة من الرغيف المر..الجزء الاول .. رويدة الغيث

بداية الحكاية..

..عندما وعيت الدنيا وجدتني طفلة لأسرة فقيرة تسكن حيا شعبيا في مدينة كانت وما تزال قرية ...أجبرت على العمل مذ كان عمري سبع سنوات ... بدأتها بالتجارة كنت أعمل بائعة متجولة صغيرة تطرق أبواب المنازل ببعض الأشياء الزهيدة...وكان في المدينة يوم تسوق أسبوعي مقسوم ما بين سوق أغنام وسوق ملابس وسوق خضر كانت لا تبعد عن بعضها...
كنت في السنة الرابعة ابتدائي لما اكتشفت تلك الحرفة...في سوق الغنم ذات يوم قائظ حملت قارورة ماء ببراءة الطفولة واتجهت إلى باعة المواشي-:هل تشرب ماءا باردا؟...فيشرب الرجل ثم يشكرني بقطعة نقدية ذات عشر دنانير...كانت تلك القطعة تساوي مؤونة يوم أعجبتني المهنة وأحبني أولئك التجار وأحيانا كان سخاؤهم يتجاوز تلك القطعة...وما هي إلا شهور حتى جمعت بعض المال وحولت حرفتي إلى بيع المشروبات الغازية الباردة... صنعت عربة صغيرة.. واستعرت بعض صناديق قارورات المشروبات...و...وهكذا كنت أتمكن من تأمين مصاريف المدرسة والبيت..ومرت الأيام وكبرت الطفلة الصغيرة بائعة المشروبات لكن كبرها جعلها تصطدم بسيف العادات والأعراف...ولم يكن أمامي سوى حرفة نسج الزرابي وبيعها وكم كانت مهنة شاقة على طفلة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها... ولكن الفقر جلاد قاس... وقد كنت أدرس بجد واجتهاد رغم أني كنت التلميذة الأشد فقرا في القسم..وكم كان العيد يمر قاسيا ..وشتاء مسكن طوب..و...
ومرت الأيام ووجدتني في المرحلة الثانوية تلك المرحلة الأشق والأقسى بذاكرتي ..انتقلت عائلتي الى حي جديد والمكان لا يسمح بنسيج ولا زرابي فاضطررت لأن أعمل منظفة للعمارة ...ونلت الباكالوريا ...وانتقلت للجامعة التي كانت تبعد عن مدينتي بأكثر من ثلاثمائة كيلومتر...وهناك وجدت حرفة جديد أن اعمل شبه خياطة أصنع صدريات لملابس عرائس ...وفي أيام العطل أعود لتنظيف العمارة...
وانقضت سنوات الجامعة وكم كنت أحلم بالمجستير والدكتوراه ولكن الفقر قطع خيط أحلامي فتشتت ولم يكن لي من القدرة على جمعها..
وعدت إلى القرية الكبيرة أبحث عن عمل بشهادة الليسانس فلا أجد مكثت ثلاث سنوات تحت جدار البطالة أمارس حرفتي المألوفة...
هذا جزء من الحكاية ومعذرة مني إليك إن كنت قد أطلت السرد...
عشت فقيرة لكن شريفة أعشق الوطن...

رائعة من روائع إبداعك المتميز
تمتعت بقراءتها وأسرني جمالها
فإلى المزيد أديبتنا المبدعة الواعدة

الأخت العزيزة

رويدة الغيث

تحية مباركة مع رجائي أن تكوني بالف خير

لقد طال غيابك اليس كذلك.. إن لم تشتاقي لنا فنحن اشتقنا

تحياتي

اختي عبير... ابتها العزيزة على قلبي ... أعلم انك قد تستائين لغيابي...ونحن لا نستاء ولا نعاتب الا من محبتنا لهم خالصة...لك كل الحق في ذلك لكن اريدك فقط يا صاحبة القلب الطيبب ان تلتمسي لي العذر فما مر بي هذا العام كثير جدا...ولقد صدق الحبيب المصطفى وهو يقول التمس لأخيك سبعين عذرا... لقد مدد عليه الصلاة والسلام الأعذار الى السبعين حرصا منه على ان لاتنقطع الروابط الانسانية بين المؤمنين.. اقول لك انني مهما غبت فمحبتك تظل شجرة تنمو على ضفاف القلب والى الابد...ارجو ان تسامحي غيابي يا زهرة القلب ...

الأخت العزيزة

رويدة الغيث

اهلا وسهلا بطلتك الحلوة

وشكرا جزيلا لمشاعرك الطيبة نحوي ولجمال ما أفضت من ايمان

طبيعي لكل انسان ظروفه وأحيان تشتد عليه ولا يجد متسع من الوقت لعمل ما يريد

ومن مبادئ العمل النية والالتزام فإن وجدت نستطع التغلب على كل ما يلم بنا من حال

وهنا تكون بدرجات لا تقاس بين شخص وأخر , حيث لكل شخص ما نواه وله مفهومه الخاص

عن نفسي لا أجد اطلاقا ما يمنعني من التواصل عن احبتي مهما آلت الظروف علي

وباي حال وترحال أنا عليه ,, ليس لأني بموقع مسؤول بل هو نابع من التزامي

وإخلاصي لمن اعمل معهم وحبي للعمل...

وكلامي ليس موجها لشخصك الكريم اطلاقا, بل هو ما أردده دوما من قناعتي بشكل عام

ولكل امرأ ما نواه ولا يكلف الله نفساإلا وسعها اسأل الله تعالى أن يمتعك برغد العيش

ويكلل حياتك بالسعادة والسكينة

تحياتي وشكري لكلمتك الرقيقة المعبرة عن روحك السامية

[color:a8b2=blue

]الحبيبة عبير لم يكن لقلبك الطيب سوى ان يفوح بهذا الاريج...كنت على ثقة ان قلبك النبيل سيحتويني كيف لا وانت اختي التي منحها لي الله في زمن كنت اجد فيه ثغرة في قلبي لا يسدها الا وجود الأخت... لم يمنحن الكريم اختا من اب وام..لكنه اهداني اياك يا حبيبة...واشهد الله انني وان غبت عنك تواصلا في المنتدى الا ان طيفك دوما يتجول بين ازقة الروح يوزع أريج انس...صحيح اننا لم نلتق الا من خلال جدار الكتروني لكن محبتنا الهية لوجهه الكريم..أسأل الله ان يجعلها لنا عنده ذخرا يوم ينادي المنادي اين المتحابين في جلالي...
اشكر قلبك النبيل ايتها الرائعة..واسمحي لي ان ابعث لك من هذا الجدار الاكتروني باقة حب اقطفها من رياض القلب..فتقبليها مني ملفوفةبشريط وفاء اخضر ...

» الرغيف المر ... بقلم رويدة الغيث
» الرغيف المر...البستان الأخضر... بقلم رويدة الغيث
» الحقلة الأولى من الرغيف المر .. بقلم رويدة الغيث
» المقاومون الصغار...حلقة جديدة من مسلسل الرغيف المر بقلم رويدة الغيث
» حلقة جديدة من سلسلة الرغيف المر..لحظات جهاد البرد والرياح...رويدة ابو الغيث..