العُنوان على قانون القومية: احتجاجات في أعقاب الهجوم العنصري في كِرْيات حاييم وجرح
نشطاء تعايش في مستوطنة
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
في ما يلي ترجمة عربية لمقال بالعبرية نُشر في الثامن والعشرين من آب ٢٠١٨ في صحيفة ”زو هديرخ“ أي ”هذه الطريق“ الشيوعية بالعبرية. הכתובת-על-חוק-הלאום-מחאות-בעקבות-התקיפ/ http://maki.org.il
هجومان حصلا في نهاية الأسبوع الماضي، ويبدو أنّ لا صلة بينهما. في فجر يوم الجمعة الرابع والعشرين من آب ٢٠١٨ تعرّض طبيب من إيخيلوڤ وممرّض من مستشفى تل هشومير وصديقهما على شاطىء كريات حاييم لاعتداء. محمد يوسفين، طبيب متدرّب روى لصحيفة هآرتس أنه قعد على الشاطىء برفقة صديقيه معتصم وموعد أيوب كعادتهم كلّ أسبوع. ”شخص ما يحمل عصا بيده جاء إلينا وسألنا من نحن. أهنالك من يشكو من شيء؟“ سألته. ردّ ”عرب؟“ أجبته ”نعم، ما المشكلة؟ وبعد ذلك عاد حوالي ثمانية أشخاص وبأيديهم سلاسل، عصيّ وسكاكين وضربونا ضربًا مبرّحًا بدون أيّة رحمة“. ”ظننت أنّ أحد صديقيّ قد فارق الحياة. إنّهم ضربوه على رأسه وهو لم يردّ“. وأردف محمد قائلًا إنّ عابري السبيل طلبوا من المعتدين مغادرة المكان وهم الذين استدعوا الشرطة ونجمة داؤود الحمراء. صرخ المعتدون وهم يضربون ”عرب، عليكم عدم المجيء إلى هنا، روحوا إلى أماكنكم“. محمّد لا يعرف كم من الوقت استمرّ الاعتداء الذي انتهى عند مرور متنزهين يهوديين هبّا لمساعدتهم.
في اليوم التالي، يوم السبت الواقع في ٢٥ آب، اعتدى مستوطنون على ستّة نشطاء السلام بجوار مستوطنة مِتْسپيه يئير جنوبي جبل الخليل. أربعة منهم من نشطاء ”تعايش“ نُقلوا على جناح السرعة لتلقّي العلاج في مستشفى سوروكا في بئر السبع، إذ أنّهم عانوا من كدمات على الضلوع والأطراف. وكان أحدهم غير قادر على المشي عندما تمّ إخلاؤه. جاء النشطاء إلى المنطقة لتصوير موقع للبناء، وهو جزء من توسيع متسپيه يئير.
وقال غاي بوطابيا، أحد المعتَدى عليهم ، لصحيفة "هآرتس" إنّ عدد المعتدين المستوطنين وصل، في تقديره، إلى خمسةَ عشر شخصًا. ألقى البلطجية الحجارةَ على النشطاء وطرحوهم أرضًا بشدّة وبأعمدة معدنية في موقع البناء. كان لدى الناشطين كاميرات لتوثيق الحادث، لكن
المهاجمين حطّموها، وبالتالي لم يبق لديهم توثيق للحادث. محقّق فلسطيني من ”بِتْسيلِم“ (بصورة)، يقيم في المنطقة، وصل بعد الهجوم وقام بتصوير إجلاء الجرحى. والجنود الذين كانوا هناك ، كالعادة، لم يفعلوا شيئًا لحماية المعتدَى عليهم أو إيقاف المهاجمين. وقال أحد النشطاء ”كان الجنود في المنطقة يخشون التدخّل، ولا أريد أن أفكّر في ما كان سيحدث لو كان المهاجِمون فلسطينيين“.
في أعقاب الهجمات الشديدة، نشرت حركة ”السلام الآن“ بيانًا قالت فيه: ”نتنياهو وأردان وشاكيد وبنيت، بينما كنتم تنعمون بالراحة والاستجمام، لم يهدأ الإرهابيون اليهود. طالما أنتم تلوذون بالصمت فإنّ هذه الهجمات تنفّذ باسمائكم. وطالما أنكم لا تقومون بتنديد جليّ للعنف ضد المدنيين فإنّكم تكونون شركاء في الفعل“. وبحسب أقوال الحركة فإن ”الردّ على التطرّف والعنف هو تصليح قانون القومية، بحيث يُعطي مكانة متساوية لجميع مواطني إسرائيل، وإخلاء البؤر الاستيطانية الوحشية على الفور“. تعديل قانون القومية العنصري؟ إذا كان من الواضح للجميع أنّ هذه الإجراءات ممكنةٌ في أعقاب هذا القانون، فلماذا يجب تصحيحه وليس الإلغاء الفوري؟
وقال رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست أيمن عودة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، ردًّا على الهجوم: ”هذا هو البند الخفي في قانون القوميّة - مهاجمة العرب على خلفية عنصرية“. وقد أضافت زميلته عضوة الكنيست، عايدة توما سليمان (حداش الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، قائلة ”إن من يُحرّض ويحاول إقصاء العرب عن دائرة المواطنة، يعمل أيضًا على استبعاد معارضي الاحتلال من القانون وإنكار أيّة شرعية لأنشطتهم. هذه هي نتائج تحريض حكومة اليمين المتطرّف“.
في نهاية الأسبوع القادم، سيجري احتجاجيان في أعقاب هذه الهجمات. يوم الخميس، سيتظاهر اليهود والعرب ضد العنصرية على شاطئ نيئوت في كريات حاييم، في الساعة 17:30 بمبادرة من حداش وماكي (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحزب الشيوعي الإسرائيلي) في حيفا. في اليوم التالي، ستتمّ زيارة احتجاجية في جنوب جبل الخليل، بمبادرة ”تعايش“، في أعقاب الهجوم على أعضاء الحركة يوم السبت الماضي. النقل: في الساعة 8:30 صباحًا من محطّة القطار المركزية في تل أبيب وفي الساعة 9:00 صباحًا من”مباني الأُمّة“ في القدس.