الوصية الحادية العشرون : حق أمك
فأما حق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطعم، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مُستبشرة بذلك فرحة ، موبلة ، محتملة لما فيه مكروها وألمها وثقلها وغمها حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيتْ أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى ، وترويك وتظمأ ، وتظللك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها ،وكان بطنها لك وعاءً وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.
وقتك : حفظتك... موبلة: كناية عن العطاء الكثير مثل وابل المطر... تضحى : يصيبها حر الشمس.... حواء: بفتح الحاء والواو ، احتواء الشي.
وإلى اللقاء غداً إن شاء الله تعالى مع الوصية الثانية و العشرين.