الوصية الحادية و الثلاثون: حق الجار
وأما حق الجار فحفظه غائبا وكرامته شاهدا ونصرته ومعونته في الحالين جميعا لا تتبع له عورة ولا تبحث له عن سؤة (سوء) لتعرفها فإن عرفتها منه من غير إرادة منك ولا تكلفة، كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا له ، لو بحثتْ الأسنّة عنه ضميرا لم تصل إليه لانطوائها عليه ، لا تستمع عليه من حيث لا يعلم ، لا تسلمه عند شديدة، ولا تحسده عند نعمة، تقيل عثرته وتغفر زلته ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك ولا تخرج أن تكون سلما له ، تردّ عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة ، ولا قوة إلا بالله.
معنى بعض الكلمات:
حصناً: مكان منيع حافظ
الأسنة بكسر السين وشد النون: جمع سنان ، نصل الرماح ، المراد هنا الامتناع عن البوح بسره وعيبه.
لانطوائه: لانضمامه واحتوائه .
تقيل: تصفح عنه
وإلى اللقاء غداً إن شاء الله تعالى مع الوصية الثانية و الثلاثين.