عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: تغييرات دستورية في المغرب السبت يونيو 18, 2011 12:28 pm | |
| تغييرات دستورية في المغرب جاء في خطاب الملك محمد السادس أمس الإعلان عن تغييرات دستورية يبدو أنها هامة في اتجاه مطالبة حركة 20 فبراير الاحتجاجية بالإصلاحات السياسية والملكية البرلمانية هذه التعديلات الدستورية ستكون محل استفتاء شعبي يوم 1 يوليو 2011م بعد أقل من أسبوعين وفيها يتخلى الملك عن بعض سلطاته لصالح البرلمان مثل العفو العام كما يسند له مراقبة الحكومة وبعض المهمات الديمقراطية الأخرى ويرقى المجلس الدستوري بموجب هذه الإجراءات إلى محكمة دستورية, بينما يرتقي الوزير الأول إلى مرتبة رئيس الحكومة الذي تسند إليه صلاحيات تعيين كبار الموظفين السامين وإقالة البرلمان وغيرها. وبهذا يسير المغرب إلى حد ما على خطى تونس بالإصلاح وليس بالثورة مسجلا تطورا ديمقراطيا ملحوظا مما قد يؤدي إلى الاستقرار وتوقف الحركة الاحتجاجية الشعبية ولو إلى حين, أو إلى مدى متوسط على الأقل لاسيما إن رافق هذه التغييرات الدستورية تطبيقات جدية ذات فائدة للمجتمع والشعب, وخاصة إن كانت المشاورات الجارية في الجزائر كما يلاحظ المراقبون لا ينتظر منها أي تغيير مهم وإنما هي مجرد مناورة لربح مزيد من الوقت, فإما أن تتأثر هذه المشاورات بالقرارات المغربية وتذهب إلى أبعد منها في إطار المنافسة والمزايدة بين النظامين وعندها تسلب من القرارات المغربية بريقها وتحتويه وتحتل المقدمة وتدفع النظام المغربي إلى مزيد من التنازلات لفائدة التغيير الديمقراطي, وإما أن يعجز النظام الجزائري عن تطوير مشاوراته وتعزيزها ونقلها إلى مستوى أكثر أهمية مما ينتظر حصوله في المغرب وبهذا يكون النظام المغربي قد أصبح في وضع مريح يضمن له الاستقرار لفترة أخرى قد تطول نسبيا إذا لم يحدث تطور هام في التغيير الديمقراطي بالجزائر. إن المناخ السياسي في كل من تونس والجزائر والمغرب كان دائما محلا للمنافسة والتأثير والتأثر ومن هنا يصعب على أي من النظم الثلاثة الجمود عند نقطة معينة من التطور المطلوب تاركا الفجوة تتسع بينه وبين جاريه الآخرين لأن ذلك سيجلب له متاعب واضطرابات لا يمكن تقدير مداها ومستوى خطورتها على استمراره في السلطة, ولهذا ينتظر من الخطوة المغربية كما كان الشأن بالنسبة للثورة التونسية تأثيرا كبيرا على الجزائر وبالتالي يتحتم على النظام فيها أن يقبل المنافسة ويرد على الإجراءات المغربية بأعلى منها مستوى مما سيؤدي إلى حراك سياسي ديناميكي سريع في منطقة المغرب العربي قد يجعلها تسير سريعا نحو الديمقراطية التعددية السليمة والحقيقية. عبدو المعلم | |
|