الوصية الثامنة: فرقوا بين العادة والعبادة وعودوا أنفسكم العبادة .
العبادة ترك العادة ، العبادة ناسخة لها، الشرع ينسخ العادة ويزيلها . تمسكوا بشرع ربكم عز وجل ، واتركوا عاداتكم ، العالم يقف مع العبادة ، والجاهل يقف مع العادة ، عوّدوا أنفسكم وأولادكم وأهليكم فعل الخير والدوام عليه ،
عودوا أيديكم البذل للدنيا ، وعودوا قلوبكم الزهد فيها، لا تبخلوا بها على الفقراء إليها، لا تردوا السائل لكم فيرد الحق تعالى سؤالكم ،
ويحك : أما تستحي أن تقطع بفقر جارك وجوعه ثم تحرمه عطاءك بظنٍ باطل ، تقول : معه ذهب مخبأ وهو يظهر الفقر .
تدعي الإيمان وتنام وجارك جائع وعندك ما يفضل عنك ولا تعطيه ، فعن قريب يؤخذ مالك من يديك وترفع مائدتك من بين يديك وتذل وتفتقر قهراً وجبراً ، وتفارقك دنياك التي هي محبوبتك ، اتركوا الدنيا اختيارا لا اضطراراً ، ارضوا بأقسامكم ولا تنظروا إلى أقسام غيركم.
وإلى اللقاء غدا إن شاء الله مع الوصية التاسعة.