الوصية العشرة: لا تخلفوا لأولادكم الحرام
قد قيل: ويل لمن ترك عياله بخير وقدم على الله بشر ، إني أرى الأكثر منكم هكذا يجمعون الدراهم والدنانير بغير يد ورع ويخلفونها لأهلهم وأولادهم ويكلوهم إليها ، ويكون الحساب عليهم والهناء لغيرهم ، والحزن لهم والطرب لغيرهم،
يا مخلّفي الدنيا لعيالهم : لا تخلفوا لهم الحرام فتقدموا على الله عز وجل في صحبة الشر والعذاب والنكال ،
المنافق يسلّم أولاده إلى المال الذي خلفه لهم ، والمؤمن (يسلمهم) إلى ربه عز وجل.
(وهذا مما تقدم من كلام في وصية الشيخ لا يعني أن يترك الرجل أولاده فقراء عالة وأن لا يخلف لهم المال الحلال بل المستحسن أن يتركهم أغنياء ) لقوله عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام لأحد صحابته الكرام: ( إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك، فقلت يا رسول الله: أخلف بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم): صحيح البخاري
وإلى اللقاء غدا إن شاء الله مع الوصية الحادية عشر.