من وصايا العارف بالله السيد عبد القادر الجيلاني الحسيني عليه وعلى جده وآله الصلاة السلام. (ارجع بقلبك إلى ربك)

الوصية السابعة: ارجع بقلبك إلى ربك .

يا فقير يا جائع يا عريان يا محتاج، أتستغيث بغيره ؟ سكوتك أحب إليك وأنفع لك ، علمه بحالك يغنيك عن سؤالك إنما ابتلاك لترجع إليه ، فارجع بقلبك إليه واثبت وقد رأيت الخير ، لا تستعجله ولا تستبخله ولا تتهمه ، إنما جوّعك وأعراك وأحوجك وحجبك لينظر (وهو أعلم بك) هل تلازم بابه أو باب غيره ؟ ترضى عنه أو تسخط عليه؟ تشكو إليه أو تشكو منه ؟ تصرخ عليه أو تضرع إليه ؟ إنما يبتليكم لينظر كيف تعملون .
والمقصد هنا ليقيم الحجة على العباد يوم الحساب بما يعملون لا ليعلم سبحانه ما هو جديد، وقد علم تعالى كل شيء أزلا قبل وقوعه.

وإلى اللقاء غدا إن شاء الله مع الوصية الثامنة.

القلب نعم أخي وما أدراك ما القلب .. كان العلمانيون المستلبون والملاحدة الضالون وبعض التائهين عن سبيل الحق يرددون في وقت مضى وحتى الآن منبهرين حجتهم الواهية التي ظنوا أن العلم أكرمهم بها وهي "القلب مجرد مضخة" لا عاطفة فيه ولا إدراك .. وفرحوا ذلك كثيرا كونه يعضد أطروحاتهم علميا وهل هناك أهم وأصدق من العلم؟ وما أدراهم بأن العلم كله لله سبحانه؟ وها هو العلم بعدما تقدم بعض الشيء يخذلهم نهائيا عندما اكتشف أن القلب ليس مجرد مضخة بل هو مركز مهم من مراكز الإدراك والشعور لا يقل في ذلك عن العقل بل يتجاوزه فيما يتعلق بنشاطاته النوعية الخاصة..لكنهم لا زالوا في غيهم يعمهون إلا ما رحم ربك وهم قلة من تلك الفئة الضالة الباغية الضائعة التائهة..لا شك أن هذا العالم الجليل الذي أنت بصدد وصاياه قد أدرك بعلمه الواسع البعيد الأغوار المزكى بعمق الإيمان ما لم يكن العلم البشري الطبيعي والعقلي قد بلغه .. وما يسمى الآن بالإعجاز العلمي في القرآن قائم على هذه الحقيقة الناصعة وهو أن العلم كلما تقدم كلما وجد معارفه تتطابق مرحليا مع ما جاء في الذكر الحكيم .. وهكذا تباعا .. كلما تعمق العلم في تفسيره للظواهر كلما وجد فرصة لفهم النصوص الإسلامية أكثر .. إن المرء يشعر بالاعتزاز والزهو عندما يطلع على هذه المسائل الراسخة في علم الله والسابقة علم البشر بطبيعة الله والتي هي مصدرها خلقا وإبداعا وعلما ومعرفة..بارك الله في مساعيك الكبيرة المفيدة لأمتك المجيدة أخي الداعية المتميز الشيخ وليد عدنان علامة.

أخي وأستاذي عبدو العزيز إن أهل العلم الغير متصل علمهم بالقرآن أنما هو علم ظني مبني على طرق ظنية ، ولولا أن الله تعالى أراد أن يظهر للمكذب من الخلق صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام بما أنزل عليه منه لما توصلوا إلى حقيقة علمية واحدة .. وجلّ الله وهو القائل :وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [النجم : 28]

وقال جل جلاله وتبارك اسمه : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..[فصلت : 53] صدق الله العظيم .. أشكرك أخي وأستاذي عبدو على تعليقك المفيد جداً.

» من وصايا العارف بالله السيد عبد القادر الجيلاني الحسيني عليه وعلى جده وآله الصلاة السلام. ( حسن الخلق)
» من وصايا العارف بالله السيد عبد القادر الجيلاني الحسيني عليه وعلى جده وآله الصلاة السلام. (لا تخلفوا لأولادكم الحرام )
» من وصايا العارف بالله السيد عبد القادر الجيلاني الحسيني عليه وعلى جده وآله الصلاة السلام. ( دعوا الناس تحت ستر الله )
» من وصايا العارف بالله السيد عبد القادر الجيلاني الحسيني عليه وعلى جده وآله الصلاة السلام. (أقرضوا المحتاج ثم سامحوه به)
» من وصايا العارف بالله السيد عبد القادر الجيلاني الحسيني عليه وعلى جده وآله الصلاة السلام. (راقبوا الله فهو يراقبكم)