ليبرمان نادى بإعدام أعضاء كنيست عرب .. ترجمة ا. د. حسيب شحادة - جامعة هلسنكي

ليبرمان نادى بإعدام أعضاء كنيست عرب

ترجمة ا. د. حسيب شحادة

جامعة هلسنكي

تحت هذا العنوان كتب الصحفي جدعون ألون مقالا في صحيفة هآرتتس العبرية اليومية في الخامس من شهر أيار من العام 2006 وإليكم ترجمته العربية. لقد أثار زعيم ”إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، البارحة عاصفة عندما قارن، في خطابه في الكنيست، أعضاءَ الكنيست العرب الذين اجتمعوا بممثلين لحماس وحزب الله بأنهم متعاونون مع النازيين، كما وأعرب عن أمله في القضاء عليهم. وفي أعقاب هذه التصريحات التي لاقت استنكاراتٍ شديدةً، منها كلمة رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، الذي قال: إن جميع أعضاء الكنيست يهوداً وعربا على حدّ سواء، يعملون من أجل مصالح دولة إسرائيل.
بالرغم من الجو الاحتفالي الذي خيّم على الجلسة الخاصّة لتشكيل الحكومة الجديدة قام ليبرمان وهاجم الأعضاء العرب بشدة غير مسبوقة قائلا: ”انتهت الحرب الكونية الثانية بمحكمة نيرنبرج وإعدام ليس رؤساء الحكم النازي فحسب بل والمتعاونين معهم مثل لافل (المقصود: فيير لافل، رئيس حكومة فيشي التي تعاونت مع النظام النازي، وبعد الحرب قدم للمحاكمة بسبب الخيانة وأعدم، كلمات جدعون ألون). آمل أن يكون كذلك مصير المتعاونين في هذا الكنيست”.
وقد قال ليبرمان أن قائمته الانتخابية كانت قد طلبت إدراج ما يلي في القانون الأساس للحكومة ”يجب معاقبة كل المحرضين والمتعاونين مع الإرهاب وهم يجلسون هنا بيننا، كل أولائك الذين ما زالوا يجتمعون برجال حزب الله وحماس ويسافرون صباح مساء إلى لبنان والذين صرحوا قبل يومين فقط بأن يوم الاستقلال هو يوم النكبة ورفعوا أعلاماً سوداء”. وبعد إن أعرب رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، عن رغبته في إمكانية ضم ”إسرائيل بيتنا” إلى الحكومة، هبّ ليبرمان وهاجم حكومة أولمرت بسبب إهمال القادمين الجدد ونعت الحكومة قائلا: ”إنها ائتلاف ضد الهجرة إلى إسرائيل”. ”إني أدعو كل القادمين الجدد من دول الإتحاد السوفياتي سابقا والموجودين في حزب ”قديما” (أي: إلى الأمام) أن يتركوه. وأضاف إذا كان لديكم ذرة ضمير أو القليل من الإخلاص والأمانة لأولائك الناخبين الذين خدعتموهم وكذبتم عليهم قوموا واتركوا، صوّتوا ضد هذه الحكومة. لقد أثارت كلمات ليبرمان هذه ردود فعل غاضبة وبخاصة من قبل أعضاء الكنيست العرب. فمثلا عضو الكنيست جمال زحالقة (من التجمع الوطني الديموقراطي) قال ”ليبرمان يمكن أن يُقبل في كتائب الموت الفاشية في كل مكان، أمامنا عنصري صغير أو انتهازي أصغر.
وقال عضو الكنيست، غالب مجادلة، من حزب العمل مشيرا صوب ليبرمان: ”أنت عنصري، إنك لا تقبل قرار الشعب، إنك متملق”، أما عضو الكنيست، إبراهيم صرصور (من القائمة العربية الإسلامية والحركة العربية الوطنية) فقد قدّم شكوى للجنة الأخلاق ضد عضو الكنسيت ليبرمان وأضاف إننا إزاء تحريض وعنصرية قد تؤدي إلى استباحة دماء أعضاء الكنيست العرب. ومن جهة أخرى توجه عضو الكنيست، طلب الصانع (من القائمة العربية الإسلامية والحركة العربية الوطنية)، إلى مستشار الحكومة القضائي طالبا إليه تقديم ليبرمان للمحاكمة بسبب أقواله هذه. وقال عضو الكنيست، محمد بركة (من حداش، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) ”في نطاق محاربة الجريمة يجب محاكمة كل رجال المافيا ومن ضمنهم هذا الرجل”. وكان عضو الكنيست دوڤ حنين (من حداش، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) قد نادى بـ”توحيد القوى ضد التهديد الذي يمثله ليبرمان للديمقراطية”. وأردف قائلا ”لسنا بصدد زلة لسان بل هناك تعبير عن خطر حقيقي يجسده ليبرمان بالنسبة للديمقراطية والحريات في إسرائيل”.
وقد انضمت عضوة الكنيست، زهافاه جلؤون، (من حزب ميرتس-ياحد)، للمدافعين فقالت ”إننا بشأن إباحة إراقة دماء خطيرة وقد شاهدنا كيف أن الكلمات قادرة على القتل. وهكذا أظهر ليبرمان سبب رفض ميرتس الجلوس معه سوية في الائتلاف ذاته. وكان عضو الكنيست، حاييم أورون، من نفس الحزب، قد قال إن أقوال ليبرمان هذه تنمّ عن ”العنصرية والظلامية” وتثير الدهشة بخصوص توجّه أولمرت إليه لضمّه إلى الحكومة العتيدة. وقبل أن تقوم هذه الحكومة بتلاوة شهادة القسم انضم إيهود أولمرت إلى توجيه النقد لليبرمان قائلا ” لا يجوز أن تصل النقاشات بيننا إلى حدود التطرف المثير بدون أناة وتسامح وقد قال أولمرت أيضا ”حان وقت الحديث بدون تحريض وبدون انتهاك القانون” وبالرغم من كلمات الاستنكار الشديدة رفض ليبرمان الرجوع عمّا تفوه به.
نضيف متسائلين ما حدود حرية التعبير عن الرأي والحقد والعنصرية دون محاسبة قانونية رادعة؟

» شجرة المانچو .. ترجمة حسيب شحادة جامعة هلسنكي
» الزوج المفقود جذل .. ترجمة ب.ا.د. حسيب شحادة جامعة هلسنكي .. قصة طريفة جدا
» قصة من صميم الحياة اليومية - ترجمة ا. د. حسيب شحادة - جامعة هلسنكي
» فقط قُرنة .. قصّة لعاموس عوز .. ترجمة ا. د. حسيب شحادة .. جامعة هلسنكي
» أتستطيع الوصول إلى القمة؟ .. ترجمة أ. د.حسيب شحادة جامعة هلسنكي