نقطة نظام
المرزوفي وشراسة صاحبة الجلالة؟!
يكتبها: سعد بوعقبة
الأحد 21 أكتوبر 2012
أعجبتني جملة وردت في حديث الرئيس التونسي منصف المرزوفي لصحافيين توانسة قال فيها: ''إنه يمارس رياضة التعوّد على الديمقراطية من خلال ممارسة الصبر على ما يقال ويكتب ضده من طرف الصحافة التونسية التي وصفها بأنها صحافة شرسة..!
الجميل في هذه الجملة التي وردت على لسان منصف المرزوفي هو أن الرجل وصل إلى رئاسة تونس لأنه كان راهبا ديمقراطيا، ولأنه كان ديمقراطيا خالصا اختير لرئاسية المرحلة الإنتخابية في تونس.. ليكتشف من كرسي الرئاسة بأنه ليس ديمقراطيا بما فيه الكفاية ويتعين عليه ممارسة الرياضة الذهنية الديمقراطية للتعود على النقد الديمقراطي وهو في السلطة؟!
المرزوفي كان ككاتب ديمقراطي يتهم الصحافة التونسية الرسمية التابعة للدولة في عهد بن علي بأنها صحافة عميلة مهادنة شياتة لا تؤدي دورها في النقد الذي ينبغي أن يمارس على أداء الحكومة... وها هو اليوم عندما جلس على كرسي الرئاسة أصبح يرى في أن ''نقد الصحافة'' لأداء الرئاسة التونسية في عهده هو بمثابة ممارسة الشراسة ضد الرئاسة وضد شخصه..! المرزوفي يرى أن الصحافة التونسية الشرسة ضده، أصبحت عاملا أساسيا في منظومة الإصلاحات التي عرفتها تونس، وأصبحت ضمانة من بين الضمانات التي قدمت للشعب التونسي من أجل أن لا يعود الاستبداد إلى تونس مرة أخرى.
الجميل في أداء المرزوفي الإعلامي هو أنه يستخدم الإعلام ورجال الإعلام ووسائل الإعلام كقناة من قنوات التواصل مع الشعب، ربما لأنه يمارس بالإعلام ورجاله رياضته المفضلة في التعود على ممارسة الديمقراطية. وما أجمل أن يمارس رئيس ديمقراطي رياضة الديمقراطية مع رجال الإعلام بصورة مباشرة.
في الجزائر لم يلتق رئيس جزائري برجال الإعلام منذ عهد الشاذلي أي منذ أكتوبر 1991! ربما لأن الإعلام في تونس الشقيقة به رجال إعلام. أما الإعلام في الجزائر فعلى رأسه ''طيّبات حمام'' حسب تعبير الرئيس بوتفليقة الذي قاله منذ 10 سنوات؟! أو ربما لأن صحافة وإعلام الجزائر هي صحافة وإعلام ليس فيهما الشراسة التي توجد في صحافة تونس!.
على أية حال، فإن علاقة رئيس تونس برجال إعلامه ملفتة للانتباه وتتطلب الوقوف عندها.. لأنها بالفعل علاقة جديرة بالاحترام والتقدير.
Bouakba.saad@elkhabar.com
المصدر