في ندوة الشعر، تلك التي أسسها الصديق مسلم الأريحي والتي كانت تقام قبل أكثر من عقد في قاعة فانوس، في المحمرة، كان يجتمع الأدباء والشعراء ليلقوا نتاجهم الأدبي وقصائدهم الدارجة والفصيحة يوم الأحد.
وكان يحضر الندوة ضيوف كل أسبوع من شتى المدن الأهوازية، من عبادان والأهواز العاصمة والخفاجية والسوس وتستر والفلاحية.
ومن الشعراء الذين دأبوا على الحضور:
الصديق حسن عاشور، والمرحوم طاهر السلامي والمرحوم سيد ناظم الهاشمي وفرحان الأسدي وسيد علي آل باليل وآخرون لم تحضرني أسماؤهم.
ومن محبي الأدب أذكر:
شهاب الشريفي وشقيقته، وهاشم السالمي وسيد راضي الهاشمي، وفرح آل علي وشقيقتها نجود، وماجدة الناصري وشقيقتها حميدة، وآخرون لم تسعفني الذاكرة بذكر أسمائهم أيضا.
كانت حجرة الشعر تملأ بالحضور.
وكنت المقدم، ولحرصي على الحضور في الندوة، قبل بدء السنة الدراسية أطلب من مدراء المدارس أن يعفوني من يوم الأحد عصرا، وكانوا يسألونني عن السبب، فأجيب بعزم وإصرار بأن هذا الوقت مخصص لندوة الأدب في قاعة فانوس.
وكم أقمنا أمسيات شعرية جمعنا تكاليفها من جيوبنا، ولم يكن الأصدقاء يضنون رغم ضيق حياتهم المعيشية. ليت شعري ما هي واجبات دائرة الإرشاد في المحمرة؟!
ثم وفي بداية حكومة نجاد، منعونا من الحضور.
لم يجهروا بطردنا لكنهم أوصدوا الحجرة، وحاولنا أن نستمر، فجلسنا في ساحة القاعة على الثيل.
لكنهم كانوا جادين في تعطيلها، وقد نجحوا؛ وتعطلت تلك الندوة الأدبية التي لم تكن ندوة أدبية فحسب، بل كانت ملتقى نرى فيه الأصدقاء كل يوم أحد.
قاعة في مدينتك وتمنع من الدخول فيها!
كأن أحدا يمنعك قسرا من الدخول في بيتك...ما الفرق؟!
الآن أمسينا نرى صور الأصدقاء الذين كانوا يحضرون الندوة عبر الواتساب والفيسبوك، والعالم الافتراضي.
وأين العالم الافتراضي من العالم الحقيقي الذي كنا نتصافح فيه بحرارة، ونقبل أكتاف بعضنا بحب واحترام، وندردش دردشة حقيقية وصادقة.
سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز