الوصية الرابعة عشر: أيها الغني اشكر الله ولا تمنن الفقراء
ولا تظن أن شكر الغنى أن تقول: الحمد لله رب العالمين فحسب ، وإنما شكره أن تواسي الفقراء بشيء منه ،
توفيهم الزكاة المفروضة ، ثم تواسيهم مهما أمكن ، وتعطيهم بلا مِنّة ، فإنّ المنة تؤذي القلوب ، وتكدّر العطاء
. وكثير من الفقراء يحتملون نار الفقر ولا يحتملون نار المنّة .
إن كنت تعطي فأعط بلا منّة ، وإلا فلا تعط، أما سمعت قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم
بِالْمَنِّ وَالأذَى ... [البقرة : 264]
ومعنى بطلان العطاء أن لا يبقى له ثواب ، فيخسر المنان ماله وثوابه ويسود قلبه، لأنّ المنّة شرك بالله .
المؤمن: يعطي ولا يَمُنّ ، بل يشكر الله عز وجل على توفيقه له ، المؤمن: يعتقد أنّ الله عز وجل هو المعطي لا
هو ، يعتقد أنّ الله واحد لا شريك له ، منه يأخذ ويعطي ، يعتقد أنه هو الذي أعطاه ما بيده ، وهو الذي يأخذ منه
ما يعطيه لغيره.
وإلى اللقاء غدا إن شاء الله مع الوصية الخامسة عشر.