من وصايا العارف بالله السيد عبد القادر الجيلاني الحسيني عليه وعلى جده وآله الصلاة السلام. ( السؤال من الله عبادة )

الوصية السابعة عشر: والأخيرة
يا عباد الله كونوا عقلاء ، اجتهدوا أن تعرفوا معبودكم قبل مماتكم ، واحزناه عليكم كيف تموتون وما عرفتم ربكم عزّ وجل
سلوه جميع حوائجكم في ليلكم ونهاركم .
السؤال له عبادة ، إن أعطا وإن لم يُعطِ ، لا تتهموه ولا تستعجلوه ولا تسأموا من السؤال، سلوه على قدم الذّل ، وإذا تأخرت فلا تعترضوا عليه ، فإنه أعلم بمصالحكم منكم . انتهى


الحمد الله الذي شرّفني أن أنقل لكم بعض النصائح لسيدي عبد القادر الجيلاني نفعنا الله بوصاياه وبه آمين ، وأشكر كل الأخوة والأخوات الذين زادت تعليقاتهم هذه الوصايا روعة وجمالاً مما يدل على جمال حضورهم المتميز ، وإلى لقاء جديد إن شاء الله مع إرشاد جديد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وختامها مسك أخي العزيز وشيخي الجليل وليد
السؤال عبادة ـ ما أروع هذا الكلام..نعم وكيف لا؟ من إعجاز القرآن أنه يستجيب لكل الناس ولكل المستويات والطبقات الاجتماعية من العامة والخاصة..كل يجد فيه كفايته من الفهم والاقتناع بما يقدمه له من جواب شافي كافي على أي سؤال يطرحه وصدق الله جل جلاله إذ قال:ـ ما فرطنا في الكتاب من شاء ـ يتضرع الشخص العادي البسيط إلى ربه رافعا يديه بحرقة شاكيا باكيا طالبا متذللا عله يغنيه عن السؤال وهو في ذلك في موقف العابد الخاضع الخانع الطامع فيمن لا طمع يجدي في غيره.. ويطلب السيد عبد القادر الجيلاني ربه محبا متشوقا مبهورا عابدا بذلك على الطريقة الخاصة بأهل العلم والذكر والذين يخشون الله حق الخشية فكأنما هم وحدهم المختصين بذلك كما ورد في الذكر الحكيم ـ إنما يخشى الله من عباده العلماء ـ وبالطبع فالكل مقتنع بطريقته ومقدرته بأن السؤال من الله عبادة ـ وكيف لا وهو مبدأ الكون ومسيره وراعيه وحافظه كما يشاء وهو لا يريد سوى الخير؟ إذن السؤال عبادة غير مشروطة تأدبا مع الخالق جل وعلا وتسليما بقضائه وقدره وحكمة تدبيره للكون وإيمانا بعلمه الذي يدرك ما لا ندرك لكل شيء ومنه صلاحنا ومصلحتنا .. فالخير فيما اختاره الله .. ونعم بالله..ما أحكم السيد عبد القادر وما أنبغ علمه بالدين الخاتم .. وما أنبهك وأدركك لمضان خير هذه الأمة التي يظهر في الأفق جليا أنها عائدة لقيادة العالم إلى ما يرضي الله ويسعد البشرية جمعاء في الدارين..يقع ذلك إن شاء الله عما قريب بفضل العاملين المجاهدين أمثالك أخي الفاضل وشيخي العالم الداعية المتمكن وليد عدنان علامة .. وإن ضمأنا يلتهب أكثر كلما قدمت لنا المزيد من هذه الجواهر الحسان .. فبارك الله فيك وأثابك عنا خير االثواب.

أشكرك أخي وأستاذي المتميز و الحبيب عبدو مدير هذه المنتديات التي مازلت على عقيدة ثابتة تقول الحق وتخاطب العقول على حسب تفاوتها وتتابع أحداث المنطقة بكل خطواتها ثورة وفورة ومداً وجزراً وتواكب كل الأحداث من كل جوانبها إنه لعمل خارق ومتميز فبارك الله بك وبكل الأخوة والأخوة المتميزين كل في حقله وميدانه .. وإني إن شاء الله سأبدأ بسلسلة قد تكون غريبة على عامة الناس من خلال عنوانها (المحرمات الجائزة) وهذا العوان اعتنى بها الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة وبعض الناس قد يرون في طرحه غرابة ولكن أقول من كتم علماً يعلمه ألجمه الله يوم القيامة لجام من نار.. وهذه السلسلة القصيرة فيها رفع الحرج عن الناس في أماكن الضرورة وخاصة في وضع شعوبنا الحالي المتجسد بالكر والفر في ثوراته.. والله أعلم .

قال _تعالى_ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) .

قال الشافعي رحمة الله عليه :

أتهزأ بالدعاء وتزدريه وماتدري بماصنعَ الدعاءُ
سهامُ الليلِ لاتخطئ ولكن لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ


..


الدعاء مخُّ العبادة..والله يبتلي عبدهـ حتى يسمع صوتَه..ينبغي للعبد أن يدعوَ الله في سرّائه كمافي ضرّائه خاصّة لو علمَ أنّ الدعاء عبادة يأخذ الأجر عليها كسائر العبادات.


دعاء أيوب قال تعالى { و أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر }

عندما دعا أيوب ربه كشف مابه من ضر ، تأكيداً على أهمّية الدعاء.

جزاك الله خيرا ياشيخ ..وكانت الخاتمة رائعة في التنبيه على أهمّية الدعاء الذي نغفل عنه.

بارك الله بك أختي الأستاذة سونا وجعلنا الله ممن يحب دعاءهم ويستجيبه لهم.