عبد الرحمن عمار العضو الملكي
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: مسلسل السقوط... نيرون ليبيا / 1 / الجمعة مارس 18, 2011 1:32 am | |
| مسلسل السقوط... نيرون ليبيا / 1 /
عبد الرحمن عمار
أقولها بحق، لم أكن أتصور أن القذافي.. ملك ملوك القارات الخمس يوصل الأمور إلى هذا الدرك الأعلى من السفالة والإجرام.
بل كنت أتصور بحق أن ما سيجري في ليبيا يمكن أن يكون شبه نسخة مصورة عمّا جرى في تونس ومصر، أو أشدّ قليلاً من التعنّت والمكابرة.
وكنت أعتقد بحق أن القذافي لن يستطيع أن يجابه شعب ليبيا، مهما كان جبروته ومهما كانت درجة سفالته، وأنه لابد في النهاية أن يمتثل لإرادة الشعب العربي في ليبيا، كما فعل زميلاه المخلوعان.. زين العابدين في تونس وحسني مبارك في مصر، ويُسقِط نفسه من أعلى قمة العرش، ويرحل مرغماً، وينضمّ إلى نادي المغضوب عليهم من قبل شعوبهم.. إي إلى قائمة الرؤساء المخلووووووووعين.
ولكن ما جرى وما يجري وربما ما سوف يجري قلب حسابتي رأساً على عقب، وجعلني أتخبط في بركة من اليأس والأسى، كما جعلني أعود إلى شكوكي القديمة التي لم تزل تتململ تحت رماد الزمن الطويل، وهذه الشكوك تتجسّد في شكل قائمة طويلة من الأسئلة المحيّرة، أكتفي منها بالتالي:
كيف استطاع القذافي، وهو شاب غرّ لم يتجاوز السابعة والعشرين من العمر أن يقوم بثورة ضد الرجعية المتمثلة بالملك إدريس السنوسي وبالاستعمار والإمبريالية..!!!؟.. كيف حدث ذلك، وفوق أرض ليبيا تتربّع ثلاث قواعد عسكرية، واحدة لإيطاليا، والثانية لبريطانيا، والثالثة للولايات المتحدة، وهذه الأخيرة كانت أكبر قاعدة عسكرية في منطقة ما يسمونه الشرق الأوسط، وهي محصنة ضد السلاح النووي..!!؟.
وكيف استطاع أن ينجح بانقلابه، وأن يطرد تلك القواعد العسكرية بتلك السهولة التي حدثت..!!؟.
منذ اثنين وأربعين عاماً أذكر تماماً ذلك الخبر الذي سمعته بنفسي من إذاعة لندن، وهو التالي: أرسل العقيد القذافي دبابة واحدة وتمركزت عند مدخل القاعدة العسكرية الأميركية بهدف منعها من أي نشاط عسكري أميركي " كمقدمة لطردها من الأراضي الليبية.
وهكذا استسلمت القاعدة كلها خوفاً من دبابة القذافي الوحيدة..!!، وبعد وقت قصير طُردت القواعد العسكرية الثلاث، وهي تجرّ أذيال الخيبة والخذلان..!!!، وقد احتفل قائد ثورة الفاتح من سبتمبر..!! مع جمال عبد الناصر بجلاء القاعدة الأميركية عن الأراضي الليبية، الذي كان فيما يبدو مغشوشاً بثورية القذافي وحماسه القومي، لدرجة أنه قال له: لقد ذكرتني بشبابي يا معمر. ولم يمهل رب العالمين جمال عبد الناصر، لكي يكتشف نوعية القذافي وأصله وفصله وجنونه.
فكيف حدث ذلك يا ناس...!!!.
لقد أطلق أنور السادات على القذافي لقب " مجنون ليبيا "، فإن كان هذا اللقب يحمل شيئاً من الواقع.. وإذا كان إلى جانبه أولاده الثمانية، بما فيهم أختهم، مجانين مثله.. وإذا كانوا يتحكمون بمفاصل الدولة كلها، فكيف استطاع هؤلاء المجانين التسعة أن يتحكموا بليبيا وشعبها مدة اثنين وأربعين عاماً، دون أن يُصاب نظامُهم الشاذ بسوء أو تصدّع أو انهيار..!!؟.
ثم كيف تناصب أميركا العداء للقذافي، وتقوم سراً وفي منتصف ثمانينات القرن الماضي بغارة جوية ليلية على مقرّ إقامة الأخ العقيد..!! في طرابلس الغرب، ودكّته بالصواريخ والقنابل التدميرية دون شفقة أو رحمة، والناس نيام ينطبق عليهم المثل القائل: يا غافل لك الله..!!!؟.
ولولا العناية الإلهية..!!! لكان القذافي وعائلته في خبر كان..!!، فقد شاء رب العالمين أن لا يُقتل في تلك الغارة الهمجية سوى تلك طفلة صغيرة تبنّاها القذافي صاحبُ القول المشهور: أنا المجد والثورة "...!!.
يا سبحان الله.. كيف حدث ذلك، ولم تقتل الغارات الأميركية الوحشية سوى تلك الطفلة المسكينة..!!!؟.
ثم كيف حدث أن أباد القذافي ألفاً ومئتا سجين في سجن بوسليم في بداية التسعينات دون أن تنقل جهةٌ إعلامية واحدة ما حدث في ذلك السجن، ودون أن يتنحنح أحد في العالم بعبارة احتجاج واحدة.
وكيف تُطمس أخبار هذه المجزرة وتبقى مطموسة عن أسماع العالم وبصره، إلى أن تمّ كشفها بعد أن انتفض الشعب الليبي في الخامس عشر من شباط بوجه هذا الأرعن... المجرم... المجنون..!!؟.
وكيف ترك القذافي شعبه مهملاً وبلده متخلّفاً، وراح يلعب بذيله على هواه في العالم، ويخبط خبط عشواء تماماً كالجمل الهائج، فيقتل ويدمّر ويدعم الحركات المتمردة، ويفجر الطائرات ثم يدفع مليارات الدولارات تعويضات لضحايا أفعاله الرعناء، كما هو الحال في تفجير طائرة لوكربي التي دفع تعويضاً، مقداره عشرة ملايين دولار لكل ضحية من ضحايا الطائرة، ما عدا التعويضات الجانبية.
ثم كيف بنى المفاعلات النووية، وصرف عليها المليارات والمليارات، وبعد ذلك قدم لأميركا خردة تلك المفاعلات هنيئة مريئة، لتقوم أميركا بدورها بصهرها وتحويل ذلك المصهور إلى طناجر وصحون وخلاف ذلك..!!!؟.
ثم كيف استطاع أن يدّعي النبوة ويلهمه الله الكتاب الأخضر بديلاً عن الكتب السماوية، ويبقى دون مساءلة أو احتجاج إسلامي وغير إسلامي...!!؟.
ثم كيف يصف شعبه بالجرذان والجرادين والحشاشين والإرهابيين.. ويهدّد ويتوعد بإبادة الشعب كله، ويقول: من الصحرا إلى الصحرا .. سنزحف عليهم شبر شبر.. بيت بيت.. شبر شبر.. زنغة.. زنغة.. فرد فرد..!!.
وكيف يقول للغرب: إذا وقفتم ضدي فسأتعاون مع القاعدة، وأعلن الجهاد..!!.
وكيف يقول محذراً الغرب: إذا سقط نظامي فسوف يتهدّد سلام الغرب وإسرائيل..!! " نعم سلام إسرائيل..!!
وكيف.. وكيف..
وكيف تقف إلى جانبه بعض الدول التقدّمية، ألأنها ترى الأخ القذافي قائداً تقدمياً يقارع الرجعية.. والاستعمار.. والإمبريالية..!!!؟. هل تقولون إن الطيور على أشكالها تقع..!!.
لقد اشترى نيرون ليبيا ربما الآلاف من المرتزقة، وهذه مسألة ليست غريبة، وليست مستحيلة، ولكنني ما كنت أتصور أن المجرم المجنون ينجح في الوصول إلى سابع المستحيلات، ويشترى دولاً عديدة.. يشتريها بالمال والمازوت..
أيها السادة.. لقد أصبحت الدول تُباع وتُشترى في أسواق المال والبورصة و.. سوق النخاسة أيضاَ..!!. وهذا هو الغريب.. العجيب.. المستحيل الذي لم تستوعبه مداركي...!!!.
فكيف حدث ذلك أيها القراء الأعزاء.. أجيبوني بالله عليكم..!!؟.
وإن لم تفعلوا، وبقيتم صامتين، فسوف أضطر للإجابة بنفسي في حلقة أخرى.
وحتى ذلك الحين أرجو من الله أن يعين الشعب العربي في ليبيا على قصف رقبةَ القذافي وأولاده الثمانية...
إن الله على كل شيء قدير.
و... إلى اللقاء...
&&&&&& | |
|
عبد المالك حمروش المدير العام
عدد المساهمات : 5782 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 الموقع : https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com
| موضوع: مسلسل السقوط...نيرون ليبيا / 1 / السبت مارس 19, 2011 5:07 am | |
| هناك شبه إجماع على أن تصرفات نيرون ليبيا شاذة أو خاصة وهو أمر غير دقيق كون النظام العربي مثل الشعوب العربية كل وحداته نسخة طبق الأصل من بعضها, مما يوضح حالة الصمت والوجوم على قادة النظام العربي, وييستدل البعض على تفرد السفاح الليبي بذبح شعبه الأمر الذي لم يحدث في مصر ولا في تونس قبلها, ومن يذهب إلى هذا التبرير لا يعلم أن طاغية مصر مثل طاغية تونس أصدر الأمر بإبادة المعتصمين والمتظاهرين لكن الجيش رفض, فلو طاع الجيش أمرهما لفعلا أكثر مما فعل نيرون ليبيا, وذات الأمر يحصل في اليمن والبحرين الآن. والحقيقة الثانية هي أن كلا من الغرب والنظام العربي ماطلا بكل الأساليب الممكنة بقصد إعطاء الوقت الأطول للسفاح حتى يسحق الثورة ولو قتل ثلاثة أرباع الشعب الليبي ذلك أن الخوف من الثورة وهي العدو المشترك بين الغرب والنظام العربي بلغ حد الرعب لدى هؤلاء وحليفهم الصهيوني..وهذا ما يفسر تماطل الغرب الآن رغم قرار مجلس الأمن بالرغم من المعارك الشرسة التي يقودها سفاح ليبيا اليوم ضد الكثير من المدن الآهلة بالسكان وزحفه الحثيث نحو بن غازي ويكتفي الغرب بتحذيره, يحدث هذا كله بالرغم من إعلان نيرون ليبيا وقفا كاملا لإطلاق النار فورا كمناورة للتضليل ولربح مزيد من الوقت. أظن أني أجبت على أسئلتك أستاذ عبد الرحمن ولو بشيء من الاختصار. تحياتي | |
|