مسلسل السقوط... نيرون ليبا 3/3

مسلسل السقوط ... نيرون ليبيا 3/3

عبد الرحمن عمار



استكمالاً لما سبق وتحدثنا عنه في القسمين الأول والثاني، نقول:

لو بَرَمْنا وفتلنا شخصيةَ القذافي ودماغه وأفكاره قليلاً لحصلنا على وجه آخر داعمٍ ومتمّمٍ للوجه الذي ذكرناه.

وبعض هذا الوجه المتمّم ما أورده موقعنا هذا " منتديات الصمود والتصدي " في مقال بعنوان " من أخطر أقوال وآراء القذافي .." ومنه نشير إلى التالي:

طلع القذافي على الشعب الليبي بكتابه " الأخضر " وهو كما يقول " نظرية كونية ستكون لنا دينا، لان الناس في هذا العصر محتاجة إلى دين.. إلى كتاب يوحدها. وشبّه ذلك الكتاب ببشارة عيسى أو ألواح موسى، أو خطبة راكب الجمل القصيرة ".

وقد تبيّن فيما بعد أن من كتب الكتاب الأخضر هو شخص غير القذافي، ونال عنه مكافأة محرزة، هي عدد من أكياس الدنانير قد لا تُعدّ ولا تُحصى.

ويقول عنه" الهوني " الذي كان زميلاً له في قيادة الثورة: القذافي كان يرى أنه مكلّف بمهمة إلهية..!!!.

ووصف القذافي الحج بأنه " عبادة ساذجة "، وأن الكعبة هي آخر صنم ما زال باقياً حتى الآن.. كما وصف الحجاب بأنه " من عمل الشيطان "، وأنكر المعراج، وادعى النبوة، وزعم أن فرقة اللجان الثورية هي " نبي هذا العصر "

ويقول في إحدى خطبه، وهنا أثبت قوله بالحرف الواحد: كن فيكون، كلمة " فيكون " قد تحصل بعد مليون سنة مثلاً، أيتها السحابة الكونية؛ كوني كواكب سيارة من الشمس إلى الأرض... الخ... بعد 400 مليون سنة... ما دام الله قرر هكذا فعلاً بعد 400 مليون سنة ستكون بهذا الشكل... كن فيكون، يعني؛ كوني هكذا، فكانت حسب المدة... أنا قلت: ثورة بعد عشرين سنة، وعملت من أجلها... قامت... نعم فلتكن ثورة، فكانت ثورة ".

وفي خطبة أخرى يقول: سأحرق وأمزق كل الكتب المضللة المستوردة.. سأشن ثورة على المكتبات والجامعات وعلى كل شيء مكتوب، سنحرق كل فكر مضلل...".

ويقول أيضاً: من المستحيل أن تقوم حرب مقدسة بين المسلمين والمسيحين أو اليهود، لأننا كلنا ننتمي إلى سلالة إبراهيم أبونا الأول، ونحن جميعاً في مواجهة جميع أشكال الوثنية "...!!!.

انتبهوا أيها الأعزاء إلى هذه الفكرة.. إنها تجسّد يهودية القذافي.

وانتبهوا أيضاً إلى ما يقول أحد رؤساء المخابرات اليهودية السابقين عن القذافي: ( إن حكم القذافي يعتبر رصيداً لإسرائيل، فمن غير القذافي وبطريقته التعصبية في الدعوة للوحدة العربية، يحافظ على انقسام العرب؟ إن بقاء القذافي هو رصيد لبقاء إسرائيل، وخصوصاً من الناحية التكتيكية، فهو عامل انقسام في العالم العربي )... هذا ما نقله دجون كولي مؤلف كتاب " عاصفة الرمال الليبية ".

*****

إن من ينظر إلى تصرفات القذافي وأقواله وتناقضاته الصارخة، وكذلك إلى أحوال أولاده الشبيه بأحوال أبيهم، يعتقد أنهم مهابيل.. مجانين.. فوضويين.. أوغاد ومجرمين.. فكيف، وهم على هذه الحال، استطاعوا أن يمسكوا بخناق الوطن الليبي إمساكاً بدا وكأنه لا فِكاك منه..!!!؟. هذا سؤال مشروع، وأنا شبه واثق أن محافلَ ماسونية صهيونية ذات خبرات هائلة تعمل وتخطط وتوحي وتأمر من وراء الستار، وكل ما فعله ويفعله القذافي وأولاده السبعة وأختهم الثامنة، هي ترجمة متعمّدة لتخطيط تلك المحافل وإيعازاتهم.

ومن ينظر إلى باب العزيزية، مقرّ إقامة القذافي، ويرى تفصيلات مخططاتها، يدرك أنها أشبه بقلعة هائلة لا يمكن اختراقها من جميع جهاتها، فأسوارها، كما تذكر الفضائيات، مؤلفة من ثلاثة جدران، وكل جدار لا تخترقه القنابل والصواريخ، ويتنقّل القذافي في ذلك المقرّ، هو وعائلته في سراديب تحت الأرض، فمن الذي أوحى له ببناء هذا الحصن الهائل الحصين..!!!.

إن اليهود على مرّ العصور كانوا يتّبعون مثل هذا الأسلوب في بناء الحصون، وأذكر هنا أن يهود يثرب كلّهم، كانوا يبنون بيوتهم على شكل حصونٍ وآطام، ( والآطام هو نوع خاص من الحصون )، بخلاف بيوت العرب من قبيلتي الأوس والخزرج التي كانت عادية وغير محصنة.

إنها الطبيعة اليهودية لم تتغير منذ مئات السنين، فهي طبيعة مضطربة خائفة، لا تشعر بالأمان إلا داخل أوكارها..!!. والقذافي ليس بعيداً عن هذه الطبيعة، ومقره في باب العزيزية دليل على ذلك.

ومن يريد أن يشكك بيهودية القذافي أو بوجود تلك المحافل التي أشرت إليها، فأحيله إلى ما ذكرَتْه العديد من الجهات الإعلامية من أن الكثير من الذخائر والأسلحة التي تستخدمها كتائب القذافي هي من صنع صهيوني، كما أحيله إلى ما ذكرته تلك الجهات الإعلامية عن زيارةٍ إلى العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، قام بها منذ مدة قصيرة " ساطور الإجرام "، ولا أقول سيف الإسلام، لأن هذه الشخصية المهزوزة بعيدة كل البعد عن معنى هذا الاسم. والسؤال كيف ذهب إلى هناك..!!!؟. ولماذا ذهب إلى هناك..!!؟. وماذا فعل هناك..!!؟.

أنا لا أريد الإجابة عن هذه الأسئلة، ولكنني أترك غيري يفعل ذلك، فمما ذكرته بعض الجهات الإعلامية أن"سيف الإسلام" أعني " ساطور الإجرام " زار الكيان الصهيوني، والتمس منه إمداده بالمساعدات العسكرية الضرورية، وكذلك إنقاذ ثروة العائلة القذافية في الخارج، ومقابل ذلك تعهد " ساطور الإجرام " بتطوير العلاقة مع ذلك الكيان، والتنازل عن نصف ثروة العائلة المصونة للكيان الصهيوني.

ولا أعتقد أن مثل هذا الخبر بعيد عن التصديق.. فالصهاينة في تل أبيب والعائلة القذافي أبناء عمومة، وفصيلة الدم واحدة..!!!.

نعود ونقول: إن المحافل الماسونية والصهيونية موجودة في ليبيا، وهي التي تتلاعب بالقذافي وأولاده الثمانية, وتحرّكهم كأحجار الشطرنج من مكان إلى آخر.

ــــــ فهناك محفل لإدارة الشؤون السياسية، يخطط ويبرمج وينفذ..

ـــــــ وهناك محفل لم تكن مهمته تكوين جيش نظامي كما هو الحال عند دول العالم، وإنما تشكيل عصابات مسلحة من الشركات الأمنية المرتزقة، أُطلق عليها كتائبُ الساعدي وخميس وحمزة وغير ذلك، لتضمن الولاء التام للأخ القذافي..!!! وهي مدربة على شتى فنون الإبادة للشعب الليبي، ومنها سياسة الأرض المحروقة، تماماً كما هي سياسة العدو الصهيوني.

ـــــــ وهناك محفل يدرّب ملك الملوك..!! على الكيفية المناسبة لتبديد ثروة الشعب الليبي، وكيف يضع ما تبقى منها في يده ويد أولاده، وهي تُقدّر بمليارات الدولارات أو بأطنان من الذهب الخالص.

ـــــــ وهناك محفل يشرف على شؤون الدعاية والإعلام، مهمته التدريب على الكذب.. ثم الكذب.. ثم الكذب، ثم شراء الفضائيات التلفازية لدعم استراتيجية القذافي الإعلامية من أجل ترويج الدجل والكذب ونشْرِه وزرعِه في أذهان الآخرين.

فلعنة الله عليك يا نيرون ليبيا، لقد وضعت الوجدان العربي أمام خيارين، أحلاهما مرُّ:

إما أن يصمت الوجدان العربي عما تفعله أنت وأولادك من قتل وتدمير وإبادة للشعب الليبي..

وإما أن يقبل بالضربات الجوية الغربية لترسانتك العسكرية وشركاتك الأمنية المرتزقة من أجل وقف نهر الدم الليبي الذي توعّد به " ساطور الإجرام "..

وهكذا.. لجأ الوجدان العربي إلى المُرّ هرباً من الأشدّ مرارة.

فلعنة الله عليك يا ابن الصهيونية.. لعنةً جرداء.. جرباء لا تزول عنك مدى الدهر..

ولعنة الله عليك لعنةً تقضي عليك وعلى ذريتك الفاسدة.. وتقضي أيضاً على خيمتك التي تضعها تحت إبطك أينما ذهبت، وكيفما توجهت...!!!.

آمين.. يا أرحم الراحمين.

العرب قد ابتلاهم الله بشرذمة من شرار خلقه .. لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة .. أخذهم الله أخذة العزيز المقتدر .. وأخرج المساكين الغلابة منهم سالمين غانمين ..
الثورات ضد المجرمين الفاسدين جهاد .. بل أعظم الجهاد .. للذين يحرمون ويفتون ويخوفون .. مهما كانت التضحيات ..